غيداء شمسان
في متاهات الحياة، حَيثُ تتشابك المصالح وتتصارع الأفكار، تظل معركة الوعي هي المعركة الأبدية، هي شرارة لا تنطفئ، ونار لا تخمد.
ليست معركة بالسيوف والرماح، بل هي حربٌ تخاض في عقولنا وقلوبنا، حرب تحدّد مساراتنا وقراراتنا، حرب ترسم ملامح مستقبلنا، إنها معركة مُستمرّة لا تتوقف، معركة تستنزف طاقاتنا، ولكنها في الوقت ذاته، تشحذ هممنا وتوقظ فينا طاقة التغيير.
الوعيُ هو البوصلة الداخلية التي توجّـهنا في بحر الحياة المتلاطم هو النور الذي يبدد ظلام الجهل والتضليل، هو السلاح الذي نحارب به الأفكار المغلوطة والقيم الزائفة، الوعي، هو القدرة على التفكير النقدي، هو التساؤل والبحث، هو عدم الاستسلام للجاهز والمسلم به هو أن نرى الواقع بعيون مفتوحة، وأن نفهم القوى التي تحَرّك هذا العالم.
معركة الوعي لا تنتهي؛ لأَنَّها معركة ضد الذات، ضد ميولها نحو الراحة والاستسلام، إنها معركة ضد القوى التي تسعى إلى تضليلنا، وتشويه الحقائق، وغرس الأفكار التي تخدم مصالحها، إنها معركة ضد التلقين الأعمى، وضد الخرافات والأوهام، وضد كُـلّ ما يقيد عقولنا ويحد من حريتنا.
في هذا العصر الذي تتسارع فيه وتيرة الأحداث، وتتزايد فيه وسائل الإعلام والتواصل، أصبحت معركة الوعي أكثر أهميّة من أي وقت مضى نحن نعيش في عالم مليء بالمعلومات المضللة والأخبار الكاذبة، عالم يسعى فيه الكثيرون إلى التحكم في أفكارنا وآرائنا في هذا العالم، يصبح الوعي هو الدرع الواقي، هو السلاح الفتاك، هو الأمل في غد أفضل.
معركة الوعي، هي معركة فردية وجماعية في آن واحد، إنها معركة تبدأ في ذواتنا، عندما نختار أن نكون واعين، وأن نفكر بأنفسنا، وأن نرفض الاستسلام للقطيع وهي معركة جماعية عندما نتحد معًا، ونتبادل الأفكار، ونعمل؛ مِن أجلِ بناء مجتمع واعٍ، مجتمع يؤمن بالحرية والعدالة والمساواة.
إن طريق الوعي ليس سهلًا، فهو يتطلب جهدًا وتضحيةً وتفانيًا، ولكنه الطريق الوحيد نحو التحرّر الحقيقي، والتقدم الحضاري، والعيش الكريم، إنها معركة تستحق أن نخوضها بكل قوة وإصرار؛ لأَنَّها معركة؛ مِن أجلِ المستقبل، ومستقبل أجيالنا القادمة.
معركة الوعي لا تنتهي، ولكنها تستمر وتتجدد مع كُـلّ جيل جديد، ومع كُـلّ شرارة أمل تنبعث في الظلام هي معركة مُستمرّة، لا تعرف الهزيمة؛ لأَنَّها معركة؛ مِن أجلِ الإنسانية ذاتها.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: معرکة الوعی إنها معرکة
إقرأ أيضاً:
تشابي ألونسو: لقاء مانشستر سيتي فرصة للريال لحصد المزيد من النقاط بدوري الأبطال
شدد تشابي ألونسو، المدير الفني لفريق ريال مدريد الإسباني، على صعوبة مباراة فريقه ضد ضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي، في بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، غدا الأربعاء، مشيرا إلى أنها فرصة جيدة للفريق الملكي لحصد المزيد من النقاط في المسابقة القارية.
