اليوم.. الفصل في دستورية بطلان إلزام صاحب العمل بسداد القيمة الرأسمالية للمعاش للصندوق
تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تنظر المحكمة الدستورية العليا برئاسة المستشار بولس فهمى، اليوم السبت، الدعوى التى تطالب بعدم دستورية الفقرة الأخيرة من المادة 150 من القانون رقم 79 لسنة 1975 المضافة بالقانون رقم 91 لسنة 2003 الخاص بالتأمين الاجتماعى فيما نصت عليه من إلزام صاحب العمل بأن يؤدى للصندوق المختص القيمة الرأسمالية للمعاش، وكذا المستحقات التأمينية الأخري المترتبة على ثبوت علاقة العمل.
وتطالب الدعوى رقم 138 لسنة 27 دستورية بعدم دستورية الفقرة الأخيرة من المادة 150 بالقانون رقم 79 لسنة 1975 المضافة بالقانون رقم 91 لسنة 2003 فيما يخص التأمين الاجتماعى.
وتنص المادة 150 على أن تلتزم الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي بالوفاء بالتزاماتها المقررة كاملة بالنسبة للمؤمن عليهم والمستحقين حتى ولو لم يقم صاحب العمل بالاشتراك عنه في الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي، وتقدر الحقوق وفقا للأحكام المنصوص عليها في هذا القانون.
واذا لم تثبت الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي من صحة البيانات الخاصة بمدة الاشتراك في التأمين أو الأجر ربط المعاش أو التعويض على أساس مدة الخدمة والأجر غير المتنازع عليهما.
ويؤدى المعاش أو التعويض على أساس الحد الأدنى المقرر قانونا للأجر في حالة عدم إمكان التثبت من قيمة الأجر.
واستثناء من قواعد وأحكام الاشتراكات يلتزم صاحب العمل بأن يؤدى للصندوق المختص القيمة الرأسمالية للمعاش وكذا المستحقات التأمينية الأخري المترتبة على ثبوت علاقة العمل.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المحكمة الدستورية العليا المستشار بولس فهمي التأمين الاجتماعى دستورية صاحب العمل الهيئة القومية للتأمين الإجتماعي الرأسمالية القيمة الرأسمالية صاحب العمل
إقرأ أيضاً:
دور الثقافة والفن في مواجهة الرأسمالية وإعادة فكرة المقاومة في العصر الحالي
نظّم النادي الثقافي مساء أمس في مقرِّه جلسة حوارية بعنوان: "الثقافة والمقاومة في عصر الرأسمالية"، شارك فيها كلا من: المكرمة الدكتورة عائشة الدرمكية، والدكتور زكريا المحرمي، والشاعر عبدالله حبيب، بإدارة المحاور علوي المشهور، وبحضور جمع غفير من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي الراهن.
وسلّطت الجلسة الضوء على عدة محاور، أهمها: المقاومة الثقافية في ظل الأحداث السياسية الحالية، وتوغّل الرأسمالية في حياتنا اليومية بحيث أصبحت أدوات المقاومة أداة اقتصادية بإطار رأسمالي، وتناولت الجلسة موضوع المقاطعة والقيم وتراجع فكرة المقاومة، ودور الثقافة والفن في مواجهة الرأسمالية وإعادة فكرة المقاومة في العصر الحالي.
وتناول الكاتب عبدالله حبيب جذور الرأسمالية ونشأتها منذ منتصف القرن الثامن عشر، وذكر أن السياق الرأسمالي حاضر بقوة في جميع مراحل الحياة، والنقد الحقيقي للرأسمالية جاء من "الماركسية" بجميع أنواعها: المبكرة والمتأخرة، والشرقية والغربية، والذي لا يزال يُناقش ليومنا هذا هي مدرسة الماركسية الجديدة.
وتطرقت المكرمة الدكتورة عائشة الدرمكية إلى دور الثقافة والفن في مواجهة فكرة الرأسمالية، حيث ذكرت أن الرأسمالية ظهرت منذ ثلاثة قرون بتسليع الأفكار الثقافية، والسياحة منذ ثلاثينيات القرن التاسع عشر، بحيث ظهرت مكاتب السياحة التي تستخدم زيارة المتاحف والمعارض كغرض تجاري، وأضافت الدرمكية إن الصناعات الثقافية تعد ثالث مورد اقتصادي للدول العظمى، وفي الوقت الحالي كل فكرة ثقافية مُسلّعة مثل فرق الفنون الشعبية، والصناعات الحرفية؛ وذكرت أن الثقافة هي الوعاء الذي يُستفاد منه على المستويات السياسية والاقتصادية والتقنية.
