مفكران عراقيان: معرض الرياض الدولي للكتاب من أهم نوافذ الثقافة العربية
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
أكد مفكران عراقيان، يشاركان في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، أهمية المعرض في جمع المثقفين والأدباء من الدول العربية والعالم، موضحين أن المعرض يُعد من أهم نوافذ الثقافة العربية، وليس للثقافة السعودية فقط.
وأوضح المفكر العراقي المتخصص في الدراسات العربية النقدية الدكتور عبدالله إبراهيم، أن معرض الرياض الدولي للكتاب، يعد أحد المعالم الثقافية المميزة للمملكة، التي تعيد تعريف هويتها واكتشاف تراثها، بتنظيم الكثير من الفعاليات الثقافية المتنوعة والثرية بموضوعاتها وضيوفها.
وقال إبراهيم :”إن مثل هذه الفعاليات الثقافية التي تنظمها المملكة تفتح الأفق العام أمام الإبداع والتعبير، وتناقش القضايا الأكثر أهمية في الثقافة والتراث، معربًا عن اعتزازه بالمشاركة في معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام، حيث شارك في ندوة “منطق الحكاية العربية” الحوارية، التي تناولت مميزات الحكاية العربية ومنطق التخييل العربيّ الخاص، لافتًا إلى القيمة المعرفية التي قدمتها الندوة، وشهدت حضورًا مميزًا ومداخلات ثرية”.
وأشار إلى أنه ناقش خلال الندوة منطق السرد العربي، وعده بالظاهرة الأكثر أهمية في الثقافة العربية الإسلامية، لأن به وقع التعبير عن هذه الأمة وتحولاتها ونجاحاتها وهزائمها، ومن دون السرد الذي يجرى تمثيلًا لهذه الوقائع فنحن غير قادرين على حصرها، وما كان لنا أن نعرفها من دون السرد، مبينًا أن الشعر مع أهميته لا يشكل إلا أقل من عشر ما ترك العرب من السرد الذي يعد الظاهرة الأكثر أهمية.
ودعا عبدالله إبراهيم المعنيين بالسرد العربي، إلى اكتشاف معالم الهوية العربية الإسلامية، وإعادة النظر في الظاهرة السردية؛ لأن هويتنا موجودة فيها وليس في سواها، ولكن مع الأسف تم اختزالها في أشكال بسيطة.
بدوره، عبر الباحث الموسوعي العراقي الدكتور سعيد الغانمي، عن سعادته بالمشاركة في معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي يعد من أهم معارض الكتاب في العالم العربي، مؤكدًا أهمية المعرض في إثراء الحراك الثقافي في المنطقة.
وحول مشاركته في المعرض، قال: “إنه شارك في ندوة “منطق الحكاية العربية”، وإنه حاول من خلال مشاركته استكشاف منطق الحكاية العربية بأصناف المعقولية الخاصة في الحكاية العربية القديمة، مبينًا أنه في كتابه “الكنز والتأويل في الحكاية العربية”، أراد أن يتحدث عن الحكاية العربية من منظور جديد، فأخذ مجموعة من الحكايات بعضها يعود إلى العصر الجاهلي والآخر للعباسي مختلفة الأنواع”.
وتأتي مشاركة المفكرين العراقيين، ضمن البرنامج الثقافي الثري للمعرض الذي يتضمن أكثر من 200 فعالية تناسب جميع الأعمار وتشمل العديد من الندوات والجلسات الحوارية، والمحاضرات والأمسيات الشعرية التي سيقدمها نخبة من الأدباء والمفكرين والمثقفين من السعودية وعدد من دول العالم، وتقام على مسرح المعرض، إضافة إلى العديد من ورش العمل التي تناقش موضوعات مختلفة في شتى المجالات.
يذكر أن معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 افتتح أبوابه يوم 26 سبتمبر الجاري، ويستمر حتى الخامس من أكتوبر المقبل، ويستقبل زواره من الساعة 11 صباحًا إلى 12 منتصف الليل، باستثناء يوم الجمعة حيث يبدأ استقبال الزوار من الساعة الثانية مساء.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية معرض الریاض الدولی للکتاب الحکایة العربیة
إقرأ أيضاً:
الحفرة التي سقطت فيها الفتاة: أهمية منع الإهمال لمنع الكارثة قبل أن تقع
صراحة نيوز- كتب أ.د. محمد الفرجات
دعوة لتأسيس منظومة ذكية لإدارة الأخطار قبل أن تتحول الإهمالات الصغيرة إلى مآسٍ…
حادثة سقوط فتاة أمس في حفرة مملوءة بالمياه في أحد شوارع عمان لم تكن في جوهرها “حادثًا عابرًا”، بل عرضًا واقعيًا لترهل إداري مزمن، وغياب منظومة ذكية محوسبة تتتبع الأعمال الميدانية والحفريات ومواقع الخطر في الوقت الحقيقي. هذه الحادثة لم تكن بحاجة إلى “مذنب مباشر”، بقدر ما كانت بحاجة إلى منظومة تمنع حدوث الخطأ أصلاً.
