ملعب الظرافي المشروع المطلوب
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
ملعب الظرافي في حالة يرثى لها ويحتاج إلى وقفة من قبل وزارة الشباب والرياضة ووزيرها الجديد فهذا الملعب يمثل قيمة في التاريخ الرياضي اليمني ويجب علينا الحفاظ عليه بل والعمل على تطويره كما في كل بلدان العالم التي تعتز بمعالمها الرياضية وتحافظ عليها وتطورها لتتماشى مع حاضرها ومستقبلها.
بالتأكيد أن ملعب الظرافي شهد فترات زاهية من تاريخنا الرياضي وفي اعتقادي انه لا يوجد لاعب يمني منذ إنشاء الملعب وحتى قبل أعوام قليلة لم يلعب فيه أو لم تكن له ذكريات جميلة وشهد منافسات على بطولات الدوري والكأس ومختلف المسابقات والمباريات الرسمية والودية على مختلف المستويات ولو كان هذا المعلم الرياضي في بلد آخر وعند أناس آخرين يقدرون تاريخهم لكان وضعه مختلف من كافة النواحي لكنه في بلد تعود أبناؤه على إهمال تاريخهم وبلدهم وحولوا كل شيء فيه الى سلعة تباع وتشترى رغم انهم لو فكروا بشكل صحيح كما يفكر بقية الناس لاستثمروا كل شيء ولكانت الفائدة اعم وأعظم وأشمل للجميع لهم ولبلدهم.
اعتقد ومن وجهة نظري أن الاهمال الكبير الذي تعرض له ملعب الظرافي والمنشآت الرياضية التي تقع حوله ليس منطقياً ولا يجب أن يستمر ولابد من الحفاظ على هذا المعلم الرياضي بل وتطويره وتنفيذ مشروع رياضي كبير يستفيد منه الجميع، أما ما جرى تسميته بمشروع تعشيب الملعب فانه لا يعدو كونه مشروعاً هزيلاً لا يسمن ولا يغني من جوع ولا يحقق سوى مصلحة بعض الاشخاص الذين اوهموا قيادة الوزارة بأنه هو المشروع المطلوب لملعب الظرافي ولو أن معالي الوزير قام بجولة حول الملعب من الخارج وشاهد الوضع المزري له فانه بلا شك سيتخذ قراراً بإعادة النظر في الأمر ويوجه بتنفيذ دراسة متكاملة لمشروع استثماري حقيقي يعود بالنفع والفائدة على الشباب والرياضة.
أتمنى أن تكون الرسالة وصلت للجميع بمن فيهم اعلى هرم الدولة وحكومة التغيير والبناء لنجعل من هذا الملعب مشروعا استثماريا رياضيا والاستفادة من موقعه وسط العاصمة صنعاء ليكون معلما رياضيا وتجاريا فريدا ومتميزا ونكون بذلك قد حافظنا على جزء هام من تاريخنا الرياضي وطورناه وجنينا فائدة كبيرة وقد يتساءل البعض كيف يمكن تحقيق ذلك؟ فنقول لهم يمكن تكليف فريق هندسي متخصص للقيام بدراسة وضع الملعب وكيفية توسيعه وتطويره وإنشاء مشاريع استثمارية تعود بالنفع على الجميع وبالتالي تقديم المشروع في مناقصة بين الشركات المختلفة ليكون هذا المشروع احد المشاريع الرياضية العملاقة في البلد التي تحتاج لمشاريع من هذا النوع ويمكن أن يتم إنشاء المتحف الرياضي اليمني في جزء من هذا المشروع والمركز العلمي للشباب وفي اعتقادي لو أن مسئولي صندوق رعاية النشء والشباب فكروا في تنفيذ هذا العمل واستثمار أموال الشباب في هكذا مشاريع بدلا من بعثرتها هنا وهناك في إقامة دكاكين وحمامات عامة ومساعدات وهبات لا تسمن ولا تغني من جوع فان ذلك سيكون بمثابة ضربة المعلم التي ستجعل الصندوق يوفر دخلا ثابتا وكبيرا ومستمرا للشباب بدلا من الانتظار لما تجود به شركات السجائر والاتصالات ومشاكلها وتحايلها على حسابات الصندوق وغيرها من الاشكاليات ولو نفذ الصندوق مشاريع استثمارية حقيقية كهذا المشروع الذي نضع فكرته هنا لتغير وضع رياضتنا وحالها الى الأفضل.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
التنوع الثقافي لدى الشباب الرياضي
