الجزيرة:
2025-05-11@19:49:45 GMT

ناسا تمكنت من لمس الشمس فكيف حصل ذلك؟

تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT

ناسا تمكنت من لمس الشمس فكيف حصل ذلك؟

كشفت وكالة الفضاء الأميركية ناسا عن تمكن مسبارها الفضائي "باركر" من تحقيق رقم قياسي جديد باقترابه من الشمس بمسافة لم يصل إليها أي جسم صنعه الإنسان من قبل، إذ وصل مسبار الفضاء اليوم، 24 ديسمبر/كانون الأول، إلى مسافة 6.1 ملايين كيلومتر فقط من سطح الشمس، محققا سرعة هائلة تتجاوز 190 كيلومترا في الثانية، وبذلك فقد تمكن المسبار من لمس أثر الجسيمات التي تمثل الغلاف الخارجي للشمس.

ويُعد هذا الاقتراب، المسمى بـ"الحضيض الشمسي" الـ22 من نوعه، الأول ضمن مجموعة من التحليقات القريبة المخطط لها حتى عام 2025، وأكدت وكالة ناسا أن المسبار في حالة تشغيل كاملة ومستعد للمناورات الفضائية المقبلة.

الكثير من الأسئلة

باركر هي أولى رحلات البشر للشمس، لذلك سوف تكون محملة بالكثير من الأسئلة على متنها، فالشمس أقرب النجوم لنا، والتعرف إلى تركيبها ونشاطها وآليات تفاعلها مع الفضاء المحيط يعطينا مدى واسع من البيانات يمكن لنا تطبيقه على نجوم أخرى وفهم تركيب الكون بشكل أعمق. والشمس كذلك هي مصدر الحياة على سطح الأرض، لذلك كلما ازداد فهمنا لها ارتفعت درجة فهمنا للحياة هنا على الأرض، أو ربما على كواكب أخرى.

ناهيك عن احتياجنا الشديد لفهم طبيعة الرياح الشمسية، التي تنطلق في شكل غازات متأينة من سطح الشمس لتعبر الأرض بسرعات تصل إلى 500 كم/ثانية، ليؤثر ذلك على الغطاء المغناطيسي للأرض، وكذلك على أقمارنا الصناعية وأدوات اتصالنا، كذلك سوف يعطينا التعرف إلى تركيبها وآليات عملها فرصة أفضل لحماية روّاد الفضاء المنطلقين خارج الغلاف الجوي وتصميم أدوات تساعد على حمايتهم من الآثار الضارة لتلك الرياح الشمسية.

إعلان

لذلك فإن المهمة الأساسية للمركبة "باركر" سوف تكون دراسة كيفية تحرك الطاقة والحرارة خلال الهالة الشمسية، وفهم السبب في تعجيل الرياح والجسيمات الشمسية الأخرى، لهذا السبب تحديدًا تمت تسمية المركبة باسم مسبار باركر، نسبة إلى الفيزيائي الفلكي يوجين باركر من جامعة شيكاغو، رائد علوم فيزياء الشمس  والذي توقع نظريًا وجود الرياح الشمسية قبل ستين عامًا.

ربما كذلك تستطيع المركبة إعطاءنا كمّا من البيانات المفيدة والذي يمكن أن يفسر سبب الفارق المهول في درجات الحرارة بين سطح الشمس (حوالي 5800 درجة مئوية) وهالتها (ملايين الدرجات المئوية بنسب متفاوتة لا تقل عن نصف مليون درجة)، لنفترض مثلًا أنك – مع بعض الأصدقاء – تجلسون الآن في أحد الأيام الشتوية حول النار للتدفئة، من الطبيعي أنك كلما ابتعدت عن تلك النار سوف تقل درجة الحرارة الخاصة بها، لكن ما يحدث على الشمس عكس ذلك.

فما أن ترتفع فوق سطح الشمس حوالي 2100 كم -بداية منطقة الهالة- حتى ترتفع درجات الحرارة لتصبح أكبر بمقدار 200- 500 مرة، هناك العديد من النظريات لتفسير ذلك، أحد الأسئلة مثلًا هو: هل تتسبب جزيئات البلازما في ذلك الارتفاع الهائل في درجة حرارة الهالة؟ كذلك، هل تسخن الهالة الشمسية لتلك الدرجات مرة واحدة في كل السطح الشمسي؟ أم أن ذلك يحدث على هيئة بقع انفجارية تنقل الحرارة بين بعضها البعض؟ ستكون إحدى مهمات باركر -ربما- هي التأكيد على صحة تلك الفرضيات من عدمها.

المهمة الأساسية للمركبة "باركر" سوف تكون دراسة كيفية تحرك الطاقة والحرارة خلال الهالة الشمسية (ناسا) لماذا هو صعب أن نلمس الشمس؟

قد يبدو ذلك الخبر مفاجئًا حينما تسمعه لأول مرة، فالبعض يتصور أن تلك مهمة بسيطة؛ خاصة أن البشر تمكنوا بالفعل من إطلاق مركبات كـ فوياجر والتي تتجهز الآن للخروج من المجموعة الشمسية، وكاسيني التي استكشفت عوالم الكواكب الثلجية، لكن في الحقيقة هناك تحديّان رئيسيان واجها رحلة كتلك، وما أن تم تجاوزهما حتى أصبح التخطيط للرحلة ممكنًا.

إعلان

المشكلة الأولى لباركر ذات علاقة بتركيب المسبار ذاته، فالمركبة تقترب من الشمس بشكل يرفع من شدة الضوء والإشعاع الصادر منها بقيمة 520 مرة عن الأرض، بالتالي سوف نحتاج درعا لحماية المركبة من التأثر بتلك الحرارة والإشعاع الشديدين، هذا الدرع يقف في مواجهة الشمس طوال دوراة المسبار حولها حاميًا بقية أدوات المركبة خلفه، في باركر استخدم باحثو ناسا ما نسميه درع "الكربون-كربون المقوى، بسمك 11.5 سنتيمتر تقريبًا.

الكربون-كربون المقوى هو مادة مركبة  من ألياف كربون، يتم استخدامها لتقوية شبكة من الجرافيت، تتميز تلك التركيبة بقدرتها الشديدة على تحمل قوة الشد المرتفعة، والحرارة الشديدة التي تصل إلى 2500 درجة مئوية، خاصة أنها ذات وزن خفيف ومُعامل تمدد حراري منخفض، لذلك فهي شائعة في الاستخدامات الفضائية وسباقات السيارات.

المشكلة الثانية، وهي ربما الأكثر دفعًا للتعجب، لها علاقة بكيفية وصول المركبة إلى الشمس، فالبعض يتصور أن الوصول للشمس أمر سهل بفعل جاذبيتها لنا، كل ما تحتاجه هو الارتفاع في الفضاء وترك نفسك للسقوط في الشمس، لكن ذلك غير صحيح، ببساطة لأن الأرض بالفعل تسقط في الشمس، لكنها لا تصل لها أبدا (بل تفوّتها) بسبب سرعة الأرض، فهي تدور حول الشمس بسرعة 30 كيلو متر في الثانية، وهذا ما يجعل كل محاولة لها للوقوع في الشمس تمثل دورة كاملة حولها وهكذا.. وهو ما يفعله القمر في مداره حول الأرض.

لذلك فإن ما سوف يحدث إذا ارتفعت للفضاء وتركت نفسك للسقوط في الشمس هو أنك سوف تتخذ مدارا كالأرض حولها فقط ولن تسقط فيها، لأن سرعتك بالفعل هي سرعة الأرض التي انطلقت منها، بالضبط كما تكون سرعة الذبابة المزعجة في السيارة حولك هي سرعة السيارة التي تتحرك بداخلها، لذلك، سوف تحتاج في البداية لأن تجري عكس اتجاه الأرض ولكن بنفس السرعة، أي 30 كم في الثانية، حتى تخفض من سرعتك وتسقط إلى الشمس.

إعلان

لذلك كانت أحد الحلول المقترحة لمدار باركر في البداية، وأي مسبار شمسي آخر، هي أن يذهب أولًا للمشتري، حيث أنه من المعروف أن السرعة المدارية للكوكب ترتفع كلما اقترب من الجسم الذي يدور حوله، وتنخفض بابتعاده عن مركز الدوران، فالمشتري يدور حول الشمس بسرعة مدارية حوالي 13 كم في الثانية، وهي سرعة يمكن لنا الحصول عليها، إذن يمكن للمركبة أن تذهب أولًا لمدار المشتري، والسقوط منه إلى الشمس ثم الدوران حولها على مسافة قريبة.

