حزب الله بعد الأسد.. انهيار وشيك بانكسار "الهلال الإيراني"
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
لم يكن أكثر المتشائمين من حلفاء الرئيس السوري السابق بشار الأسد، يتوقعون سقوطه في غضون أيام قليلة من انطلاق عملية عسكرية شنتها فصائل المعارضة من الشمال والجنوب، بد صموده لأكثر من 13 عاماً في وجه الثورة التي اندلعت في مارس (آذار) 2011.
اليوم، ومع إعلان المعارضة سقوط نظام الأسد، تلقى تنظيم حزب الله اللبناني ضربة قاصمة جديدة، بعد خسائر فادحة لحقت به في الحرب مع إسرائيل التي توقفت بموجب اتفاق "هدنة هش" في 27 نوفمبر (تشرين الثاني).لماذا حزب الله أكثر المتضررين؟
بعد سقوط النظام السوري، تثار العديد من التساؤلات حول مصير حزب الله اللبناني وتأثير ذلك على الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة، والتي عُرفت بمشروع "الهلال الإيراني".
هذا المشروع الذي يربط طهران بدمشق وصولاً إلى حزب الله في لبنان، يواجه الآن تحديات كبيرة بعد انهيار النظام السوري وغياب الأسد.
واعتمد حزب الله، الذي يعتبر أحد أذرع إيران العسكرية والسياسية في المنطقة، بشكل كبير على الدعم اللوجستي والعسكري من دمشق.
وكان النظام السوري تحت قيادة الأسد بمثابة الجسر الحيوي لحزب الله في نقل الأسلحة والإمدادات عبر الأراضي السورية إلى لبنان، مما يعني أن سقوط هذا النظام قطع أحد أهم خطوط الإمداد، ما قد يضع الحزب في مأزق كبير.
ويقول خبراء إن قادة حزب الله كانوا يأملون إعادة تنظيم صفوفهم وتغذية مخازن أسلحتهم بعد الحرب رغم الرقابة الجوية الإسرائيلية والشروط الصارمة التي تضمنها اتفاق وقف إطلاق النار.
وكان الاتفاق نص على أن لإسرائيل حرية التحرك في لبنان لمواجهة أي تهديدات جديدة يفرضها حزب الله.
ويقول المحلل السياسي حسن الخالدي، إن انهيار النظام السوري يشكل تهديدًا حقيقيًا لاستمرار تحالف حزب الله مع إيران.
منذ بداية الحرب السورية، لعب حزب الله دورًا محوريًا في دعم النظام السوري من خلال القتال إلى جانب قوات الأسد ضد المعارضة، وهذا الدعم العسكري الكبير لم يكن فقط دفاعًا عن النظام السوري، بل كان جزءًا من استراتيجية إيران لتعزيز نفوذها في المنطقة وخلق شراكة مستدامة بين طهران وحزب الله، كما يرى الخالدي في حديثه لـ"24".
لكن بعد سقوط الأسد، قد تواجه إيران تحديات جديدة في تمويل وتسليح حزب الله، إذ لا يمكن للتنظيم الاعتماد بشكل كامل على الأراضي اللبنانية حاليا، خاصة مع التوترات المستمرة في المنطقة.
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة فاينانشيال تايمز، فإن فقدان سوريا كممر حيوي للإمدادات من إيران قد يؤدي إلى إضعاف قدرة حزب الله على العمل بفعالية على الجبهة اللبنانية، خاصة في ظل تزايد العقوبات الدولية على إيران.
من جهة أخرى، يرى بعض المحللين السياسيين أن حزب الله قد يواجه أزمة داخلية بعد التغيرات الكبيرة في المشهد السوري، بحسب الصحيفة.
وتقول الصحيفة إن الحزب الذي اعتاد على التمتع بحصانة في ظل دعم الأسد، قد يضطر إلى إعادة تقييم تحالفاته.
وتؤكد أن "حزب الله سيكون في وضع صعب جدًا إذا لم يتمكن من إيجاد بديل لاستراتيجية الإمداد عبر سوريا، وهو ما قد يضعف قوته العسكرية بشكل ملحوظ."
ومع ذلك، قد يحاول حزب الله إيجاد حلول بديلة لتعويض هذا الانكسار، مثل تعزيز علاقاته مع إيران في أماكن أخرى في المنطقة.
لكن التحدي الأكبر سيكون في الحفاظ على استقراره الداخلي ومواقعه السياسية في لبنان في ظل هذا التغيير الكبير.
ويؤكد الخالدي أن "سقوط الأسد يشكل ضربة قاسية لمشروع "الهلال الإيراني"، مما يهدد مستقبل حزب الله ويدفعه إلى إعادة النظر في استراتيجياته في المنطقة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الأسد حزب الله النظام السوري سقوط الأسد إسرائيل وحزب الله النظام السوری فی المنطقة حزب الله
إقرأ أيضاً:
أنصار الله تحذر السعودية والإمارات: صواريخنا صوب العدو وأعيننا عليكم
وجّه حزام الأسد، عضو المكتب السياسي لحركة "أنصار الله" اليمنية، تحذيرًا شديد اللهجة إلى السعودية والإمارات، متهما البلدين بالاستمرار في "المؤامرات" ضد اليمن رغم التهدئة المعلنة على عدة جبهات.
وفي منشور عبر منصة "إكس"، قال الأسد: "صواريخنا مشرعة في وجه العدو الصهيوني، لكن أعيننا لا تغفل عن مؤامرات أبوظبي والرياض"، في إشارة إلى استعداد الجماعة للرد على ما وصفه بـ"أي تحرك مريب" في الداخل اليمني.
واتهم الأسد الرياض وأبوظبي بالوقوف خلف التحركات التي تُطرح تحت شعارات "المعاناة الإنسانية"، مؤكدًا أن تلك المعاناة ناتجة – بحسب تعبيره – عن "العدوان والحصار المستمرين"، ومتوعدًا بأن "أي تحرك لأدواتكم في الداخل سيُواجَه بضربات حيدرية منكَلة"، على حد وصفه.
كما شدد القيادي في "أنصار الله" على أنه "لا أمن ولا حصانة لمن يخدم نتنياهو"، موجهاً خطابًا لاذعًا إلى ما وصفهم بـ"أدعياء العروبة والإسلام"، قائلاً: "خسئتم".
صواريخنا مشرعة في وجه العدو الصهيوني، لكن أعيننا لا تغفل عن مؤامرات أبوظبي و الرياض …
أيّ تحرّك لأدواتكم في الداخل تحت عناوين المعاناة التي أنتم سببها بعدوانكم وحصاركم، سيُواجَه بضربات حيدرية منكَلة.
لا أمن ولا حصانة لمن يخدم نتنياهو.
خسئتم يا أدعياء العروبة والإسلام!
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن