النفط والذهب يرتفعان والدولار يستقر في أولى جلسات 2025
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
ارتفعت أسعار النفط في أولى جلسات تداول السنة الحالية في وقت يراقب فيه المستثمرون العائدون من العطلات التعافي في اقتصاد الصين والطلب على الوقود بعد تعهد الرئيس شي جين بينغ بتعزيز النمو، بينما ارتفع الذهب مع ترقب مؤشرات بشأن مستقبل الفائدة بالولايات المتحدة، واستقر الدولار.
النفط يرتفعوزادت العقود الآجلة لخام برنت 27 سنتا، أو 0.
وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 21 سنتا، أو 0.29% إلى 71.91 دولارا للبرميل بعد إغلاقها مرتفعة 73 سنتا في الجلسة السابقة.
وقال الرئيس الصيني يوم الثلاثاء في خطابه بمناسبة العام الجديد إن بلاده ستنفذ سياسات أكثر استباقية لتعزيز النمو في 2025.
ووفقا لمسح كايشين/ستاندرد آند بورز غلوبال، اليوم الخميس، حققت أنشطة المصانع في الصين نموا في ديسمبر/كانون الأول الماضي، لكن بوتيرة أقل من المتوقع وسط مخاوف من أن النظرة المستقبلية للتجارة والمخاطر المحتملة من رسوم جمركية قد يفرضها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
واتسق ذلك مع ما جاء في مسح رسمي صدر يوم الثلاثاء أشار أيضا إلى أن نشاط التصنيع في الصين شهد نموا طفيفا في ديسمبر/كانون الأول الماضي رغم تعافي الخدمات والبناء. وتشير البيانات إلى أن التحفيز السياسي يتسرب إلى بعض القطاعات مع استعداد الصين لمخاطر تجارية جديدة.
إعلانكما يترقب المستثمرون بيانات مخزونات النفط الأميركية الأسبوعية من إدارة معلومات الطاقة التي تأجلت حتى اليوم الخميس بسبب عطلة العام الميلادي الجديد.
وأظهر مسح لرويترز يوم الثلاثاء أن التوقعات تشير إلى أن مخزونات النفط الخام ونواتج التقطير انخفضت الأسبوع الماضي، بينما ارتفعت على الأرجح مخزونات البنزين.
الذهب يصعدارتفعت أسعار الذهب مواصلة الأداء الرائع الذي سجلته العام الماضي وسط ترقب المزيد من المؤشرات عن مستقبل سعر الفائدة بالولايات المتحدة وسياسات ترامب تجاه الرسوم الجمركية.
وزاد الذهب في المعاملات الفورية 0.55% إلى 2639.35 دولارا للأوقية، وفق بيانات التداول، وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.42% إلى 2651.60 دولارا للأوقية.
وبرز المعدن الأصفر باعتباره أحد أفضل الأصول أداء في 2024 بعدما زاد بأكثر من 27% في أكبر مكسب سنوي له منذ عام 2010.
وانخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.1%، مما يجعل الذهب أكثر جاذبية بالنظر إلى كونه ملاذا آمنا من خسائر العملات.
وقال كايل رودا محلل الأسواق المالية لدى كابيتال دوت كوم "يبدو أن الذهب يتماسك في نطاق ضيق، وهو ما يشير عادة إلى أن السوق على استعداد للانطلاق. وأظن أن هذا الانطلاق سيكون في الاتجاه الصعودي".
وأضاف أنه من المرجح أن يواصل الذهب الصعود (في 2025)، مدفوعا بالمخاطر الجيوسياسية وتوقعات بارتفاع الديون الحكومية وما يترتب عليه من عجز مالي عميق في ظل إدارة ترامب، على الرغم من التحديات المحتملة من خفض أسعار الفائدة بشكل أبطأ وقوة الدولار.
وتنتظر السوق الآن مجموعة جديدة من المحفزات، بما في ذلك سلسلة من البيانات الاقتصادية الأميركية المقرر صدورها الأسبوع المقبل التي قد تؤثر على توقعات أسعار الفائدة لعام 2025، وسياسات ترامب بشأن الرسوم الجمركية.
إعلانويتوقع المتعاملون أن يتبنى مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) نهجا بطيئا وحذرا بشأن المزيد من خفض أسعار الفائدة في عام 2025، مع استمرار تجاوز التضخم هدف البنك المركزي السنوي البالغ 2%.
ويُنظر إلى الذهب باعتباره وسيلة للتحوط ضد التضخم، وخاصة في أوقات عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي.
ووفقا لأداة فيدووتش التابعة لشركة "سي إم إي" فإن الأسواق ترى فرصة بنسبة 11.2% فقط في إقدام المركزي الأميركي على خفض الفائدة في يناير/كانون الثاني مقابل احتمال بنسبة 88.8% بالإبقاء على الوضع الراهن.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، كان أداؤها كالتالي:
زادت الفضة 1.52% إلى 29.35 دولارا للأوقية. صعد البلاديوم 0.31% مسجلا 913.28 دولارا للأوقية. ارتفع البلاتين 1.13% ليسجل 914 دولارا للأوقية.وسجلت الفضة في 2024 أفضل أداء منذ عام 2020، بينما تراجع البلاتين والبلاديوم.
استقر الدولار في أولى جلسات العام الجديد بعد ارتفاع 7% خلال 2024 أمام معظم العملات، في حين تراجع الين إلى أدنى مستوياته في أكثر من 5 أشهر مع توقعات بإبقاء الفائدة الأميركية مرتفعة لفترة أطول.
وستركز السوق في وقت مبكر من العام على إدارة ترامب القادمة وسياساتها المتوقع على نطاق واسع أن تعمل ليس فقط على تعزيز النمو، لكن أيضا على زيادة ضغوط الأسعار، مما يدعم عائدات سندات الخزانة الأميركية ويعزز الطلب على الدولار.
وألقى الفارق الكبير في أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة والاقتصادات الأخرى بظلاله على سوق العملات، مما أدى إلى انخفاض حاد في معظم العملات مقابل الدولار في عام 2024.
وكان الين من أكثر المتضررين بعد انخفاضه بما يزيد على 10% في رابع عام من التراجع، واستهلت العملة اليابانية تداولات العام الجديد منخفضة إلى 157.54 مقابل الدولار، قبل أن تتحسن وترتفع إلى 156.83 ينا للدولار، غير بعيد عن أدنى مستوى في 5 أشهر الذي لامسه الثلاثاء الماضي وسط توقعات بتدخل السلطات. وسجل مؤشر الدولار -الذي يقيس العملة الأميركية مقابل 6 عملات أخرى- 108.39 في التعاملات المبكرة، وهو ما يقل قليلا عن أعلى مستوى في عامين الذي سجله أول أمس. إعلانوقالت تشارو تشانانا خبيرة إستراتيجيات الاستثمار في ساكسو بنك "من المرجح أن يظل الدولار في الصدارة (هذا العام) بالنظر إلى عائده المرتفع حتى الآن، واستثنائية الولايات المتحدة وجاذبيته كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين".
وساهمت توقعات ضعف النمو خارج الولايات المتحدة، والتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، والحرب بين روسيا وأوكرانيا، في تعزيز الطلب على الدولار.
وارتفع اليورو عند 1.0396 دولار بعد أن هبط بأكثر من 6% في 2024. ويتوقع المتعاملون تخفيضات أعمق لأسعار الفائدة من جانب البنك المركزي الأوروبي في 2025، إذ ترجّح الأسواق تخفيضات بنحو 113 نقطة أساس مقابل تخفيضات بنحو 42 نقطة أساس من جانب البنك المركزي الأميركي. وسجل الجنيه الإسترليني 1.2496 دولار. وهبط الإسترليني 1.7% العام الماضي لكنه كان من بين أفضل العملات وسط أداء أفضل من المتوقع للاقتصاد البريطاني.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
هجوم إسرائيل على إيران يشعل الأسواق.. قفزات حادة في أسعار النفط والذهب
اشتعلت الأسواق العالمية اليوم الجمعة في أعقاب تنفيذ إسرائيل ضربة عسكرية ضد منشآت في إيران، ما أدى إلى حالة من الذعر المالي وارتفاع حاد في أسعار السلع الاستراتيجية، وفي مقدمتها النفط والذهب.. وتترقب الأسواق باهتمام بالغ ما إذا كانت هذه التطورات ستقود إلى تصعيد أوسع في منطقة الشرق الأوسط.
قفزة في أسعار النفطسجلت أسعار النفط أكبر مكاسب يومية لها منذ أكثر من عام، حيث قفز خام برنت بنسبة 9.1% ليصل إلى 75.65 دولارًا للبرميل، بعد أن لامس مستوى 78.50 دولارًا في التداولات المبكرة، وهو أعلى سعر منذ يناير الماضي. كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بنسبة 9.45% ليصل إلى 74.47 دولارًا للبرميل، مع تسجيل ذروة يومية عند 77.62 دولارًا.
المحللون أشاروا إلى أن القفزة الحادة تعكس مخاوف الأسواق من تعطل إمدادات النفط العالمية، خاصة في حال حدوث اضطرابات في مضيق هرمز، الذي يمر من خلاله نحو 20% من النفط العالمي. وحذرت مؤسسات مالية كبرى مثل "جي بي مورغان" من أن الأسعار قد تتجاوز حاجز 100 دولار للبرميل إذا تطورت الأزمة بشكل أوسع.
