مصطلح الشعبوية هو من بين أهم الكلمات التي برزت في النقاشات السياسية في القرن الواحد والعشرين، وعلى الرغم من وجود فئه عريضة من السياسيين والصحافيين والمفكرين المهتمين بهذا المصطلح خاصة في الغرب، فإنه لا يوجد مفهوم محدد له، وقد كثر الجدال حول تحديده، ما يجعل هذا المفهوم متنازعًا فيه بما للكلمة من معنى، حيث يعرفها الباحثون بوصفها أيديولوجيا، وحركة، وعَرَضًا لأمر ما، إلى غير ذلك من الأوصاف.
ويرجع جزء من اللبس المحيط بهذه الظاهرة السياسية إلى أن معظم المنظمات والأشخاص الموصوفين بالشعبوية لا يصرحون بذلك، بل ونجد أن هذا اللقب يُلصق عادة بالآخرين للانتقاص من قدرهم، وبالتالي فلا نعجب من استعمال الأكاديميين والصحافيين مصطلح الشعبوية للإحالة إلى ظواهر سياسية هي في غاية الاختلاف، ولا سيما في غياب تحديد متفق عليه للشعبوية أو حالة أنموذجية يحتكم إليها.
هذا ويتفاعل خطاب الشعبوية السياسية مع حالة اجتماعية وسياسية تقوم على مزاج سياسي غاضب لجمهور فقد الثقة بالنظام والأحزاب السياسية القائمة والنخب الحاكمة، فهو يوظف بوصفة استراتيجية سياسية في مخاطبة هذا المزاج، هادفة إلى إحداث تغيير سياسي عبر الوصول إلى الحكم. ويقدم حملة هذا الخطاب أنفسهم بوصفهم الممثلين الحقيقيين للشعب، وباعتبار ما عداهم ممثلين زائفين للشعب أو أعداء له، وغالبًا يعتمد كل خطاب يهدف إلى تحقيق مقبولية شعبية المبالغة والكذب وشيطنة الخصم والتشنيع عليه، وتخاطب عاطفة الناس وليس عقولهم، لاستثارة تعاطف وتضامن مع أصحاب هذا الخطاب، خوفٍ ونفور وكراهية للنظم والنخبة الحاكمة، بدون أن تقدم أي بديل حقيقي للوضع الراهن، أو برامج وسياسات موضوعية وقابلة للتنفيذ لحل المشاكل التي يعانيها الشعب، إنها تردد المشاكل التي يعانيها الناس فقط وبأداء درامي يغازل مشاعره لكنها لا تقدم أية حلول لها.
من المفاهيم الجوهرية التي يعتمد عليها الأيديولوجيا الشعبوية هي "الإرادة العامة"، ويشير استخدام السياسيين الشعبويين لهذا التصور إلى فهم خاص للسياسة، ويرتبط هذا الفهم ارتباطًا وثيقًا بعمل الفيلسوف الشهير جان – جاك روسو الذي يميز " الإرادة العامة" من "إرادة الجميع". حيث يقصد بالإرادة العامة إمكان اجتماع أفراد الشعب من أجل تكوين مجتمع وسَنّ تشريعات تخدم مصالحة المشتركة، وأما إرادة الجميع فتعني مجموعة محددة من المصالح في فترة معينة من الزمن، ويعزز التمييز الشعبوي الشعب الصالح من النخبة الفاسدة فكرة وجود إرادة عامة.
إن مهمة السياسيين بناء على ذلك تصير دقيقة وواضحة جدًا، إذ يجب عليهم كما قالت المنظرة السياسية البريطانية مارغريت كانوفان أن يكونوا من طينة المثقفين الواعين كفاية ليحددوا الإرادة العامة للشعب، وكاريزميين بقدر يسمح لهم بتحويل المواطنين من أفراد إلى مجتمع منسجم يمكنه تحقيق هذه الإرادة)، وقد قدم تشافيز مثالًا لهذا الفهم الشعبوي للإرادة العامة في خطابه الافتتاحي عام ٢٠٠٧ حين قال: (لا يوجد شيء أكثر تجسيدًا للعقيدة الشعبوية من استشارة الأمة برمتها في النقاط الرئيسية التي تنبني عليه الحكومة والقوانين الأساسية والقضاء العالي، فالأفراد كلهم عرضة للزلل والإغراء إلا الشعب، لأنه يملك درجة عالية من الوعي بمصالحه الخاصة، ويدرك مدى استقلاليته، ولذلك فقراراته كلها صائبة، ولا يمكن أيًا كان أن يفسده أو أن يهدده ).
