أحمد إبراهيم أبوشوك
تمهيد
ظلَّ السُّودانيُّون يحتفلون سنويًّا باستقلال السُّودان في الفاتح من يناير 1956، مع العِلْم بأنَّ القرارات الأربعة الَّتي أصدرها مجلسا النُّوَّاب والشُّيوخ (البرلمان) في يوم الإثنين الموافق 19 ديسمبر 1955 قد شكَّلت القاعدة الَّتي استند إليها إعلان الاستقلال الرَّسميِّ. والسَّبب في التأجيل إلى الفاتح من يناير 1956 يُعزى إلى اعتراف دولتي الحكم الثُّنائيِّ، الذي وصل آخرهما إلى الخرطوم في 29 ديسمبر 1955، وكذلك إجازة دستور السودان المؤقت واختيار العلم ذي الألوان الثلاثة (الأزرق والأصفر والأخضر) في الجلسة البرلمانية رقم (53)، والمنعقدة في يوم السبت الموافق 31 ديسمبر من العام نفسه؛ ولهذه الأسباب مجتمعةً كان الفاتح من يناير 1956 أقرب الآجال المتاحة وأفضلها.

وسأعرض في الفقرات الآتية نصوص القرارات الأربعة، ثمَّ أعلِّق عليها.

(1)
نص القرار الأول:
"الاثنين 19 ديسمبر 1955.
قرار بالإجماع:
إنه من رأي هذا المجلس أن مطالب الأعضاء الجنوبيين لحكومة فيدرالية للمديريات الجنوبية الثلاث ستُعطى الاعتبار الكافي بواسطة الجمعية التأسيسية."

التوقيعات:
بابكر عوض الله، رئيس مجلس النواب.
مبارك زروق، زعيم الأغلبية بمجلس النواب.
محمد عامر بشير فوراوي، كاتب المجلس.

(2)
نص القرار الثاني:
"في الاثنين 19 ديسمبر 1955.
يا صاحب المعالي،
قرر مجلس النواب بالإجماع في يوم الاثنين الموافق 19 ديسمبر سنة 1955 أن يتقدم لمعاليكم بخطاب بالنص التالي:
نحن أعضاء مجلس النواب في البرلمان مجتمعًا نعلن باسم الشعب السودان أن السودان قد أصبح دولة مستقلة كاملة السيادة، ونرجو من معاليكم أن تطلبوا من دولتي الحكم الثنائي الاعتراف بهذا الإعلان فورًا."
التوقيعات:
بابكر عوض الله، رئيس مجلس النواب.
مبارك زروق، زعيم الأغلبية بمجلس النواب.
محمد عامر بشير فوراوي، كاتب المجلس.

(3)

نص القرار الثالث:
"الاثنين 19 ديسمبر 1955.
قرار بالإجماع:
بما أنه يترتب على الاعتراف باستقلال السودان قيام رأس دولة سوداني فإنه من رأي المجلس أن ينتخب البرلمان لجنة من خمسة سودانيين لتمارس سلطات رأس الدولة بمقتضى أحكام دستور مؤقت يقره البرلمان الحالي حتى يتم انتخاب رأس الدولة بمقتضى أحكام دستور السودان النهائي، كما أنه من رأي هذا المجلس أن تكون الرئاسة في اللجنة دورية في كل شهر، وأن تضع اللجنة لائحة لتنظيم أعمالها."

التوقيعات:
بابكر عوض الله، رئيس مجلس النواب.
مبارك زروق، زعيم الأغلبية بمجلس النواب.
محمد عامر بشير فوراوي، كاتب المجلس.

(4)

نص القرار الرابع:
"الاثنين 19 ديسمبر 1955.
قرار بالإجماع:
إنه من رأي هذا المجلس أن تقوم جمعية تأسيسية منتخبة لوضع وإقرار الدستور النهائي للسودان، وقانون الانتخابات للبرلمان السودان المقبل."

التوقيعات:
بابكر عوض الله، رئيس مجلس النواب.
مبارك زروق، زعيم الأغلبية بمجلس النواب.
محمد عامر بشير فوراوي، كاتب المجلس.

