"أسوشيتد برس": الجوع ينتشر في غزة إثر انخفاض كمية الغذاء لأدنى مستوياتها
تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكدت وكالة /أسوشيتد برس/ الأمريكية، انتشار الجوع في قطاع غزة؛ إثر انخفاض كمية الغذاء إلى أدنى مستوياتها، مشيرة إلى حجم المعاناة التي يعيشها سكان غزة بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكتوبر من العام الماضي، حيث يتناول الكثيرون الطعام مرة واحدة فقط في اليوم وسط مشاكل المساعدات وانخفاض كمية الغذاء.
وأشارت الوكالة ـــ في تقرير إخباري نشرته، اليوم/السبت/، إلى السيدة الفلسطينية ياسمين عيد التي تسعل وتغطي وجهها، وتطهو قدرا صغيرا من العدس على نار تغذيها الأغصان وقطع الورق في الخيمة التي تتقاسمها مع زوجها وبناتها الأربع الصغيرات في قطاع غزة، موضحة إن هذا الطعام كان وجبتهم الوحيدة اليوم.
وقالت ياسمين:" تمتص بناتي إبهامهن بسبب جوعهن، وأنا أربت على ظهورهن حتى ينمن"، مشيرة إلى أنه بعد نزوحهم خمس مرات، تقيم عيد في وسط غزة، حيث تتمتع جماعات الإغاثة بقدر أكبر نسبيًا من الوصول مقارنة بالشمال، الذي تم عزله إلى حد كبير وتدميره بشدة منذ بدأت إسرائيل في شن هجوم متجدد ضد حركة حماس.
ويعاني كل شخص تقريبًا من الجوع هذه الأيام وخاصة بعد قول الخبراء إن شمال غزة يعاني حاليا من المجاعة بشكل كامل.
وفي يوم الخميس الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت، متهمة إياهما باستخدام "التجويع كوسيلة حرب".
وفي دير البلح، تعيش ياسمين عيد بين مئات الآلاف الذين يحتمون في مخيمات خيام بائسة بعدما أغلقت المخابز المحلية لمدة خمسة أيام هذا الأسبوع. وارتفع سعر كيس الخبز إلى أكثر من 13 دولارًا بحلول يوم الأربعاء الماضي، حيث اختفى الخبز والدقيق من الأرفف قبل وصول المزيد من الإمدادات.
وحذر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من "زيادة حادة" في عدد الأسر التي تعاني من الجوع الشديد في وسط وجنوب غزة بعدما انخفضت كمية الطعام التي سمحت إسرائيل بدخولها إلى غزة خلال الأسابيع السبعة الماضية، وهي الآن عند أدنى مستوياتها تقريبًا خلال الحرب بأكملها.
وتقول جماعات الإغاثة والأمم المتحدة إن أقل من ذلك يصل إلى 2.3 مليون فلسطيني في المنطقة بسبب العديد من العقبات التي تعترض التوزيع - بما في ذلك القيود المفروضة على الحركة من قبل الجيش الإسرائيلي، والقتال المستمر، والأضرار التي لحقت بالطرق.
ولأشهر، ذهبت ياسمين وعائلتها إلى الفراش جائعين، قائلة:" لقد ارتفع سعر كل شيء، ولا يمكننا شراء أي شيء نذهب دائمًا إلى النوم دون تناول العشاء".
وأضافت أنها تفتقد القهوة وتفتقد الكثير من المواد الغذائية بعدما وصلت أسعار السلع إلى أرقام خيالية إذا كانت متوفرة، مشيرة إلى اختفاء اللحوم والدجاج تقريبًا من الأسواق منذ أشهر، لكن لا تزال هناك بعض الخضروات المحلية.
ونقلت الوكالة، عن هاني المدهون، المؤسس المشارك لمطبخ غزة للحساء قوله، إن فريقه لا يستطيع تقديم سوى أطباق صغيرة من الأرز أو المكرونة مرة واحدة في اليوم.
وأضاف أنهم يمكنهم الذهاب إلى السوق في يوم واحد وشراء شيء مقابل 5 دولارات، ثم العودة في فترة ما بعد الظهر ليجدوا أن سعره قد تضاعف أو تضاعف ثلاث مرات".
وكان مطبخه في بلدة زويدة بوسط غزة يعمل بميزانية يومية تبلغ حوالي 500 دولار لمعظم الحرب وعندما انخفضت كمية المساعدات التي تدخل غزة في أكتوبر الماضي، ارتفعت تكاليفه إلى حوالي 1300 دولار في اليوم ويمكنه إطعام حوالي نصف العائلات التي تصطف في طابور كل يوم.
وفي المقابل، تقول إسرائيل إنها لا تضع أي قيود على كمية المساعدات التي تدخل غزة وأعلنت عن عدد من التدابير التي تقول إنها تهدف إلى زيادة التدفق في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك فتح معبر جديد، لكن أرقام الجيش الإسرائيلي نفسه تظهر أن كمية المساعدات التي تدخل غزة انخفضت إلى حوالي 1800 شاحنة في أكتوبر الماضي.
وتقول الأمم المتحدة إنها لا تستطيع في كثير من الأحيان الوصول إلى الحدود لالتقاط شحنات المساعدات لأن الجيش الإسرائيلي يرفض طلبات الحركة وبسبب القتال المستمر وانهيار القانون والنظام.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: غزة الامم المتحده شمال غزة المجاعة إسرائيل
إقرأ أيضاً:
تلغراف: داخل وكالة المساعدات التي تزرع الخوف والفوضى في غزة
سلّط تقرير لصحيفة "تلغراف" البريطانية الضوء على الفوضى والدماء التي رافقت النظام الجديد لتوزيع المساعدات في قطاع غزة ، والذي تديره شركة أميركية وسط اتهامات باستخدام المساعدات كأداة سياسية وتجاهل حقوق الإنسانية الأساسية.