لكن ذلك سيستهلك الكثير من الوقت والجهد والطاقة، هنا طوّر الباحثون فكرة أفضل، وهي أن تسقط المركبة في البداية إلى مدار الزهرة، وهذا ممكن، ثم تستخدم جاذبية هذا الكوكب سبع مرّات في سبع سنوات لدفعها إلى الشمس، يشبه الأمر -تقريبًا- أن تربط صخرة صغيرة في حبل وتلفها بيديك حولك بسرعة ثم تترك الحبل، فتندفع الصخرة للأمام متخذة من دورانها حولك – بسبب شدك لها أثناء الدوران – القوة للإندفاع، كذلك ستتخذ باركر من جاذبية (أو شد) كوكب الزهرة لها دفعة للإمام.

خلال سبع سنوات بداية من 2018، سوف تتم باركر أربعة وعشرون دورة حول الشمس تنتهي بحلول شهر يونيو للعام 2025 وتنتهي معها مهمتها، خلال تلك الرحلة سوف تتخطى سرعة باركر 700 ألف كيلومتر في الساعة، وسوف تقترب من الشمس بأكبر درجة وسرعة ممكنتين في الدورات الثلاثة الأخيرة، وخلال مجموع تلك الدورات سوف تقسم أجهزة باركر مهماتها لاستخراج كل البيانات الممكنة من سطح الشمس.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی الثانیة سطح الشمس إلى الشمس فی الشمس

إقرأ أيضاً:

تهاني عامر مهندسة مصرية في وكالة ناسا

تهاني عامر، مهندسة وخبيرة مصرية في علوم الفضاء والطيران، ولدت عام 1965 بالعاصمة المصرية القاهرة، وفيها بدأت مسيرتها العلمية، وقادها طموحها إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث أصبحت المديرة التنفيذية في شعبة علوم الأرض في الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء المعروفة اختصارا بـ"وكالة ناسا".

في مسيرتها المهنية طورت تقنيات مبتكرة وحصلت على براءتي اختراع، وساهمت في العديد من المشاريع العلمية الكبرى. وكرمتها الحكومة الأميركية بجائزة الخدمة العامة عام 2014، تقديرا لإسهاماتها في دعم النساء في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة.

كما حصلت على جوائز أكاديمية ومهنية عدة مقابل إنجازاتها في وكالة "ناسا". وظهرت في العديد من الفعاليات العلمية والمبادرات الدولية وشاركت في مؤتمرات وندوات علمية حول العالم.

في بيئة عمل دولية تنافسية، حافظت على التزامها بحجابها وقيمها الدينية، كما نجحت في إيجاد توازن دقيق بين حياتها المهنية والأسرية، وشرحت في أكثر من مناسبة كيف تخطت التحديات التي واجهتها بصفتها امرأة عربية مسلمة تعمل في مجال علمي وتقني.

المولد والنشأة

وُلدت تهاني عامر عام 1965 في القاهرة، وتزوجت في سن السابعة عشر، ثم انتقلت مع زوجها إلى الولايات المتحدة، وهي أم لأربعة أطفال.

نشأت في أسرة مصرية تقليدية تقدر التعليم مع الحفاظ على القيم العائلية والدينية، وتقول إن مفتاح نجاحها يكمن في معادلة شخصية أسمتها "معادلة عامر للنجاح"، تجمع بين الخيال والعاطفة والمثابرة والتخطيط وبناء العلاقات.

وتعتبر "دائرة الدعم المجتمعية" المكونة من أسرتها وزملائها أحد أسرار نجاحها، كما عُرفت بانخراطها في الأنشطة المجتمعية في الولايات المتحدة، إذ تطوّعت معلمة في المسجد مرة كل أسبوع على مدار سنوات، وقالت إن هذه التجربة ساهمت في الحفاظ على الهوية الدينية والثقافية لأبنائها.

إعلان

وتمكنت أيضا من تحقيق التوازن بين الأمومة ومسيرتها الأكاديمية، حتى إنها اضطرت إلى أن تحول منزلها إلى مقر عمل لاستقبال زملائها بينما كانت ترعى رضيعتها.