موضوع التنوع الثقافي مرتبط بشكل مباشر بمستوى التربية التي يتلقها النشء والشباب داخل الأسرة بالدرجة الأولى، ومن خلال الاحتكاك والاختلاط بالمحيط الذي يتعامل معه، ومنه المحيط الرياضي، ويعزز ذلك من التعليم الإيماني الديني الذي ينشأ عليه الشباب، والتعليم بكل مراحله الأساسي والثانوي والجامعي، وفي مجتمعنا اليمني حتما سوف نستبعد أي فكرة للتنوع الثقافي الديني، لأن شعب الإيمان لا يدين ولا يعترف ولا يؤمن إلا بدين خاتم المرسلين الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لذلك فإننا سوف نتحدث عن ثقافة متداولة بين الشباب من باب التنوع في السلوكيات المكتسبة من الأسرة والمجتمع، والعمل والتعليم، وهذا التنوع بالتأكيد له تأثير إيجابي وسلبي، لكن ايجابياته أكثر بكثير نتيجة لارتباطه بدين التسامح والسلام والمحبة الإسلام الذي جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
لماذا الحديث في هذا الموضوع؟ لأن العالم في تاريخ 29/ يوليو 2025م، وخلافاً للعام الماضي يحتفلون باليوم العالمي للتنوع الثقافي ومحاربة التمييز العنصري، وأنا أرى أننا نحن أحق بأن نذكر بالتنوع الثقافي وأثره الإيجابي، وأن نتطرق إلى التمييز العنصري الذي نبذه الإسلام مع صعود المؤذن بلال بن رباح على المنبر لدعوة الناس للصلاة، فهو أول مؤذن في الإسلام رغم أنه كان عبدا لبني جمح، وبعد إسلامه أصبح من سادة القوم، وهذا لأن الإسلام ينبذ التمييز العنصري، من يحتفلون باليوم العالمي للتنوع الثقافي، يضيفون حواراً بين الثقافات المختلفة، وهذا شيء لا مفر منه في عالمنا المنفتح والذي أصبح قرية واحدة نتيجة للتطور التكنولوجي والتنوع في وسائل التواصل المختلفة، لكن مع الأخذ بالحيطة والحذر الشديد من تضييع ثقافتنا الدينية وهويتنا الإيمانية في خضم الثقافات والسلوكيات الغربية غير الحميدة، لذا وجب على الأسرة والمدرسة والجامعة والأندية، الحرص على تنظيم المحاضرات الثقافية التي تحصن الشباب الرياضي من ثقافة الانحدار والضياع والتشتت الفكري البعيد عن تقوى الله واكتساب مرضاته، وخلق مجتمع متسامح متماسك يسود بداخله العدل والمساواة، وتختفي من صفوفه العنصرية والعصبية والولاءات القبلية التي تمزق النسيج الاجتماعي، وتخلق طبقات مجتمعية فقيرة وطبقات متوسطة وطبقات فائقة الثراء والعبث والتفاخر بالممتلكات العقارية والأرصدة المالية، بحيث لم يعد قادراً على توفير أبسط مقومات العيش الكريم «الخبز» نتيجة لحصار وعدوان وصراع مصدره السلطة.
مما لا شك فيه أن التنوع الثقافي المرتبط بهويتنا الإيمانية، ومحاربة التمييز والتعصب هما مصدر من مصادر التطور والتقدم والازدهار الذي يطمح إلى تحقيقه المجتمع، لأن تنوع الثقافة وفهم ثقافة الآخرين من خلال تعلم لغاتهم ومعرفة أسلوبهم في الحياة دون تقليدهم والانجرار إلى سلوكياتهم غير السوية، وإنما من باب المعرفة واتقاء شرهم ومعرفة الطرق والوسائل التي تمكننا من التعامل معهم وصدهم عن التدخل في شؤوننا، وتسيير أمورنا، لأن تنوع الثقافات يكسب الشباب مهارات جديدة، ويخلق لهم فضاء من التبادل العلمي والفكري والمعرفي، ويمنحهم مجالاً أوسع للابتكار والاختراع والإبداع، يسمح بنشر ثقافة دين التسامح والإيمان المطلق بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ويسلط الضوء على سلوكيات أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لذلك فنحن أحق بإنشاء يوم عالمي للتنوع الثقافي مبني على هويتنا الإيمانية، وذلك ما نتمنى أن يتم عبر بحث علمي يتناول التنوع الثقافي وأهميته في نشر سيرة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، تتم المشاركة به في المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم في شهر سبتمبر من العام الجاري.