مؤشّرات عديدة... هل تستأنف إسرائيل حربها على لبنان؟
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
تُعتبر جولة التصعيد التي انتهجتها إسرائيل يوم الإثنين الماضي خطيرة للغاية، بعدما ردّت على قصف "حزب الله" قذيفتين على مزارع شبعا المحتلة، وبعد سلسلة خروقات يوميّة تقوم بها، وصلت إلى حدّ إستهداف الجيش في منطقة الهرمل، وتحليق طائرة مسيّرة من نوع "ام-كا" فوق بيروت والضاحية الجنوبيّة.
ومع هذا الخرق الكبير من قبل العدوّ الإسرائيليّ لاتّفاق وقف إطلاق النار، تعود المخاوف من عودة المعارك بين "حزب الله" وإسرائيل، فـ"المقاومة الإسلاميّة" في لبنان ستبقى تردّ على أيّ انتهاك للهدنة الأميركيّة – الفرنسيّة، بينما أيّ خطأ أو تصعيد من ناحية تل أبيب، وهنا الحديث عن استهداف المدنيين كما حصل يوم الإثنين، قد يُؤدّي إلى جولة جديدة من الحرب، ربما لن تتوقّف بسهولة هذه المرّة.
ومن المؤشّرات التي تدلّ على أنّ لإسرائيل نوايا باستئناف الحرب على لبنان إستغلال جيش العدوّ لاتّفاق الهدنة لاحتلال وتمركز دباباته وآلياته داخل البلدات الجنوبيّة، وعدم إنسحابه من القرى الحدوديّة على الرغم من مرور أسبوع كامل على مُوافقة كلّ من الحكومتين اللبنانيّة والإسرائيليّة على التهدئة. وفي هذا السياق أيضاً، لا يزال المتحدث العسكريّ الإسرائيليّ يطلب من المواطنين اللبنانيين عدم العودة إلى منازلهم، وسط التهديد باستهدافهم واعتبارهم أنّهم عناصر من "حزب الله".
أما داخل إسرائيل، فلم تطلب السلطات هناك حتّى اللحظة من الإسرائيليين بالعودة إلى المستوطنات، خلافاً لما يجري في لبنان، على الرغم من الوجود العسكريّ الإسرائيليّ في قرى الجنوب. إضافة إلى ذلك، هناك علامات إستفهام كثيرة تُطرح عن نوايا العدوّ بتجريف الأراضي واستمراره بتفجير المنازل، ما يُوحي أنّه يعمل بالفعل على إنشاء منطقة عازلة، وهو غير مستعدّ للإنسحاب كيّ ينتشر الجيش على الخطوط الأماميّة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ ردّ "حزب الله" على الخروقات الإسرائيليّة بقصف مزارع شبعا المحتلة، يُؤكّد أنّ عناصر "المقاومة الإسلاميّة" لا يزالون منتشرين في الجنوب، في خطوط الدفاع والهجوم ومستعديّن لأيّ تصعيد.
ووفق مصادر عسكرية مطلعة فان إسرائيل لم تستطع القضاء على ترسانة "الحزب" الصاروخيّة، ما يعني أنّها لم تُحقّق أهدافها من الحرب على لبنان، وقد تخوض جولة جديدة لضرب المزيد من قدرات "حزب الله" واستهداف مراكزه الماليّة وشخصيّاته العسكريّة والسياسيّة لإضعافه.
وهناك مؤشّر أكثر خطورة على رغبة إسرائيل باستكمال ضرب قدرات "حزب الله"، وهو ما يجري من معارك في سوريا، وسيطرة المسلّحين هناك على طرقات مهمّة جدّاً يستخدمها "الحزب" لنقل سلاحه الإيرانيّ والسوريّ إلى الداخل اللبنانيّ. وقد فُتِحَت الجبهة السوريّة في توقيت غير مناسب لـ"المقاومة الإسلاميّة"، فالتهديد الإسرائيليّ لا يزال قائماً كلّ ثانيّة في لبنان، ولا يُمكن لعناصر "حزب الله" التدخّل ومُساندة الرئيس بشار الأسد كما في السابق، لأنّ هذا الأمر كشفهم أمام العدوّ، وبات يُراقب تحرّكاتهم ويستهدف أبرز قياداتهم، علماً أنّ "الحزب" ليس له القدرة على مُحاربة إسرائيل في لبنان والفصائل المسلّحة في سوريا في آنٍ واحدٍ، وخصوصاً بعد الضربات التي تلقاها منذ أيلول الماضي.
وقد تُواظب إسرائيل حربها على لبنان بالتزامن مع ما يجري في سوريا، لعزل دمشق عن إيران أوّلاً، والتضييق على "حزب الله" عبر قيام المسلّحين السوريين بالسيطرة على مستودعات الأسلحة التابعة له على الأراضي السوريّة، ومنعه من نقل السلاح إلى المناطق الحدوديّة مع فلسطين المحتلة، هكذا، تنخفض وتيرة عمليّاته ضدّ الإسرائيليين شيئاً فشيئاً.
ولتدارك هذا التصعيد، هناك تعويل كبيرٌ على الدور الذي يُمكن أنّ تقوم به كلّ من الولايات المتّحدة الأميركيّة وفرنسا لإنجاح إتّفاق وقف إطلاق النار، وإنسحاب القوّات الإسرائيليّة من البلدات الجنوبيّة، والضغط على إسرائيل لإيقاف خروقاتها. أمّا عكس ذلك واستمرار جيش العدوّ بانتهاك الهدنة يُشير إلى أنّ تل أبيب تتحضّر للتصعيد.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: على لبنان حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تستأنف "مسلسل" محاكمة نتنياهو
سيستأنف مسلسل محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء المقبل، وسيدلي بشهادته أمام المحكمة الجنائية بعد أن أجلت الجلسة بسبب اجتماعات دبلوماسية، وذلك في ظل التطورات السياسية والدبلوماسية الأخيرة بشأن الحرب في غزة.
وجاء في قرار صدر، الإثنين، عن قضاة المحكمة المركزية في القدس أن نتنياهو سيمثل أمام المحكمة للإدلاء بشهادته الأربعاء بين الساعة 12:30 ظهرا والخامسة مساء.
وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست"، أن نتنياهو طلب، عبر محاميه، إلغاء جلسة الأربعاء بسبب تزامنها مع اجتماعين دبلوماسيين، الأول مع الرئيس القبرصي نيكوس خيرستودولاس، والثاني مع شخصية لم يكشف عن اسمها.
ولم تعرض النيابة العامة إلغاء الجلسة الأربعاء، لكن المحكمة أمرت أن يدلي بشهادته في الفترة الفاصلة بين الاجتماعين.
وتوبع نتنياهو في عدة قضايا منفصلة بتهم "الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة"، إلا أنه نفى جميع التهم الموجهة إليه.
وجاءت هذه التطورات بعد توقيع حركة حماس وإسرائيل لاتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن، والمعتقلين.
ويقوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بزيارة خاطفة إلى إسرائيل، التقى خلالها بنظيره الإسرائيلي إسحاق هورتسغ، وبنيامين نتنياهو وبعائلات الرهائن، وسيلقي كلمة أمام الكنيس الإسرائيلي.
وأثارث التطورات الأخيرة بين حماس وإسرائيل، تساؤلات بشأن مصير مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو، ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، نوفمبر الماضي، بتهم تتعلق بـ"ارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية خلال العمليات العسكرية في قطاع غزة".
وأكد المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية، فادي عبد الله لـ"سكاي يوز عربية"، أن "أوامر القبض تظل سارية المفعول ما لم يقرر قضاة المحكمة سحبها لسبب قانوني".
ورجحت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، ألا تنتهي القضايا المرفوعة ضد إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، حتى لو انتهت الحرب وأطلق سراح الرهائن الإسرائيليين.