تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تمر علينا اليوم الاثنين الموافق 6 يناير عام 2024، ذكرى مولد فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حيث يكمل عامة التاسع والسبعين، في رحلة عطاء ذاخرة بالعمل والإيمان وخدمة الدين والوطن والأمة الإسلامية.

وتستعرض «البوابة نيوز» في هذا -التقرير- بعضًا من جوانب الرحلة الحياتية لشيخ الأزهر، حيث وُلِدَ أحمد محمد أحمد الطیب الحسَّاني، بقریة القُرنةِ التابعة لمحافظة الأقصر في صعید مصر، في 6 ینایر عام 1946م، لأسرة صوفیة زاهدة، وبیت علم وصلاح، ویعود نسب أسرته إلى سیدنا الحسن بن علي بن أبي طالب رضي لله عنهما.

رحلة الطيب العلمية

نشَأ في القُرنة في كَنَف والده، وحفظ القرآن وقرأَ المتونَ العلمیة على الطریقة الأزهریّة الأصیلة، والتحقَ بمعهد «إسنا الدیني»، ثم بمعهد «قنا»، ومن ثم بقسم العقیدة والفلسفة بكلیة أصول الدین بالقاهرة، حتى تخرج فيها بتفوق عام 1969م.

تلقى «الطيب» العلم في الأزهر على ید كبارِ علمائه في جمیع مراحله التعلیمیة، وقد حرص منذ صغره على حضورِ مجالس العلماء والصالحین، وتعلُّمِ أصول التربیة والسلوك والحكمة في الطریق إلى لله.

شهد الإمام -في صغره- مجالس المصالحات والمحاكمِ العرفیة التي قادها جده الشیخ أحمد الطیب، ووالده الشیخ محمد الطیب في «ساحة الطیب»، وعندما بلغ من العمر 25 عامًا أصبح مشاركًا ومحققًا في هذه المجالس، ولا یزال حتى الآن یشارك شقيقه الأكبر الشیخ محمد، في هذه المهام النبیلة.

درجاته العلمية

حصل على الإجازة العالية «الليسانس» في العقيدة والفلسفة من جامعة الأزهرِ الشريف بتقدير عام جيد جدًا مع مرتبة الشرف، وكان ترتيبه الأول على القسم عام 1969م، وعيِن معيدًا في 2 سبتمبر من العام نفسه.

بعد تخرجه بأقل من شهرين، حصل على درجةِ التخصصِ «الماجستير» عام 1971م، وعيِن مدرِسًا مساعدًا في العامِ نفسِه، حصل على درجة «الدكتوراة» عام1977م، فعين مدرِسًا في قسمِ العقيدة والفلسفة، وترقى إلى درجة أستاذ مساعد عام 1982م، وحصل على الأستاذيَة في 6 يناير 1988م.

دراسته للفرنسية

جمع الإمام الطيب بين تعاليم المنهج الأزهري والانفتاح على الثقافة الأوربية الحديثة، حيث درس اللغة الفرنسية في المركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة بعدما تخرج في كلية أصول الدين، وقضى به قرابة خمس سنوات، وكان يعرف الإنجليزية من دراستها في المرحلة الثانوية الأزهرية «1960م -1965م»، وترجم عددًا من المراجع الفرنسية إلى اللغة العربية.

هيئات علمية تولى عضويتها

شغل فضیلة الإمام الأكبر خلال مسيرته العلمیة والتعلیمیة عضویة العدید من الهيئات والمؤسسات، منها:عضو المجلس الأعلى لمواجهة الإرهاب والتطرف منذ 23 إبريل 2018- حتى الآن، المجلس الأعلى للشئون الإسلامیة، الجمعية الفلسفية المصرية، رئیس اللجنة الدینیة باتحاد الإذاعة والتلیفزیون، عضو أكادیمیة مؤسسة آل البیت الملَكیة للفكر الإسلامي، مجمع البحوث الإسلامیة، مقرر لجنة مراجعة وإعداد معاییر التربیة بوزارة التربیة والتعلیم.

المناصب والمهام القيادية

تولى الإمام العديد من المناصب والمهام القیادیة خلال مسیرته العلمیة والدعوية، فساهم من خلالها في نصرة القضايا الإنسانية العادلة، وإرساء السلام، واستعادة المكانة العالمية والريادة التاريخية التي يحظى بها الأزهر منذ أكثر من ألف عام.

