تقارير إسرائيلية: تفاصيل تفكيك شبكة تجسس إيرانية
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
كشفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، عن ما أسمته محاولة إيرانية لتجنيد إسرائيليين لتنفيذ مؤامرة اغتيال؛ وتتضمن لائحة الاتهام مهام متعددة زُعم أن المشتبه بهم قاموا بها لصالح طهران، بما في ذلك إحراق ممتلكات، ورش الكتابات على الجدران، ونشر منشورات، وفق تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية.
من جانبها، سبق أن أعلنت وكالة الأمن العام الإسرائيلية (الشاباك) والشرطة الاثنين الماضي عن إحباط مؤامرة إيرانية لاغتيال مسؤولين إسرائيليين.
وتم توجيه اتهامات ضد اثنين من سكان مستوطنة رمات جان، وهما فلاديسلاف فيكتورسون (30 عامًا) وشريكته آنا بيرنشتاين (18 عامًا)، بتهمة العمل تحت توجيهات عميل إيراني لتنفيذ أنشطة إجرامية مختلفة.
ووفقًا للشاباك، كان فيكتورسون على اتصال مع عميل إيراني منذ أغسطس الماضي، وقام بمهام مثل إخفاء الأموال، وإحراق المركبات، وتجنيد شركاء، بما في ذلك بيرنشتاين.
كما تواصل فيكتورسون باللغة العبرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع شخص يُدعى "ماري حوسي"، وهو على علم تام بصلاته الإيرانية. وقام بتنفيذ مهام مثل رش الكتابات على الجدران، توزيع المنشورات، إحراق المركبات، وتخريب البنية التحتية. وتلقى في المقابل أكثر من 5000 دولار.
ولكل قطعة جدارية تم رشها في بيتاح تكفا ورمات جان، زُعم أن المتهمين تلقوا 20 دولارًا، بإجمالي حوالي 2000 دولار. ولإحراق المركبات في منتزه ياركون، تلقوا 1450 دولارًا بعملة رقمية بالإضافة إلى 2850 دولارًا كدفعة مسبقة لعمليات إحراق مستقبلية.
وكشف التحقيق أن فيكتورسون وافق على تنفيذ مهام أكثر خطورة، بما في ذلك خطط لاغتيال شخصية إسرائيلية بارزة وتنفيذ هجمات بالقنابل اليدوية. وكان يسعى للحصول على أسلحة مثل بندقية قنص ومسدسات لتنفيذ هذه المهام.
ولتنفيذ مهامه، قام فيكتورسون بتجنيد مواطنين إضافيين، بمن فيهم شريكته، التي شاركت في بعض هذه العمليات.
وتم توجيه الاتهامات إلى الزوجين في محكمة منطقة تل أبيب بتهمة الاتصال مع عميل أجنبي، التخريب، الحرق العمد، والتآمر. ويواجه فيكتورسون أيضًا تهماً متعلقة بالإرهاب بتهمة التآمر للقتل.
وقال مسؤول كبير في الشاباك إن التحقيق يسلط الضوء على جهود إيران المستمرة لتجنيد مواطنين إسرائيليين للتجسس والإرهاب. وتم الكشف عن عدة شبكات من هذا القبيل في الأشهر الأخيرة، حيث أبلغ العديد من المواطنين الإسرائيليين السلطات عن اتصالات مشبوهة.
خلال الاستجواب، اعترف المتهمون بالعمل تحت توجيهات كيان عدو، لكنهم زعموا أنهم لم ينووا إلحاق الضرر بالأمن القومي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إيرانية تجسس إسرائيل
إقرأ أيضاً:
حزب الله يعلن اكتشاف عميل للموساد بمحافظة النبطية جنوب لبنان
أعلن "حزب الله" اللبناني، الاثنين، عن اكتشاف أحد أخطر الاختراقات الأمنية في صفوفه، تمثل في عميل يدعى محمود أيوب، كان يتمتع بعضوية في الحزب ويشغل منصب المدير المالي لمستشفى في بلدة حاروف بمحافظة النبطية جنوبي لبنان.
وبحسب مصادر أمنية، عمد أيوب إلى تسريب معلومات حساسة عن عائلات قيادات "حزب الله" إلى جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، مستغلاً موقعه داخل مؤسسة صحية يرتادها أفراد من عائلات القادة.
وقد أتاحت هذه المعلومات للاحتلال تنفيذ سلسلة اغتيالات استهدفت رموزًا بارزة في الحزب، في مقدمتهم الأمين العام السابق حسن نصر الله، وخليفته هاشم صفي الدين، والذي خلفه الأمين العام الحالي الشيخ نعيم قاسم.
وتم توقيف أيوب من قبل جهاز أمن "حزب الله"، بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي اللبناني، في عملية تتوجت تحقيقات امتدت لأسابيع.
ويأتي هذا الكشف بعد نحو ثلاثة أسابيع فقط من توقيف محمد هادي صالح، المنشد الديني المعروف والمقرب من قيادة الحزب، الذي وُجهت إليه تهمة التجسس لصالح الاحتلال الإسرائيلي مقابل مبلغ لا يتجاوز 23 ألف دولار.
اختراق أمني مزدوج يطيح بثقة الحزب
وتشير صحيفة "لوريان لو جور" اللبنانية إلى أن صالح لم يكن مجرّد منشد ديني، بل كان شخصية ثقافية موثوقة داخل البيئة التنظيمية للحزب، يتحرك بحرية بين المقار القيادية، فيما كان يزود الاحتلال بمعلومات عن مواقع استراتيجية تابعة لـ"حزب الله"، أسهمت لاحقًا في تنفيذ اغتيالات دقيقة، أبرزها اغتيال القيادي حسن بدير ونجله علي في نيسان/أبريل الماضي، وسلسلة تفجيرات استهدفت مواقع في النبطية مطلع أيار/مايو الماضي.
ويكشف هذا الاختراق المزدوج عن مدى تغلغل جهاز الموساد داخل بنية "حزب الله"، وهو ما أكدته صحيفة نيويورك تايمز في تقرير تحقيقي موسع، أشارت فيه إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية تمكنت من زرع أجهزة تنصت في مواقع حساسة، وتتبع الاجتماعات المغلقة، ورصد تحركات القادة، بما في ذلك السيد حسن نصر الله، الذي اغتيل في أيلول/سبتمبر 2024 عبر ضربة جوية إسرائيلية وُصفت بالاستثنائية من حيث الدقة والاستخبارات المسبقة.
وأوضحت الصحيفة أن حملة الاختراق الإسرائيلية تضمنت كذلك تفجير أجهزة الاتصال الخاصة (البيجر)، واغتيال عدد من كبار القادة العسكريين، من بينهم قائد المجلس العسكري فؤاد شكر وخلفه إبراهيم عقيل، وأسفرت عن مقتل آلاف اللبنانيين وتشريد أكثر من مليون، ما شكل ضربة استراتيجية قاسية لـ"حزب الله" وللدور الإقليمي الإيراني.
يأتي هذا التطور الأمني في سياق الحرب المستمرة بين "حزب الله" والاحتلال الإسرائيلي، والتي اندلعت تضامنًا مع قطاع غزة المحاصر، وسعيًا لتحرير ما تبقى من أراضٍ لبنانية محتلة جنوب البلاد، بعد رفض تل أبيب تنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي.