"وارنر براذرز" و"ليالي مسقط"
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
سالم بن نجيم البادي
ظهرت بعض الأصوات التي تُطالب الناس بمقاطعة "ليالي مسقط" والسبب مُشاركة شركة "وارنر براذرز" التي تم التعاقد معها هذا العام، بزعم أنها مُتهمة بدعم إسرائيل!
وتداول دعاة المقاطعة رسائل ومقاطع فيديو تحث النَّاس على مقاطعة ليالي مسقط، بعض المقاطع كانت متشنجة وأصحاب الرسائل يطالبون بنشرها على نطاق واسع حتى تنجح المقاطعة، وهم يأملون أن تكون مواقع الليالي السبعة خالية تمامًا من الزوار! شخصيًا لستُ ضد المقاطعة، لكنني أكره محاولة التأثير على النَّاس واستغلال عواطفهم الدينية والقومية لمحاولة جعلهم يتخذون قراراتهم فهم أحرار في أن يقاطعوا أو لا يقاطعوا!
وبعد تفكير عميق في العواقب، ما ظهر منها وما بطن، والموازنة بين منافع المقاطعة وأضرارها على الناس الذين ينتظرون المهرجان للعمل فيه من أجل كسب أرزاقهم، فقد قُضي الأمر وتم التعاقد مع هذه الشركة، ومن تعاقدوا معها لا نشك مُطلقًا في وطنيَّتهم ولا في دينهم، وربما كانوا يعرفون تاريخ هذه الشركة ويتوقعون ردود الفعل التي يُمكن أن تحدث من الناس في المجتمع والمزاج السائد في المجتمع هو التضامن والتعاطف مع أهل غزة ضد وحشية وبربرية العدو الإسرائيلي.
لا أعلم ما ذنب المواطنين الذين يعملون في ليالي مسقط- وهم كُثر- أنهم أعدوا العدة للمشاركة في الفعاليات منذ وقت طويل، ومنهم الموظفون والتجار وحتى أصحاب المشاريع المتوسطة والصغيرة، وسائقو سيارات الأجرة، وأصحاب المطاعم والمقاهي والأماكن السياحية والترفيهية.
الواقع أنَّ ليالي مسقط يمثل متنفسًا للعائلات التي تأتي إليه من كل محافظات السلطنة للترويح عن النفس والترفيه المباح والفرح والمرح، وهذه الفعاليات لها فوائد اقتصادية واجتماعية كبيرة جدًا، والتطوير فيها مطلوب وضروري، كما إن النقد لها لن يتوقف في كل عام، فقد كانوا سابقًا يسخرون من تكرار الفعاليات التراثية، والمرأة التي تُعِد خبز الرقاق العُماني، وأحيانًا ينتقدون الحفلات والغناء، لكن في المُقابل مضت المسيرة في تقدم وتطور عاماً تلو الآخر، وهو أمر مشهود.
إنَّ مجتمعنا يُعرف بأنه مجتمع التسامح، ونحن العُمانيين نرفض التعصب، ونرفض التنطع، أو التشدد والتطرف في رأي ضد رأي آخر، ولا يجب أن تفرض فئة وجهة نظرها على فئة أخرى، أو تمارس ضغوطًا وطعنًا في وطنية أو قناعات الآخرين.
ويا دعاة المقاطعة، فكِّروا في النَّاس الذين يبحثون عن رزقهم من خلال العمل في هذه الليالي، ولا تضيِّقوا عليهم، وأنتم لا تعلمون ظروفهم، وتذكروا أن لا ذنب لهم، ولا علاقة لهم بالتعاقد مع شركة ترون أنتم وجوب مقاطعة الليالي بسببها!
زورا ليالي مسقط وتمتعوا بفعالياته المختلفة، وادعموا الناس الذين يعملون فيه، فهم مواطنون شرفاء يستحقون منَّا كل دعم في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة.
رابط مختصر
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: لیالی مسقط
إقرأ أيضاً:
تفاصيل المرسوم السلطاني بتطوير رمال بوشر في محافظة مسقط
مسقط - الرؤية
نشرت الجريدة الرسمية في عددها رقم 1601 المنشور اليوم الأحد، تفاصيل المرسوم السلطاني رقم (55 / 2025) بتقرير صفة المنفعة العامة لمشروع تطوير رمال بوشر في محافظة مسقط
نحن هيثم بن طارق سلطان عُمان. بعد الاطلاع على النظام الأساسي للدولة، وعلى قانون نزع الملكية للمنفعة العامة الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 71 / 2023 ، وبناء على ما تقتضيه المصلحة العامة، رسمنا بما هو آت:
المادة الأولى: يُعتبر مشروع تطوير رمال بوشر في محافظة مسقط المحدد في المذكرة والرسم التخطيطي الإجمالي المرفقين، من مشروعات المنفعة العامة.
المادة الثانية: للجهات المختصة الاستيلاء بطريق التنفيذ المباشر على الأراضي اللازمة للمشروع المنصوص عليه في المادة الأولى طبقا لأحكام قانون نزع الملكية للمنفعة العامة المشار إليه.