موقع النيلين:
2025-12-04@16:16:30 GMT

مواقف دول الجوار من حرب السودان (1)

تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT

بحكم الجغرافيا و التأريخ و السياسة فإن الحرب التي تجري فصولها في بلادنا منذ الخامس عشر من أبريل الماضي 2023 بسبب تمرد مليشيا (د . س) و محاولتها الإستيلاء على السلطة بالقوة هي و شريكتها (قحت) بتحريض و دعم من دولة الإمارات فإن مواقف دول الجوار بلا شك لها تأثير كبير على استمرار الحرب في بلادنا ، و في هذا المقال سأقدم تلخيصاً لموقف كل دولة و تأثيره .


أولاً : مصر
=======
من المعلوم أن مصر تعتبر السودان عمقاً استراتيجياً لها منذ القدم و قد تجلى ذلك بوضوح في حربي يونيو 67 و أكتوبر 1973 ، لذلك فهي ترى أن هنالك ارتباطاً بين أمنها القومي و أمن السودان .
موقف مصر في البداية كان مضطرباً و ربما كان ذلك بسبب ضغوط خارجية مورست عليها من قبل الدول الداعمة للتمرد و المليشيا أو بسبب تقارير إستخبارية و إعلامية رجحت إمكانية نجاح المليشيا و ذراعها السياسي (قحت) في الإستيلاء على السلطة ، و قد ذكرت بعض التقارير بأن زعيم المليشيا و في إطار تحضيراته لإنقلابه مرر بعض الرسائل المباشرة إلى جهات مصرية نافذة و أخرى عن طريق دولة الإمارات !!
و لكن سرعان ما غيرت مصر موقفها و رجحت مصلحة أمنها على أي مصالح أخرى أو وعود و بالتالي بنت إستراتيجيتها على :
ـ إعلان دعمها الكامل لإستقرار السودان و وحدة أراضيه .
ـ إقرارها بأن القوات المسلحة السودانية هي القوى العسكرية الوحيدة المعترف بها و بالتالي لا بد من الوقوف معها و دعمها .
ـ فتح قنوات تواصل مع القوى السياسية الوطنية الداعمة للقوات المسلحة و القوى الأخرى الداعمة للتمرد (قحت/تقدم) لإستجلاء المواقف و ضمان التأثير على اي مشروع سياسي سوداني يعقب إنتهاء الحرب ، و قد استضافت القاهرة عدة ملتقيات و ورش عمل جمعت هذه القوى .
ـ عقد قمة لرؤساء دول جوار السودان إلتأمت بالقاهرة في 13 يوليو 2023 بحضور جميع الرؤساء و كان من أهم مخرجاتها : الحفاظ على أمن و استقرار السودان لأنه يؤثر بصورة مباشرة على أمن و استقرار دول الجوار ، العمل على إقرار وقف دائم لإطلاق النار ، العمل على إنجاز تسوية سياسية تعيد الأمن و السلام و الإستقرار ، و تكوين لجنة وزارية من وزراء الخارجية لمتابعة مخرجات القمة .
قمة رؤساء دول الجوار هذه لم تبارح مخرجاتها القاعة التي عقدت فيها و ذلك لسببين الأول أن معظم دول الجوار كانت منخرطة بصورة مباشرة في الحرب (و هذا ما سأوضحه عندما أتناول كل دولة على حدة) ، السبب الثاني يعود إلى وجود الوساطة الأميريكية السعودية (منبر جدة) التي انطلقت في مايو 2023 و نتج عنها توقيع إتفاق جدة ، فربما لهذين السبب لم تكن مصر متحمسة للمواصلة في مشروع دول جوار السودان الذي دعت له و استضافته .
للتأكيد على موقفها الداعم للسودان فقد حافظت مصر على تواصل مستمر مع قيادة الدولة العليا ممثلة في رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق عبد الفتاح البرهان الذي زارها مرتين منذ إندلاع الحرب ، كذلك قام عدد من المسئولين المصريين بزيارة السودان في مقدمتهم مدير المخابرات العامة و كانت آخرها زيارة قام بها وزير الخارجية المصري الجديد إلى العاصمة الإدارية المؤقتة بورتسودان في الثالث من ديسمبر الجاري .
