دبي: 'الخليج'
أعلنت الأمانة العامة لجائزة الإعلام العربي، التي ينظمها نادي دبي للصحافة، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن فتح باب الترشُّح للجائزة ضمن دورتها الـ24 اعتباراً من الخميس 17 أكتوبر الجاري ولغاية 19 يناير 2025.


ويأتي هذا في إطار دور الأمانة العامة للجائزة وجهودها المستمرة في تحفيز الإبداع ضمن مختلف التخصصات الإعلامية، وتشجيع الكوادر العاملة في هذا القطاع وتطويرها مهنياً وتقنياً في ظل ما يشهده قطاع الإعلام من تغيّرات جذرية ومتسارعة، بهدف الارتقاء بنوعية المنتج الإعلامي، ترسيخاً لمكانة دبي العالمية بصفتها مركزاً محورياً لصناعة الإعلام واستشراف المستقبل في المنطقة والعالم. 
كما كشفت الأمانة العامة للجائزة، عن استحداث فئات جديدة وتطوير بعض الشروط والمعايير، إضافة لدمج بعض التخصصات بهدف إعادة تعريف مستقبل قطاع الإعلام في المنطقة العربية عبر مواكبة أحدث الحلول والمتغيرات الإعلامية.
مرحلة مستقبلية
قال جاسم الشمسي، مدير الجائزة، إنه بعد مرور أكثر من عقدين من الزمن، تحرص الجائزة على تطوير العمل الإعلامي وتقديم المبادرات التي تنسجم مع رؤية راعي الإعلام والإعلاميين صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ونهج دبي في مواكبة التطورات التي يشهدها العالم عموماً وقطاع الإعلام على وجه الخصوص'.


وأضاف أن الدورة الجديدة استحدثت بعض الفئات وأجرت تطويراً على معايير ووصف الجوائز، مؤكداً أن الأمانة العامة من خلال هذا التحديث تفتح المجال مستقبلاً لاستيعاب مزيد من الفنون الإعلامية وتعزيز قدرة الجائزة على الاستجابة لأي تطورات قد تطرأ على صناعة الإعلام العربي.
ولفت إلى أن الاستعدادات جارية لاستقبال أعمال المؤسسات الإعلامية الراغبة بالمشاركة في الدورة الرابعة والعشرين للجائزة.
استحداث فئات
شمل التحديث الجديد لفئات الجائزة على إلغاء فئة الصحافة الاستقصائية وإضافة فئة جائزة التحقيقات الصحافية، لتشمل مختلف الفنون الصحافية التي يعمل بها الصحفيون العرب، وستُمنح هذه الجائزة لأفضل تحقيق صحفي يتناول موضوعات تعنى بالرأي العام بهدف نشر الوعي سواء كانت تحقيقات إنسانية أو رياضية أو ثقافية أو اجتماعية أو غيرها، مع مراعاة أهمية الموضوع وعمق العرض والتناول، ونوعية الموضوع ومدى ارتباطه بالمجتمع وتأثيره فيه، بالإضافة إلى الجهد المبذول في إعداد التحقيق وتوثيق المعلومات من مصادرها الأصيلة، والموضوعية في الطرح وعرض كافة الآراء والابتعاد عن الآراء الذاتية للصحافي.
تطوير الشروط
كما شمل التحديث الجديد، تعديل وصف فئة 'الصحافة الاقتصادية'، بحيث تُمنح الجائزة لأفضل تحليل أو تحقيق اقتصادي، يتناول مواضيع اقتصادية محلية وعالمية، تساهم في نشر الوعي والمعرفة الاقتصادية، مع مرعاه أهمية الموضوع والجهد البحثي ومدى عرض الحقائق والأرقام المحدّثة وشمولية المضمون وعمق التحليل.
كما تم تعديل وصف 'الصحافة السياسية' بحيث تُمنح الجائزة لأفضل تحليل أو تحقيق سياسي، يتناول قضية راهنة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأوضاع السائدة في المنطقة العربية، تساهم في نشر الوعي والمعرفة السياسية، مع مراعاه أهمية الموضوع ومدى ارتباطه بالأوضاع الراهنة في المنطقة العربية أو العالم، والجهد التحليلي والتوثيقي والثراء المعلوماتي، والموضوعية في الطرح وعرض كافة الآراء والابتعاد عن الآراء الذاتية للصحافي، وأسلوب العرض والتناول وعمق الفكرة.
فرص الفوز
أقرت الأمانة العامة للجائزة معايير إضافية، ضمن جميع الفئات التابعة لجوائز الصحافة العربية، وتشمل هذه المعايير على نقاط تقييم إضافية في تحكيم الفئات، ومنها: الجهد الميداني الذي بذله الصحفي في إعداد الموضوع، ومدى توظيف الأدوات الصحافية الجاذبة للقارئ، سواء من خلال الإنفوجرافيك أو الصور أو غيرها من الفنون الجاذبة للقارئ، بهدف منح الصحفيين العرب فرصة أكبر للفوز بإحدى فئات جوائز الصحافة العربية.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات منتدى الإعلام العربي دبي الأمانة العامة فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

الاستبداد الشبكي وزمن الصمت العربي

هل جربت أن تستخدم حساباتك على منصات التواصل الاجتماعي لكي تعبر عن رأي معارض لزيارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة إلى ثلاث عواصم خليجية والاستثمارات التريليونية التي حصل عليها من الأموال العربية، أو لكي تدين أو تستنكر استمرار الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل في غزة منذ ما يقارب العامين، دون موقف عربي واضح منها؟

الإجابة المتوقعة لهذا السؤال أن أغلبنا لم يجرب أن يفعل ذلك لسببين، الأول لأننا نعلم أن أي رأي مخالف للمصالح والرؤية الصهيونية العالمية سيتم حظر نشره في منصات التواصل الاجتماعي، وربما تعليق الحساب أو حذفه، والثاني لأننا نعلم أيضا أن أي نقد ولو موضوعي لدولة عربية في هذه الملفات الشائكة قد يمنعك مستقبلا من دخول هذه الدولة، فضلا عن إطلاق جحافل الذباب الإلكتروني عليك. ونتيجة لذلك لا يكون أمامك، كمستخدم فرد، سوى الاستسلام والانضمام إلى عشرات الملايين الذين يعيشون في «دوامة الصمت» ولا يستطيعون التعبير عن آرائهم بحرية ليس فقط خوفا من العزلة الاجتماعية، كما كانت تقول «اليزابيث نيومان» صاحبة هذه النظرية المهمة في الإعلام والرأي العام، ولكن أيضا خوفا على حياتك ومستقبلك وضمان بقاء واستمرار وسائل اتصالك بالآخرين.

واقع الأمر أنه منذ اندلاع ما سمي وقتها بـ «ثورات الربيع العربي» قبل أكثر من عقد من الزمن، شهدت حرية التعبير في العالم العربي تحولات هيكلية غير مسبوقة بفعل الثورة الرقمية، التي أعادت تشكيل المشهد الإعلامي، وفتحت المجال أمام صحافة المواطن، والتعبئة الشعبية، وحرية التعبير. ومع صعود شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب، اكتسب المواطن العربي أدوات لم يكن يحلم بها يومًا، ليصبح هو نفسه صانعًا للخبر، وفاعلًا ومشاركا في تشكيل الرأي العام.

