يمانيون:
2025-05-11@06:20:15 GMT

معركةُ الوعي

تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT

معركةُ الوعي

غيداء شمسان

في متاهات الحياة، حَيثُ تتشابك المصالح وتتصارع الأفكار، تظل معركة الوعي هي المعركة الأبدية، هي شرارة لا تنطفئ، ونار لا تخمد.

ليست معركة بالسيوف والرماح، بل هي حربٌ تخاض في عقولنا وقلوبنا، حرب تحدّد مساراتنا وقراراتنا، حرب ترسم ملامح مستقبلنا، إنها معركة مُستمرّة لا تتوقف، معركة تستنزف طاقاتنا، ولكنها في الوقت ذاته، تشحذ هممنا وتوقظ فينا طاقة التغيير.

الوعيُ هو البوصلة الداخلية التي توجّـهنا في بحر الحياة المتلاطم هو النور الذي يبدد ظلام الجهل والتضليل، هو السلاح الذي نحارب به الأفكار المغلوطة والقيم الزائفة، الوعي، هو القدرة على التفكير النقدي، هو التساؤل والبحث، هو عدم الاستسلام للجاهز والمسلم به هو أن نرى الواقع بعيون مفتوحة، وأن نفهم القوى التي تحَرّك هذا العالم.

معركة الوعي لا تنتهي؛ لأَنَّها معركة ضد الذات، ضد ميولها نحو الراحة والاستسلام، إنها معركة ضد القوى التي تسعى إلى تضليلنا، وتشويه الحقائق، وغرس الأفكار التي تخدم مصالحها، إنها معركة ضد التلقين الأعمى، وضد الخرافات والأوهام، وضد كُـلّ ما يقيد عقولنا ويحد من حريتنا.

في هذا العصر الذي تتسارع فيه وتيرة الأحداث، وتتزايد فيه وسائل الإعلام والتواصل، أصبحت معركة الوعي أكثر أهميّة من أي وقت مضى نحن نعيش في عالم مليء بالمعلومات المضللة والأخبار الكاذبة، عالم يسعى فيه الكثيرون إلى التحكم في أفكارنا وآرائنا في هذا العالم، يصبح الوعي هو الدرع الواقي، هو السلاح الفتاك، هو الأمل في غد أفضل.

معركة الوعي، هي معركة فردية وجماعية في آن واحد، إنها معركة تبدأ في ذواتنا، عندما نختار أن نكون واعين، وأن نفكر بأنفسنا، وأن نرفض الاستسلام للقطيع وهي معركة جماعية عندما نتحد معًا، ونتبادل الأفكار، ونعمل؛ مِن أجلِ بناء مجتمع واعٍ، مجتمع يؤمن بالحرية والعدالة والمساواة.

إن طريق الوعي ليس سهلًا، فهو يتطلب جهدًا وتضحيةً وتفانيًا، ولكنه الطريق الوحيد نحو التحرّر الحقيقي، والتقدم الحضاري، والعيش الكريم، إنها معركة تستحق أن نخوضها بكل قوة وإصرار؛ لأَنَّها معركة؛ مِن أجلِ المستقبل، ومستقبل أجيالنا القادمة.

معركة الوعي لا تنتهي، ولكنها تستمر وتتجدد مع كُـلّ جيل جديد، ومع كُـلّ شرارة أمل تنبعث في الظلام هي معركة مُستمرّة، لا تعرف الهزيمة؛ لأَنَّها معركة؛ مِن أجلِ الإنسانية ذاتها.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: معرکة الوعی إنها معرکة

إقرأ أيضاً:

معركة العقول وصراع الاستراتيجيات

إن المعركة التي يخوضها السودان حاليا في وجهها السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي، القانوني، الإعلامي، التقني والعسكري، هي جزء من الصراع الاستراتيجي الدولي حول السواحل البحرية وموارد الطاقة والمعادن الاستراتيجية والصناعية وموارد الغذاء بجانب الصراع
الثقافي العقدي. وجميع الأطراف الفاعلة في المشهد الدولي تمتلك حشودا معرفية ضخمة ومراكز تفكير كبيرة ومؤسسات داعمة للقرار وصنع السياسات العامة، توظف بحنكة في صراع المصالح.

على سبيل المثال تعتبر الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية واحدة من ضمن أكثر من 400 مؤسسة من مراكز الأبحاث ومستودعات التفكير التي تسهم في صنع القرار والسياسات العامة في الصين، ويعمل في الأكاديمية أكثر من ثلاثة آلاف باحث متخصص ، وتضم أكثر من ثمانين معهدا متخصصا ومركزا بحثيا. وفي الولايات المتحدة وأوروبا قد يطغى تأثير مؤسسات مثل معهد بروكنجز وكارنيجي وراند وشاتام هاوس ومجلس العلاقات الخارجية، لكن في الواقع فإن القائمة تضم آلاف مراكز الأبحاث ومستودعات التفكير، يعمل فيها ولمصلحة الدول المعنية عشرات الآلاف من الخبراء والباحثين وتمول بمليارات الدولارات سنويا.

أن القصور في إدراك حجم وأبعاد المعركة، وتصور المعركة على أنها معركة عسكرية مخدومة بأدوات غير عسكرية هو تصور قاصر وتفسير خاطئ وسيؤدي إلى السير في المسار الخطأ. فالسودان لا يواجه الدعم السريع فحسب، علينا ان ندرك من يقف خلف الأحداث، وعندها سندرك طبيعة السيناريوهات التي يمكن ان تحدث، والساحة الدولية مليئة بالشواهد.

إن إدراك طبيعة العدو وحجم وطبيعة الصراع يعني إدراك أدوات الصراع والتي تفوق الثلاثين أداة، عندها سندرك أنه من الخطورة بمكان التعامل مع المعركة على أنها معركة عسكرية. فمواجهة إستراتيجيات محكمة وعميقة ومسنودة بحشود معرفية ضخمة لا يمكن أن يتم عبر رؤى متفرقة وملفات مجزأة وإدارة ديوانية رتيبة. المطلوب بعيدا عن أي مجاملات فريق مؤهل لإدارة المعركة الناعمة، والتأخير له ثمن باهظ وليس في مصلحة الوطن، فالمعركة معركة إرادة وعقول ومعارف على المستويين المدني والعسكري.

أ.د. محمد حسين أبوصالح

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • النافعة في معركة الإصلاح
  • سرايا القدس تعلن قصف تجمعا لجنود العدو الصهيوني قرب جنين
  • معركة الطائرات المقاتلة بين الهند وباكستان تثير اهتمام جيوش العالم
  • الدويري: أبواب الجحيم 2 معركة حقيقية تؤكد دقة كمائن المقاومة
  • عمسيب: الدم يتكلم.. سقوط الوجدان المصنوع
  • معركة العقول وصراع الاستراتيجيات
  • إيقاف 21 طالبا عن الدراسة في جامعة واشنطن بعد احتجاجات داعمة لفلسطين
  • ّإنها سنة.. فالطغاة يعتم عليهم
  • الأمم المتحدة تنفي اعتزام وكالاتها مغادرة السودان .. المنظمة الدولية قالت إنها باقية لأداء مهامها الإنسانية حسب وكالة الأنباء السودانية..
  • النائب الثاني للمشري: طرحنا في جلستنا بطرابلس جميع الأفكار والمسارات المقترحة من الأعضاء