و كانت مصر قد رفضت المشاركة في الآلية الرباعية المشكلة من الولايات المتحدة و بريطانيا و السعودية و الإمارات و التي نشطت خلال فترة حكم عبد الله حمدوك و قامت بأدوار و تدخلات سالبة و داعمة لنشاط مبعوث الأمم المتحدة (فولكر) الذي عمق الأزمة السياسية في البلاد من خلال تبنيه و دعمه ل (قحت) و تسبب في إشعال الحرب ب (إرسال إشارات سالبة لحميدتي) كما قال الفريق البرهان في رسالته للأمين العام للأمم المتحدة التي طالب فيها بإستبداله !! و لعل رفض مصر المشاركة في الرباعية كان بسبب تجاهلها و هي الأكثر خبرة و دراية و تأثراً بما يجري في السودان .
ثانياً : ليبيا
=======
ليبيا طوال حقبة القذافي كانت تمثل أكبر مهدد للأمن القومي السوداني فمنها إنطلقت الحملة العسكرية للجبهة الوطنية التي كانت تتكون من تحالف حزب الأمة و الإتحاديين و الإسلاميين في يوليو 1976 بقيادة العميد محمد نور سعد ، و منها أقلعت الطائرات لتقصف الإذاعة السودانية و منزل الصادق المجاور لها في مارس من العام 1984، و منها إنطلقت عملية الذراع الطويل التي نفذتها حركة العدل و المساواة بقيادة الدكتور خليل إبراهيم في مايو 2008 ، و في ليبيا قاتلت معظم حركات دارفور المسلحة إلى جانب القذافي حتى لحظة سقوطه ثم تحول بعضها للقتال إلى جانب خليفة حفتر و الذي قاتلت إلى جانبه مجموعات من قوات المليشيا المتمردة ، مشاركة الحركات و المليشيا في الحرب الليبية سهل لها الحصول على السلاح و بالتالي إدخاله إلى دارفور !!
و إلى اليوم و من خلال الدعم المتدفق منها و عبرها إلى المليشيا فإن ليبيا ما تزال تمثل أحد مهددات الأمن القومي السوداني!!
و بسبب الإنقسام السياسي و العسكري و الأمني فيها بين حكومة شرعية معترف بها دولياً تتمركز في العاصمة طرابلس و أخرى غير شرعية و غير معترف بها يسيطر عليها و يتحكم فيها اللواء معاش خليفة حفتر تتمركز في بنغازي فإن الموقف الليبي من حرب السودان جاء منبايناً فبينما يقف خليفة حفتر و الحكومة الخاضعة له و بتعليمات من الإمارات مع المليشيا و يمدها بالسلاح و العتاد و الوقود و المرتزقة منذ بداية الحرب و حتى اليوم !!
بينما تقف الحكومة الشرعية موقفاً مغايراً حيث قام البرهان بزيارة إلى العاصمة طرابلس في 26 فبراير الماضي و التقى فيها برئيس مجلس الدولة محمد الممفي و رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة و اللذان أكدا وقوفهما مع السودان و حرصهما على أمنه و استقراره و اتفق الجانبان على أهمية ضبط الحدود بين البلدين و منع التحركات السالبة في جانبيها !!
و على الرغم من أن الحكومة الشرعية في ليبيا تقف مع السودان و تدعم إلا لم تنجح حتى الآن في منع تدفق الدعم (الحفتري) للمليشيا ، و لكن مع تزايد العمليات النوعية التي بدأت تقوم بها القوات المسلحة و القوات المشتركة على الحدود و تمكنت من خلالها الإستيلاء على إمدادات بأسلحة نوعية كانت في طريقها إلى المليشيا فمن المتوقع أن ينحسر الدعم القادم عبر الحدود الليبية .
#كتابات_حاج_ماجد_سوار
17 ديسمبر 2024

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: دول الجوار

إقرأ أيضاً:

الهروب المرعب من الحرب في السودان ..« رأيتهم يدهسون الجرحى بسياراتهم»

 

عانى عبد القادر عبد الله علي من تلف شديد في أعصاب ساقه خلال الحصار الطويل لمدينة الفاشر في السودان، نتيجة عدم تمكنه من الحصول على أدوية السكري.

التغيير _ وكالات

ورغم أن عبد القادر يبلغ من العمر 62 عاما، ويمشي مع عرج شديد، لكن حالة الذعر التي تملكته مع سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة الواقعة في إقليم دارفور جعلته لا يشعر بالألم أثناء الفرار.

يقول: “في صباح يوم وصول قوات الدعم السريع، كان هناك رصاص كثير وانفجارات مستمرة”.

ويضيف: “كان الناس يركضون في كل اتجاه، الأب، الابن، الابنة… الجميع يهرول للخروج من منازلهم”.
ويُعد سقوط الفاشر بعد حصار دام 18 شهراً فصلاً وحشياً في الحرب الأهلية السودانية.

عبدالقادر

و أوضح تقرير لـ  “بي بي سي” أن فريقها سافر  إلى مخيم خيام  “العفاض” الذي  يبعد مئات الكيلومترات في شمال السودان، داخل أراضٍ خاضعة لسيطرة الجيش، للاستماع مباشرة إلى قصص الفارين، ونوهت إلى أن فريقها  خضع الفريق للمراقبة من قبل السلطات طوال الزيارة.

وتقاتل قوات الدعم السريع الجيش النظامي منذ أبريل 2023، بعد اندلاع صراع على السلطة تحوّل إلى حرب.
وكان الاستيلاء على الفاشر انتصاراً كبيراً للمجموعة شبه العسكرية، حيث أخرجت الجيش من آخر معاقله في دارفور.

فظائع جماعية

لكن الأدلة على ارتكاب فظائع جماعية أثارت إدانات دولية وركزت اهتمام الولايات المتحدة بشكل أكبر على محاولة إنهاء الصراع.
وجدنا علي يتجول في المخيم، الواقع في الصحراء على بُعد نحو 770 كيلومتراً شمال شرقي الفاشر، بالقرب من بلدة الدَبّة.

كان يحاول تسجيل عائلته للحصول على خيمة. قال لنا: “كان  مقاتلو الدعم السريع يطلقون النار على الناس – كبار السن والمدنيين – بالرصاص الحي، وكانوا يفرغون أسلحتهم عليهم.”

وأضاف: “جاء بعض عناصر الدعم السريع بسياراتهم، وإذا رأوا شخصًا ما يزال يتنفس، كانوا يدهسونه.”

وأوضح علي أنه كان يركض عندما يستطيع، ويزحف على الأرض أو يختبئ عند اقتراب الخطر بشدة. وتمكن في النهاية من الوصول إلى قرية قرني، على بُعد بضعة كيلومترات من الفاشر.

وكانت قرني المحطة الأولى للعديد من الفارين من المدينة، من بينهم محمد أبوبكر آدم، وهو مسؤول محلي في مخيم زمزم للنازحين القريب.

وقد نزح آدم إلى الفاشر بعد أن سيطرت قوات الدعم السريع على مخيم زمزم في أبريل وغادر المدينة قبل يوم واحد فقط من سقوطها في أكتوبر.

وأطلق آدم لحيته البيضاء ليبدو أكبر سنًا، على أمل أن يعامله الآخرون بتساهل أكثر.
قال: “كان الطريق إلى هنا مليئاً بالموت.”

وأضاف: “أطلقوا النار على بعض الناس مباشرة أمامنا، ثم حملوا جثثهم ورموها جانباً. وعلى طول الطريق، رأينا جثثاً ملقاة في العراء، غير مدفونة. بعضها كان هناك منذ يومين أو ثلاثة.”

وتابع: “الناس تفرّقوا في كل مكان… ولا نعرف أين اختفوا.”

بعض من لم يتمكنوا من قطع الرحلة الطويلة إلى الدبّة وصلوا إلى مركز إنساني في طويلة، على بُعد نحو 70 كيلومترًا من الفاشر.

وآخرون عبروا الحدود إلى تشاد. لكن الأمم المتحدة تقول إن أقل من نصف الـ260 ألف شخص الذين قُدّر أنهم كانوا في المدينة قبل سقوطها تم تحديد مصيرهم.

وتعتقد وكالات الإغاثة أن كثيرين لم يتمكنوا من الوصول بعيداً — إما بسبب الخطر، أو الاحتجاز، أو عدم القدرة على تحمل تكلفة النزوح.

انتهاكات جنسية

وقال آدم إن المقاتلين ارتكبوا انتهاكات جنسية بحق النساء، وهو ما يتفق مع روايات واسعة الانتشار عن هذا النوع من العنف.

وأوضح: “كانوا يأخذون المرأة خلف شجرة، أو يبعدونها عنا لمسافة لا نستطيع رؤيتها. لكنك كنت تسمع صراخها: ‘ساعدوني، ساعدوني’. ثم تعود وتقول: ‘لقد اغتصبوني’.”

وفي المخيم، تشكل النساء غالبية السكان، وكثيرات منهن لا يرغبن في كشف هوياتهن حفاظًا على سلامة
من بقين خلفهن.
روت لنا شابة تبلغ من العمر 19 عاماً أن مقاتلي قوات الدعم السريع أخذوا فتاة من مجموعتها عند أحد الحواجز، واضطرت هي وبقية مرافقيها إلى تركها خلفهم.