تهاني عامر تزوجت في سن السابعة عشر ثم انتقلت مع زوجها إلى الولايات المتحدة (مواقع التواصل الاجتماعي) الدراسة والتكوين العلمي

نشأت في بيئة عائلية مشجعة على التفوق الدراسي والفضول العلمي. تأثرت منذ صغرها بعمل والدها، المهندس رفعت أيوب، الذي كان مسؤولا عن مشاريع المياه المرتبطة بنهر النيل.

وفي هذه الأجواء الداعمة للعلم والمعرفة، نما شغفها بالهندسة والميكانيكا، إذ شاركت والدها منذ طفولتها في إصلاح السيارات، وأظهرت ميولا واضحة نحو الرياضيات والعلوم الدقيقة.

كانت طفلة مميزة، ففي حين كانت شقيقاتها يطلبن فساتين جديدة، كانت تفضل أن تطلب دراجة هوائية، وبينما كانت الفتيات في سنها يفضلن اللعب، كانت هي تستمتع بمساعدة والدها في إصلاح السيارات، وتجد متعة في تفكيك المحركات وإعادة تركيبها.

منذ سن مبكرة أصبحت الأرقام الحسابية لعبتها المفضلة. تقول تهاني "كنت أحب الأرقام، وكانت المسائل الرياضية تسليني مثل لعبة ذهنية، لم يكن والدي يرى أن البنات أقل قدرة في الرياضيات، بل كان يضع أمامي مسائل وألغازا لأحلها".

تلقت تهاني تعليمها في المدارس الحكومية المصرية، وأظهرت تفوقا ملحوظا في مدرسة السلام الثانوية للبنات بالقاهرة، خاصة في مادتي الرياضيات والميكانيكا.

لم يكن حبها للمادة ناتجا عن رغبتها في النجاح فقط، بل لأنها كانت ترى في النماذج الرياضية طرقا مبتكرة لفهم العالم وحل مشكلاته، مما أسهم في رسم مسارها المهني نحو الهندسة الميكانيكية وعلوم الفضاء، مستفيدة من دعم معلميها ووالدها.

تفوقها في الثانوية العامة أهلها للدراسة في كلية الطب، لكن قبل أن تبدأ مشوارها الجامعي في مصر، تزوجت وهاجرت إلى الولايات المتحدة عام 1983، واشترطت على زوجها أن تكمل تعليمها.

إعلان

كانت البداية صعبة، لم تكن تتحدث الإنجليزية بطلاقة، ومع ذلك التحقت بفصل متقدم في الرياضيات وتفوقت فيه، وبدأت مسارها الأكاديمي بالحصول على شهادة الزمالة في العلوم، مما مكنها من متابعة دراستها في جامعة أولد دومينيون بولاية فرجينيا.

حصلت على البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية، ثم الماجستير في هندسة الطيران عام 1994، وفي عام 2011 عادت لتحصل على الدكتوراه في الهندسة والإدارة الهندسية، والتحقت ببرنامج كلية وارتون للتعليم التنفيذي في جامعة بنسلفانيا، حيث حصلت على شهادة التسويق الإستراتيجي.

التحقت كذلك ببرنامج "إكسل" التابع لوكالة ناسا لكبار الزملاء التنفيذيين في جامعة هارفارد، وحصلت أيضا على شهادة الماجستير في برنامج "سيكس سيكما" من جامعة فيلانوفا، وهي شهادة تخصصية تعنى بتحليل البيانات وتحسين العمليات.

تهاني عامر حصلت على جوائز وتكريمات في مناسبات دولية عدة (الجزيرة نت) الحياة المهنية

بدأت علاقتها المهنية مع ناسا عام 1992 بدعم من اتحاد فرجينيا لمنح الفضاء، إذ كانت أول امرأة يتم اختيارها للبرنامج، وتعاونت مع الوكالة بصفتها طالبة جامعية في مشروع بحث التخرج، عبر انضمامها إلى قسم ديناميكيات السوائل الحسابية في ناسا.

بعد تخرجها تلقت عروض عمل من عدة منظمات، لكنها تقدمت بطلبات إلى عشرة مكاتب مختلفة داخل "ناسا" وقوبلت بالرفض لعدم حصولها على شهادة الدكتوراه، ومع ذلك حصلت على فرصة للانضمام إلى مشروع أنفاق الرياح التابع للوكالة، واختارت الوظيفة رغم العرض المالي الأقل، بسبب قيمتها العلمية العالية.

