عربي21:
2025-07-26@23:32:36 GMT

تحذيرات موسكو لرعاياها في ليبيا بين الأمني السياسي

تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT

وجهت الخارجية الروسية تحذيرا لرعاياها في ليبيا من استمرار البقاء في البلاد، كما حذرت من يرغبون السفر إليها من الروس من ذلك، وقد تزامن هذا التحذير مع حادثة توقيف روسي من قبل السلطات الامنية في طرابلس بطلب من النائب العام. واستصحبت الخارجية الروسية قرار المنع الصادر منذ العام 2011م، واستثنت من لهم مهام رسمية من هذا التحذير، وعللت قراراها بالظروف الأمنية في ليبيا خاصة في المنطقة الغربية.



الخارجية الليبية ردت ببيان يحتج على السلوك الروسي، واعتبرت أن ما وقع ضد المواطن الروسي في العاصمة طرابلس هو إجراء أمني اعتيادي تم بطرق قانونية، وأن التحذير الروسي يضر بالمصالح الليبية ويقوض مساعي دفع البلاد باتجاه الاستقرار.

والحقيقة أن اندفاع الخارجية الروسية إلى التحذير من البقاء أو الذهاب إلى ليبيا لمجرد توقيف مواطن روسي على خلفية اتهامات طلب النائب العام التحقيق فيها يشي بتسيس ويشير  إلى أن الحادثة في نظر موسكو أكبر من مجرد الاحتجاج على فعل ضد مواطنها.

بعض المصادر ذكرت أن القبض على الروسي في طرابلس تم بمساعدة أمريكية عبر تسريب معلومات تخص الروسي المذكور، وأن له علاقة بنشاط أمني وعسكري لروسيا في أفريقيا، وهنا ربما تأخذ الحادثة بعدا أكبر من مجرد مخالفة قانونية. خصوصا وأن هناك سابقة ـ ربما أكثر من واحدة ـ تعلقت بالأشخاص الذين تم اعتقالهم من سنوات مضت ينتسبون إلى مركز بحثي ويبدو أنه قد وقع تواصل بينهم وبين سيف الإسلام القذافي، والمعلومات دللت وقتها أن القضية أكبر من عمل بحثي علمي.

يوازي الحادثة تطورات مهمة تتعلق بالوجود الروسي في شرق ووسط وجنوب البلاد وموقف الأطراف الدولية الغربية منها، فبعد سقوط النظام السوري الحليف لموسكو وشروع الأخيرة في تفكيك ترسانتها العسكرية هناك، أكدت مصادر أنها يمكن أن تُنقل إلى السواحل الليبية في شرق البلاد.

قد يكون من الصعب اجتثاث الوجود الروسي من البلاد عبر عمل عسكري تقوم به قوة محسوبة على أحد أطراف النزاع الليبي، وأنه ما لم يقع تأييد في مناطق وجود الروس في الوسط والجنوب والشرق، فإن العمل العسكري قد يؤزم الوضع أكثر، وعليه فإن التركيز ربما سيكون على الفصل بين روسيا وحليفها في الشرق والجنوب، وهذا إما أن يكون بضغوط شديدة أو صفقة تظهر عبر تسوية سياسية شاملة في البلاد.الاستراتيجية الروسية التي خططت منذ عقود للوصول إلى المياه الدافئة في البحر المتوسط، ونجحت في العام 2013م في سوريا، واتجهت إلى السواحل الليبية بعد العام 2019م، سيكون من المنطقي بعد خروجها من سوريا أن تتمسك بليبيا لتكون البديل عن قاعدة طرطوس وغيرها من المواقع الحيوية.

ليس من المستبعد التحليل الذي يخلص إلى أن من بين أهداف تمرير خطط المعارضة السورية لإسقاط بشار، وربما دعمها، هو ضرب المخطط الروسي في البحر المتوسط ومنه إلى القارة الأفريقية، وخلخلة القاعدة الصلبة التي تقف عليها وتنطلق منها الاستراتيجية الروسية.

في حال تأكد أن الغرب وجد في الحراك العسكري ضد نظام بشار فرصة لتقويض الخطط الروسية في البحر المتوسط وأفريقيا، فإنه من الطبيعي بعد نجاحها التخطيط لكيفية حشر الروس أكثر والتضييق عليهم في ليبيا، وهنا يكون سياق تحذير الروس من البقاء في ليبيا أو الذهاب إليها يأخذ بعدا سياسيا، ومؤشرا على إمكانية تطور الوضع أكثر.