وأورد التقرير، الذي أعده مراسل الصحيفة من القدس هنري بودكين، ورويدا عامر في خان يونس:، شهادات ميدانية من سكان قطاع غزة ومعاناتهم مع نظام التوزيع، الذي تديره ما تُسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" الأميركية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب روسي: هذا هو الرجل الذي لم يستطع بوتين قتلهlist 2 of 2ميديا بارت: مرحبا بصحوة الضمير العالمية بشأن فلسطين رغم تأخرهاend of listأشار بودكين ورويدا إلى أن إسرائيل بدأت تطبيق هذا النظام أوائل الشهر المنصرم بهدف تجاوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وذكر التقرير أن النظام الجديد يتطلب من المدنيين السفر مسافات طويلة إلى أربعة مراكز للتوزيع في جنوب القطاع، حيث يُفترض أن يتم فحصهم باستخدام تقنيات بيومترية، رغم أن شهودا أكدوا غياب هذا الإجراء في الواقع.
مجازر
ووصف التقرير مراكز التوزيع بأنها "سجون مفتوحة"، حيث يُحشر آلاف الناس داخل ممرات ضيقة بين الأسوار وتحت شمس قاسية.
وقال إن مقاطع مصورة لأشخاص يركضون تحت إطلاق نار انتشرت، وسُجلت خلال أسبوعين فقط حالتان على الأقل لوقوع مجازر قرب المراكز، منها حادثة يوم الأحد قُتل فيها أكثر من 20 شخصا وأخرى يوم الثلاثاء قُتل فيها 24 على الأقل.
إعلانوأقر الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار "قرب" مدنيين انحرفوا عن المسار المحدد، في حين قالت الأمم المتحدة إن النظام الجديد "يمس بكرامة البشر" ويعرض المدنيين للخطر.
وصرح مفوض حقوق الإنسان الأممي فولكر تورك بأن الوضع يظهر "تجاهلا تاما" لحياة المدنيين، الذين يُجبرون على الركض خلف الطعام وسط ظروف مرعبة.
تسييسمن جهة أخرى، ترفض الأمم المتحدة وعدة منظمات إغاثية كبرى التعامل مع "مؤسسة غزة الإنسانية"، متهمة إياها بتسييس المساعدات، واستخدامها كوسيلة ضغط على السكان، في وقت يفتقر فيه الناس للغذاء والدواء منذ أشهر.
وأورد التقرير شهادات من الغزيين تصف مشاهد الذعر والخوف في المراكز، إذ قال أحد المواطنين للصحيفة: "المكان مرعب، يشبه السجن، لكنني مضطر للذهاب إليه رغم بُعده عن منزلي المؤقت، خوفا من موت أطفالي جوعا"، ووصف آخر بأنه "مكان للقتل".
أماكن للقتلوقال عمر بركة (40 عاما) من خان يونس: "نذهب إلى مناطق حمراء خطِرة، والجيش يطلب منا السير كيلومترات. لا يوجد أي نظام. الآلاف يتجمعون هناك. في اليومين الأولين وُزّعت مساعدات، ثم تحولت المراكز إلى أماكن للقتل".
وذهب سالم الأحمد (18 عاما)، وهو طالب ثانوي، عدة مرات إلى مركز التوزيع للحصول على الطحين. يقول: "كنت أهرب راكضا لمسافة 3 كيلومترات مع الطحين، لأن الجيش يبدأ إطلاق النار لإخلاء المنطقة. وجدت كثيرا من الطعام مرميا على الأرض، لأن الناس لا يستطيعون حمله والركض في نفس الوقت. أنا أخذت أكياس طحين صغيرة تزن واحد كغ فقط حتى أستطيع الهرب".
ووصف المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، فولكر تورك، طريقة توزيع المساعدات بأنها "غير مقبولة" و"تمس بالكرامة الإنسانية"، وقال: "تخيلوا أناسا ينتظرون طعاما ودواء منذ 3 أشهر، ثم يُطلب منهم الركض وسط إطلاق النار".
عربات جدعونكما وُجهت اتهامات إلى الحكومة الإسرائيلية بأنها تستخدم هذا النظام لإجبار السكان على التوجه جنوبا، مما يُفسح المجال أمام تنفيذ عملية "عربات جدعون"، التي يتوقع أن تشمل تدميرا واسعا لممتلكات شمال القطاع.
إعلانوما يثير الجدل أيضا، هو هوية المؤسسة الأميركية التي تدير المشروع، وصلاتها المحتملة بـ الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية.
المدير الأمني للشركة الشريكة "سيف ريتش سوليوشنس" هو فيليب ريلي، الضابط السابق في الاستخبارات المركزية الأميركية، خدم سابقا في نيكاراغوا وأفغانستان.
ويُعتقد أن ريلي على صلة بشبكة غير رسمية داخل الجيش الإسرائيلي ومكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تُعرف باسم "منتدى ميكفيه يسرائيل"، كانت تسعى منذ ديسمبر/كانون الأول 2023 إلى إنشاء نظام مساعدات مواز يستبعد الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية.
وتفيد تقارير بأن مؤسسة التوزيع تأسست عبر محامٍ مشترك مع مؤسسات أمنية، وتلقّت تبرعا قيمته 100 مليون دولار، مما أثار تكهنات في إسرائيل بأن المشروع تموله الموساد.