وقالت: “كنت خائفة… عندما أنزلوها من السيارة عند الحاجز، خفتُ أن يأخذوا فتاة عند كل حاجز. لكنهم أخذوها هي فقط… وانتهى الأمر عند ذلك، إلى أن وصلنا إلى هنا.”

كانت الشابة تسافر مع أختها الصغرى وأخيها. فقد قُتل والدهم، وهو جندي، في المعارك، بينما لم تكن والدتهم في الفاشر عند سقوط المدينة.

لذلك هرب الأشقاء الثلاثة سيراً على الأقدام مع جدّتهم، لكن الأخيرة توفيت قبل أن يصلوا إلى قرية قرني، تاركةً إياهم يواصلون الطريق وحدهم.

وقالت الشابة: “لم نأخذ ما يكفي من الماء، لأننا لم نكن نعلم أن المسافة طويلة إلى هذا الحد.”

وتابعت: “مشينا ومشينا إلى أن فقدت جدتي الوعي. ظننت أنها ربما تعاني بسبب نقص الطعام أو الماء.

تحسست نبضها لكنها لم تستفق، فذهبت لأبحث عن طبيب في قرية قريبة. جاء الطبيب وقال: جدّتكم أسلمت الروح.

كنت أحاول أن أتماسك من أجل أختي وأخي… لكنني لم أعرف كيف سأخبر أمي.”

كان القلق الأكبر يتمحور حول شقيقهم البالغ من العمر 15 عاماً، إذ كانت قوات الدعم السريع تشتبه في أن الذكور الفارّين قد قاتلوا إلى جانب الجيش.

وصف الفتى ما جرى له عند أحد الحواجز، حيث أُنزل جميع الشباب من المركبات. قال:

“استجوبتنا قوات الدعم السريع لساعات تحت الشمس. قالوا إن مجموعتنا تضم جنوداً – وربما كان بعض الأكبر سنًا كذلك.”

وأضاف: “كان مقاتلو الدعم السريع يحيطون بنا ويدورون حولنا، يجلدوننا ويهددوننا بأسلحتهم. فقدت الأمل وقلت لهم: ‘افعلوا بي ما تريدون’.”

وفي النهاية، أطلقوا سراحه — بعد أن أخبرتهم شقيقته البالغة من العمر 13 عاماً بأن والدهم قد تُوفِّي، وأنه شقيقها الوحيد. وتمكّن الأشقاء من العودة واجتماعهم مع والدتهم في مخيم الدبة.

ويصف كثيرون كيف كانت قوات الدعم السريع تفصل الرجال في سن القتال عن كبار السن والنساء.

وهذا بالضبط ما حدث لعبد الله آدم محمد في قرني، حيث فُصل عن بناته الثلاث — البالغات من العمر عامين وأربعة أعوام وستة أعوام. وكان الرجل، الذي يعمل بائع عطور، يعتني بهن منذ مقتل والدتهن قبل أربعة أشهر في القصف.

وقال عبد الله: “سلّمت بناتي للنساء اللواتي كنّ يسافرن معنا. ثم جاءت قوات الدعم السريع بسيارات كبيرة، وخفنا نحن الرجال من أنهم سيجبروننا على التجنيد، فهرب بعضنا إلى داخل الحي.”

وأضاف: “طوال الليل كنت أفكر: ‘كيف سأجد بناتي مجددًا؟’ لقد فقدت كثيرين بالفعل، وكنت خائفًا أن أفقدهن أيضًا.”

نجا محمد، لكن آخرين لم يحالفهم الحظ. وقال علي إنه شاهد من مسافة بعيدة قوات الدعم السريع وهي تطلق النار على مجموعة من الرجال.

وأضاف :”قتلوا الرجال… لم يقتلوا النساء، لكن جميع الرجال أُطلق عليهم النار. كان كثير منهم جثثاً على الأرض، فهربنا.”

غادر علي وآدم قرني على ظهور الحمير، مسافرين ليلاً إلى القرية التالية، تُرعة.

ووصل محمد أيضاً إلى تُرعة، حيث التقى مجدداً ببناته، ومن هناك استقلوا مركبات في الرحلة الطويلة إلى الدبّة.

وصل كثيرون إلى المخيم خالي الوفاض؛ فقد غادروا المدينة تقريباً بلا شيء، واضطروا لدفع المال عند كل حاجز.