المفارقة التي لا تخلو من تناقض تتمثل في أنه كما منحت المنصات الإعلامية والاتصالية الرقمية الجديدة حرية التعبير آفاقا جديدة، فإنها في الوقت ذاته دفعت الأنظمة السياسية إلى تطوير أدوات رقابة جديدة، أقل وضوحا وأقل صخبًا، ولكن أكثر فاعلية وتأثيرا من أساليب الرقابة التقليدية التي حافظت على استخدامها سنوات طويلة ترجع إلى بدايات ظهور وسائل الإعلام فيها. إنها «الرقابة الناعمة»، التي لا تُمارس بالمنع المباشر أو إغلاق الصحف والمحطات الإذاعية والتلفزيونية والمواقع والمنصات الإلكترونية غير المرضي عنها، بل بطرق غير مباشرة وغير ظاهرة للعيان، مثل التلاعب بالخوارزميات، والتحكم في وصول المحتوى إلى الجمهور، والضغط الاقتصادي على منصات الإعلام المستقلة، وممارسة الرقابة الآلية على حسابات الأفراد الشخصية.

في البداية، فوجئت الحكومات العربية بقوة التأثير التي أتاحها الفضاء الرقمي للنشطاء والصحفيين المستقلين، وعدم قدرتها على ملاحقة كل كلمة ينشرها الناس على المنصات الرقمية، ومن هنا اتجهت إلى تبني استراتيجية جديدة تقوم على التحول من أساليب الحظر والمطاردة التقليدية، إلى التركيز على بناء منظومة كاملة لإدارة المشهد الرقمي، تتحول فيها عملية الرقابة من مجرد «حراسة البوابات الرقمية» لمنع نشر ما لا ترضى عنه الحكومة من معلومات وآراء، إلى تأسيس بنية متكاملة توظف التكنولوجيا، والقوانين، والجيوش الإلكترونية، للتأثير في السرديات وتوجيه النقاش العام في الأحداث والقضايا المختلفة.

توظف هذه الرقابة الجديدة أساليب متعددة، أبرزها التلاعب بالخوارزميات لإخفاء المحتوى الحساس أو تقليل انتشاره، وحظر الناشطين المؤثرين، وسحب الإعلانات من المنصات غير المنسجمة مع الخط الرسمي، بالإضافة إلى القوانين السيبرانية التي تجرّم «نشر الأخبار الكاذبة» بعبارات فضفاضة، والجيوش الإلكترونية التي تهاجم الصحفيين وتشوّه المعارضين، وتخلق حالة من الدعم الشعبي الزائف للحكومات.

إنها باختصار رقابة بلا رقابة. فبعيدا عن أدوات المنع التقليدية، تقوم الرقابة الناعمة على مفهوم «التأثير غير المباشر». لا أحد يمنعك صراحة من النشر، لكنك تدرك أن الحديث في موضوعات معينة سيؤدي إلى تقليص مشاهدة ملصقاتك أو تغريداتك، أو خسارة مصدر دخلك، أو ربما استدعائك للتحقيق. وهكذا تُنتج الرقابة الناعمة ما يمكن تسميته بـ «الرقابة الذاتية الطوعية»، حيث يتحول الصحفي أو صانع المحتوى أو حتى المستخدم العادي إلى رقيب على نفسه. وعلى هذا أصبحت «الرقابة الناعمة» الشكل الأكثر انتشارًا وتأثيرا في إدارة الإعلام الرقمي في العالم العربي، وهي الرقابة التي تفسر ظاهرة تجنب أعداد كبيرة من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي تناول الموضوعات السياسية أو الحقوقية الوطنية والإقليمية وربما العالمية تجنبًا للعواقب الرقمية أو الواقعية.

على هذا النهج طور المنظرون في مجال الإعلام السياسي نظريات ونماذج جديدة تفسر لنا هذه الظاهرة الجديدة، ظاهرة الرقابة الناعمة» التي يجب أن نركز عليها عندما نتناول بالشرح والتحليل أنماط الرقابة الجديدة على الإعلام الرقمي. من أبرز هذه النماذج «نموذج الدعاية» الذي وضعه المفكران الأمريكيان إدوارد هيرمان ونعوم تشومسكي، والذي يفسر كيف تخدم وسائل الإعلام مصالح النخب، من خلال خمس أدوات: الملكية، والإعلانات، وانتقاء المصادر، والعقوبات، والأيديولوجيات المبررة للقمع (مثل مكافحة الإرهاب). وفي السياق العربي، باتت الحكومات تمتلك أو تتحكم في وسائل الإعلام والمنصات المؤثرة، وتستخدم شعار «مكافحة الإرهاب» كمسوغ دائم لتقييد وصول المحتوى المعارض إلى الجمهور. وحتى الصحافة الرقمية المستقلة، باتت تعتمد على الإعلانات التي تتحكم بها الدولة أو الشركات الكبرى المرتبطة بها، مما يجعل استقلالها هشًّا للغاية.