في بداياتها عملت مهندسة في فرع قياس الحركة الهوائية لتطوير أدوات استشعار لتصميم طائرات جديدة، وفي عام 2011 عادت إلى الجامعة لاستكمال دراستها العليا في هندسة الفضاء الجوي، بينما استمرت في العمل بنظام خاص مع ناسا.

وفي 2012 انضمت إلى فريق القيادة مديرة لهيئة الرقابة وتقييم البرامج ومسؤولة عن تقييم الأداء وضمان الجودة في المشاريع العلمية والهندسية، ولاحقا تم استدعاؤها للعمل في مركز مختص بأنظمة التشغيل.

إعلان

في عام 2016 تولت منصب كبير التقنيين، وأشرفت على مشاريع تقنية مهمة، وكانت مستشارة لمدير التخطيط والتكامل الإستراتيجي المشرف على إدارة ميزانية بعثة التكنولوجيا البالغة 250 مليون دولار.

وعملت في المكتب المستقل لتقييم البرامج، وهو جهة تابعة لمكتب التقييم العام في ناسا.، ولاحقا شغلت منصب المدير التنفيذي للبرامج في شعبة قسم علوم الأرض.

التحقت بهيئة التدريس المساعدة في كلية فويلاند للهندسة والعمارة، وكانت تُدرّس برنامج إدارة الهندسة والتكنولوجيا التابع لجامعة واشنطن، وهو من أوائل البرامج المهنية عن بُعد في الولايات المتحدة.

تهاني عامر استطاعت تحقيق التوازن بين واجبات الأمومة ومسيرتها الأكاديمية (مواقع التواصل الاجتماعي) مهندسة في ناسا

في عام 1992 بدأت تهاني عامر تعاونها العلمي مع ناسا عبر فترة تدريب في ديناميكيات السوائل الحاسوبية، مما أتاح لها العمل مع نخبة من العلماء وأسس لمسيرتها المهنية الناجحة داخل الوكالة.

وبعد انضمامها رسميا إلى ناسا، عملت مهندسة متخصصة في إعداد أجهزة القياس والتحكم واستخداماتها التطبيقية، وجمعت في هذه التجربة بين العمل النظري والتطبيقي عبر برمجة أنظمة الحوسبة لمحاكاة السوائل والصعود إلى أسطح أنفاق الرياح لتركيب أجهزة قياس السرعة والضغط.

وشاركت كذلك في تطوير تقنيات اختبار الطلاءات الحساسة للحرارة المستخدمة في أبحاث الديناميكا الهوائية والطيران.

في عام 2001 حصلت على براءة اختراع لنظام قياس التوصيل الحراري للأغشية الرقيقة، المستخدم في حسابات مشروع أنفاق الرياح في ناسا، وبين عامي 2001 و2011، واصلت تطوير أدوات وتقنيات قياس تدفق الهواء وتأثيرات الحرارة على الهياكل الفضائية، مما دعم مشاريع أبحاث الطيران والفضاء في ناسا.

في عام 2012 عملت في هيئة الرقابة والتقييم، وقادت فرقا مستقلة لمراقبة وتقييم البرامج والأداء في ناسا، بما في ذلك اختبارات أنفاق الرياح وبرامج تطوير المركبات الفضائية، ولاحقا تم كلفتها الوكالة بتطوير أنظمة تشغيل تكنولوجية متقدمة لدعم المهمات الفضائية.

إعلان

في عام 2013 سجلت براءة اختراع لجهاز يقيس التوصيل الحراري للرقائق، مع تطبيقات مهمة في "الترانزستورات" الدقيقة والطلاءات الضوئية وتحويل الطاقة الكهروحرارية، وفي عام 2016، ساهمت في إدارة ميزانية تكنولوجية ضخمة بلغت 250 مليون دولار لدعم المشاريع الابتكارية في ناسا.

بعد ذلك أصبحت نائبة للمدير المساعد للبرامج في مديرية البعثات العلمية بمقر ناسا، وتشرف على أكثر من 150 برنامجا ومشروعا، كما قادت مهندسي الوكالة في تطوير وتنفيذ عمليات البعثات بصفتها مديرة مشاركة بالإنابة لبرامج الطيران في قسم الفيزياء الفلكية، وخبيرة تقنية وبرنامجية لدعم برامج الوكالة المعقدة.

وعملت أيضا في قسم علوم الكواكب بمشروع تلقي العينات، الذي يهدف إلى إرسال مركبات فضائية لجمع عينات من الفضاء وإعادتها إلى الأرض للدراسة، وكانت جزءا من ثلاث بعثات مهمة في علوم الأرض، وهي:

مرصد دورة الكربون الثابت لمراقبة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والميثان. إجراء أول مسح عالمي للمياه السطحية للأرض لتقييم موارد المياه العذبة واكتشاف ميزات جديدة للمحيطات. نظام مراقبة الغلاف الجوي لتحليل مكونات الجو وتأثيرها على المناخ.

وتعمل تهاني على مشروع علمي حساس لدراسة ظاهرة الاحتباس الحراري ومراقبة الإجراءات الممكنة للتخفيف من آثار التغير المناخي، مع تفاصيل محاطة بالسرية بسبب طبيعته المتقدمة

كما تدير مكتبا علميا يشرف على أكثر من 17 مهمة فضائية بالتعاون مع فرق من أوروبا والهند ودول أخرى عبر العالم، استعدادا لإطلاق مشاريع في 2025 و2030 و2040.

من بين مشاريعها المستقبلية، تساهم تهاني في تطوير تكنولوجيا قياس فضائية وتشارك في التحضيرات لتلسكوب "نانسي غريس رومان" لدراسة المادة المظلمة وطاقة النجوم.

في عملها بوكالة ناسا، قالت إنها تقود تحديات العمل في مشاريع متعددة عبر مناطق زمنية مختلفة وأجزاء متفرقة من العالم، بهدف تعزيز المعرفة العلمية حول كوكب الأرض. وتؤكد أن أجمل لحظات يومها هي عندما تحل مشكلة تقنية معقدة أو تتوصل مع فريقها إلى اتفاق علمي حول أفضل المسارات البحثية.

الجوائز والتكريمات في أبريل/نيسان 2022 كرمتها السفارة الأميركية في القاهرة باعتبارها واحدة من الشخصيات العربية الأميركية الملهمة في مجال العلوم والهندسة، وذلك ضمن فعاليات "شهر التاريخ الأميركي العربي". وفي العام نفسه حصلت على "جائزة الإنجاز المتميز" من المجلس الأميركي للمنظمات الإسلامية لمساهماتها العلمية البارزة. في 2016 تم تكريمها في احتفالية خاصة نظمتها ميشيل أوباما، السيدة الأولى للولايات المتحدة آنذاك، احتفاء بالنساء الرائدات في مجالات العلوم. في عام 2014 حصلت على جائزة ناسا للخدمة العامة، تقديرا لجهودها في تحسين الوعي العام حول الوكالة وتشجيع الأشخاص من الفئات المهمشة تاريخيا على المشاركة في العلوم. عملت متطوعة في عدة برامج تابعة لوكالة ناسا مثل "يوم الرعاية" و"أسبوع الهندسة" و"مكتب المتحدثين" و"يوم التنوع" و"نوادي العلوم بعد المدرسة". إعلان

مقالات مشابهة

  • تهاني عامر مهندسة مصرية في وكالة ناسا
  • رصد أضخم بقعة شمسية لعام ٢٠٢٥ في سماء سلطنة عُمان
  • ناسا ترصد 4 كويكبات تقترب من الأرض.. هل تشكل خطرا؟
  • هل أنت مشغول ولا تستطيع ممارسة الرياضة؟.. إليك حلول لذلك
  • سطوة الطبيعة.. الغبار يغطي جبال حوض تاريم الصيني
  • صائد الطائرات الصيني .. كيف تمكنت باكستان من إسقاط المقاتلات الهندية؟
  • بقعة شمسية عملاقة تهدد الأرض.. سبعة أضعاف حجم كوكبنا!
  • صائد الطائرات الصيني.. كيف تمكنت باكستان من إسقاط المقاتلات الهندية؟
  • كم الطاقة الشمسية الواصل لسطح الأرض أصبح أكبر من قبل
  • ايران: لم يتحملوا صاروخ يمني واحد فكيف بالمئات من صواريخنا..!