الدوحة- توصل عدد من الخبراء والباحثين في جلسة على هامش منتدى الدوحة اليوم السبت إلى أن لبنان، ورغم كل التحديات الكبيرة التي تواجهه، يبقى أمامه فرصة حقيقية وتاريخية لتحقيق التعافي والسير نحو الاستقرار وإعادة الإعمار، شرط الالتزام بالإصلاحات والتعاون مع المجتمع الدولي.

وخلال جلسة بعنوان "نحو الاستقرار في لبنان" نظمت ضمن أعمال منتدى الدوحة في نسخته الـ22 الذي انطلق اليوم في العاصمة القطرية، قال وزير البيئة اللبناني ناصر ياسين إن بلاده تملك الإمكانيات اللازمة للتعافي، "لكن النجاح يعتمد على قدرتنا على اتخاذ قرارات جريئة وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة"، مشيرا إلى أن أي حالة فشل الآن قد تستدعي خسارة لبنان ثقة المجتمع الدولي لسنوات طويلة.

وأشار الوزير اللبناني إلى أن المجتمع الدولي ينتظر من لبنان أن يقدم إشارات واضحة على التزامه بالإصلاح السياسي والاقتصادي، مؤكدا أن هذه الخطوة ستعيد الثقة وتجذب الاستثمار، وأن الحكومة تعمل على تسريع هذه العملية لتحقيق تقدم ملموس في أقرب وقت.

افتتحت اليوم منتدى الدوحة 2024، في نسخته الـ22، والذي أصبح ملتقى دوليا هاما لصناع القرار من مختلف أنحاء العالم، ويكتسب بمرور الأيام زخما متزايدا لما يتيحه من فرصة لتداول الشؤون الدولية والتحديات الجسيمة التي يعرفها عالمنا المعاصر. من خلال هذا المنتدى وأمثاله ستواصل قطر إثراء… pic.twitter.com/oMdwFQcAb7

— تميم بن حمد (@TamimBinHamad) December 7, 2024

إعلان 10 مليارات دولار

الجلسة التي أدارها رئيس تحرير مجلة فورين بوليسي رافي أغراوال، ناقشت باستفاضة ما يعانيه لبنان اليوم جراء العدوان الإسرائيلي الذي دمر على مدى أكثر من عام كل مرافق الحياة فيه، مما كبّد لبنان واقتصاده انهيارا يضاف لانهياراته السابقة.

وكشف وزير البيئة اللبناني في تصريح للجزيرة نت أن لبنان في حاجة ماسة الآن إلى 10 مليارات دولار بشكل عاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، متوقعا دعما قطريا وسعوديا وعربيا خلال الفترة القادمة، من أجل البدء في عملية إعادة الإعمار، مشيرا إلى ضرورة الالتزام بتنفيذ آليات المساءلة والمحاسبة ومحاربة الفساد من أجل الحصول على مساعدات حقيقية.

وطالب ناصر ياسين بإجراء حوار داخلي لبناني لبناني صريح وشفاف بين الحكومة وكل القيادات والزعماء، وكذلك البدء بعملية مسح للأضرار والتحضير لعملية التعافي التي ربما تأخذ وقتا أكبر من المتوقع بحكم حجم الأضرار الكبيرة.

سالم يؤكد قدرة حزب الله على بناء قيادات جديدة (الجزيرة) "على صفيح ساخن"

بدوره، يرى الدكتور بول سالم نائب رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن أن لبنان اليوم يجلس على "صفيح ساخن"، وأن ما شهدته الأيام الماضية من الحرب العنيفة التي امتدت من الجنوب اللبناني وطالت مدنا ومناطق واسعة، لا يمكن أن تمر من دون أن تترك أثرا سلبيا طويل المدى، وذلك على الرغم من الأمل الكبير في إعادة بناء دولة لبنانية قوية ومتماسكة.

واستبعد سالم إمكانية "التخلص" من حزب الله في لبنان، مشيرا إلى أن الحزب قادر بشكل أو بآخر على بناء قيادات جديدة السنوات القادمة، لافتا إلى أن الوضع في لبنان مأساوي خاصة في الجنوب والبقاع الشمالي، وذلك مع نزوح نحو أكثر من مليون و200 ألف شخص.

وتوقّع نائب رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن أن تتفق الأحزاب في لبنان على انتخاب رئيس جمهورية خلال الأيام القادمة، وذلك بعد فراغ المنصب منذ نحو عامي.

إعلان

وعن الولايات المتحدة وما تشهده من مرحلة انتقال السلطة للرئيس المنتخب دونالد ترامب، يرى الدكتور بول سالم أن فوز ترامب في الانتخابات يُعد مؤشرا على توجّه النظام العالمي، الذي بات يعتمد على أقطاب كل منها تعنيه مصلحته الخاصة، وهذا يعني أن لبنان خلال الفترة القادمة سيضطر لفتح آفاق أوسع في العلاقات مع الغرب وواشنطن، إضافة إلى علاقات أكثر جدية وواقعية مع المحيط الإقليمي.

وشدد سالم على أن الاستقرار في لبنان يتطلب من الحكومة اللبنانية عدم التركيز على التقرب من الغرب وواشنطن لحل المشكلات الداخلية، فربما يكون للقوى العالمية كأميركا والصين وروسيا وفرنسا دور في حل كثير من المشاكل، لكن التحرك والجهد الموجه للدول العربية يبقى له الدور والأهمية الأكبر.