ولعل من أبرز المفاهيم النظرية المرتبطة بالرقابة الناعمة، مفهوم «الاستبداد الشبكي»، الذي يشرح كيف تستخدم الحكومات في غالبية دول العالم الحرية التي يتيحها الفضاء الرقمي ضد حرية الأفراد في التعبير عن آرائهم. هذا المفهوم الذي طوّرته الباحثة «ريبيكا ماكينون»، يصف بدقة الأنظمة السياسية التي تسمح بهامش من التعبير على المنصات الرقمية، لكنها تسيطر في الوقت نفسه على الفضاء الرقمي بالكامل عبر المراقبة والسياسات الخوارزمية والتحكم بالمحتوى. ومن خلال هذا الاستبداد الجديد لم تعد هناك حاجة لحجب المواقع أو إغلاق الصحف، بل يكفي إحداث تعديل بسيط في خوارزميات المنصات، أو توجيه حملة تشويه رقمية منظمة ضد شخص أو جماعة، أو إصدار قرار من هيئة إعلامية بحظر الوصول إلى منصات محددة، لقتل أي صوت مستقل دون ضجيج. قد يبدو المشهد الإعلامي في العالم العربي أكثر تنوعا من أي وقت مضى، لكن ما يجري خلف الكواليس من رقابة ناعمة يثير القلق. فحرية التعبير لا تُقاس فقط بما يُقال، بل أيضا بما لا يُقال خوفا من العواقب.

وفي زمن تتحكم فيه الخوارزميات بمصير التعبير الحر عن الرأي، وتدير فيه الدول حرب سرديات خفية، تصبح الرقابة الناعمة أخطر من الرقابة الصريحة. الرقابة الناعمة التي تشارك فيها شركات التقنية العالمية العملاقة تقتل الكلمة لا بالسجن والتهديد فقط، بل بالتجاهل أيضا، ومن خلالها يمكن إغلاق المنصة لا بقرار حكومي، بل بتجفيف تفاعل الجمهور عليها. ولعل أكبر تحد أمام الإعلام الحر اليوم، هو أن ينجو من قبضة هذه «الرقابة الخفية»، ويعيد تعريف الحرية في زمن الصمت الرقمي.

مقالات مشابهة

  • رفع الحجب عن موقع “عمان نت” بالتزامن مع البدء بتصويب الأوضاع القانونية
  • الأحد .. مكتبة الإسكندرية تستضيف ندوة تعريفية بجائزة الكتاب العربي
  • جامعة البترا تكرم نقابة الصحفيين في ندوة حول حرية الصحافة والمسؤولية الإعلامية
  • قامات وقيادات فكرية في «قمة الإعلام العربي 2025»
  • الاستبداد الشبكي وزمن الصمت العربي
  • شرطة عُمان السُّلطانية تفوز بجائزة الابتكار الحكومي ضمن الجائزة العربية للاقتصاد الرقمي
  • وهبي: رئيس جمعية لحماية المال العام مُنحت له "فيلا".. لن أترك مفسدا يفسد العملية السياسية
  • وكيل الأزهر يناقش دكتوراه حول الإلحاد في المواقع الإلكترونية .. الخميس
  • حزب «الجبهة الوطنية» يعلن تشكيل أمانة الإعلام المركزية برئاسة مسلم
  • تكريم الفائزين بجائزة الإعلام العربي 27 الجاري