(5)
صياغة القرارات
أشرف على صوغ القرارات الأربعة باللُّغتين العربيَّة والإنجليزيَّة وليام لوس (William Luce)، مستشار الحاكم العامِّ في الشُّؤون الدُّستوريَّة والخارجيَّة، وجون دنكان (John Duncan)، مساعد مستشار الحاكم العامِّ، وجاك مفرقورداتو (Jack Mavrogodato)، المستشار القانون لمكتب الحاكم العامِّ، ومحمَّد عامر بشير فوراوي، كاتب مجلس النُّوَّاب، وبعض قيادات الأحزاب السِّياسيَّة. وقد حصل اختلاف في وجهات النظر بشأن القرار الثَّاني، إذ اعترض وليام لوس على عبارة "قد أصبح دولةً مستقلَّةً كاملةً السِّيادة"، واقترح عبارةً "أنَّ السُّودان سيصبح دولةً مستقلَّةً كاملةً السِّيادة". وأُجرى التَّعديل على النُّسخة الإنجليزيَّة، إلا أنَّ النُّسخة العربيَّة ظلَّت على حالها، دون علم وليام لويس. علَّق الدُّكتور فيصل عبد الرَّحمن علي طه على هذا الإجراء قائلاً: "لاحظ لوس ذلك لاحقًا، وقال إنَّ السُّودانيِّين قد خدعوه، وأرادوا بذلك تحقيق غرضين: الحصول على استحسان الجماهير بطرح النَّصِّ العربيِّ (قد أصبح)، ومراعاة الدِّقَّة في النَّصِّ الإنجليزيِّ (سيصبح). (لمزيد من التفصيل ينظر: فيصل عبد الرحمن علي طه، السودان على مشارف الاستقلال الثاني، 1954-1956، أم درمان مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي، 2010، ص 336).
أمَّا القرار الثَّالث على الرَّغم من أنَّه قد صدر بالإجماع لتشكيل لجنة خماسيَّة تمثِّل رأس الدَّولة إلى أن يتمَّ انتخاب رأس لها، إلَّا أنَّ حسن الطَّاهر زرُّوق اعترض على ترشيح عبد الفتَّاح المغربيِّ وأحمد محمَّد يسن، ورشَّح أحمد خير وأحمد مختار، بحجَّة أنَّ التَّرشيح للمناصب العليا المرتبط باستقلال البلاد يجب أن يكون قائمًا على تاريخ المرشَّح الوطنيِّ وجهاده في سبيل الاستقلال. بَيْدَ أنَّ الأغلبيَّة الميكانيكية قد رفضت ترشيحات ممثل الجبهة المعادية للاستعمار، وشكَّلت اللَّجنة الرِّئاسيَّة من: (1) أحمد محمَّد صالح، (2) عبد الفتَّاح المغربيِّ، (3) سرسيو إيرو، (4) أحمد محمَّد يسنُّ، (5) الدَّرديريّ محمَّد عثمان، والتي أصبح يطلق عليها مجلس السِّيادة الأوَّل.