فقيه تؤكد ضرورة إجراء تحقيق محايد بشأن هجمات الفوسفور الإسرائيلية (الجزيرة) الفسفور الأبيض

مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هيومن رايتس ووتش لمى فقيه، أكدت أن الحرب الإسرائيلية على لبنان لم تكشف بعد عن خباياها والكوارث الناجمة عنها، كاشفة استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي الفوسفور الأبيض ضد المدنيين في لبنان بشكل كثيف، مما عرض المدنيين لخطر الإصابة بجروح خطيرة وطويلة الأمد.

وبينت لمى أن الفسفور الأبيض يعد سلاحا حارقا بموجب البروتوكول الثالث لاتفاقية حظر استخدام الأسلحة غير التقليدية. ويحظر هذا البروتوكول استخدام الأسلحة الحارقة ضد الأهداف العسكرية الواقعة بين المدنيين، لكن الاحتلال الإسرائيلي، الذي لم يوقع على الاتفاقية وغير ملتزم بها، قصف كثيرا من المدن اللبنانية بهذا السلاح الخطر والمحظور.

ودعت لمى أثناء الجلسة إلى ضرورة إجراء تحقيق "محايد" بشأن هجمات الفوسفور التي أنهكت لبنان، والتي لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عنها حتى الآن، مشيرة إلى أن كل الدلائل واضحة ومثبتة وتم تسليمها إلى اللجان القانونية والقضائية الدولية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات منتدى الدوحة أن لبنان فی لبنان إلى أن

إقرأ أيضاً:

الاهتمام يتطلب ولا ما يتطلبش؟ هاني تمام يحسم الأمر

قال الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، إن الإسلام أمر الزوج بمعاملة زوجته بالمعروف، مؤكداً أن حسن المعاملة وحسن الأخلاق هما الأساس في العلاقة الزوجية الناجحة والمستقرة.

هل يجوز للزوجة منع زوجها من الفراش بسبب التدخين؟.. انتبه لآداب المعاشرةالتصريح بدفن جثمان ضحية زوجها بسبب خلافات أسرية في البحيرة

وأضاف الدكتور هاني تمام، خلال تصريح، أن الاهتمام المتبادل بين الزوجين يعد من أهم عوامل استمرار العلاقة الزوجية وتقويتها، مشيرًا إلى ضرورة أن يهتم كل طرف بما يحبه الآخر وبما يهمه، لأن العلاقة القوية تقوم على التقدير والاحترام المتبادل.

وأشار إلى أن الاحترام هو "سيد الموقف" بين الزوجين، فلا يجوز لأي طرف أن يقلل من الآخر أو يهينه، حتى في حالة وجود مشاعر كراهية أو ضعف في الحب، حيث أن الحب بيد الله، لكن الاحترام والتقدير واجبان.

وأوضح: "يقول الله تعالى: 'ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة'، والمودة والرحمة هما الركيزتان الأساسيتان اللتان يجب على الزوجين تنميتهما والحفاظ عليهما، لأن نزع الاحترام أو التقليل من الآخر يؤدي إلى اختفاء هذه الروابط المقدسة."

وأكد أن البركة والخير في الحياة الزوجية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بحسن المعاشرة، وقال: "حتى لو وقع الحب قليلاً، فلا بأس، فالبيوت تُبنى على حسن العشرة وحسن الأخلاق والمودة والرحمة، وليس فقط على الحب."

وأكد على أن الزواج هو علاقة تقوم على حسن الخلق المتبادل، وأن أي تقصير في الاحترام أو التقدير قد يزعزع أسس العلاقة، لذا يجب على كل طرف أن يظهر حسن الخلق مع الآخر، وأن يبتعد عن الكلمات الجارحة أو التصرفات التي تسيء إلى شريك الحياة سواء في الخفاء أو العلن.

طباعة شارك الدكتور هاني تمام الفقه الأزهر حسن المعاملة العلاقة الزوجية

مقالات مشابهة

  • دولة حزب الله في لبنان التي انتهى زمنها
  • قبل إعلان النتيجة اليوم| ضوابط الإعلان عن فائزيي انتخابات الشيوخ وهذه شروط الإعادة
  • الاهتمام يتطلب ولا ما يتطلبش؟ هاني تمام يحسم الأمر
  • عاجل | رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري: الاستهداف المتعمد للصحفيين لا يحجب الفظائع التي ترتكبها إسرائيل بقطاع غزة
  • الملك : يؤكد وقوف الأردن إلى جانب الأشقاء في لبنان ودعم جهودهم للحفاظ على أمن لبنان واستقراره
  • سالم المزروعي: اليوم الأخير يرسم لوحة متميزة في مهرجان العين للهجن
  • رئيس هيئة الدواء: إجراءات قانونية صارمة ضد الصيدليات التي تحتفظ بأدوية منتهية الصلاحية
  • أذكار الصباح اليوم الأحد 10 أغسطس 2025.. «بسم الله الذي لا يضرُّ مع اسمه شيء»
  • انفجار صور.. الشرارة التي قد تشعل بركان لبنان.. .!!
  • البطاقة الجديدة التي تفرضها حكومة المرتزقة.. تهديد للأمن القومي وتكريس للانفصال:صنعاء تؤكد رفضها لإجراءات حكومة المرتزقة الاحادية وتطالب المجتمع الدولي بالقيام بدوره في حماية وحدة اليمن واستقراره