شاهد | الليطاني: ثروة لبنان المائية في مواجهة الأطماع الصهيونية
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
???? شاهد | الليطاني: ثروة لبنان المائية في مواجهة الأطماع الصهيونية 11-05-1446هـ 13-11-2024م
تقرير: عبدالحميد الغرباني #جبهة_لبنان #شاهد_المسيرة pic.twitter.com/3e1xuC6NsB
— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) November 13, 2024
.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
إعادة صناعة الأسطورة الصهيونية
قد نحتاج إلى وقت طويل لنستطيع الحديث عن التفاصيل الحقيقية لهجوم العدو الصهيوني على إيران. ما نمتلكه من معلومات يعتمد في أغلبه على الرواية الصهيونية الأمريكية التي تروّجها وسائل الإعلام الصهيونية والأمريكية ووسائل التواصل الاجتماعي، التي ترسم صورة مرعبة لنتائج العدوان من أنه دمّر قدرات الدفاع الجوي الإيراني بالكامل، وأنّ العدو تمكّن من نقل أسلحة إلى الداخل الإيراني واستعملها عملاء العدو في العدوان.
في السياق نفسه تخلّى العدو عن الغموض الذي يحيط به عملياته العسكرية والاستخبارية عادة، ونشر معلومات “مفصّلة” عن العمل الاستخباري والتخريبي الذي قام به عملاء الموساد في الداخل الإيراني.
أضاف التحالف الغربي إلى موجة التبجّح الصهيوني، تصريحات تعبّر عن دعمه الكامل للعدوان سواء بوصف ترامب للعدوان بأنه ممتاز، وأنّ على إيران القبول بالصفقة التي تعرضها الولايات المتحدة فيما يتعلّق بالاتفاق النووي ثمّ الحديث عن استسلام إيراني كامل، وبعكس ذلك فإنّ الاستعدادات لضربات أكثر قسوة جاهزة، في الوقت الذي أعلنت فيه وسائل الإعلام الصهيونية مشاركة طائرات من بريطانيا وفرنسا وأمريكا والأردن بالتصدّي للمسيّرات والصواريخ الإيرانية وتدميرها قبل وصولها إلى سماء فلسطين.
الصورة كما يرسمها الإعلام الصهيوني والمتصهين، هزيمة نكراء لإيران وتفوّق كامل للعدو الصهيوني. لكن على الأرض يتصاعد الحديث عن فتح الملاجئ ورفع درجات استعداد في الجبهة الداخلية للكيان، ونقل طائرات العدو المدنية إلى قبرص وإغلاق الأجواء الفلسطينية. المطلوب منّا تصديق الروايتين؛ إيران مهزومة لكنها قادرة على تعطيل الحياة داخل الكيان لمدة أطول من المعتاد كما صرّح الإرهابي بنيامين نتنياهو، وتدمير مراكز العدو العسكرية والعلمية.
كما هو واضح حتى اللحظة، الرواية الاستعمارية غير مقنعة رغم تعزيزها بأفلام ومواد وثائقية يسهل تزويرها، وأنّ هدفها هو إعادة صناعة أسطورة “الجيش الذي لا يقهر” التي تهاوت تحت وطأة ضربات المقاومة منذ عام 2000م وحتى السابع من أكتوبر 2023م، وصور الدمار في المدن الفلسطينية المحتلة. التسرّع في نشر التفاصيل وقبل اتضاح صورة الردّ الإيراني على العدوان إنما يعكس مدى ضرورة استعادة صورة الأسطورة بغضّ النظر عن نتائج المواجهة.
قد يرى البعض أنّ موضوع إعادة صياغة صورة “إسرائيل” كشرطيّ المنطقة أمر ثانوي أمام نتائج المعركة وبشكل خاصّ خسارة محور المقاومة للعديد من القيادات العسكرية والسياسية، وهذا الرأي فيه الكثير من الصواب، إذا كان صادراً عن حرص على المقاومة، وليس حقاً يراد به تسويق باطل التفوّق الصهيوني. الصورة ليست مهمة للعدو فقط، ولكن للعديد من حلفائه في المنطقة الذين خدّروا شعوبهم على مدى 50 عاماً بالحديث عن عجز هذه الأنظمة عن مواجهة التفوّق الصهيوني ـــــ الأمريكي العسكري والاقتصادي. الصورة نفسها استخدمتها الأنظمة الدائرة في الفلك الصهيو ـــــ أمريكي لتبرير ذهابها إلى السلام “المزعوم” مع العدو، ابتداء من جملة الخائن أنور السادات عن امتلاك أمريكا 99% من أوراق اللعبة، وصولاً إلى الاتفاقيات الإبراهيمية.