وتكمن مشكلة الخطاب الشعبوي في الأغراض التي يخدمها، فهو إما أن يكون قوة إيجابية تسعى إلى تعبئة العامة من أجل تطوير المجتمع وإصلاحه سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، وإما أن يكون الغرض منه توجيه الغضب ضد المؤسسات الديمقراطية وليس ضد السياسات فحسب، لدرجة قد تحوّل هذا الأسلوب إلي ألية تزيد منسوب الكراهية وشيطنة الآخر بل وتقسيم المجتمع إلى "نحن" متخيلة يدّعي المنتمون إليها أنها الشعب من جهة، و"هم" متخيلة من أعداء الشعب، ومؤلفة من النخب والسياسيين والمثقفين والأحزاب عمومًا، وهنا لا تعود الظاهرة مجرد استراتيجية في العمل السياسي بل تدخل في مجال الأيديولوجيا، بل وقد تصبح ظاهرة معادية للديمقراطية. فكما أنه لا يمكن تصور المشاركة السياسية للشعب من دون الحريات، كذلك لا يمكن تصور ديمقراطية مباشرة غير تمثيلية على مستوى الدولة ذاتها، ولا يمكن تصور ديمقراطية تمثيلية من دون نخب تؤلف أجسامًا ومؤسسات وسيطة مع المجتمع من جهة، ومؤسسات أخرى قضائية ورقابية خارج المؤسسات التمثيلية من جهة أخرى.
تفصل الديمقراطية الليبرالية بين سيادة الشعب وتمثيله، بمعنى أن الشعب مصدر شرعية النظام وهو يمارس سيادته في الانتخابات، لكن تمثيله عملية منفصلة إذ تقوم بها مؤسسات وسياسيون محترفون. وهذه المسافة هي عند جوزف شومبيتر مسافة ضرورية كي يقوم السياسيون بعملهم، صحيح أن هذه المسافة تنتج سياسيين محترفين، وقد ينشئ عنها خطر اغتراب الناخبين عن حكم القلة المنتخبة، لكنها أيضًا تخلق فضاء يسمح بتوسط الأحزاب الناضجة، والمؤسسات المدنية المستقلة، ويمكّن من التقييم والحوار والمناقشة، وهناك رقابة متبادلة، ومؤسسات تراقب المنتخبين مثل المحاكم والإعلام وأجهزة الرقابة وغيرها.
إن انتشار الشعبوية السياسية يخلق أزمة للديمقراطية تتمثل هذه الأزمة بثلاثة توترات:
التوتر الأهم هو بين: (البعد الديمقراطي المتعلق بالمشاركة الشعبية القائمة على افتراض المساواة الأخلاقية بين البشر، وافتراض المساوة في القدرة على تمييز مصلحتهم، التي تقوم على المساواة السياسية بينهم، ويقوم عليها أيضًا حقهم في تقرير مصيرهم)، (والبعد الليبرالي الذي يقوم على مبدأ الحرية المتمثلة في الحقوق والحريات المدنية، وصون حرية الإنسان وكرامته وملكيته الخاصة من تعسف الدولة، ويتعلق بتحديد سلطات الدولة).
o التوتر الثاني داخل البعد الديمقراطي ذاته بين: (فكرة حكم الشعب لذاته من جهة)، (وضرورة تمثيله في المجتمعات الكبيرة والمركبة عبر قوى سياسية منظمة ونخب سياسية تتولى المهمات المعقدة لإدارة الدولة عبر جهازها البيروقراطي من جهة أخرى).
o التوتر الثالث بين: (مبدأ التمثيل بالانتخابات الذي يقود إلى اتخاذ قرارات بأغلبية ممثلي الشعب المنتخبين، أو بأصوات ممثلي الأغلبية من جهة)، (ووجود قوى ومؤسسات غير منتخبة ذات تأثير في صنع القرار أو تعديله، وحتى عرقلته مثل الجهاز القضائي والأجهزة البيروقراطية المختلفة للدولة، من جهة أخرى).
