عربي21:
2025-06-17@07:23:13 GMT

هل ينخرط النظام السوري في مخطط تحجيم إيران؟

تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT

هل ينخرط النظام السوري في مخطط تحجيم إيران؟

أثارت الأنباء التي كشفتها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، عن مساع من الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة لتحجيم نفوذ إيران في سوريا، بالتعاون مع رئيس النظام السوري بشار الأسد؛ تساؤلات حول قدرة النظام على الحد من نفوذ حليفته طهران.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين أن تل أبيب وواشنطن تريدان مساعدة النظام في منع إيران من الاستمرار في إمداد "حزب الله" اللبناني، عبر الحدود السورية، مؤكدة أن "الأسد قد يدعم منع إيران من إمداد حزب الله عبر سوريا، لأنه أصبح مستاء من الوجود الإيراني في العاصمة دمشق".



وذكرت مصادر "واشنطن بوست" أن "الإدارة الأمريكية مستعدة لمنح بشار الأسد بعض الفوائد إذا تمكن من إيقاف تدفق الأسلحة إلى "حزب الله"، موضحة أن "إدارة بايدن تبدو راغبة في تحقيق بعض المصالح للأسد، فيما لو قبلَ المضي في هذا الطريق".

ولم يصدر تعليق رسمي من أي طرف، على الأنباء التي ذكرتها الصحيفة الأمريكية.

هل بمقدور النظام تحجيم إيران؟
الباحث والخبير بالشأن الإيراني، نبيل العتوم، يقول إنه على الرغم من أن النظام السوري برئاسة بشار الأسد قد يتلقى دعماً مادياً وسياسياً إذا انخرط في أي تعاون لتحجيم إيران، إلا أن قدرته الفعلية على الحد من النفوذ الإيراني تبقى محل شك.

ويوضح لـ"عربي21" أن لدى إيران النفوذ العسكري والاقتصادي الواسع في سوريا، الذي يشمل قواعد عسكرية، وميليشيات محلية تابعة، وتعاوناً سياسياً طويل الأمد، وهو ما يجعل أي تقليص لهذا النفوذ يتطلب قرارات استراتيجية صعبة قد لا يمتلك النظام السوري القدرة أو الإرادة على اتخاذها.


في الاتجاه ذاته، يشكك الباحث المختص بالشأن الإيراني مصطفى النعيمي، بقدرة النظام السوري، ويقول لـ"عربي21": "حتى روسيا لم تستطع ضبط الميليشيات الإيرانية، بدلالة وجود الأخيرة بمحاذاة الحدود السورية مع الأردن ومع الجولان المحتل، رغم تعهد موسكو سابقاً بإبعاد المجموعات الإيرانية عن الحدود لمسافة عشرات الكيلومترات".

ووفق النعيمي، فإن انخرط النظام في مخطط تحجيم إيران في سوريا، يعني فتح باب الاغتيالات التي قد تستهدف شخصيات من ضمن دائرته الضيقة، وخاصة أن طهران حددت دور النظام بدعم "محور المقاومة" سياسياً.

النظام متمسك بتحالفه مع إيران
وبالبناء على ما سبق، يستبعد النعيمي أن يكون لدى النظام أي توجه حقيقي للانفكاك عن إيران، التي ربطت الدولة السورية بعشرات الاتفاقيات الاقتصادية والتعليمية والسياسية، ويلفت إلى "انتشار الميليشيات الموالية لإيران في مختلف مناطق سوريا".

على النسق ذاته يؤكد نبيل العتوم، أن النظام السوري يعتمد بشكل كبير على الدعم الإيراني، خاصة بعد سنوات الحرب التي أضعفت بنيته التحتية وعلاقاته الدولية، ويقول: "إيران كانت من الداعمين الأساسيين للنظام السوري، وفقدان هذا الدعم أو تضييقه قد يشكل تهديدا للنظام في ظل عدم وجود بديل قوي، ومن هنا، قد يكون النظام متمسكا بالحفاظ على علاقاته مع إيران"، ويستدرك: "لكن ربما يقبل بتقليص محدود لبعض الأنشطة الإيرانية بهدف تعزيز علاقاته مع الدول العربية وتحقيق بعض الانفتاح الدولي".

بهذا المعنى لا يستبعد العتوم أن يفرض النظام رقابة أو بعض القيود على الأنشطة العسكرية الإيرانية، أو الحد من حرية حركة الميليشيات التابعة لإيران في المناطق الاستراتيجية، مضيفاً: "قد تكون هناك أيضاً إجراءات محدودة ضد المنشآت الإيرانية، وذلك بالتنسيق مع الأطراف العربية والدولية لتقديم بدائل اقتصادية، ولكن دون القطيعة الكاملة مع إيران".


ويكمل قائلاً: "بالعموم تظل هذه الاستراتيجية معقدة، إذ تتطلب توافقات داخلية وإقليمية دقيقة، نظراً لتشابك المصالح السياسية والاقتصادية في سوريا، والواقع أن النظام قد يتخذ خطوات بسيطة، ولكن من غير المرجح أن يكون بمقدوره تحجيم النفوذ الإيراني بشكل كامل".

مصلحة مضاعفة
من جهته، يتحدث الكاتب والباحث بالشأن الإيراني عمار جلو، عن "مصلحة مضاعفة" للنظام في تقليص النفوذ الإيراني في سوريا، ويقول لـ"عربي21": إن "النظام ممتعض من وجود هذا العدد الكبير من الميليشيات الإيرانية في مناطق سيطرته، وخصوصاً أنها تسبب الحرج الدبلوماسي والسياسي له، لجهة استهدافها من الاحتلال ومن الولايات المتحدة".