(6)
خاتمة: هل نُفذت القرارات الأربعة؟
لم يُنفِّذ القرار الأوَّل الخاصُّ بإعطاء المديريَّات الجنوبيَّة الثَّلاث (الاستوائيَّة وبحر الغزال، وملكال) حكمًا فيدراليًّا، بحجَّة أنَّ الحكم الفيدراليَّ ربما يُفضي إلى انفصال جنوب السُّودان. ويبدو أنَّ هذا المبرِّر غير المدروس كان واحدًا من الأسباب، الَّتي أدَّت إلى فقدان ثِّقة السياسة الجنوبيين في قادة العمل السياسي في الخرطوم. ويُؤكد ذلك الكلمة التي ألقاها الأب سترنينو لاهوري أمام البرلمان السوداني في حزيران/ يونيو 1957: "إن الجنوب لا ينوي الانفصال عن الشمال كهدف بحدِّ ذاته، بل يريد أن يعيش في ظل وحدة فدرالية بكامل إرادتها، ولكن الجنوب سينفصل عن الشمال حتمًا بسبب الأعمال والتصرفات غير المسؤولة التي يقوم بها السياسيون الشماليون." ولا شك في أن فقدان الثقة المتراكم قد ساهم في اندلاع سلسلة من الحروب الأهليَّة، الَّتي انتهت باتِّفاقيَّة السَّلام الشَّامل لسنة 2005، والاستفتاء الشعبيّ العامّ، الذي أُجري في جنوب السُّودان، وكانت نتيجته أنَّ 98% من سكَّان الجنوب صوتوا لخيار الانفصال، وقيام دولة جنوب السُّودان في 2011. وبذلك فقد السودان ما يقدر بربع مساحته وسكانه ونسبة كبيرة من إيراداته النفطية، التي أضحت في نصيب دولة جنوب السودان الناشئة.
لمّ ينفِّذ القرار الرَّابع أيضًا بصفة كاملة؛ لأنَّ الجمعيَّة التَّأسيسيَّة فشلت في إعداد دستورٍ دائمٍ لحكم دولة السُّودان المستقلَّة، بل اكتفت آنذاك بتعديل قانون الحكم الذَّاتيِّ لسنة 1953، وأطلقت عليه دستور السُّودان المؤقَّت لسنة 1956، الذي أُجيز في جلسة البرلمان (مجلسا النواب والشيوخ)، المنعقدة في 31 ديسمبر 1966. والآن بلغ عمر دولة "56" المستقلَّة تسعة وستِّين عامًا؛ لم يستطع الساسة السُّودانيُّون أن يجتمعوا على كَلَمَةٍ سَوَاء بينهم، تمكنهم من إعداد دستورٍ دائمٍ لحكم بلادهم. بل ظلَّ السِّياسيُّون والعسكريُّون في السُّودان يتقاتلون على الثريد الأعفر، ومن النتائج المترتبة على ذلك اندلاع حرب الخامس عشر من أبريل 2023، التي أدخلت السُّودان في نفق مظلم، ودمرت معظم بنياته التحتية، وجعلت ثلث أهله بين حالتي نزوحٍ ولجوء بائستين.
وظل القرار الثالث كابحاً لتفكير النخبة السياسية، القائم على الترضيات الحزبية أكثر من الحلول السياسية المستدامة؛ فتحولت اللجنة المؤقت إلى مجلس سيادي برأسٍ وعضوية خماسية، يمارس سلطات رأس الدولة التي كان يمارسها الحاكم العام البريطاني منفردًا. وبلغ أسلوب الترضيات ذروته في تشكيل آخر مجلس سيادي بعد اتفاق جوبا لسلام السودان لسنة 2020؛ إذ بلغ عدد أعضائه أربعة عشر عضوًا، دون أن يكون لهم أعباء سياسية معلومة.
إذًا أين يكمن خلل العقل السياسي الذي قاد إلى الحرب الدائرة الآن في السودان؟ وهل له رؤية واضحة لإيقاف هذه الحرب اللعينة وإعادة النازحين واللاجئين إلى ديارهم؟ وهل هناك إجابة موضوعية لسؤال كيف يُحكم السودان؟ وهل هناك من طريق ثالث لإعادة بناء دولة سودان ما بعد الحرب، بعيدًا عن إخفاقات النخب السياسية والعسكرية المتراكمة؟ ليس لدي إجابات واضحة لهذه الأسئلة الصعبة، ولذلك أترك الأمر لأهل الرأي وسدنة العقل الاستراتيجي في السودان (إن وجدوا)، علهم يدلوا بدلائهم.

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: زعیم الأغلبیة بمجلس النواب رئیس مجلس النواب الحاکم العام کاتب المجلس نص القرار المجلس أن جنوب الس من رأی

إقرأ أيضاً:

قرارات هامة لمجلس الوزراء

#سواليف

قرَّر مجلس الوزراء في جلسته التي عقدها اليوم الأحد، برئاسة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسَّان، الموافقة على شمول سلطة إقليم البترا التنموي السياحي بقرار منح الحوافز والإعفاء من غرامات ضريبة الأبنية والأراضي (المسقفات) وضريبة المعارف الذي اتَّخذه سابقاً.
اضافة اعلان

وكان مجلس الوزراء قد قرَّر منح خصومات وإعفاءات على ضريبة الأبنية والأراضي (المسقَّفات)، وضريبة المعارف، ومساهمة الصَّرف الصحّي وبدل التحقُّقات والعوائد والتعويضات وفضلات الطرق، والإيجارات وعوائدها المستحقة لصالح البلديات وأمانة عمان الكبرى قبل نهاية دوام يوم 31/12/2025م، وسيطبَّق هذا القرار على سُلطة إقليم البترا التَّنموي السِّياحي.