ويسعى ريال مدريد لمصالحة جماهيره، بعد تراجع نتائجه في الفترة الماضية، والتي كان آخرها خسارته المباغتة صفر / 2 أمام ضيفه سيلتا فيجو، يوم الأحد الماضي، ببطولة الدوري الإسباني.
وقبل لقائه المرتقب مع سيتي في الجولة السادسة بمرحلة الدوري لدوري الأبطال، يتواجد الريال في المركز الخامس حاليا برصيد 12 نقطة، بفارق 3 نقاط خلف أرسنال الإنجليزي (المتصدر)، فيما يحتل مانشستر سيتي المركز التاسع برصيد 10 نقاط.
قال ألونسو في المؤتمر الصحفي، الذي عقده اليوم الثلاثاء: "إنها مباراة كبيرة، وفرصة جيدة لنا لمواصلة التقدم وحصد المزيد من النقاط في دوري أبطال أوروبا. سيكتسي ملعب سانتياجو برنابيو هذه الليلة حلية أمسيات تلك المسابقة المرموقة. يدرك اللاعبون جيداً طبيعة المباراة التي سنلعبها ونتطلع لتقديم مباراة جيدة".
أضاف المدرب الإسباني الشاب "نركز على مواجهة كل ما ينتظرنا. الفريق متحد وواثق في قدرته على الفوز غداً. ينبغي علينا تقديم مباراة جيدة، بإيقاع جيد والكثير من الشراسة والحدة".
أوضح ألونسو في تصريحاته، التي نقلها الموقع الألكتروني الرسمي لناديه "بعد مباراة سيلتا، استخلصنا استنتاجاتنا. مانشستر سيتي هو كل ما يشغل بالنا حاليا. إنها دوري الأبطال، سنلعب في معقلنا، وأنا متأكد من أن الأجواء ستكون متميزة ومختلفة. هذا ما يشغل بالنا الآن".
أوضح ألونسو، الذي يقضي موسمه الأول مع الفريق الأبيض "عندما تكون مدرباً لريال مدريد، يتعين عليك أن تكون مستعداً للاستمتاع بهذه الظروف بهدوء ومسؤولية. أتطلع بشوق لكل ما هو قادم، وهذا يبدأ غداً. مباراة سيلتا أصبحت من الماضي، واليوم نفكر فقط في مانشستر سيتي. في كرة القدم، تتغير الأمور بسرعة، ونحن نعيش اللحظة".
وتحدث ألونسو عن جماهير الريال، قائلا "الأمر بالنسبة لهم كما هو بالنسبة لنا. يشعرون بالحماس تجاه مباراة الغد، ونحن أيضاً، ونأمل تقديم مباراة جيدة للتخلص من الشعور المر بعد اللقاء الأخير".
وكشف مدرب باير ليفركوزن الألماني السابق "أعرف ثقافة ريال مدريد جيداً، ولهذا السبب هو أكبر ناد في العالم. يجب عليك أن تتكيف مع هذه الثقافة وتتعلم منها. في نهاية المطاف، هذه مسيرة. ينبغي عليك التفاعل مع اللاعبين وتتعرف على أسلوب اللعب".
وتابع "بعض الأيام تسير بشكل جيد، وبعضها الآخر لا تكون كما تتوقع. في النهاية، نستخلص العبر من كل مباراة ونتخذ الخطوات اللازمة. علينا مواجهة الوضع بطاقة إيجابية وتفاؤل. إنها الطريقة الوحيدة لتغيير الأمور والشعور بتحسن".
وفيما يتعلق بمواجهة جوسيب جوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، قال ألونسو "علينا مواجهة هذا الوضع، ليس أنا فقط. اللاعبون والجماهير حول العالم يدركون ذلك. لقد واجهنا مانشستر سيتي مرات عديدة في السنوات الأخيرة. نعلم أنه تحد كبير. أرى المواجهة اليوم كفرصة".