بوابة الوفد:
2025-08-16@21:34:57 GMT

قمة ألاسكا.. مسرح استعراض بلا نتائج

تاريخ النشر: 16th, August 2025 GMT

بوتين يعود منتصراً وترامب يغلّف الهزيمة بالشعارات«الاثنين» زيلينسكى فى البيت الأبيض وأوروبا تتخلى عن المطالبة بوقف إطلاق النار

 

أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن نظيره الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى سيزور المكتب البيضاوى فى واشنطن بعد ظهر يوم الاثنين، وفق ما نقلته وكالة رويترز للأنباء، مضيفاً أنه «إذا سارت الأمور على ما يرام»، فإنه يعتزم لاحقاً «تحديد موعد لاجتماع مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين».

وتزامن هذا الإعلان مع انتشار تكهنات على منصة التواصل الاجتماعى X بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق مبدئى حول «وقف إطلاق النار الجوى». بحسب مجلة الإيكونوميست، والتى أشارت إلى وجود تفاهم أولى يقضى بتعليق الضربات الجوية بانتظار اجتماع قادة الأطراف الثلاثة، واضافت: «نعتقد أن الأجواء ستُعطى مؤشرات على النتائج الأولية لهذه المحادثات. سيكون الأسبوع المقبل مثيراً للاهتمام»، غير أن دميترى ليتفين، مستشار الاتصالات لزيلينسكى، رد على هذه الأنباء قائلاً: «لم نسمع شيئاً عن هذا الأمر حتى الآن»، فيما لم تُصدر واشنطن أو موسكو أى إعلان رسمى عن اتفاق لوقف إطلاق النار.

فى خطوة غير متوقعة تراجعت أوروبا عن مطالبتها السابقة بوقف فورى لإطلاق النار فى أوكرانيا واختارت تبنى نهج أكثر انسجاما مع خطاب ترامب إذ أعلن قادة أوروبيون بينهم رئيس الوزراء البريطانى السير كير ستارمر ترحيبهم بما وصفوه بجهود ترامب لوقف القتل ودعوا إلى تحقيق سلام عادل ودائم من دون الإشارة بشكل مباشر إلى وقف إطلاق النار، كنا لوحوا باستمرار العقوبات على روسيا للضغط عليها

وأضاف البيان أن الخطوة التالية كما طرحها ترامب هى المضى فى محادثات جديدة تشمل الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى مرحباً بزيارته المرتقبة إلى واشنطن يوم الاثنين

كما حدد القادة الأوروبيون مجموعة من الشروط التى اعتبروها أساسية لأى تسوية سياسية للصراع أبرزها تقديم ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا تضمن حمايتها من أى تهديدات مستقبلية والسماح بمشاركة تحالف من الدول المستعدة لدعمها بعد الحرب إضافة إلى رفض فرض أى قيود على قدرات الجيش الأوكرانى أو على تعاونه مع أطراف ثالثة وشدد البيان على أن روسيا لن تُمنح أى حق فى الاعتراض أو استخدام الفيتو على انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي.

ويأتى هذا التراجع بعد أن أبلغ ترامب كييف وحلفاءها الأوروبيين أنه يفضل تأمين السلام الدائم فى أوكرانيا، بدلاً من وقف إطلاق النار المؤقت – وهو أحد المطالب الرئيسية لروسيا.

وعودة إلى قمة ألاسكا عقب جلسة مغلقة استمرت قرابة ثلاث ساعات، اكتفى ترامب وبوتين بظهور مشترك قصير أمام الصحفيين، تحدثا فيه بعبارات مبهمة عن تحقيق تقدم دون الإفصاح عن ماهية القضايا التى نوقشت أو النقاط التى جرى التوافق بشأنها. ورغم أن بوتين قال إن الجانبين توصلا إلى «اتفاق يمهّد الطريق نحو السلام فى أوكرانيا»، فإن ترامب أوضح بلهجة حاسمة أن أى اتفاق نهائى لا يزال بعيد المنال، قائلاً: «لن يكون هناك اتفاق حتى يتم التوصل إلى اتفاق»، مضيفاً: «تم الاتفاق على العديد من النقاط، ولم يتبق إلا القليل جداً». ورغم إصرار الصحفيين على طرح أسئلة، رفض الزعيمان التفاعل معهم، ليكتفى ترامب بكلمته الختامية السريعة.