ويهدف القرار للتَّسهيل على المواطنين والأنشطة الاقتصاديَّة وتمكينهم من تسديد التزاماتهم، بالإضافة إلى دعم سُلطة إقليم البترا التَّنموي السِّياحي، وتمكينها من تحصيل إيراداتها المالية؛ بما يمكنها من تقديم خدماتها للمواطنين.

مقالات ذات صلة شهادات صادمة عن التعذيب والاعتداءات الجنسية في سجون الاحتلال بعد 7 أكتوبر 2025/12/07

ويشمل القرار في مجال ضريبة الأبنية والأراضي (المسقفات) وضريبة المعارف ورسوم مساهمة الصرف الصحي: الإعفاء من غرامات ضريبة الأبنية والأراضي (المسقفات) وضريبة المعارف المتحققة عن السنوات السابقة بنسبة 100%، وذلك في حال تسديد جميع الضرائب والرسوم المستحقة قبل نهاية يوم 31/12/2025م.

كما يتضمَّن منح خصم على ضريبة الأبنية والأراضي (المسقفات) وضريبة المعارف ورسوم مساهمة الصرف الصحي المفروضة على الأراضي والعقارات داخل حدود البلديات وأمانة عمان الكبرى، للسنة الحالية والسنوات السابقة بنسبة 20%، وذلك في حال تسديد جميع الضرائب والرسوم المستحقة قبل نهاية يوم 31/12/2025م.

كما ينصَّ القرار على زيادة الخصم التشجيعي ليصبح 10% بدلاً من 8% للمكلَّفين الملتزمين بدفع ضريبة الأبنية والأراضي (المسقفات) لعام 2026، في حال سداد المبالغ المترتبة عليهم في أول شهرين من عام 2026م.

وأتاح القرار كذلك تقسيط ضريبة الأبنية والأراضي (المسقفات) وضريبة المعارف ورسوم مساهمة الصرف الصحي المترتبة على المكلفين وذلك حتى نهاية يوم 31/12/2025م، بالإضافة إلى منح المكلفين الذين قاموا بتسديد ضريبة الأبنية والأراضي (المسقفات) وضريبة المعارف ورسوم مساهمة الصرف الصحي الحالية المترتبة عليهم خلال الفترة من 1/1/2025 وحتى تاريخ صدور قرار الخصم الذي ينطبق عليهم، وترصيدها لهم في بداية عام 2026، بالإضافة إلى الخصم التشجيعي حسب القانون.

وفيما يتعلَّق ببدل التحققات والعوائد والتعويضات وفضلات الطرق، تضمَّن القرار منح المكلفين خصماً بنسبة 25%، إلى جانب منح طالبي شراء فضلات الطرق خصماً على أثمان الفضلات المترتبة عليهم بنسبة 25% في حال الدفع قبل نهاية يوم 31/12/2025، وتقسيط رسوم التحققات والعوائد والتعويضات وفضلات الطرق حتى نهاية هذا التَّاريخ أيضاً.

أمَّا الإيجارات وعوائدها، فقد تضمَّن القرار إعفاء مستأجري العقارات والأبنية العائدة ملكيتها للبلديات وأمانة عمان الكبرى مما نسبته 25% من الأجور المترتبة عليهم في حال تسديدها، قبل نهاية يوم 31/12/2025م، وتقسيط هذه الإيجارات والعوائد حتى نهاية يوم 31/12/2025م.

وعلى صعيد متَّصل، قرَّر مجلس الوزراء الموافقة على تسوية 322 قضية بين مكلفين ودائرة ضريبة الدخل والمبيعات، وفقاً لتوصيات اللِّجنة المختصَّة بدراسة هذه التَّسويات وبحسب التَّشريعات النَّاظمة لها.