الذهب يلامس مستويات قياسيةوفي سوق المعادن الثمينة، ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 1.15% ليصل إلى 3,374.94 دولارًا للأونصة، فيما لامست العقود الآجلة للمعدن الأصفر مستوى 3,394.60 دولارًا. وجاء هذا الارتفاع مدفوعًا بتزايد الإقبال على الذهب كملاذ آمن، في ظل مخاوف المستثمرين من تصاعد المواجهة العسكرية واتساع رقعة الصراع في المنطقة.
وفي الأسواق الآسيوية، ارتفعت أسعار الذهب في العقود الآجلة الهندية لتتجاوز 100,300 روبية للأونصة، مسجلة مكاسب تقارب 1,800 نقطة في تعاملات الجمعة، وهو ما يعكس حجم التحول المفاجئ في توجهات المستثمرين.
تداعيات جيوسياسية وماليةالتحول الحاد في المزاج الاستثماري دفع مؤشرات الأسهم العالمية إلى التراجع، حيث خسرت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية ما بين 1.5 إلى 1.7%. كما ارتفع مؤشر التقلب العالمي VIX بنسبة 12%، ما يعكس تزايد مستويات القلق في الأسواق.
ويرى خبراء اقتصاديون أن الأزمة الحالية تضيف طبقة جديدة من المخاطر الجيوسياسية إلى الاقتصاد العالمي، الذي لا يزال يعاني من تبعات التباطؤ الصيني والتضخم المرتفع. وقالت مؤسسة "ING" المالية في تقريرها اليومي إن الأسواق ستبدأ في تسعير "علاوة جيوسياسية" في أسعار النفط طالما لم تظهر مؤشرات على احتواء الأزمة.
نظرة مستقبلية غامضةتبقى الأنظار الآن متجهة نحو رد إيران المحتمل، إذ أن أي خطوات انتقامية قد تدفع الأسواق إلى مزيد من الاضطراب. ويعتقد محللون أن استمرار التصعيد خلال عطلة نهاية الأسبوع قد يفتح الباب أمام جولة جديدة من التقلبات، سواء في أسواق الطاقة أو العملات والأسهم.
في هذا السياق، ينصح المحللون المستثمرين بتوخي الحذر ومراقبة التطورات السياسية عن كثب، حيث تشير جميع المؤشرات إلى أن الأزمة لم تبلغ ذروتها بعد.
تحركات لافتة في أسواق العملاتشهدت أسواق الصرف العالمية تحركات لافتة في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على إيران، حيث اندفع المستثمرون نحو عملات الملاذ الآمن هربًا من تقلبات الأسواق. وارتفع الين الياباني بنسبة 1.3% أمام الدولار، ليُتداول عند مستوى 143.2 ينًا، وهو أعلى مستوى له في أسبوعين. كما صعد الفرنك السويسري بنسبة 1.1% ليصل إلى 0.889 فرنك للدولار، مدفوعًا بتزايد المخاوف من اتساع رقعة التصعيد العسكري في المنطقة.
وتُعزى هذه المكاسب إلى لجوء المستثمرين للأصول الآمنة في أوقات الأزمات الجيوسياسية، وسط قلق واسع من تأثيرات محتملة على استقرار أسواق الطاقة والتجارة العالمية، مما زاد من الضغط على الدولار الأمريكي وعملات الدول النامية
وانخفض الدولار بنسبة 0.8% أمام الين الياباني ليُتداول عند 143.2 ينًا، فيما تراجع أمام الفرنك السويسري إلى 0.889 فرنك، وهو أدنى مستوى له في أكثر من أسبوعين. ويُعزى هذا الأداء إلى توجه المستثمرين نحو العملات ذات السمعة الآمنة في أوقات الأزمات الجيوسياسية.
ضغوط على عملات الأسواق الناشئةفي المقابل، تعرضت عملات الدول النامية لضغوط كبيرة، إذ تراجعت الليرة التركية بنسبة 1.4% لتُتداول عند 32.12 ليرة للدولار، بينما انخفض الروبل الروسي بنسبة 1.3% ليصل إلى 93.75 روبل مقابل الدولار. كما هبط البيزو المكسيكي بنسبة 1.6% إلى 18.14 بيزو للدولار، وسجل الراند الجنوب أفريقي تراجعًا بنسبة 1.8% ليستقر عند 18.92 راند للدولار، في ظل موجة بيع قوية شملت معظم عملات الأسواق الناشئة.
ويرى محللون في "دويتشه بنك" أن هذه التحركات تعكس زيادة في درجة الحساسية تجاه أي تصعيد عسكري في منطقة الشرق الأوسط، مشيرين إلى أن استمرار الغموض السياسي قد يؤدي إلى مزيد من التقلبات الحادة في سوق العملات خلال الأيام المقبلة.