واعتبر أن التقليل من وجود الميليشيات غير المنضبطة يخدم النظام كذلك لجهة المطالب العربية، المتعلقة بتجارة وتهريب المخدرات.

أما بخصوص قدرة النظام على تحجيم الميليشيات، يقول جلو إن النظام يستطيع بكل تأكيد ذلك، فهو بالحد الأدنى يستطيع تسريب المعلومات عن وجودها ونشاطها في سوريا، وكذلك يستطيع أن يطالب إيران بعد شكرها على مساندتها له في "الحرب"، بسحب وجودها العسكري.

من جهة أخرى، لا يمكن إغفال قدرة النظام السوري في مجال المناورة السياسية، بحيث يمكن أن يُظهر النظام استجابة للخطة "الأمريكية- الإسرائيلية"، لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، من دون أن ينفذ المطلوب منه، كما هو الحال مع المطالب العربية منه، قبل إعادته إلى جامعة الدول العربية، وفق قراءات أخرى.

يذكر أن بعض الأوساط الإيرانية كانت قد عبرت عن غضبها، من مواقف النظام السوري "الخجولة" من التصعيد الحالي الذي تشهده المنطقة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الاحتلال نفوذ إيران سوريا إيران سوريا امريكا الاحتلال نفوذ المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام السوری فی سوریا إیران فی

إقرأ أيضاً:

هكذا.. ستصوغ الحرب الإسرائيلية الإيرانية ملامح نظام دولي جديد

الجديد برس| نشرت الكاتبة مريم السبلاني مقالة تحليلية في موقع “الخنادق” تحت عنوان “كيف تصوغ الحرب الإسرائيلية الإيرانية ملامح نظام دولي جديد” تطرّقت إلى التحولات الجذرية التي أحدثها الهجوم الإيراني غير المسبوق على الكيان الإسرائيلي، معتبرةً إياه ليس مجرد رد عسكري بل إعلانًا صريحًا بانتهاء مرحلة النظام الدولي القديم، وبداية إعادة تشكيل موازين القوى في الشرق الأوسط والعالم. الكاتبة انطلقت من توصيف دقيق للحظة الهجوم التي وُصفت في الداخل الإسرائيلي بأنها “الأسوأ منذ قيام الكيان” مشيرةً إلى أنه تجاوز في دلالاته حدود الضربة العسكرية ليضع إسرائيل والولايات المتحدة أمام تحدٍ تاريخي لفاعليتهما كقوتين ضامنتين للهيمنة في الإقليم. ووفق المقالة فإن هذا التحول لا يُقرأ فقط من زاوية “كسر الردع الإسرائيلي” بل من منظور تراجع الثقة الدولية والإقليمية بدور واشنطن كضامن للأمن. وتعيد الكاتبة سرد الأحداث المتراكمة منذ تورط أمريكا في دعم الحرب الإسرائيلية على غزة إلى ترددها في ملفات أوكرانيا والبحر الأحمر لتصل إلى نتيجة مفادها أن أمريكا لم تعد حليفًا يمكن الاعتماد عليه ولا قطبًا يحكم النظام العالمي منفردًا. في المقابل تسلّط السبلاني الضوء على التماسك الإيراني وقدرته على المبادرة العسكرية معتبرةً أن طهران قدّمت نموذجًا لدولة قادرة على الردّ وتحدي المشروع الإسرائيلي بشكل مباشر دون وسطاء وهو ما سيعيد من وجهة نظرها، تشكيل حسابات دول المنطقة حتى تلك المرتبطة بمعاهدات سلام وتحالفات أمنية مع إسرائيل. وتحذّر الكاتبة من قراءة هذه المواجهة كحدثٍ عابر مؤكدة أن ما يجري هو مرحلة انكسار في بنية النظام العالمي حيث لم تعد الأمم المتحدة أو التحالفات التقليدية فاعلة أو موثوقة بل تحوّل الشرق الأوسط إلى ساحة اختبار لصيغة عالمية جديدة تقوم على التعددية والتوازن الدائري للنفوذ لا على الهرمية القطبية التي سادت منذ عقود. وتختم السبلاني بالقول إن الحديث عن شرق أوسط جديد بات واقعًا لكنّه ليس ذاك الذي بشّر به جورج بوش أو باراك أوباما، بل شرق أوسط متعدد الأقطاب لا يحتكر فيه أحد القرار أو الردع أو القوة وإسرائيل التي لطالما كانت استثناءً في ميزان الأمن باتت اليوم لاعبًا محسوب الخطوات تحت مرمى ردود الفعل.

مقالات مشابهة

  • سوريا.. تجارة وصناعة الكبتاغون مستمرة رغم سقوط النظام
  • عمرو أديب: العالم سوف ينخرط في الحرب «الإسرائيلية الإيرانية» بهذه الحالة.. فيديو
  • كيف تتعامل الدول العربية مع التغيرات الاقتصادية والجيوسياسية؟
  • إسرائيل تقصف أحد مباني «الخارجية الإيرانية».. وإصابة بعض العاملين بالوزارة
  • إسرائيل تشن هجومًا على مباني وزارة الخارجية الإيرانية في طهران
  • إسرائيل تهاجم مباني وزارة الخارجية الإيرانية في طهران
  • واشنطن تفتح الأبواب لتل أبيب..هل بدأ مخطط إسقاط النظام في طهران؟
  • هكذا.. ستصوغ الحرب الإسرائيلية الإيرانية ملامح نظام دولي جديد
  • إيهود باراك: إسرائيل لا تقدر على إسقاط النظام الإيراني
  • نتنياهو: ضربنا مواقع التخصيب وسنوجه ضربات لأركان النظام الإيراني