عاد في اليومين الماضيين الحديث عن القوة العسكرية في العاصمة طرابلس التي تتحصل على تدريب غربي، وكانت مصادر قد تحدثت عن تجهيز هذه القوة للقيام بعمل عسكري ضد الروسي في وسط البلاد كمرحلة أولى، وجنوبها كمرحلة ثانية، حيث الوجود الأكبر للقوات الروسية.

الجزم في هذا الملف يحتاج إلى معلومات دقيقة وصحيحة، وهذا غير متأتي حتى الآن، لكن وقع أن طالب وزير دفاع أحد العواصم الغربية العام 2020م القوات في غرب ليبيا، وذلك بعد هزيمة قوات حفتر المدعومة من موسكو في دخول العاصمة طرابلس، بالقيام بعمل عسكري ضد القوات الروسية في وسط وجنوب البلاد، وأبدى استعداد بلاده لتقديم الدعم لهذا العمل، ولم يلق الطلب تأييدا وقتها.

قد يكون من الصعب اجتثاث الوجود الروسي من البلاد عبر عمل عسكري تقوم به قوة محسوبة على أحد أطراف النزاع الليبي، وأنه ما لم يقع تأييد في مناطق وجود الروس في الوسط والجنوب والشرق، فإن العمل العسكري قد يؤزم الوضع أكثر، وعليه فإن التركيز ربما سيكون على الفصل بين روسيا وحليفها في الشرق والجنوب، وهذا إما أن يكون بضغوط شديدة أو صفقة تظهر عبر تسوية سياسية شاملة في البلاد.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ليبيا روسيا ليبيا روسيا علاقات رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة صحافة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الروسی فی فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

ميدل إيست أون لاين : بولس يتوجه إلى ليبيا لاستعادة زمام المبادرة الأميركية

يبدأ مسعد بولس المستشار الأميركي للرئيس دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا، زيارة عمل إلى ليبيا الأربعاء المقبل، في إطار جهود دبلوماسية لحلحلة الأزمة السياسية في البلاد، واهتمام واشنطن بالملف الليبي لمنع تفرد لاعبين آخرين بالملف خاصة روسيا وأوروبا بحسب موقع ميدل إيست أون لاين.

وتشمل الجولة كلاً من طرابلس ومدينة بنغازي، حيث من المقرر أن يعقد بولس سلسلة من اللقاءات المهمة مع أبرز القيادات الليبية. ففي طرابلس، ومنهم  رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة، بالإضافة إلى محافظ مصرف ليبيا المركزي ناجي عيسى.

ومن المتوقع أن تناقش هذه الاجتماعات التطورات السياسية الأخيرة، وآفاق الدعم الأميركي للعملية السياسية، خاصة في ظل التحديات التي تواجه المسار الانتخابي، إلى جانب قضايا التعاون الاقتصادي والمالي بين البلدين.

وسيتوجه بولس لاحقا إلى مدينة بنغازي، حيث يعتزم عقد اجتماع مع القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر، في إطار مشاورات تتصل بالتوازنات الإقليمية والدولية في الملف الليبي. بهدف تقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية المختلفة، وتعزيز الجهود الرامية إلى إنجاح الحوار الوطني.

الوسومالقائد العام المشير خليفة حفتر بنغازي طرابلس مستشار ترمب لشؤون الشرق الأوسط مسعد بولس

مقالات مشابهة

  • ليفاندوفسكي : الموسم المقبل ربما يكون الأخير لي مع برشلونة
  • الدفاع الجوي الروسي يسقط طائرتين مسيرتين استهدفا موسكو
  • تركيا تحت لهيب موجة حر جهنمية.. تحذيرات رسمية ودرجات حرارة تتجاوز 40 مئوية في عموم البلاد
  • تحذيرات بشأن جودة الهواء في خمس مقاطعات كندية.. أكثر من 500 حريق غابات
  • ليبيا.. الدولة الغائبة والوعي المؤجل
  • نصية: أزمة ليبيا مستمرة وخارطة الطريق الأممية قد تعيد المسار السياسي
  • ميدل إيست أون لاين : بولس يتوجه إلى ليبيا لاستعادة زمام المبادرة الأميركية
  • أكثر من 8 مليارات دولار صادرات الصين الى العراق خلال النصف الأول من العام
  • وصول جنود روس محررين من الأسر الأوكراني إلى موسكو
  • لماذا يختار الروس رأس الخيمة؟.. إنجازات 2024 وخطط المستقبل