باريس تشهد تكريم الفائزين بجائزة الشارقة- اليونسكو للثقافة العربية (20)
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
بمنارتها التكريمية المتنقلة بين مختلف دول العالم؛ أضاءت الشارقة العاصمة الفرنسية باريس خلال حفلٍ تكريميٍ للفائزين في الدورة العشرين من جائزة الشارقة- اليونسكو للثقافة العربية، التي تنظمها دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو).
وكرّمت الدورة الحالية الفنانة آية طارق من جمهورية مصر العربية، والناشط في التراث التاريخي علي جي توري من جمهورية مالي.
شهد حفل التكريم الذي أُقيم في مقر (اليونسكو) في باريس سعادة عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، والأستاذ محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة ، بحضور سعادة فهد سعيد الرقباني سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى فرنسا، وسعادة السفير علي الحاج آل علي المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، وسعادة غابرييلا راموس المدير العام المساعد للعلوم الاجتماعية والإنسانية في منظمة (اليونسكو)، وعدد كبير من المثقفين والفنانين والسفراء والديبلوماسيين المعتمدين في المنظمة الأممية.
وألقى عبد الله العويس كلمة أشار في بدايتها إلى الشراكة الممتدة منذ سنوات بين الشارقة والمنظمة الأممية، وما نتج عنها من مشاريع إنسانية وثقافية، وقال: “تشرف جائزة الشارقة – اليونسكو للثقافة العربية على عامها الخامس والعشرين منذ انطلاقة الدورة الأولى في العام 2001، حيث وجّه بها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بمناسبة اختيار الشارقة عاصمةً للثقافة العربية في العام 1998، وهي أعوامٌ شهدت تعاوناً ثقافياً مميزاً بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومنظمة التربية والثقافة والعلوم – اليونسكو، وقد كانت الشراكة بين الشارقة والمنظمة قد نتج عنها العديد من المشاريع الثقافية التي تصبُّ في خدمة الإنسانية”
وأضاف العويس معبّراً عن السعادة في استكمال مشوار الجائزة: “ففي كلّ دورةٍ من دورات الجائزة، تتجدّد مشاعر السعادة والاعتزاز باستمرار مسيرة الجائزة واعتلاء المبدعين والمفكرين منصة التكريم”.
وتحدث رئيس دائرة الثقافة مبيناً أبرز محطات الشارقة الثقافية، كما نقل تحيات وتمنيات صاحب السمو حاكم الشارقة للفائِزيْن وقال: “لقد اتخذت الشارقة من العام 1998، محطة انطلاق جديدة، استكمالاً لدورها في إبراز الثقافة العربية وحضارتها، وإيماناً من صاحب السموّ حاكم الشارقة بالثقافة وأثرها، فهي جسر التواصل بين الشعوب، الأمر الذي أكدته إسهامات سموّه الأدبية ومشاركته الشخصية في المحافل الثقافية والعلمية الدولية، ولقد عبّر حضور سموّه عن مدى اهتمامه بتلك المحافل التي تشكل حلقة وصلٍ هامة بين الثقافات، كما أنها تمثّل سانحةً قيّمةً لتقديم الحضارة العربية المشرقة، وأتشرف في هذه المناسبة بأن أنقل لكم تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتمنياته لكم بالنجاح والتوفيق”.
وتحدثت غابرييلا راموس في بداية كلمتها عن مسارات تعاون منظمة (اليونسكو) مع العديد من دول العالم، مبينة في هذا الإطار أن التعاون الهادف لإبراز الإبداع والثقافة يحقق خطىً مهمة في العالم، وهو ما تبني عليه المنظمة الكثير من الآمال، مؤكدة أن التعاون الثقافي مع الشارقة يمثّل صورة حضارية وإنسانية عالمية مميزة، ولفتت أن الفضل يعود إلى صاحب السمو حاكم الشارقة.