وبينما خرج ترامب خالى الوفاض تقريباً من أى إنجاز سياسى ملموس، بدا أن بوتين حقق مكاسب عدة بمجرد جلوسه على الطاولة. فقد تمكن من العودة إلى الأراضى الأمريكية لأول مرة منذ عقد، وسط استقبال رسمى شمل سجادة حمراء وحراسة جوية، إلى جانب جولة فى سيارة ترامب الرئاسية المعروفة بـ»الوحش». ومع ختام المفاوضات، غادر بوتين الولايات المتحدة دون أن يقدم تنازلات كبرى، محافظاً على علاقة ودية مع ترامب، رغم أن الأخير كان قد عبّر قبل أسابيع عن إحباطه من الموقف الروسى. ففى يوليو الماضى، قال ترامب من البيت الأبيض: «إنه لطيف للغاية معنا طوال الوقت، لكن اتضح أن ذلك لا معنى له». لكن نبرة الإحباط هذه اختفت تماماً فى أجواء قمة ألاسكا، حيث اكتفى ترامب بالتأكيد على أن علاقته مع بوتين «رائعة» ووصفه بـ«فلاديمير الصديق».

المشهد المشترك بين الزعيمين حمل دلالات لافتة، خصوصاً أن ترامب سمح لبوتين بالكلمة أولاً رغم انعقاد اللقاء على الأراضى الأمريكية. انتهز الرئيس الروسى هذه الفرصة لعرض رؤيته للصراع فى أوكرانيا و«5الأسباب الجذرية» التى دفعته لغزوها، دون أن يواجه أى اعتراض من ترامب الذى اكتفى بالابتسام. وفى تناقض واضح مع تصريحاته السابقة، لم يكرر الرئيس الأمريكى إصراره على وقف فورى لإطلاق النار، بل بدا أكثر حذراً وهو يسعى للحفاظ على صورة توافقية، بينما يطمح فى الوقت نفسه إلى تعزيز فرص حصوله على جائزة نوبل للسلام.

اللقاء المغلق بين الرئيسين شمل أيضاً محادثة داخل سيارة الليموزين الخاصة بترامب، فى مشهد أعاد التذكير بقرب الزعيمين من بعضهما. كما أن القمة أظهرت مكسباً شخصياً آخر لبوتين، إذ إن الولايات المتحدة كانت واحدة من الدول الغربية القليلة التى يستطيع زيارتها دون المخاطرة بالاعتقال على خلفية مذكرة المحكمة الجنائية الدولية الصادرة بحقه. ولم يتردد الزعيم الروسى فى مغازلة ترامب عبر تبنى بعض رواياته بشأن الحرب فى أوكرانيا، وهو ما بدا أنه لاقى صدى لدى الرئيس الأمريكى.

ورغم غياب أى اتفاق ملموس، تركت القمة الباب مفتوحاً أمام احتمال تطور العلاقة الثنائية فى اتجاهات أخرى، بما فى ذلك زيارة ترامب المحتملة إلى موسكو. فبينما اعتُبر الأمر فى البداية مجرد تكهنات، أعاد بوتين طرح الفكرة علناً خلال كلمتهما المشتركة، قائلا إنه يتمنى لقاء الرئيس الأمريكى فى العاصمة الروسية. ورد ترامب مبتسماً: «أوه، هذا سؤال مثير للاهتمام. لا أعرف، سأتعرض لبعض الانتقادات بسببه. لكننى أتوقع حدوثه». وإذا تم ذلك، فستكون الزيارة الأولى لرئيس أمريكى إلى روسيا منذ قمة باراك أوباما فى سانت بطرسبرغ عام 2013، كما أنها ستعيد ترامب إلى دولة لطالما سعى إلى تعزيز علاقاته الاقتصادية والسياسية بها منذ تنظيمه لمسابقة ملكة جمال الكون فى موسكو فى العام ذاته.

وفى السياق قال مسؤولون فى البيت الأبيض إن ميلانيا ترامب أثارت قضية الأطفال الذين اختطفتهم القوات الروسية من أوكرانيا فى رسالة شخصية إلى فلاديمير بوتن.حيث سلم ترامب رسالة السيدة الأولى إلى الزعيم الروسى شخصياً ولم يقدم المسؤولون الذين تحدثوا إلى رويترز مزيدًا من التفاصيل بشأن الرسالة.

برزت السيدة ترامب كشخصية مؤثرة فى موقف زوجها من الحرب، حيث صرّح الرئيس بأنه «فتح عينيها» على قصف بوتين للمدن الأوكرانية. وأطلق عليها معلقون على مواقع التواصل الاجتماعى لقب «العميلة السرية ميلانيا ترامبنكو».

وقالت ميغان موبس، ابنة المبعوث الخاص لترامب إلى كييف كيث كيلوج، لصحيفة التلغراف فى يوليو أن السيدة ترامب ضغطت بهدوء على زوجها لحماية «الأوكرانيين الأبرياء» من الهجمات.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: قمة ألاسكا الرئيس الأمريكى دونالد ترامب نظيره الأوكراني المكتب البيضاوي واشنطن الرئیس الأمریکى وقف إطلاق النار فى أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

ترامب وبوتين يلتقيان في ألاسكا وسط مخاوف أوروبية من تسوية تُفرض على أوكرانيا

يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، في قمة مرتقبة بولاية ألاسكا الأمريكية، يُتوقع أن تشكل محطة فارقة في مسار الحرب الدائرة في أوكرانيا منذ أكثر من ثلاث سنوات، في ظل مخاوف أوروبية من تجاوز كييف في أي تسوية سياسية.