الإشكالية ليست حفرة… الإشكالية غياب نظام إدارة مخاطر
حين تُترك حفرة بعد أعمال صيانة أو مشروع بنية تحتية دون حماية أو متابعة أو تحديث، فهذا ليس خطأ عامل أو موظف. هذا فشل نظامي مؤسسي — فشل في التوثيق، فشل في الرقابة، فشل في اتخاذ القرار، وفشل في إدارة الخطر.
في دول تُعامل سلامة المواطن كأولوية عليا — مثل دول الخليج المتقدمة إداريًا، ودول الاتحاد الأوروبي، وكندا، واليابان، والصين — لا يُعتمد على اجتهاد موظف، ولا على تفقد ميداني عابر، بل تُدار المدن عبر أنظمة ذكية ودقيقة وصارمة:
منصات رقمية تربط البلديات وشركات المياه والكهرباء والاتصالات والأشغال والمقاولين.
مصفوفات ذكاء اصطناعي ترصد أي عمل مفتوح وتقيّم درجة خطورته.
تنبيهات تلقائية تُرسل للمسؤولين عند وجود موقع غير محمي أو متأخر أو يشكل تهديدًا للمارة.
مؤشرات أداء يومية تصل للمسؤول الأعلى تُظهر عدد الحفريات النشطة ونسب التأمين والاستجابة.
في تلك الدول، الخطر يُدار قبل حدوثه، لا بعد وقوعه.
ما نحتاجه في الأردن ليس تعليمات جديدة… بل تحول في عقلية الإدارة
لا يجب أن تُختزل الحادثة في سؤال: “من ترك الحفرة؟”
بل يجب أن يتحول السؤال إلى:
أين المنظومة الذكية التي كان يجب أن تمنع وجود حفرة غير محمية أصلاً؟
كيف لم يظهر إشعار خطر على شاشة مسؤول البلدية؟
أين لوحة المتابعة التي تربط المقاول والمهندس والجهة المالكة للمشروع؟
كيف تُدار مدينة بملايين البشر دون نظام موحد لإدارة الأعمال الميدانية؟
غياب هذه المنظومة يعني أننا ما زلنا نعمل بعقلية الورقيات والاجتهادات الفردية، بينما العالم يتقدم بأنظمة تتبع لحظي وإدارة ذكية للأخطار.
مطلوب الآن: مصفوفة وطنية ذكية لإدارة أعمال الميدان…
حادثة الأمس يجب أن تكون نقطة التحول نحو إطلاق مصفوفة وطنية موحدة تشمل جميع الجهات ذات العلاقة، تعمل على:
1. تسجيل كل حفرية أو نشاط ميداني أو فعل لحظة إحداثه على خريطة رقمية وطنية.
2. تحديد درجة خطورته (عالي — متوسط — منخفض).
3. فرض إجراءات حماية إلزامية بحسب مستوى الخطر.
4. استخدام الذكاء الاصطناعي لرصد أي موقع مهمل أو غير محمي.
5. إرسال تنبيهات فورية للمسؤولين في أكثر من مستوى.
6. فرض غرامات آلية على الجهات المتقاعسة.
7. إصدار لوحة قيادة يومية تصل للوزارة والمحافظة ورئيس البلدية.
بهذا فقط ننتقل من إدارة رد الفعل إلى إدارة الخطر قبل وقوعه.
ختامًا: حادثة الأمس رسالة وعلى الدولة أن تستمع
ليست المشكلة حفرة، بل مشكلة نظام إداري غير ذكي وغير مترابط وغير متابع.
غياب التكنولوجيا في الإدارة لم يعد خيارًا، بل خطرًا مباشرًا على حياة الناس،،، وعليه… فالحل ليس معاقبة موظف وننهي القضية، بل بناء منظومة تمنع الخطأ من جذوره.
وحتى نرى مصفوفة ذكية موحدة في الأردن لإدارة أعمال الميدان، ستبقى هذه الحوادث تتكرر.
ونحن سنبقى نكتب ذلك حتى تنتقل مؤسساتنا من ثقافة “الرد على الكارثة” إلى ثقافة منع الكارثة قبل أن تبدأ.