وعمّقت راموس، في كلمتها، من أهمية وصول الجائزة إلى الدورة العشرين، قائلة في هذا السياق إن بلوغ عشرين دورة في جائزة عالمية مرموقة تحظى باهتمام رسمي وإبداعي واسع إنما يعكس أهميتها في كافة المستويات، مشيرة إلى أن الجائزة باتت جزءاً أصيلاً في برامج منظمة (اليونسكو) لتسليط الضوء على الإبداع بوصفه جانباً حضارياً وإنسانياً يبث المزيد من النور في كافة أنحاء العالم.
وهنّأت المدير العام المساعد للعلوم الاجتماعية والإنسانية في منظمة (اليونسكو) الفائزين في الجائزة، معبّرة عن سعادتها بفوزهما في جائزة يرعاها “حاكم مثقف ونبيل”، وتأمل أن يظلَّ الإبداع هو السبيل والغاية المثلى للتواصل البشري.
وفي كلمته، قال علي الحاج آل علي إن الجائزة بعد ما يقارب 30 عاماً أصبحت رمزاً للاعتزاز بالثقافة العربية وأصالتها، وأداة لتوطيد الحوار الثقافي وتعزيز التبادل المعرفي بين مختلف الشعوب والثقافات، مشيراً إلى أن الاحتفال يعكس مكانة الثقافة العربية، ويفتح آفاقا للترابط الإنساني عبر الفنون والمعرفة.
ولفت آل علي أن جائزة الشارقة للثقافة العربية – اليونسكو تمثل إحدى إبرز المبادرات الثقافية المشتركة التي تجسد التعاون بين دولة الإمارات ومنظمة اليونسكو، مضيفاً “ولا يمكننا إلّا أن نحيي الرؤية السامية لصاحب السمو حاكم الشارقة، والتي شكّلت حجر الزاوية في تأسيس هذه الجائزة، وترسيخ الدور الريادي الذي تلعبه الإمارة في احتضان ودعم التراث العربي”.
وسلّط المندوب الدائم لدى (اليونسكو) الضوء على الجائزة، قائلاً: “كرمت الجائزة 40 مبدعاً ومبدعة قدموا مساهمات فاعلة في خدمة الثقافة العربية، وفي هذا العام تحتفي بفائزين اثنين جديدن، ينضمان إلى نخبة من المبدعين أثروا المشهد الثقافي العربي، وساهموا في بناء جسور التواصل بين ثقافات العالم”. مهنئاً الفائزين بالجائزة.
وفي نهاية الحفل؛ قدّم العويس والقصير ترافقهما غابرييلا راموس، جائزة الشارقة- اليونسكو للثقافة العربية الـ20، لكل من آية طارق الفائزة بالجائزة المخصصة للشخصية العربية، وعلي توري الفائز بالجائزة المخصصة للشخصية غير العربية.
المصرية آية طارق، فنانة تشكيلية وناشطة ثقافية، أنهت دراستها بدرجة البكالوريوس في الفنون الجميلة في جامعة الإسكندرية. استحدثت وسائط مبتكرة للواقع الإفتراضي ونماذج للمراسم والورش الفنية، مركّزة في الوقت نفسه على إرثها الفني الأصيل، كما تشير سيرتها الفنية أن لها العديد من المساهمات الفنية الدولية.
أما المالي علي جي ألڨن توري فهو ناشط في التراث التاريخي، ومنتج أفلام سينمائية وثائقية، له اهتمام واسع بالتراث الثقافي العربي في مدينة تومبكتو شمالي مالي، وهي من أهم العواصم الإسلامية في غرب أفريقيا. وتلقب بجوهرة الصحراء المتربعة على الرمال، كما أسّس مهرجان الأفلام في المدينة نفسها في العام 2021.
يشار إلى أن جائزة الشارقة- اليونسكو للثقافة العربية، تأسّست في العام 1998 وهي تكافئ سنوياً اثنين من الأفراد أو المجموعات أو المؤسسات يسعيان من خلال أعمالهما وإنجازاتهما البارزة إلى توسيع نطاق المعرفة بالفن والثقافة العربيين.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
نقابة المهن السينمائية تهنىء الفائزين بجوائز الدولة فى الفنون والآداب والتفوق والنيل
عبر نقيب السينمائيين المخرج مسعد فودة عن بالغ سعادته بفوز مدير التصوير سمير فرج بجائزة الدولة فى الفنون ، مؤكدا بأن مسيرته تستحق هذا التقدير كمدير للتصوير لعشرات الأفلام المهمة والأعمال الدرامية ، وكمحاضر فى بعض جامعات مصر .
وهنأ نقيب السينمائيين الفائزين بالجوائز المخرج شاكر عبد اللطيف ، والفنان التشكيلى عبد الوهاب عبد المحسن ، وفى المجالات الأخرى الشاعر الكبير أحمد الشهاوى ، والكاتبة المتميزة فاطمة المعدول ، والكاتب خيرى دومة ، وتمنى التقدم لجميع الفائزين بالجوائز معبرا عن امتنانه بما حققته الجائزة هذا العام من ترشيحات ومؤكدا بان عدم توفيق البعض ليس نهاية الطريق فالمجال مفتوح أمام كل المبدعين فى كل المجالات.
وكان المجلس الأعلى للثقافة ،قد أعلن خلال اجتماعه الثاني والسبعين برئاسة الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، أسماء الفائزين بجوائز الدولة التقديرية لعام 2025 في مجالات الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، وذلك بحضور أعضاء المجلس من المفكرين والأكاديميين ورؤساء الهيئات الثقافية والنقابات الفنية
جاءت نتائج التصويت لتُكرم عددًا من الرموز البارزة التي أثرت الحياة الثقافية والفكرية في مصر، حيث فاز بجائزة الدولة التقديرية في مجال الفنون كل من: المخرج المسرحي شاكر عبد اللطيف، والفنان التشكيلي عبد الوهاب عبد المحسن، والمصور السينمائي سمير فرج.
وفي مجال الآداب، حصل على الجائزة كل من: الشاعر أحمد الشهاوي، والدكتور خيري دومة، والكاتبة فاطمة المعدول.
أما في مجال العلوم الاجتماعية، فقد فاز كل من: الدكتور أنس جعفر، والدكتور محمد سامح عمرو، والدكتورة منى حجاج، والدكتورة نيفين مسعد.
وأكد الدكتور أحمد فؤاد هَنو أن هذه الجوائز تُعد من أرفع أشكال التقدير التي تمنحها الدولة المصرية، وتأتي تتويجًا لمسيرة طويلة من الإبداع والعطاء، مشيرًا إلى أن الدولة تواصل دعمها للمبدعين والمفكرين الذين أسهموا بجهودهم في تعزيز الهوية الثقافية المصرية، وترسيخ قيم التنوع والانفتاح والوعي.
وتُعد جوائز الدولة التقديرية من أرقى الجوائز التي تُمنح للمثقفين والمبدعين الذين أثروا الحياة الفكرية والفنية بإنتاجهم، وأسهموا في صياغة وجدان المجتمع المصري، حيث تُمنح وفقًا لمعايير دقيقة تضمن الاحتفاء بالرموز التي شكلت الضمير الثقافي للأمة، وساهمت في دعم مسيرة الوعي والإبداع في مصر
اختتمت جلسة التصويت الرسمية للمجلس الأعلى للثقافة، برئاسة الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، باختيار الفائزين بجوائز النيل لعام 2025، والتي تُعد أرفع الجوائز التي تمنحها الدولة المصرية في مجالات الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، بالإضافة إلى جائزة النيل للمبدعين العرب.
وأسفرت نتائج التصويت عن فوز المعماري الدكتور صالح لمعي بجائزة النيل في مجال الفنون، والدكتور أحمد درويش بجائزة النيل في مجال الآداب، والدكتور أحمد زايد بجائزة النيل في مجال العلوم الاجتماعية، بينما ذهبت جائزة النيل للمبدعين العرب إلى الفنان الفلسطيني الكبير سليمان أنيس منصور.