لا تؤدي هذه التوترات تلقائيًا وبالضرورة إلى غضب قطاعات اجتماعية أو إلى نشؤ خطاب شعبوى، فغالبًا ما لا يفكر الناس في هذه التوترات، ولكن ما يسمح بالخطاب الشعبوي هو توترات وصراعات اجتماعية اقتصادية أخرى قائمة في الدولة مثل: التفاوت بين المساواة الاجتماعية والمساواة السياسية، وفجوات توزيع الدخل وتشوهه، إشكالية الحرية في غياب المساواة الاجتماعية، انتشار الفساد في النخب الحاكمة، غياب الشفافية من جانب الطبقة الحاكمة تجاه القضايا والتحديات والأحداث المختلفة، وتعاليهم على الرأي العام، وكذبهم على الشعب، ومسألة صراع الهويات داخل المجتمع وتفاوت الحقوق الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي يتمتع بها أصحاب كل هوية، هذه التناقضات والصراعات وغيرها هي مصدر التهميش ووجود فئات متضررة وأخرى مستفيدة من النظام، هنا ينشئ إيديولوجيا الخطاب الشعبوي ليترجم الغضب الاجتماعي والشعبي تجاه المؤسسات والنخب الحاكمة.
وقد حظر أرسطو من مخاطر الشعبوية التي يسميها "ديماجوجيا"، والتي تستخدم مظان الناس أنهم إذا كانوا متساوين في الحرية فيجب أن يكونوا متساوين على وجه الإطلاق، ما يعني بطلان أي قيوم على "سلطة الشعب"، ورفض التمايز حتى على أسس الأهلية والكفاءة، وأي تراتبية تنظيمية في الدولة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الشعبوية لا یمکن من جهة
إقرأ أيضاً:
هل يعمّق ترشيح الحسن واترا لولاية رابعة الأزمة السياسية بساحل العاج؟
في خطوة يتوقع أن تفاقم الأزمة السياسية بساحل العاج (كوت ديفوار) أعلن حزب "تجمع الهوفويتيين من أجل الديمقراطية والسلام" الحاكم، ترشيح الرئيس الحالي، الحسن واتارا، لولاية رئاسية رابعة.
وأعلن رئيس المجلس التنفيذي للحزب جيلبرت كافانا كوني، في مهرجان بأبيدجان (كبرى مدن ساحل العاج) أن الحزب قرر الدفع بالرئيس الحسن واتارا، كمرشح للانتخابات الرئاسية المقررة في 25 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
وأضاف: "حزب تجمع الهوفويتيين من أجل الديمقراطية والسلام مستعد ومتأهب وعازم على ضمان فوز ساحق وقاطع لبطلنا، مرشحنا الطبيعي الحسن واتارا".
أول تعليق من واترا
وفي أول تعليق له على قرار حزب "تجمع الهوفويتيين من أجل الديمقراطية والسلام" الحاكم، ترشيحه للانتخابات الرئاسية، قال الحسن واترا، إنه سعيد بنتائج مؤتمر الحزب، دون أن يعلن بشكل رسمي ترشحه.
ونشر واترا عبر منصة (إكس) بعض الصور من افتتاح المؤتمر الثاني العادي للحزب الحاكم، وأرفقها بتعليق هنأ فيه المناضلين على "تعبئتهم الاستثنائية".
وعبر عن سعادته بما وصفه "بالحضور الرائع، الذي يظهر قوة ووحدة حزبنا العظيم، والتزامنا بساحل عاج ينعم بالسلام والازدهار والوحدة".
