إليسا تتألق في حفل دبي.. رسالة أمل في زمن الحرب
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
متابعة بتجــرد: أحيت النجمة اللبنانية إليسا حفلاً، أمس، على ملعب “كوكاكولا أرينا” في مدينة دبي، ضمن موسم الحفلات الشتوية، حيث وجّهت كلمة حب وسلام لبلدها لبنان جراء الحرب الإسرائيلية على أراضيه.
وقد انتشر مقطع فيديو لإليسا من الحفل وهي تلقي كلمة مؤثرة للبنان بعد عودتها إلى المسرح، قائلة: “أمضيتُ أياماً عديدة خلف التلفزيون، أتابع مثل كلّ الناس، خاصةً أبناء بلدي، وأدركت أنه ليس لديّ ما أقدّمه”.
وتابعت: “قرّرت أن أعود إلى عملي، وأظهر صورة بلدي الحلوة، وأقول للناس إن بلدي ستعود أحلى مما كانت عليه، وهذه مرحلة موقتة نمرّ فيها”.
وأشارت إليسا إلى التزاماتها تجاه بلدها وفرقتها الموسيقية والأشخاص التي تتحمّل مسؤوليتهم، قائلة: “لن أتوقف عن الحياة، وسأستمر، ويقولون إن الكرة الأرضية تهتز، ولكنها لا تقع ولن تقع إن شاء الله”.
وتفاعل الجمهور اللبناني بشكل واسع مع كلمة إليسا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ جاء في أحد التعليقات: “طالما لدى لبنان من يحبه مثلك، البلد سيعاد إعمارها وستكون أفضل من قبل إن شاء الله”، وفي تعليق آخر: “الدني تهز ولا تقع، كيف إذا ست الدني بيروت؟ لا تقع، ولن تهزم… وستعود أقوى وكلها حب وجمال.. بصوتك ومعك”.
الدني بتهز و ما بتوقع، كيف اذا ست الدني #بيروت ؟
لا بتوقع، و لن تهزم.. و رح ترجع اقوى و كلها حب و جمال.. بصوتك و معك. ♥️@elissa
#اليسا_في_دبي #إليسا #لبنان #elissa pic.twitter.com/wEs6D6VhQN
طالما لبنان عندو حدا يحب بلدو متلك، البلد بترجع بتتعمر وبترجع أحسن من قبل بإذن الله ❤️????????????????@elissakh @AngelaElSisi @ERecordsMusic @moments_uae pic.twitter.com/q6261zXmTO
— Rachel H ✞ (@Rachelh165) October 11, 2024 main 2024-10-12Bitajarodالمصدر: بتجرد
إقرأ أيضاً:
رسالة قرآنية من محرقة غزة
x﴿إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ﴾ (التوبة: 50)
لطالما كان النفاق داءً متجذرًا في جسد الأمم، لا تسلم منه جماعة ولا يبرأ منه مجتمع، حتى ذاك المجتمع الذي تنفّس النور مع النبي ﷺ. فكيف بغزة اليوم وهي تصطلي بنيران المحرقة؟! في زمن الطوفان، تتعرّى الوجوه، ويخرج المنافقون من جحورهم كخفافيش الليل، ينفثون سمّهم في المجالس، يطعنون ظهور المجاهدين بالكلمة قبل الخنجر، يبثون الوهن في النفوس، ويتهامسون بخبث أن غزة جنت على نفسها، وأن هذا الطوفان لن يجلب سوى الدمار.
هم ذاتهم الذين طعنوا الأمة في أحد، وفرّوا في الخندق، وتربّصوا بالأحزاب. يرَون في المقاومة تهورًا، وفي الدم عبثًا، ويرفعون راية الذل والعار، متمنّين لو أن غزة ألقت سلاحها وجثت تحت أقدام جلادها.
لكنهم لا يعلمون… أن طوفان غزة ليس إلا غربالًا، يميز الله به الخبيث من الطيب. هو فرقان بين زمن الخوف وزمن العزة، زمن الرجال وزمن الخشب المسندة، زمن الإيمان وزمن النفاق المقنّع بوجوه مثقفة وألسنة معسولة.
قال الله تعالى:
﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ﴾ (النساء: 145)
﴿إِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ﴾ (المنافقون: 4)
المنافق لا يسكن في جبهة العدو، بل يعيش بين الصفوف، يتلوّن كالحرباء، يُظهر غير ما يُبطن، يُخادع الله والذين آمنوا. وحين يعلو صوت الدم، يرتدّ صوتهم ليُضعف العزائم ويهزّ الثقة.
واليوم، نسمعهم في وسائل الإعلام ومواقع التواصل والمجالس المغلقة، يقولون: «لو لم تبدأ غزة الحرب… لو لم تتحد الاحتلال… لو بقيت على حالها لكان أفضل لها».
كأنهم يرددون ما قاله المنافقون في أحد: ﴿لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَّاتَّبَعْنَاكُمْ﴾ (آل عمران: 167)
بل نراهم في تقارير «محايدة» وتحليلات «عقلانية»، يساوون بين الجلاد والضحية، ويغمزون من قناة المقاومة بأنها سبب البلاء، وأن منطق القوة لا يأتي إلا بالخراب. لا يهمهم آلاف الشهداء، ولا الطفولة المحترقة، ولا البيوت التي سوّيت بالأرض. كل ما يهمهم هو استمرار «مسار سرابي تباع فيه القدس» و”عناق سادة المجتمع الدولي من حلف الصهيونية”، حتى وإن كان الثمن هو إذلال شعب بأكمله.
وهذا ليس جديدًا، ففي معركة الأحزاب قال الله: ﴿وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا﴾ (الأحزاب: 12)
﴿إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا﴾ (الأحزاب: 13)
اليوم، تُعيد غزة فرز الخنادق. طوفان المقاومة لم يكن مجرد رد فعل عسكري، بل لحظة وعي وجودي. والمواقف التي اتخذها بعض الكتّاب والسياسيين والمحللين في العالم العربي فضحت زيف الكثير من الأقنعة. بعضهم وقف مع الضحية بصدق وشرف، وبعضهم ارتدى ثوب «الحياد»، لكنه كان شريكًا في الغدر.
وفي مثال واقعي صارخ، امتنعت بعض الدول حتى عن التنديد بالمجازر الجماعية، وصمتت نخبها الإعلامية، بينما كانت تتغنّى قبل شهور بالإنسانية والسلام والحقوق. هؤلاء «المُعوقون»، وصفهم الله بدقة: ﴿قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ (الأحزاب: 18)
إنها ليست حربًا فقط ضد الاحتلال، بل معركة فرز داخلي، يُسقط الله بها الأقنعة ويعيد تشكيل الوعي. ففي زمن الطوفان، لا يصمد إلا المؤمن، ولا ينجو إلا الصادق. وكل كلمة تُقال، وكل صمت يُختار، سيكون شاهدًا إما لك أو عليك.
﴿فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ﴾ (محمد: 30).
محرقة غزة هي المِرآة..
* رئيس مركز غزة للدراسات والاستراتيجيات