الجفاف يطال «سانتا أولالا» للسنة الثانية
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
باتت بحيرة سانتا أولالا الشاطئة أرضاً بيضاء متصدّعة بعدما كانت تضم حياة مائية وفيرة وتستقطب مستعمرات كبيرة من الطيور المهاجرة في متنزّه دونيانا الوطني في جنوب إسبانيا.
للسنة الثانية على التوالي، جفّت هذه البحيرة بصورة كاملة، بسبب التأثيرات الناجمة عن التغير المناخي ولكن أيضاً بسبب الزراعة المكثفة والسياحة المفرطة في المنطقة، في وقت كانت سانتا أولالا البحيرة الوحيدة التي تبقى مغمورة بالمياه، حتى خلال فصول الصيف الحارة التي كان جنوب اسبانيا يشهدها.
وتقول الباحثة في محطة دونيانا البيولوجية كارمن دياس بانياغوا عبر وكالة فرانس برس إنّ «السنوات الأخيرة طالها جفاف حاد، وهو وضع شائع في منطقة تتميّز بمناخ البحر الأبيض المتوسط».
وخلال السنوات الاخيرة، يتقلّص سطح البحيرة التي تصل أعلى مستوياتها في الظروف العادية إلى أكثر من 45 هكتاراً، في حين لم يسبق للمحطة البيولوجية أن لاحظت جفافاً تاماً يطالها على صيفين متتاليين.
وتأكدت هذه الملاحظة المُحزنة عبر معطيات رسمية صدرت هذا الأسبوع.
وبعدما كانت خيول المتنزه تشرب في السابق من البحيرة وهي محاطة بطيور اللقلق والنحام الوردي، باتت ترعى بمفردها محاولةً تناول كميات العشب المحدودة التي تخرج من الرمال أو من الأرض المتصدعة.
وتعزو كارمن دياس بانياغوا المشكلة خصوصاً إلى «الاستغلال المفرط» للمياه الجوفية تحت المتنزه بهدف «ري الحقول المجاورة وإنشاء مبان مرتبطة بالسياحة»، مع وجود شاطئ مجاور للمتنزه يستقطب سنوياً عدداً كبيراً من الزوّار.
وتضيف «لا ينبغي التفكير في أنّ ما يحصل هو مجرّد مسألة طبيعية ناجمة عن التغير المناخي وأنه من غير الممكن تجنّبها. نستطيع تفاديها».
وتواصل الجمعيات البيئية تنديدها بالسياسات الزراعية المُعتمدة في إسبانيا خلال السنوات الأخيرة، والتي تلقى انتقادات من جانب المفوضية الأوروبية أيضاً.
من جهتها، حذرت اليونسكو من أن مشروع القانون المرتبط بالريّ الذي عرضته أخيراً الحكومة الإسبانية قد يتسبب في إزالة المتنزه من قائمتها للتراث العالمي.
ويرمي مشروع القانون الذي رُفع إلى البرلمان الإقليمي، إلى تسوية وضع مئات الهكتارات من الزراعة غير القانونية للفاكهة الحمراء في محيط المتنزه.
وفي العام 2014، أصدرت سلطات المنطقة التي كان يقودها الاشتراكيون آنذاك، قانوناً يجعل من الممكن معاودة زراعة الفراولة في تسعة آلاف هكتار من الأراضي، بعدما كانت شهدت هذه الزراعة سنوات من الازدهار الفوضوي. لكنّ اليمينيين يؤكّدون أن «مئات المزارعين قد استُبعدوا».
وجرى تناول قضية دونيانا على المستوى الوطني ضمن الحملة الانتخابية البلدية والإقليمية في مايو والتشريعية في يوليو، داخل بلد يستهلك مزارعوه 80 في المئة من موارد المياه العذبة.
وتؤكد بانياغوا أنّ «سياسة إدارة المياه لن تكون على المدى البعيد مناسبة لحفظ بحيرات متنزّه دونيانا».
تسريب لمواد حمضية يحيل سماء مدينة صينية.. صفراء منذ ساعة 30 في المئة من الأميركيين يمارسونها.. لماذا يقدم البشر على قضم الأظافر؟ منذ ساعة
المصدر: الراي
إقرأ أيضاً:
رصد تأثير الجفاف على أشجار الطلح المعمّرة بالجبل الأخضر
قام فريق متخصص من إدارة هيئة البيئة بمحافظة الداخلية، بالتعاون مع مختصين من المديرية العامة للثروة الزراعية وموارد المياه بالمحافظة، بزيارة ميدانية مشتركة إلى ولاية الجبل الأخضر، وذلك في إطار متابعة حالة الغطاء النباتي ومراقبة الأشجار البرية المعمّرة في المنطقة.
وتركّزت الزيارة على معاينة عدد من أشجار الطلح المعمّرة التي ظهرت عليها علامات الجفاف، حيث أظهرت النتائج الأولية إصابة بعض الأشجار بحشرات حافرة للساق تؤثر على نموها وتضعف مقاومتها الطبيعية. كما تم جمع عينات لتحليل الأسباب المحتملة الأخرى، تمهيدًا لوضع الحلول المناسبة للمكافحة البيئية وفق منهج علمي مستدام.
وتأتي هذه المبادرة ضمن استراتيجية هيئة البيئة الرامية إلى الحفاظ على الأشجار البرية المعمّرة ودعم استدامة التنوع الأحيائي، من خلال تعزيز التعاون مع الجهات المختصة في مجالات الزراعة والموارد الطبيعية، بما يسهم في رفع كفاءة البرامج الميدانية المرتبطة بالغطاء النباتي.
ويُعد الغطاء النباتي أحد العناصر الحيوية للتوازن البيئي، حيث يسهم في حماية التربة من الانجراف، وتنظيم المناخ المحلي، وتوفير المأوى والغذاء للعديد من الكائنات الحية. وتشكّل الأشجار المعمّرة، مثل الطلح والسمر والعتم، جزءًا أصيلًا من الهوية البيئية العُمانية لما لها من دور بارز في مقاومة التصحر والحفاظ على التنوع الأحيائي.
وتولي هيئة البيئة اهتمامًا خاصًا بهذه الأشجار من خلال الزيارات الميدانية الدورية، وبرامج الرصد والتوعية المجتمعية، لضمان استدامتها ونقلها للأجيال القادمة بوصفها إرثًا طبيعيًا يعكس علاقة الإنسان العُماني ببيئته ويُبرز التوازن بين التنمية وحماية الموارد الطبيعية.