وكالات الأمم المتحدة تحذر من خطر العودة مجدداً إلى أيام حرب عام 2006 في لبنان
تاريخ النشر: 25th, September 2024 GMT
حذرت الوكالات الإنسانية الأممية من العودة إلى "أيام عام 2006 المظلمة" والحرب الشاملة في لبنان، داعية إلى خفض التصعيد بشكل عاجل وحماية المدنيين، بعد مقتل مئات الأشخاص في غارات جوية إسرائيلية.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أكدت نائبة ممثل منظمة الـيونيسف في لبنان، "إيتي هيجينز"، في أعقاب ما وصفته بـ "أسوأ يوم في لبنان منذ 18 عاما"، أن هذا "العنف يجب أن يتوقف على الفور، وإلا فإن العواقب ستكون غير معقولة".
وكانت الضربات الإسرائيلية واسعة النطاق التي شنت يوم الاثنين الماضي قد أسفرت عن مقتل أكثر من 500 شخص، بينهم 35 طفلا و58 امرأة، وإصابة 1645 في جميع أنحاء لبنان.
وأكدت "هيجينز" أن "أي تصعيد آخر في هذا الصراع سيكون كارثيا تماما لجميع الأطفال في لبنان، وخاصة العائلات من المدن والقرى في الجنوب والبقاع" الذين أجبروا على ترك منازلهم. وأكدت أن النازحين الجدد يضافون إلى 112 ألف شخص نزحوا بالفعل منذ أكتوبر الماضي.
وقالت المسؤولة في اليونيسيف إن المدارس أغلقت في جميع أنحاء لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء، "مما ترك الأطفال في منازلهم في حالة خوف". وأضافت أن أولئك الذين نزحوا "يصلون فقط بالملابس التي يرتدونها" حيث "نام الكثيرون في السيارات وعلى جانب الطريق، في بيروت وصيدا"، في حين أن "مقدمي الرعاية لهم يخشون هم أنفسهم من عدم اليقين بشأن الوضع".
وقالت اليونيسف إن هناك 87 مأوى جديدا تستوعب الآن النازحين، الذين تتزايد أعدادهم كل ساعة، في محافظات الجنوب وبيروت وجبل لبنان والبقاع والشمال.
بدوره، أشار المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين "ماثيو سالتمارش" إلى أن لبنان كان لسنوات عديدة "مضيفا كريما" للاجئين، بما في ذلك ما يقدر بنحو 1.5 مليون سوري يعيشون في البلاد.
وحذر من أنه بسبب التصعيد الحالي، يواجه العديد منهم النزوح مرة أخرى - وهي أزمة جديدة "بعد كوفيد-19، والركود الاقتصادي وتأثير انفجار مرفأ بيروت قبل أربع سنوات.
من جانبها، أعربت المتحدثة باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان "رافينا شمداساني" عن الانزعاج إزاء "التصعيد الحاد في الأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله" ودعت جميع الأطراف "إلى وقف العنف على الفور وضمان حماية المدنيين".
وأبدت أسفها لانتشار العنف إلى لبنان، متسائلة: "ألم نتعلم شيئا مما حدث في غزة على مدار العام الماضي؟"
وفي إشارة إلى تأثير هجمات الأسبوع الماضي باستخدام أجهزة النداء (البيجر)، قالت "شمداساني" إنه "من غير الطبيعي" أن "يفقد الناس أعينهم في الوقت الذي لا تستطيع فيه المستشفيات التعامل مع كمية عمليات البتر التي يحتاجون إلى إجرائها".
وجددت دعوة المفوض السامي فولكر تورك إلى خفض التصعيد، وأكدت أنه فيما يجتمع زعماء العالم في نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة "يجب عليهم إعطاء الأولوية لإنهاء هذا الصراع".
وفي حديثه عن الوضع الصحي في لبنان، قال الدكتور عبد الناصر أبو بكر، ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان، إنه بعد هجمات الأسبوع الماضي، أجريت أكثر من ألفي عملية جراحية وما زال ما يقرب من ألف شخص في المستشفيات.
وقال: "معظم الأشخاص الموجودين في المستشفيات ما زالوا ينتظرون الجراحة، ولكنهم ينتظرون أيضا البتر. لم نشهد قط هذا الكم من الإصابات المتعلقة بالأيدي والوجه والأعصاب"، والتي تتطلب تدخلات من قبل أطباء متخصصين للغاية.
اقرأ أيضاًوزير الصحة اللبناني يدعو المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار من غزة إلى لبنان
لبنان.. غارة إسرائيلية عنيفة على منطقة السعديات بين العاصمة بيروت وصيدا
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي المجتمع الدولي حرب عام 2006 في لبنان نيويورك وكالات الأمم المتحدة فی لبنان
إقرأ أيضاً:
ليو شو: التصعيد المتزايد من طوكيو وواشنطن غيّر من طبيعة المشهد
قال الدكتور ليو شو، نائب مدير معهد الدراسات الروسية وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، إن التوتر القائم حالياً بين بكين من جهة واليابان والولايات المتحدة من جهة أخرى، يرتبط مباشرة بالمناورات العسكرية الأخيرة التي تنفذها الصين في محيط تايوان.
العمليات العسكرية الصينيةوأوضح أن التطورات خلال الأسبوعين الماضيين تكشف أن العمليات العسكرية الصينية كانت تلقى تفهّمًا نسبيًا، لكن "التصعيد المتزايد من طوكيو وواشنطن" غيّر من طبيعة المشهد.
وأضاف ليو شو، في تصريحات لقناة القاهرة الإخبارية، أن الصين تعمل وفق سياستها الثابتة المعروفة، والتي تقوم على اتفاقيات سابقة بين بكين وتايبيه، لافتاً إلى أن المناورات الجارية "لا تُعد أعمالاً حربية بالمعنى المباشر"، لكنها تأتي كرد فعل طبيعي على تصريحات ومواقف صدرت مؤخراً عن مسؤولين يابانيين وأمريكيين.
موجة جديدة من التوتراتوأشار إلى أن المتحدثين الرسميين من الجانبين الصيني والأمريكي عقدوا محادثات خلال الفترة الماضية، إلا أن التدريبات الأخيرة أثارت موجة جديدة من التوترات في المنطقة.
المناورات الصينيةوأكد نائب مدير المعهد أن المناورات الصينية "لا تستهدف دولة بعينها"، لكنها تحمل رسالة واضحة مفادها أن بكين تتمسك بسيادتها وبمبدأ "الصين الواحدة"، وأن أي محاولات للتشكيك في هذا المبدأ أو تهديده ستُقابل بردّ محسوب.
وأضاف أن الصين تنظر إلى هذه التدريبات باعتبارها جزءاً من إجراءات الدفاع عن السيادة، وليست خطوة هجومية تستهدف إشعال مواجهة مباشرة.
وأشار ليو شو إلى أن الرسائل التي تبعث بها بكين من خلال هذه المناورات موجهة بالأساس إلى اليابان والولايات المتحدة، في ظل ما يعتبره صانع القرار الصيني تدخلاً متزايداً في ملف تايوان.
وشدد على أن الصين تريد التأكيد بأن "هناك صيناً واحدة وسياسة واحدة"، وأن الحفاظ على هذه القاعدة يمثل أساس الاستقرار في المنطقة، محذراً من أن أي مساس بها قد يدفع الأمور نحو مزيد من التوتر.