وبالرغم من أن وترا، لم يعلن رسميا ترشحه، لكن بيان الحزب الحاكم، يعد بمثابة إعلان ترشح واترا، على أن يؤكد الأخير ذلك لاحقا عبر خطاب يوجهه للشعب.
وكانت كل المؤشرات خلال الأشهر الأخيرة بما فيها حراك مناصريه وقيادة حزبه وحتّى في تعاطيه مع الساحة السياسية، تؤكد أن واترا، يسعى لهذه الولاية وأنه مصر على حسم التنافس مع خصمه حتى قبل بدء التنافس عبر أدوات مختلفة قضائية أو سياسية.
ويرجح متابعون أن الحسن وترا كان على استعداد لعدم الترشح للانتخابات الرئاسية، لكن "فشله في تأمين خليفة له قادر على المنافسة والحسم هو ما أجبره على الترشح لولاية رئاسية رابعة حتى لا تفقد المنظومة الحاكمة حاليا السلطة في ظل قوة المنافسين المعارضين".
إبعاد 4 مرشحين بارزين
ورسميا أعلنت اللجنة المستقلة للانتخابات في ساحل العاج، استبعاد شخصيات وازنة من اللائحة الانتخابية، ما يعني أنه لن يكون بإمكانهم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وشمل الشطب كلا من تيجان تيام رئيس الحزب الديمقراطي الإيفواري، ولوران غباغبو الرئيس السابق للبلاد، وغيوم سورو رئيس الحكومة السابق، وشارل بليه غوديه رئيس الحكومة الأسبق.
وعقب إبعاده من الترشح قال تيجان تيام رئيس الحزب الديمقراطي، إن ما حصل "انزلاق خطير نحو الانعدام التام للديمقراطية، وانتهاك للحقوق السياسية والمدنية" مطالبا بالتوقف عن ما سماها "الهجمات على الديمقراطية الإفوارية".
وبررت السلطات في الساحل العاج، واللجنة المستقلة للانتخابات استبعاد، تيام وهو رئيس أكبر أحزاب المعارضة، من اللائحة الانتخابية (وعمليا من السباق الرئاسي) بازدواجية الجنسية حيث إنه يحمل الجنسيتين الإيفوارية والفرنسية، أما بالنسبة لكل من غباغبو وبليه غوديه وسورو، فبررت اللجنة استبعادهم بإدانتهم بأحكام سجنية.
استقطاب قد يتطور لأزمة
ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية تدخلت ساحل العاج حالة من الاستقطاب الحاد، يخشى مراقبون أن تتطور إلى أزمة أعمق أو أن تتسبب في العودة بالبلد إلى الحرب الأهلية.
ويرى مراقبون للشأن الأفريقي أنّ: "الحملة الانتخابية الرئاسية، بدأت عمليا في البلد رغم أن الانتخابات مقررة يوم 25 أكتوبر المقبل"، مؤكدين أنّ: "حجم الاستقطاب والشحن الحاصل ينذر بصيف ساخن في هذا البلد الأفريقي".
ويرى الصحفي المتابع للشأن الأفريقي، أحمد محمد فال، أن حالة الاحتقان الحاصلة تؤكد أن البلد دخل بالفعل أزمة لا يستبعد أن تتحول إلى صراع أو حتى إلى حرب أهلية كما حصل في تجارب سابقة بهذا البلد المثقل بالانقلابات العسكرية والصراع على السلطة.
وأضاف في تصريح لـ"عربي21": "تأكيد ترشح الحسن واترا، لولاية رئاسية رابعة، وإصراره على إقصاء معارضين بارزين من خوض السابق الرئاسي يعني أن البلد دخل بالفعل في أزمة، وأن هذه الأزمة قابلة للتطور".
ولفت إلى أن الأوضاع السياسية الإقليمية غير المستقرة وحالة التوتر التي يعرفها العالم، تجعل أي تصعيد سياسي بأي من بلدان القارة الأفريقية محفوف بالمخاطر وقابل للاشتعال.
