قطر الخيرية تنظم رحلة عمرة لأيتام الصومال
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
تواصل قطر الخيرية تسيير رحلاتها لأداء مناسك العمرة للأيتام المكفولين لديها في عدد من الدول، حيث نظمت رحلة لـ 20 يتيما من مكفوليها بالصومال، يأتي ذلك في إطار برامج الرعاية الشاملة لمبادرة «رفقاء».
وقام السيد صالح شريف سيد علي نائب وزير الأوقاف والشؤون الدينية الصومالي بتوديع الأيتام، قبيل سفرهم لأداء مناسك العمرة، وثمن في كلمته جهود قطر الخيرية في دعم الأيتام بالصومال، وتوفير الرعاية الشاملة لهم، بما في ذلك فرصة أداء مناسك العمرة، وقال إن هذه المبادرة تأتي في إطار حرص قطر الخيرية على تعزيز القيم الروحية لدى الأيتام، وتوفير فرصة لتعريفهم على المشاعر المقدسة.
وقال السيد يوسف الخليفي المشرف على مبادرة «رفقاء» لرعاية الطفولة والأيتام حول العالم التابعة لـ «قطر الخيرية»: تُعد هذه الرحلة لأداء مناسك العمرة جزءًا من الجهود المستمرة لقطر الخيرية في تقديم الدعم والرعاية الشاملة للأيتام في الصومال ولمكفوليها حول العالم.
وأوضح أن الكفالة لا تقتصر على تقديم الاحتياجات الأساسية للمكفول بل هي عملية بناء وتمكين إنسان، وتأتي ضمن سعي قطر الخيرية المستمر في تقديم خدمات رعاية متميزة للمكفولين.
وأشار إلى أن هذه الرحلة تأتي ضمن 5 رحلات جار تنظيمها لمكفولي قطر الخيرية في أربع دول متميزة في تقديم الرعاية للأيتام والأرامل وهي تركيا، الصومال، غانا وتونس، داعيا أهل الخير في قطر إلى المساهمة في تنظيم رحلات العمرة التالية لمكفولي قطر الخيرية عبر الرابط التالي:
https://qch.qa/umrah، منوها الى إن كل هذا لم يكن ممكنا بدون دعمكم وعطائكم وأن أجمل ما في العطاء حصاد الأثر».
وأشاد السيد عبد الفتاح آدم مدير مكتب قطر الخيرية في الصومال بتميز هؤلاء الأيتام وأشاد بتفوقهم الدراسي وحفظهم لكلام الله، وأعرب عن فخره بمشاركتهم في هذه الرحلة المهمة التي تعزز الجانب الإيماني في سلوكهم، وتعمق فيهم القيم والأخلاق الإسلامية.
بدورهم أعرب الأيتام عن سعادتهم البالغة بهذه الفرصة النادرة. وقال سديس شافي أحمد» لا أستطيع وصف شوقي لزيارة البيت الحرام. نشكر قطر الخيرية وكافلينا الذين لم يدخروا جهدًا لإدخال الفرحة في قلوبنا. سندعو لهم من أعماق القلب أثناء وجودنا في بيت الله الحرام». وأضاف عبد الرحمن قاسم محمد «كانت زيارة بيت الله الحرام حلمًا كبيرًا بالنسبة لي، وبفضل الله وجهود قطر الخيرية أصبح هذا الحلم حقيقة أنا ممتن لهم ومتحمس لأداء العمرة في بيت الحرام».
وقد قام كل من السيد أحمد الرميحي، مدير مكتب الشؤون الخارجية بقطر الخيرية والسيد يوسف الخليفي رئيس قسم البرامج والتأهيل في قطر الخيرية والمشرف على مبادرة رفقاء لرعاية الطفولة والأيتام حول العالم بزيارة الأيتام الصوماليين الذين أدوا العمرة، وذلك خلال وجودهم في المملكة العربية السعودية حيث تركت أثرا طيبا في نفوسهم.
يذكر أن قطر الخيرية سبق وأن نظمت رحلة عمرة لـ 20 يتيما من المكفولين لديها في باكستان وشملت فضلا عن أداء شعائر العمرة زيارة المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، وزيارات أخرى للمواقع والمساجد التاريخية والمتاحف الموجودة في مكة والمدينة، كما اشتملت على أنشطة ثقافية ومسابقات.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر قطر الخيرية مناسك العمرة قطر الخیریة فی مناسک العمرة فی تقدیم
إقرأ أيضاً:
لا تكن من اللاهين.. خطيب المسجد الحرام: وقفة التوديع مهيجة للأحزان
قال الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط، إمام وخطيب المسجد الحرام ، إن وقفة التوديع مثيرة للأشجان، ومهيجة للأحزان؛ إذ هي مصاحبة للرحيل، ومؤذنة بالانقضاء, لقد مضى عام كامل، تقلبت فيه الأحوال، وفنيت الأعمار، وحلت بالأمة فيه نوازل.