ويأتي هذا القرار استكمالاً للإجراءات المستمرَّة التي تقوم بها الحكومة لتمكين أصحاب الأنشطة الاقتصاديَّة والمكلَّفين والمستثمرين من تصويب أوضاعهم الضَّريبيَّة في حال كانت لديهم أي مخالفات، في إطار التَّخفيف عليهم وإتاحة المجال لديمومة أعمالهم وأنشطتهم.

وأقرَّ مجلس الوزراء نظاماً معدِّلاً لنظام رسوم الطَّيران المدني لسنة 2025م.

ويأتي النظام لغايات توحيد الرسوم في المطارات الأردنيَّة، ولتشغيل مطار مدينة عمَّان، والمساهمة في رفع تصنيف المملكة الدَّولي في مجال الطَّيران، ولترخيص أنشطة الطائرات بدون طيَّار.

وبموجب النِّظام سيتمّ ترخيص أنشطة الطائرات بدون طيار وتعديل مسميات دوائر هيئة تنظيم الطيران المدني الفنية وإدراج نصوص مواد لم يتطرق لها نظام رسوم الطيران المدني وإعادة صياغة بعض النصوص.

كما يأتي تعديل النظام استجابة للتحديات التشغيلية والتنظيمية، وسعياً لبناء نظام أكثر عدالةً وشفافيةً واستدامة، يدعم البنية التحتية للتطوير ويحفز النمو في القطاع، ويوحِّد الرسوم بين مطارات المملكة.

ومن أبرز محاور التعديل على النِّظام، تعزيز الاستدامة والكفاءة التشغيلية، إذ يهدف إلى مواكبة التطورات التقنية المتسارعة في أنظمة الملاحة الجوية، كما يسهم في تعزيز البنية التحتية وتوسيع القدرات التشغيلية، لا سيما مع أعمال التطوير الجارية في مطار مدينة عمّان ومطار الملك حسين الدولي في العقبة.

ويشمل التعديل تغطية تكاليف خدمات لم تكن مشمولة سابقاً، مثل استخدام إضاءة المدرج في الحالات التشغيلية الخاصة، لضمان العدالة بين جميع مستخدمي الخدمات، وتحقيق العدالة التشغيلية وخلق بيئة تحفيزية، بالإضافة إلى معالجة التشوهات السابقة عبر تحقيق توازن عادل بين مصالح شركات الطيران المختلفة بما يخلق بيئة تنافسية متكافئة.

ويُدخل النظام لأول مرة أدوات تحفيزية مصممة خصيصاً لدعم أنشطة الطيران بمختلف أنواعها، بهدف تنويع قطاع الطيران وتعزيز حركته في المملكة.

كما يعمل النِّظام على تعزيز التنافسية الإقليمية، من خلال سد فجوة تنظيمية مهمة من خلال وضع أطر واضحة لتنظيم أنشطة الطائرات بدون طيار (الدرونز) والطيران الشراعي، مما يعزز موقع الأردن التنافسي على الخريطة الإقليمية للطيران.

كما يعزز الشفافية والانضباط في العمليات التنظيمية، من خلال معالجة مشكلة الرسوم المكررة والرسوم الشاملة غير المفصلة، حيث أصبحت الهيكلية الجديدة أكثر وضوحاً وشفافية، وتم ربط قيمة الرسوم بشكل مباشر بحجم الجهد الفني وعدد ساعات العمل المطلوبة لتقديم الخدمة، مما يضمن عدالة أكبر.

ومن المتوقع أن تسهم هذه التعديلات في تعزيز كفاءة ومرونة وقدرة قطاع الطيران المدني على جذب الاستثمارات والشراكات الدولية، ما سينعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني ويعزز من مكانة الأردن كمركز إقليمي للطيران.

وعلى صعيد القرارات المتعلِّقة بتطوير التَّعليم والتَّدريب المهني، أقرَّ مجلس الوزراء نظاماً معدِّلاً لنظام المركز الوطني لتطوير المناهج لسنة 2025م.