وتعد هذه الزيارة الأولى لبوتين إلى دولة غربية منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022، كما أنها أول لقاء مباشر بينه وبين ترامب منذ عودة الأخير إلى البيت الأبيض مطلع العام الجاري. 

وسيجتمع الزعيمان عند الساعة 11:30 صباحًا في قاعدة "إلمندورف ريتشاردسون" الجوية، التي لعبت دورًا محوريًا في مراقبة روسيا خلال حقبة الحرب الباردة.

BREAKING: Donald Trump lands in Alaska, all dressed and ready to negotiate with Vladimir Putin. pic.twitter.com/dnvBa6LI8S — PaulleyTicks (@PaulleyTicks) August 15, 2025
أكد الكرملين أن القمة ستشهد محادثات ثنائية مغلقة، ما أثار قلق العواصم الأوروبية من أن يحاول بوتين دفع ترامب نحو اتفاق أحادي يفرض شروطه على أوكرانيا. 

ومن المقرر أن يعقد الزعيمان مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا عقب المحادثات.

قال ترامب، عشية القمة، إنه لن يكون "لقمة سائغة" لبوتين، مضيفًا: "سأعرف خلال الدقائق الأولى إن كان الاجتماع جيدًا أو سيئًا. إذا كان سيئًا سينتهي سريعًا، وإذا كان جيدًا فقد نصل إلى سلام قريب". 

وأوضح أنه لن يوقع أي اتفاق نهائي بشأن أوكرانيا دون إشراك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في قمة ثلاثية لاحقة.

في المقابل، رحّب بوتين بالجهود الأمريكية لإنهاء النزاع، مشيرًا إلى إمكانية بحث اتفاق لضبط انتشار الأسلحة النووية. 


أما زيلينسكي، الذي لم يُدعَ إلى القمة، فوصفها بأنها "مكافأة" لبوتين، مؤكداً رفضه التنازل عن أي أراضٍ لصالح روسيا.

وعلى الصعيد الميداني، تواصل القوات الروسية تحقيق تقدم في جبهات عدة، حيث أمرت السلطات الأوكرانية بإجلاء سكان خمس بلدات في دونباس عقب اختراق روسي بعمق 10 كيلومترات، وهو أكبر تقدم من نوعه منذ أكثر من عام، وفق معهد دراسات الحرب الأمريكي.

رغم تعدد المبادرات الدبلوماسية منذ اندلاع الحرب، بما في ذلك جولات تفاوضية في إسطنبول، فإن جميعها فشل في إحراز تقدم ملموس، باستثناء اتفاقات تبادل الأسرى، وكان أحدثها تبادل 84 أسيرًا من كل طرف بوساطة إماراتية.

ويحمل مكان انعقاد القمة رمزية خاصة، إذ تقع القاعدة العسكرية المضيفة بالقرب من مدينة أنكوريج، وكانت مركزًا حيويًا للعمليات الأمريكية ضد اليابان في الحرب العالمية الثانية، ثم في مراقبة الاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة. 

غير أن اختيار ألاسكا كموقع للقمة أثار جدلاً بين سكانها؛ إذ يرى بعضهم أن استقبال "مجرم حرب" أمر غير مقبول، فيما يعتبر آخرون أن ترامب قد يكون "أفضل مفاوض للسلام العالمي".

مقالات مشابهة

  • 5 نتائج من قمة ترامب وبوتين في ألاسكا
  • قمة ترامب وبوتين في ألاسكا.. لا اتفاق حول أوكرانيا وابتسامة موسكو أوسع
  • قمة ترامب ـ بوتين في ألاسكا.. لا اتفاق حول أوكرانيا وابتسامة موسكو أوسع
  • قمة ألاسكا: مفاوضات بوتين وترامب جرت في أجواء إيجابية.. فشل الإتفاق حول أوكرانيا ..الرئيس الأمريكي: تحديات كثيرة يجب تجاوزها.. الرئيس الروسي: الاجنماع القادم بموسكو
  • قمة ألاسكا .. بوتين يتجاهل الرد على سؤال بشأن وقف إطلاق النار في أوكرانيا
  • سيناريوهات قمة ترامب - بوتين تفتح باب التكهنات حول مستقبل الحرب فى أوكرانيا
  • ترامب وبوتين يلتقيان في ألاسكا وسط مخاوف أوروبية من تسوية تُفرض على أوكرانيا
  • ترامب: قمة ألاسكا تمهد لاجتماع ثلاثي لإنهاء حرب أوكرانيا
  • ترامب: أعتقد أن بوتين لديه رغبة بإبرام اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا