منتدى الدوحة: لبنان على صفيح ساخن واستقراره يتطلب مجموعة شروط
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
الدوحة- توصل عدد من الخبراء والباحثين في جلسة على هامش منتدى الدوحة اليوم السبت إلى أن لبنان، ورغم كل التحديات الكبيرة التي تواجهه، يبقى أمامه فرصة حقيقية وتاريخية لتحقيق التعافي والسير نحو الاستقرار وإعادة الإعمار، شرط الالتزام بالإصلاحات والتعاون مع المجتمع الدولي.
وخلال جلسة بعنوان "نحو الاستقرار في لبنان" نظمت ضمن أعمال منتدى الدوحة في نسخته الـ22 الذي انطلق اليوم في العاصمة القطرية، قال وزير البيئة اللبناني ناصر ياسين إن بلاده تملك الإمكانيات اللازمة للتعافي، "لكن النجاح يعتمد على قدرتنا على اتخاذ قرارات جريئة وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة"، مشيرا إلى أن أي حالة فشل الآن قد تستدعي خسارة لبنان ثقة المجتمع الدولي لسنوات طويلة.
وأشار الوزير اللبناني إلى أن المجتمع الدولي ينتظر من لبنان أن يقدم إشارات واضحة على التزامه بالإصلاح السياسي والاقتصادي، مؤكدا أن هذه الخطوة ستعيد الثقة وتجذب الاستثمار، وأن الحكومة تعمل على تسريع هذه العملية لتحقيق تقدم ملموس في أقرب وقت.
افتتحت اليوم منتدى الدوحة 2024، في نسخته الـ22، والذي أصبح ملتقى دوليا هاما لصناع القرار من مختلف أنحاء العالم، ويكتسب بمرور الأيام زخما متزايدا لما يتيحه من فرصة لتداول الشؤون الدولية والتحديات الجسيمة التي يعرفها عالمنا المعاصر. من خلال هذا المنتدى وأمثاله ستواصل قطر إثراء… pic.twitter.com/oMdwFQcAb7
— تميم بن حمد (@TamimBinHamad) December 7, 2024
إعلان 10 مليارات دولارالجلسة التي أدارها رئيس تحرير مجلة فورين بوليسي رافي أغراوال، ناقشت باستفاضة ما يعانيه لبنان اليوم جراء العدوان الإسرائيلي الذي دمر على مدى أكثر من عام كل مرافق الحياة فيه، مما كبّد لبنان واقتصاده انهيارا يضاف لانهياراته السابقة.
وكشف وزير البيئة اللبناني في تصريح للجزيرة نت أن لبنان في حاجة ماسة الآن إلى 10 مليارات دولار بشكل عاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، متوقعا دعما قطريا وسعوديا وعربيا خلال الفترة القادمة، من أجل البدء في عملية إعادة الإعمار، مشيرا إلى ضرورة الالتزام بتنفيذ آليات المساءلة والمحاسبة ومحاربة الفساد من أجل الحصول على مساعدات حقيقية.
وطالب ناصر ياسين بإجراء حوار داخلي لبناني لبناني صريح وشفاف بين الحكومة وكل القيادات والزعماء، وكذلك البدء بعملية مسح للأضرار والتحضير لعملية التعافي التي ربما تأخذ وقتا أكبر من المتوقع بحكم حجم الأضرار الكبيرة.
بدوره، يرى الدكتور بول سالم نائب رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن أن لبنان اليوم يجلس على "صفيح ساخن"، وأن ما شهدته الأيام الماضية من الحرب العنيفة التي امتدت من الجنوب اللبناني وطالت مدنا ومناطق واسعة، لا يمكن أن تمر من دون أن تترك أثرا سلبيا طويل المدى، وذلك على الرغم من الأمل الكبير في إعادة بناء دولة لبنانية قوية ومتماسكة.
واستبعد سالم إمكانية "التخلص" من حزب الله في لبنان، مشيرا إلى أن الحزب قادر بشكل أو بآخر على بناء قيادات جديدة السنوات القادمة، لافتا إلى أن الوضع في لبنان مأساوي خاصة في الجنوب والبقاع الشمالي، وذلك مع نزوح نحو أكثر من مليون و200 ألف شخص.
وتوقّع نائب رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن أن تتفق الأحزاب في لبنان على انتخاب رئيس جمهورية خلال الأيام القادمة، وذلك بعد فراغ المنصب منذ نحو عامي.
إعلانوعن الولايات المتحدة وما تشهده من مرحلة انتقال السلطة للرئيس المنتخب دونالد ترامب، يرى الدكتور بول سالم أن فوز ترامب في الانتخابات يُعد مؤشرا على توجّه النظام العالمي، الذي بات يعتمد على أقطاب كل منها تعنيه مصلحته الخاصة، وهذا يعني أن لبنان خلال الفترة القادمة سيضطر لفتح آفاق أوسع في العلاقات مع الغرب وواشنطن، إضافة إلى علاقات أكثر جدية وواقعية مع المحيط الإقليمي.
وشدد سالم على أن الاستقرار في لبنان يتطلب من الحكومة اللبنانية عدم التركيز على التقرب من الغرب وواشنطن لحل المشكلات الداخلية، فربما يكون للقوى العالمية كأميركا والصين وروسيا وفرنسا دور في حل كثير من المشاكل، لكن التحرك والجهد الموجه للدول العربية يبقى له الدور والأهمية الأكبر.
مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هيومن رايتس ووتش لمى فقيه، أكدت أن الحرب الإسرائيلية على لبنان لم تكشف بعد عن خباياها والكوارث الناجمة عنها، كاشفة استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي الفوسفور الأبيض ضد المدنيين في لبنان بشكل كثيف، مما عرض المدنيين لخطر الإصابة بجروح خطيرة وطويلة الأمد.
وبينت لمى أن الفسفور الأبيض يعد سلاحا حارقا بموجب البروتوكول الثالث لاتفاقية حظر استخدام الأسلحة غير التقليدية. ويحظر هذا البروتوكول استخدام الأسلحة الحارقة ضد الأهداف العسكرية الواقعة بين المدنيين، لكن الاحتلال الإسرائيلي، الذي لم يوقع على الاتفاقية وغير ملتزم بها، قصف كثيرا من المدن اللبنانية بهذا السلاح الخطر والمحظور.
ودعت لمى أثناء الجلسة إلى ضرورة إجراء تحقيق "محايد" بشأن هجمات الفوسفور التي أنهكت لبنان، والتي لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عنها حتى الآن، مشيرة إلى أن كل الدلائل واضحة ومثبتة وتم تسليمها إلى اللجان القانونية والقضائية الدولية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات منتدى الدوحة أن لبنان فی لبنان إلى أن
إقرأ أيضاً:
يديعوت : رئيس أركان الحوثيين ربما أصيب بجراح بالغة في الغارة التي استهدفته
كشفت وسائل إعلام عبرية عن محاولة اغتيال استهدفت واحدًا من أخطر قادة جماعة الحوثي في اليمن، وسط تقديرات إسرائيلية متزايدة بنجاح العملية التي نُفّذت في نهاية الأسبوع الماضي.
وبحسب تقرير نشره الصحفي إيتمار آيخنر في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الأربعاء، فإن رئيس أركان جماعة الحوثيين اللواء محمد عبد الكريم الغماري قد يكون أُصيب بجروح قاتلة خلال ضربة جوية إسرائيلية دقيقة نُفّذت السبت الماضي، تزامنًا مع الهجمات الإسرائيلية داخل إيران وإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل.
ونقل آيخنر عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن "رئيس أركان الحوثيين كان في اجتماع يمضغ فيه القات، وهناك ضربناه. هذه ليست مزحة"، وأضاف المسؤول أن العملية نُفّذت في حي راقٍ بصنعاء، حيث يُعتقد أن عددًا من كبار قادة الجماعة كانوا مجتمعين.
ورغم عدم وجود تأكيد رسمي على مقتل الغماري، تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن إصابته كانت بالغة، في وقت لا تزال فيه تفاصيل العملية ونتائجها محاطة بالسرية. وفي أعقاب الهجوم، شوهدت قوات الحوثيين وهي تقيم نقاط تفتيش في محيط المكان، كما سُجل وصول عدد من سيارات الإسعاف إلى الموقع المستهدف، ما يعزز فرضية وقوع خسائر جسيمة في صفوف قيادة الجماعة.
ونقل الموقع العبري عن مصدر أمني يمني قوله إن الغماري لم يكن فقط يشغل منصب رئيس الأركان، بل كان مسؤولًا أيضًا عن برنامج الصواريخ داخل الجماعة، وله صلات مباشرة ووثيقة مع الحرس الثوري الإيراني، وتلقى تدريبات متقدمة في إيران، وكان ينسّق مباشرة مع طهران بشأن الدعم اللوجستي والتسليحي.
وتعد هذه الضربة -إن ثبت نجاحها- ضربة استراتيجية لإيران وحلفائها في المنطقة، بحسب مراقبين، خصوصًا في ظل الدور المتنامي للحوثيين في استهداف المصالح الإسرائيلية والأمريكية خلال الأشهر الأخيرة.
ويأتي هذا التطور في وقت يواصل فيه الاحتلال الإسرائيل استهداف ما تصفه بـ"أذرع إيران" في المنطقة، ضمن ما أطلقت عليه عملية "الأسد الصاعد"، التي توسعت من ساحات المواجهة المباشرة مع إيران لتشمل أهدافًا في العراق وسوريا واليمن، في ظل حالة ترقب دولي لاحتمال توسع رقعة الحرب في الشرق الأوسط.