وقفة التوديعوأوضح " خياط"خلال خطبة الجمعة الأخيرة من ذي الحجة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة ، أنه إذا كان ذهاب الليالي والأيام عند الغافلين اللاهين لا يعدو كونه مضي يوم ومجيء آخر، فإنه عند أولي الأبصار باعث حي من بواعث الاعتبار، ومصدر متجدد من مصادر العظة والادكار.
واستشهد بما قال أبو الدرداء رضي الله عنه، فيما رواه الحسن البصري رحمه الله عنه: "يا ابن آدم، إنما أنت أيام، فإذا ذهب يوم ذهب بعضك", ويصوره أيضًا قول بعض السلف: "كيف يفرح بمرور الأعوام من يومه يهدم شهره، وشهره يهدم سنته، وسنته تهدم عمره؟ كيف يفرح من يقوده عمره إلى أجله، وحياته إلى موته؟".
وتابع: وقول بعضهم: “من كانت الليالي مطاياه، سارتا به وإن لم يسر”، منوهًا بأن أولي الألباب يتوقفون عند وداع العام وقفة مراجعة للذات ومحاسبة للنفس، مثل التاجر الحاذق الذي يتفقد تجارته، فينظر إلى أرباحه وخسائره، باحثًا عن الأسباب، متأملًا في الخطأ والصواب.
المسلك الرشيدونبه إلى أن سلوك المسلم الواعي هذا المسلك الرشيد، ليفوق ذلك في شرف مقاصده، ونبل غاياته، وسمو أهدافه؛ لأنه يسعى إلى الحفاظ على المكاسب الحقة التي لا تبور تجارتها.
وأضاف: ولا يكسد سوقها، ولا تفنى أرباحها، من كنوز الأعمال، وأرصدة الباقيات الصالحات التي جعل الله سبحانه وتعالى لها مكانًا عليًا، ومقامًا كريمًا، وفضلها على ما سواها.
ودلل بما قال تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا), لذا كانت العناية بهذه المراجعة، والحرص على هذه المحاسبة، ديدن الأيقاظ، ونهج الراشدين.
وأردف : لا يشغلهم عنها لهو الحياة ولغوها، وزخرفها وزهرتها وزينتها، فيقطعون أشواط الحياة بحظ وافر من التوفيق في إدراك المنى، وبلوغ الآمال، والظفر بالمقاصد، والسلامة من العثرات.
على النقيضوأشار إلى أنه على النقيض منهم، أولئك الغافلون السادرون في غيهم وغفلتهم، فإنهم لا يفيقون من سكرتهم، للنظر في مغانمهم ومغارمهم، ولا لاستصلاح ما فرط منهم، والاعتبار بالمصائب، والاتعاظ بالنوازل.
واستطرد: فهم ممن نسي الله فأنساهم العمل لما فيه صلاحهم وفلاحهم في دنياهم وعقباهم، مشيرًا إلى أن ارتباط المراجعة والمحاسبة بالتغيير نحو الأفضل والأكمل هو ارتباط وثيق وقوي.
وأفاد بأن المراجعة والمحاسبة تكشف للإنسان مواطن النقص والخلل والعيوب, فإذا عزم المصحح، وأخلص النية، واتضح له الطريق، وأحسن العمل، جاءه عون الله بمدد لا ينقطع، فيُحسن عاقبته ويجزيه خير الجزاء.
نهج المراجعةوأبان أن الحاجة إلى سلوك نهج المراجعة والمحاسبة ليست مقتصرة على أفراد أو فئة معينة، بل الأمة الإسلامية بأسرها في حاجة ماسة إليها، ولا يمكنها الاستغناء عنها، وهي تودع عامًا مضى وتستقبل عامًا جديدًا، ولكن هذه المراجعة والمحاسبة تتسع أبعادها، ويعم نفعها، وتعظم فائدتها بالنسبة للأمة.
وأكد أن محاسبة النفس هي أوضح دليل على كمال عقل المرء، وحرصه التام على أسباب سعادته ونجاحه في كل ما يفعل ويترك, وهي وقفة لا بد لكل عاقل أن يقفها مع نفسه بعد كل عمل، وعند نهاية كل مرحلة، وفي ختام كل مهمة، إذا أراد أن يستقيم أمره، ويصلح حاله، ويسلم مصيره، لينال الفوز العظيم في الدنيا والآخرة.
وشدد على أهمية المداومة على هذه المراقبة الصادقة المحكمة، خاصة عند استقبال مرحلة جديدة من العمل، واستئناف مسيرة الحياة، مع الاعتماد على ما مضى، وعزم على التصحيح والتخطيط لما بقي.