اختراقات استخباراتية وعمليات في العمق.. هل باتت إيران أضعف؟
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
تبدو إيران التي تسعى جاهدة لامتلاك السلاح النووي، ضعيفة، ومرتبكة، بعد سلسلة الاستهدافات التي طالت مجموعة من قادتها وأبرز قيادات أذرعها في الشرق الأوسط، وفق تقارير متطابقة.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن مسؤولين إيرانيين قولهم إن الاختراقات الأمنية والاستخباراتية التي واجهتها إيران حديثا تمثل فشلا كارثيا على الصعيدين الاستخباراتي والأمني الإيراني، وتضع الحرس الثوري الإيراني في موقف محرج للغاية.
وكانت تلك الاختراقات وراء مقتل عدد من قادة إيران البارزين وقادة الفصائل الموالية لها في الشرق الأوسط.
ويعتقد المستشار السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه"، إيلان بيرمان، أن "قدرات الردع الإيرانية تآكلت".
وأوضح المتحدث خلال مداخلته في برنامج "الحرة الليلة" أن النظام الإيراني يواجه مشكلتين: الأولى أزمة الثقة داخل النظام نفسه، حيث يرى المسؤولون في طهران أن شبكة الوكلاء التي أنفقوا ربع قرن في بنائها والقدرات التي استثمروا الملايين فيها قد أصبحت مدمرة.
أما المشكلة الثانية فهي أزمة الثقة في صمود النظام نفسه إذ تعتمد العديد من مجموعات الوكلاء في المنطقة على إيران من أجل الدعم المالي والسياسي.
قرب نهاية الخطر الإيراني؟رغم تراجع قدرة إيران الردعية، وفق وصف بيرمان، يرى بيير بيرتيلو، الباحث في معهد الاستشراف والأمن في أوروبا، أن زوال التهديد الإيراني ليس مرجحا حدوثه الآن.
وخلال مداخلته من باريس في البرنامج أشار بيرتيلو إلى أن بإمكان طهران إعادة علاقاتها مع وكلائها.
وقال هناك تفكير في إيران بضرورة الحفاظ على الأذرع، واستبعد فكرة أن تكون طهران في طريقها لقطع صلتها بالوكلاء في المنطقة.
وقتل العديد من القادة العسكريين الإيرانيين إثر هجمات استهدفتهم، أبرزهم اللواء محمد رضا زاهدي القائد البارز في فيلق القدس الإيراني الذي قتل في غارة جوية في دمشق في 1 أبريل 2024.
وتلا ذلك مقتل مجموعة من قيادات حزب الله اللبناني أبرزهم حسن نصر الله وفؤاد شكر وكذا هاشم صفي الدين.
واستهداف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قلب إيران وهو ما طرح أسئلة حول ما إذا كانت إيران تمر بأضعف مراحل أمنها القومي خصوصا في ظل تصاعد وتيرة التصعيد التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.
هذه الوضعية جعلت إيران تسرع عملها النووي حتى تحتفظ بأوراق أكثر، وفق إيلان بيرمان.
لكن بيير بيرتيلو يقول إن العمل النووي ورقة قديمة استخدمتها طهران سابقا.
وتابع بأن الموضوع المهم الآن بالنسبة لإيران هو الإدارة الأميركية القادمة هل تصل إلى اتفاق معها أو إعلان القدرة على إنتاج قنبلة نووية أو اثنتين.
ويتهم المجتمع الدولي إيران بالسعي لامتلاك قنبلة ذرية، وتقول دول غربية وعلى رأسها الولايات المتحدة إنها تسعى بكل الوسائل لمنعها فيما تنفي طهران أنها تسعى لذلك.
وتبدي واشنطن ودول غربية مخاوف من أن تتمكن إيران من التوصل لصنع قنبلة نووية خصوصا عقب إعلانها أنها ستضع في الخدمة أجهزة طرد مركزي جديدة ومتطورة.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية الإيراني: القضايا العالقة بالملف النووي لن تحل إلا بالدبلوماسية
أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم السبت، أن القضايا العالقة بالملف النووي لن تحل إلا بالدبلوماسية والمفاوضات.
وقال وزير الخارجية الإيراني إن على واشنطن تقديم ضمانات حال عودتنا للمفاوضات، مضيفا أن طهران لن تنتج أسلحة نووية لكن نتمسك ببرنامجنا السلمي.
وأشار عراجقي إلى أن الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية كانت من الممكن أن تغير سياستنا النووية، موضحا أن التعاون مع الوكالة الدولية الذرية سيتم عبر صيغة جديدة.
وفي وقت سابق من اليوم، السبت، كشفت مصادر عن وجود خلافات بين روسيا وإيران بشأن تخصيب اليورانيوم في الوقت الذي يميل فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الموقف الأمريكي لوقف طهران تخصيب اليورانيوم بشكل كامل.
وأفادت المصادر بأن إيران أبلغت روسيا أنها لن تناقش مسألة وقف تخصيب اليورانيوم، حيث عرضت موسكو تزويدها باليورانيوم المخصب بنسبة 3.67%.
وأوضحت المصادر لموقع “أكسيوس” الأمريكي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحاول إقناع إيران بالقبول باتفاق نووي مع الولايات المتحدة يمنعها من تخصيب اليورانيوم.
وأضافت المصادر أن بوتين ناقش مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون تفاصيل اتفاق نووي محتمل مع إيران.
ونوهت إلى أن بوتين يدعم وقف إيران لتخصيب اليورانيوم بشكل كامل.