ويأتي النِّظام استجابةً لمتطلبات التطوير التربوي، ومواكبةً للمهام الجديدة التي يضطلع بها المركز، وبما ينسجم مع تعزيز دوره ورفع كفاءته في إدارة عملية تطوير المناهج وتقويمها.

وبموجب التَّعديلات، سيقوم المركز بمهمة التقويم من خلال استحداث وحدة بنوك الأسئلة للاختبارات الوطنية، ومواكبة المستجدات في الساحة التربوية الأردنية، خصوصاً ما يتعلق بالتَّعليم الدامج ومرحلة الطفولة المبكرة؛ لضمان انسجام المناهج المطوّرة مع الاتجاهات الوطنية الحديثة في التعليم.

كما تأتي التَّعديلات استجابةً للمستجدات التربوية العالمية ذات الصلة بالمناهج، بما ينسجم مع أفضل الممارسات ويعكس التقدّم المستمر في علوم التربية، وكذلك مواكبة التغييرات التي طرأت على الخطط الدراسية الجديدة لوزارة التربية والتعليم، خصوصاً في المرحلة الثانوية، وبما يسهم في تعزيز التوجّه نحو التعليم والتقويم الرقمي، وزيادة الاعتماد على تكنولوجيا التعليم في عمليات التطوير والتقويم.

كما قرَّر المجلس الموافقة على الإجراءات المتعلِّقة بتمويل مشروع بناء القدرات في مجال التدريب المهني للمهارات الخضراء، بدعم من حكومة جمهورية كوريا الجنوبية من خلال الوكالة الكورية للتعاون الدولي، وبقيمة عشرة ملايين دولار أمريكي.

ويهدف المشروع إلى بناء القدرات في مجال التدريب المهني للمهارات الخضراء، وتعزيز وتحفيز التوظيف في الصناعة الخضراء من خلال إنشاء مركز للتدريب المهني في محافظة إربد يعتمد على التكنولوجيا الخضراء، وبناء القدرات للمساهمة في توسيع الصناعات الخضراء.

ويأتي القرار في سياق تمكين المركز الجديد من تقديم برامج للمهن الخضراء المتعلِّقة بالطَّاقة المتجدِّدة والزِّراعات الذكيَّة وبعض المهن المتعلِّقة بالصِّناعات الصَّديقة للبيئة.

على صعيد آخر، قرَّر مجلس الوزراء تعيين الدكتور رياض محمَّد الشيَّاب أميناً عامَّاً لوزارة الصحَّة للرِّعاية الصحيَّة الأوليَّة والأوبئة، وذلك بعد حصوله على أعلى العلامات وفق المسابقة التي أُجريت بموجب نظام القيادات الحكوميَّة.

وقرَّر مجلس الوزراء أيضاً إعادة تشكيل مجلس الأوقاف والشؤون الإسلامية في القدس برئاسة الشَّيخ “محمَّد عزَّام” الخطيب التميمي، وعضويَّة عدد من المختصِّين والمعنيين.

مقالات مشابهة

  • مجلس الوزراء يعفي ضباط القوات المسلحة من رسوم المركبات.. تفاصيل
  • 28,9 مليون تلميذ بمراحل التعليم قبل الجامعي في 2024/2025 بزيادة 1,5% عن العام الماضي
  • مجلس شبوة الوطني يذكر بأحداث الماضي ويندد بالتصعيد
  • جامعة المستقبل تطبق المعايير الدولية فى إعداد الدارسين بالكليات
  • السودان يسعى للحصول على دعم مالي جديد من بنك التنمية الأفريقي
  • مجلس الدولة يفتح باب التعيين لوظيفة مندوب مساعد لخريجى دفعة 2024
  • مصطفى بكري: الهيئة الوطنية للانتخابات عملت على اتخاذ القرار المناسب وفقا للقانون والدستور
  • تأجيل نظر 257 طعنا على انتخابات مجلس النواب لجلسة 10 ديسمبر
  • قرارات هامة لمجلس الوزراء
  • القرار آخر الجلسة.. الإدارية العليا تتسلّم مستندات الطعون من أصحابها على نتائج المرحلة الثانية