وقال آدم: “جرّدنا مقاتلو الدعم السريع من كل ما نملك — المال، الهواتف، وحتى ملابسنا الجيدة. وعند كل نقطة تفتيش كانوا يُجبرونك على الاتصال بأقاربك ليرسلوا المال إلى حساب هاتفك حتى يسمحوا لك بالعبور إلى الحاجز التالي.”

وقال متحدث باسم قوات الدعم السريع  وفقا لـ “بي بي سي” إنهم يرفضون الاتهامات بارتكاب انتهاكات ممنهجة ضد المدنيين.

وصرّح الدكتور إبراهيم مخيّر، مستشار قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي): “الاتهامات المحددة — النهب، القتل، العنف الجنسي، وإساءة معاملة المدنيين — لا تعكس توجيهاتنا. وأي عنصر يثبت تورطه في مخالفات سيُحاسَب بالكامل.”

وأضاف أن المجموعة تعتقد أن الاتهامات بارتكاب فظائع واسعة النطاق هي جزء من حملة إعلامية ذات دوافع سياسية ضدهم، تقودها — على حد قوله — عناصر إسلامية داخل الإدارة التي يقودها الجيش.

ونشرت قوات الدعم السريع مقاطع فيديو في محاولة لتغيير السردية، تُظهر ضباطها وهم يستقبلون الفارين من الفاشر، وشاحنات تحمل مساعدات إنسانية، ومراكز طبية تُعاد فتحها.
قال محمد  إن عناصر قوات الدعم السريع على الأرض كانوا أكثر وحشية عندما لا يكون الضباط موجودين، بينما رفض آدم ما وصفه بمحاولات القوات شبه العسكرية تحسين صورتها.

وقال: “لديهم هذه الاستراتيجية… يجمعون 10 أو 15 شخصاً، يعطوننا ماء، ويصوّروننا وكأنهم يعاملوننا جيداً.

وبمجرد أن تختفي الكاميرات، يبدأون في ضربنا، ويعاملوننا معاملة سيئة جدًا، ويأخذون كل ما نملك.”

وفي وقت سابق من هذا العام، خلصت الولايات المتحدة إلى أن قوات الدعم السريع ارتكبت إبادة جماعية في دارفور.

كما وُجهت اتهامات للقوات المسلحة السودانية والميليشيات المتحالفة معها بارتكاب فظائع، من بينها استهداف مدنيين يُشتبه في دعمهم لقوات الدعم السريع، وقصف عشوائي لمناطق سكنية.

وقد لفت هذا الفصل الوحشي بشكل خاص في الحرب المدمرة في السودان انتباه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وعد بالتدخل بشكل أكثر مباشرة في الجهود الجارية للتوسط لوقف إطلاق النار.

لكن بالنسبة لأولئك الذين فرّوا من الفاشر، يبدو ذلك احتمالاً بعيداً، فقد تحطموا مراراً بسبب هذا الصراع، ولا يعرفون ما الذي قد يحدث لاحقاً، ومع ذلك، لا يزالون صامدين.

علي لم يسمع بعد باهتمام ترامب المفاجئ؛ إذ كان منشغلاً بملاحقة المسؤولين للحصول على إذن للإقامة في المخيم داخل خيمة يقول إنها المكان الوحيد “الذي يمكننا فيه أن نعيش ونستريح”.

المصدر “بي بي سي” _ شارك في إعداد هذا التقرير إسماعيل علي الشيخ وإد هابرشون.

الوسوماغتصاب الدعم السريع الفاشر الهروب المرعب انتهاكات طويلة قتل معسكر العفاض

مقالات مشابهة

  • إدانة الحرب دون تحديد المعتدي تواطؤ أخلاقي وسياسي
  • ماذا يعني تولي ترامب ملف إنهاء الحرب في السودان بنفسه؟
  • لو أنفقتم ما في الأرض جميعاً
  • الإبادة الثقافية
  • البرهان.. بين المفاوضات في الظلام وتهديدات في العلن
  • الذهب والنفط والسلع الزراعية: كيف خسر السودان 40 مليار دولار في عقد واحد؟
  • تغيير علم السودان.. هروبٌ إلى الأمام
  • محافظ بنك السودان المركزي تعلن قرار مهم للبنك لأول مرة منذ إندلاع الحرب
  • الهروب المرعب من الحرب في السودان ..« رأيتهم يدهسون الجرحى بسياراتهم»
  • تدخل ترامب في السودان سلاحٌ ذو حدّين