“إسرائيل” العاجزة عن فرض شروطها على المقاومة في غزّة بعد 16 سنة من الحصار و20 شهراً من الحرب، والولايات المتحدة التي اضطرت للتراجع أمام الصمود اليمني بعد حرب وحصار سنوات، حاولتا إقناعنا أنّ ضربة واحدة كفيلة بهزيمة دولة بحجم إيران. المشكلة أنّ هناك من شعوبنا من يصدّق هذه الرواية، وهناك من يبحث بكلّ الوسائل عن طريقة لجعل هذه الرواية قابلة للتصديق. أكثر هذه المحاولات شيوعاّ وخباثة هي تلك التي تعمد إلى عقد مقارنة بين ما حدث في إيران وما أصاب حزب الله بعد اغتيال قادته وعلى رأسهم سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله. هذه المقارنة تعتمد على تسويق روايتين استعماريتين، الأولى أنّ دور المقاومة في لبنان بالتصدّي للعدو الصهيوني قد انتهى باستشهاد قيادته، وعليه فإنّ إيران تنتظر المصير نفسه بعد اغتيال أبرز قياداتها العسكرية والعلمية.
ليس المطلوب الدخول في حالة إنكار، فالعدو الذي اختار محور المقاومة التصدّي له، عدو قوي ومتفوّق عسكرياً على جميع خصومه، وهو قادر على توجيه ضربات قوية لخصومه، وهذه الحقيقة يعرفها قادة المحور جيداً، إذ إنهم يواجهون هذا العدو في الميدان ويدركون جيداً قدراته، بما في ذلك احتمال استشهاد قادة المحور، بل وحتى توجيه ضربات قاسية لبنية المحور. هذا ما حدث ويحدث خلال الأشهر الأخيرة، لكنّ العدو نفسه يدرك أنّ الوقت ما زال مبكراً على الاحتفال، لأنه يدرك تماماً أنّ إيران تمتلك من القوة ما يمكّنها من ردّ الصاع صاعين، كما أنّ الصراع ليس ثنائياً بينه وبين إيران، وأنه مهما بلغت قوته لن يستطيع شطب القضية الرئيسة في المنطقة المتمثّلة في وجود الكيان نفسه، وأن تتصدّر إيران اليوم المشروع المضاد لهذا الوجود.
المقاومة لم تبدأ في السابع من أكتوبر 2023م، فالثورة الأولى للشعب الفلسطيني ضدّ وجود الكيان كانت قبل أكثر من 100 عام، ومنذ ذلك التاريخ لم يمرّ يوم من تاريخ الصراع من دون وجود شكل من أشكال المقاومة. الهدف ضرب فكرة الثورة والمقاومة التي تمثّلها إيران، والحديث عن المشروع النووي ليس سوى حجّة فارغة وكاذبة لتبرير العدوان.
إيران لم تهزم، وكلّ المؤشرات تقول إنها لن تهزم أو تخسر دورها كلاعب رئيس في قضايا المنطقة. أمريكا والكيان الصهيوني يبحثان عن حلّ للأزمات التي تعصف بالقوى الاستعمارية نتيجة تصاعد قوة ودور الدول والشعوب الرافضة للهيمنة الاستعمارية.
الردّ العسكري الإيراني مستمرّ، لكنّ الردّ الحقيقي يكون بتعميق التمسّك بفكرة المقاومة، والالتفاف حول القوى التي تتصدّرها، والاستعداد لتقديم التضحيات في سبيلها، ومنطق التاريخ يقول إنّ الشعوب التي امتلكت إرادة المقاومة وقدّمت التضحيات الضرورية تحقّق الانتصار المنشود.
*كاتب سياسي أردني