لا افق لتسوية التيار - حزب الله...
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
قبل حادثة الكحالة، تحوّل النقاش السياسي في لبنان الى نقطة شبه وحيدة هي التسوية المرتقبة بين "التيار الوطني الحر" من جهة و"حزب الله" من جهة ثانية، على اعتبار أن الحوار الذي بدأ بين الطرفين سيؤدي حتما الى نقاط مشتركة وربما الى تسوية رئاسية شاملة تفرض نفسها على المشهد خصوصا وأن المبادرة الفرنسية تراجعت ولم يعد لها دور حقيقي في إحداث خرق عملي في الاستحقاق.
أحدث الحوار بين "التيار" والحزب قلقاً جدياً لدى فريق المعارضة، أولاً لانه ادى الى انسحاب رئيس "التيار" جبران باسيل من التقاطع الرئاسي مع قوى المعارضة وهذا ما أبعد هذه القوى بشكل كبير عن الأكثرية النيابية التي كان من الممكن أن توصل مرشحها الوزير السابق جهاد ازعور الى قصر بعبدا، وثانياً لأنه قد يؤدي الى قلب الطاولة لصالح مرشح "حزب الله" أياً يكن.
أحدث الحوار بين الحليفين السابقين توازناً حقيقيا مع "الخماسية الدولية" التي إنتقلت من موقع الإحتواء السياسي ومن إستراتيجية الحوار الى موقع الصلب المواجه، الذي يريد أن يمارس ضغوطاً جدية ليمنع الحزب من إيصال مرشحه الى قصر بعبدا، وهذا ما سلب رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية الغطاء الدولي وجعله مجدداً مرشح "الثنائي الشيعي" حصراً.
لكن فتح نوافذ الحوار مع باسيل، الذي بات المقربون منه يغمزون من قناة إمكانية القبول بفرنجية ضمن سلة شاملة من الشروط والمطالب، سيعوض إنسحاب الفرنسيين من دعم فرنجية او اقله انكفاءهم السياسي المؤقت عن الساحة اللبنانية، وسيجعل تأمين أكثرية نيابية امراً ممكناً ومتاحاً خصوصاً انه يترافق مع الميثاقية المسيحية التي قد يؤمنها تكتل لبنان القوي من خلال دعمه لفرنجية او تأمين النصاب لانتخابه.
علماً ان هذا التفاؤل بالحوار الثنائي بين الحليفين خارج عن المنطق، لانه حتى لو وافق "حزب الله" على شروط باسيل، فهل سيتمكن من تأمين تمرير هذه الشروط في المجلس النيابي؟ وكيف سيؤمن الاكثرية النيابية للامركزية الادارية أو المالية؟ واذا لم يستطع الحزب تأمين الاكثرية، هل سيلتزم باسيل بإنتخاب فرنجية فقط لأنه حصل على توقيع الحزب وإلتزامه بالتصويت داخل البرلمان؟
في الجلسات الاخيرة التي حصلت بين الطرفين، أكد "حزب الله" انه غير قادر على تأمين الدعم النيابي لمطالب باسيل وشروطه ومشاريع قوانينه، وهو سيلتزم فقط بما يتفق عليه مع "التيار"، لكنه لا يستطيع إلزام حلفائه، لذلك نصح الحزب باسيل بأن يتحاور مع مختلف القوى السياسية، لان ذلك وحده كفيل بإقرار المطالب الدستورية التي يضعها رئيس التيار على الطاولة...
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
جبران باسيل يبدي خشيته على المسيحيين في سوريا.. الشرق لا يحمي والغرب لا يكترث
اعتبر رئيس التيار الوطني الحر في لبنان جبران باسيل أنه بات "يخشى على مستقبل المسيحيين في سوريا بالنظر الى ما أصاب سواهم من مجموعات دينية أو عرقية".
وقال باسيل في بيان له: "أنا أرى ما يحدث في سوريا من قتل جماعي على أساس الهوية الدينية أو الاختلاف بالرأي، أشعر بالألم والقلق مما يجري في بلدٍ نتشارك معه إرثاً حضارياً غنياً بتنوعه ويصيبنا ما يصيبه من خسارة لهذا الإرث"، على حد وصفه.
وأضاف "أقف إلى جانب كل مضطهد بسبب انتمائه، أو معتقده.. أفكّر بمسيحيي الشرق وما أصابهم في العراق وفلسطين، وفي سوريا تحديدا لأنهم يدفعون ثمن انتشارهم على مساحة أوطانهم، فهم لا يملكون جغرافيا خاصة بهم بل عاشوا عبر التاريخ مع جميع مكونات أوطانهم وناضلوا لمشروع الدولة الحاضنة على اساس ان الدين لله والوطن للجميع".
وأوضح "أفكّر بمصير المسيحيين في سوريا، ولكن لكلّ منها مقومات تحمي وجوده، فالكردي له جغرافيته وقوته الذاتية وحمايته، والدرزي له جبله وحمايته تتأمن بوضوح، والعلوي له ساحله وستكون له حمايته حتماً، والشيعي له مرجعيّته وسنده وحمايته، أما المسيحي فقد صار انفتاحه نقطة ضعفه وانتشاره على مدى سوريا مصدر خطر على وجوده".
وأكد أن المسيحي في سوريا "لا شرق يحميه ولا غرب يكترث له وتبقى حمايته من السماء، وبوعينا المشترك نحفظ أوطاننا.. حمى الله سوريا ولبنان من مسلسل الدم الذي لن يوفر أحدا".
وفي آذار/ مارس الماضي، أكد نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، أن واشنطن لن ترسل قوات عسكرية إلى سوريا لحماية المسيحيين والأقليات الأخرى، وذلك في أعقاب العملية العسكرية التي قامت بها قوات الأمن السوري ضد خارجين عن القانون من فلول النظام السوري المخلوع في منطقة الساحل ذات التواجد العلوي.
وأشار فانس في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" حينها إلى أن الولايات المتحدة قادرة على اتخاذ إجراءات أخرى لتأمين الحماية لهذه المجتمعات.
واعتبر فانس الوضع في سوريا بأنه "سيئ جدًا"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة "تحقق في الانتهاكات الأخيرة لمعرفة ما إذا كانت مجرد حوادث فردية أم جرائم إبادة جماعية"، على حد وصفه.
وفي نهاية نيسان/ أبريل الماضي، انتشرت قوات من الأمن السوري، في محافظة اللاذقية (شمال غرب)، وذلك في إطار حفظ الأمن والاستقرار لاحتفالات المسيحيين بعيد الفصح.
وأفادت الوكالة بأن قوات من الأمن العام انتشرت في محيط الكنائس وعدد من المواقع الحيوية في اللاذقية، لضمان أمن واستقرار المدينة، خلال احتفالات الطوائف المسيحية بعيد الفصح المجيد.