وأضاف: "أي أزمة قد تخرج عن السيطرة في ساحل العاج ستفاقم الوضع المتوتر في منطقة غرب أفريقيا، بشكل عام، نظرا للظروف التي تمر بها عدد من بلدان غرب القارة، خصوصا مالي وبوركينافاسو والنيجر".
ولم يستبعد أن تتحرك المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) لاحتواء أي توتر بساحل العاج، تفاديا لمزيد من الأزمات بالمنطقة المضطربة.
"مصلحة فرنسية"
ويرى المحلل السياسي السنغالي والمختص في الشأن الأفريقي، محمد جوب، أن ترشيح الحزب الحاكم في ساحل العاج للرئيس الحالي الحسن واترا، يعني بالفعل أن هذا الأخير أعطى الضوء الأخضر للحزب من أجل إعلان قرار الترشح رغم أنه لم يعلن رسميا قبول الترشح بشكل رسمي.
وأضاف جوب في تصريح لـ"عربي21": "الحسن واترا، يلعب الآن نفس اللعبة التي لعبها قادة أفارقة قبله من أجل السعي للترشح لولاية رئاسية رابعة، بشكل غير قانوني، وهو منذ فترة يحضر للبقاء في السلطة، لغياب شخص في حزبه يمكنه أن ينافس".
وأوضح جوب أن واتارا، خطط بالفعل للبقاء في السلطة، من خلال حرمان مرشحين بارزين من خوض السابق الرئاسي لتفادي أي تهديد قد تشكله المعارضة على إعادة انتخابه لولاية رئاسية رابعة.
وتابع: "الحسن وتارا يعرف أنه لا يمكن أن يواجه في الوقت الحالي حزب الرئيس السابق لورانغ باغبو، لذلك قرر منع الشخصيات البارزة في الحزب من الترشح بحجة امتلاكهم جنسيات دول أخرى منها السنغال وفرنسا".
ولم يستبعد، محمد جوب، في حديثه لـ"عربي21" أن تكون فرنسا تعمل من أجل انتخاب واترا، لولاية رئاسية رابعة، مضيفا أن واترا، بات ضمن مجموعة قليلة من القادة الأفارقة الذين يحافظون على المصالح الفرنسية بغرب أفريقيا، في ظل تصاعد الرفض الشعبي للحضور الفرنسي بالقارة.
وتوقع جوب، أن يتسبب ترشح واترا، في موجة عنف وانقسام حاد في ساحل العاج "نظرا لحجم الاحتقان الحاصل".
نتائج محسومة
من جهته يرى المحلل السياسي المتابع للشأن الأفريقي، الولي سيدي هيبة، أن كل المؤشرات تؤكد أن الحسن واترا، سيحسم السباق الرئاسي من الجولة الأولى وبفارق كبير.
وأشار في تصريح لـ"عربي21" إلى أن واترا، يمتلك كتلة انتخابية كبيرة، مضيفا أنه في ظل غياب منافسين بارزين، ومنع ترشح زعماء معارضين فإن السابق يبدو شبه محسوم لصالح واترا.
تاريخ مثقل بالحروب الأهلية
وعرفت ساحل العاج حروبا أهلية بسبب أزمات سياسية، كانت أشدها الحرب الأهلية التي عرفتها البلاد في الفترة من 2002 إلى 2005 وكان للسياسيين دور كبير في تأجيجها، حيث قتل في هذه الحرب المئات.
وطيلة هذه الحرب كانت البلاد منقسمة إلى جزأين، الشمال الخاضع لسلطة المتمردين، والجنوب الخاضع لسلطة الحكومة.
وتقع ساحل العاج في غرب أفريقيا وتحدها شرقا غانا، وغربا غينيا وليبيريا، وشمالا مالي وبوركينا فاسو، وتطل على البحر من الجنوب عبر خليج غينيا والمحيط الأطلسي. تعد من بين الدول الأفريقية الغنية بالنفط والغاز الطبيعي بالإضافة إلى مجموعة من المعادن على رأسها الحديد، النحاس.