كما ناقش الدكتور زكريا المحرمي الوضع السياسي الحالي في غزة وطهران واليمن وتداعيات الحرب بسبب النظام الصهيوني، بقوله على لسان الكاتب إدوارد سعيد إن "الصهيونية هي ابنة الاستعمار"، وذكر أن الرأسمالية حاضرة اليوم أمامنا ليست بفرض وجودها بالعنف وحسب، وإنما بطرائق أخرى وهي "الهيمنة"، وذكر مثالًا على ذلك احتلال الإمبراطورية البريطانية لثلاثة أرباع العالم بالحرب بالقوة ومن ضمنها عُمان قديمًا، وأن أول شكل من أشكال المقاومة الثقافية هو الإمام نور الدين السالمي الذي قاوم ثقافيًا بحيث استخدم لسان قومه ثقافيًا، وعلى المستوى الاجتماعي رفض دخول الغرب في المجتمع العماني كموضوع تأجير المنازل للبريطانيين، أو توظيفهم في بيت المال، وكذلك رفض العملة النقدية البريطانية.
وأضاف المحرمي: إن المجتمع العماني متنوع منذ القدم؛ فهو كـ"الفسيفساء" يضم الإثنيات المختلفة المتعايشة مع بعضها البعض، وأن الرأسمالية مرّت بأطوار عديدة متقلبة ولا يمكن اتهامها قطعيًا بأنها "الشر المطلق".
كما بيّن حبيب أن الرأسمالية أداة مفتوحة حالها كحال النظم الأخرى، وإذا كان لها حسنة واحدة فهي أفضل من العبودية والإقطاع، والشرط الأخلاقي هو الذي يُنجي الفرد من المناورات السياسية عن طريق المبدأ الثوري وهو شكل من أشكال المقاومة، وأضاف حلولًا لبقاء فكرة المقاومة هو رد الاعتبار للمقاومة الوطنية وتاريخها، والتصدي للهيمنة الرأسمالية، كذلك إنتاج خطاب معرفي جديد وراسخ عوضًا عن الاستهلاك، وإعادة المفاهيم الرئيسية التي صاغها النظام الغربي كالمساواة والعدالة، وإعادة الحركة للذاكرة الوطنية.
وأبدى الدكتور زكريا رأيه حول الرأسمالية الحالية في مجتمعنا، وهي "رأسمالية منصات التواصل الاجتماعي" التي أصبحت هي السوق، وللأسف تم دعمها من كل الجهات، وأدى هذا إلى "تشييع" العلاقات الاجتماعية، وصار المظهر هو الأساس، مما أدى إلى شعور الشباب بالاغتراب، فزادت حالات الاكتئاب والانتحار بين المراهقين، واقترح المحرمي حلولًا لتقليل هذه الظاهرة بالتعليم، وتعليم النشء على التفكير النقدي وتدريبهم على الصلابة الشخصية، وعلى مؤسسات المجتمع المدني تبنّي استراتيجيات مناسبة للارتقاء بمستوى المجتمع، كذلك نصح بالاتصال بالرموز والشخصيات الكبيرة التاريخية نظرًا لضرورتها القصوى في ترسيخ الهوية والمقاومة، وأن المقاومة الثقافية هي أقوى أشكال المقاومة لأنها تقود معركة الوعي.
وأضاف: "التراث العماني يجب أن يضعه الشباب موضع قوة، والاستعانة بالتراث واللحمة الوطنية والهوية الوطنية يمنح الشباب المقاومة".
وبيّنت المكرمة الدكتورة عائشة الدرمكية وضع المقاومة في الأحداث الحالية التي تجري حاليًا في فلسطين، عندما أمر "ترامب" بترحيلهم لدول مجاورة، نهضت المقاومة وانتفض العالم يقاوم ككل لرفض فكرة القمع والقتل والتهجير، وتضامن مع الشعب الفلسطيني، وبالرغم من وقوف العالم مع المقاومة، إلا أن المواطنة العالمية "المنظمات الدولية وتقاريرها" غضّت الطرف في الانتهاكات التي تطال المجتمع العربي، كما أشارت إلى موضوع "الذكاء الاصطناعي" بوصفه كهدف رأسمالي مدمّر للعقل البشري إذا تم الاستعانة به بشكل كامل، وعلى المدى البعيد سيلغي دور البشرية والإبداع المتفرّد، لأن وظيفته فقط هي تفكيك وإعادة صياغة، وليس له علاقة بالإنتاج الإبداعي، مما يخلق تشابهًا كبيرًا في المخرجات الفنية.
واختتمت الجلسة الحوارية بفتح باب النقاش للحضور بمداخلات مُثرية منهم، تم التحدث فيها عن الثقافة بين جوهر المقاومة وثقافة التأريض، وجوهر المقاومة الثقافية يكمن في إنتاج الفن القادر على مساءلة السلطة، وكذلك تم نقاش موضوع الإسلاموفوبيا الناتج من الغرب وكيف يتم تصحيحه، وطُرح سؤال مهم حول كيفية تعزيز دور المثقف وسط زحمة برامج التواصل الاجتماعي، وعن تأثر الأنظمة التعليمية الحالية بالنظام الغربي.