ومن أبرز المناصب والمهام القیادیة التي تولاها الإمام الأكبر: يرأس فضيلته مجلس حكماء المسلمين منذ تأسيسه في 19 يوليو 2014م، حتى يومنا هذا، ويرأس بيت الزكاة والصدقات المصري الذي تم إنشاؤه عام 2014م، ويشرف بنفسه على جهات الإنفاق لصالح الفقراء والمحتاجين.

وتولى منصب شيخ الأزهر، في 19 مارس 2010م، حتى الآن، خلفًا للإمام الراحل أ.د محمد سيد طنطاوي، وهو الإمام الخمسون للجامع الأزهر، وبحكم منصبه شيخًا للأزهر، يرأس هيئة كبار العلماء، ومجمع البحوث الإسلامية، والمجلس الأعلى للأزهر.

ويرأس فضيلته المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، وقد تم إنشاؤها 2007م، خلال توليه منصب رئيس جامعة الأزهر، ويترأس المؤتمرات الدولية التي تعقدها، تولى منصب رئيس جامعة الأزهر منذ 28 من سبتمبر عام 2003م، حتى 19 مارس عام2010.

اُختير مفتيًا للديار المصرية، في يوم الأحد الموافق 10 مارس 2002م، وحتى 27 سبتمبر 2003م، وقد أصدر خلال فترة توليه الإفتاء حوالي «2835»، فتوى مسجلة بسجلات دار الإفتاء المصرية.

عين عميدًا لكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية العالمية بباكستان، في العام الدراسي 1999/ 2000م، وانتدب عميدًا لكلية الدراسات الإسلامية بنين بأسوان، اعتبارًا من 15 نوفمبر 1995م.

انتدب الإمام الطيب عميدًا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بمحافظة قنا، اعتبارًا من 27 أكتوبر 1990م، حتى 31 أغسطس 1991م.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: شيخ الأزهر احمد الطيب شیخ الأزهر

إقرأ أيضاً:

في ذكرى ميلاده.. صلاح نظمي «شرير الشاشة» الذي انتصر للحب وتحدى المرض والظلم

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان القدير صلاح نظمي، أحد أعمدة السينما المصرية في القرن العشرين، الذي اشتهر بأداء أدوار الشر بحضور طاغٍ وأداء هادئ، جعله مختلفًا عن غيره من نجوم جيله، لم يكن مجرد ممثل يكرر نفسه، بل صاحب مسيرة استثنائية امتدت من الهندسة إلى الفن، ومن وفاء الزوج إلى انتصارات على الشائعات، ليكتب اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الفن المصري.

النشأة والبداية

 

وُلد صلاح الدين أحمد درويش الشهير بصلاح نظمي في 24 يونيو عام 1918 بحي محرم بك بمدينة الإسكندرية، لأسرة مثقفة؛ إذ كان والده يعمل رئيسًا لتحرير جريدة "وادي النيل"، إلا أن القدر لم يمهله طويلًا، فرحل عن عالمه ونجله لم يتجاوز الأشهر الستة. 

 

هذا الغياب ترك أثرًا عميقًا في وجدان الطفل، لكنه ورث عن والده مكتبة غنية شكّلت وعيه الثقافي والفكري.

 

بعد دراسته في مدارس الإرساليات، التحق صلاح نظمي بـكلية الفنون التطبيقية، وعمل لاحقًا كمهندس بهيئة التليفونات، حتى وصل لمنصب مدير عام بها قبل أن يتفرغ نهائيًا للفن ويتقاعد عام 1980.

من الهندسة إلى الفن

 

رغم نجاحه المهني كمهندس، لم يُطفئ ذلك شغفه بالفن، التحق بـمعهد الفنون المسرحية، وبدأ مسيرته الفنية من على خشبة المسرح، من خلال فرق شهيرة مثل فرقة فاطمة رشدي وفرقة رمسيس، وشارك في مسرحيات بارزة مثل: "مايسة"، "بترفلاي"، و"بمبي كشر".

 

وكانت الانطلاقة السينمائية الحقيقية له عام 1945 من خلال فيلم "هذا جناه أبي"، ومن هنا بدأ مشوار طويل من التميز في أدوار الشر التي جسّدها بعمق وهدوء بعيدًا عن الصراخ والمبالغة، ليصبح أحد أبرز "شريري" الشاشة المصرية على مدار عقود.

رصيد فني يتجاوز الـ300 عمل

 

قدّم صلاح نظمي أكثر من 300 عمل فني متنوع بين السينما والمسرح والتلفزيون، من أبرزها: جميلة بوحيرد، الناصر صلاح الدين، أبي فوق الشجرة، بين الأطلال، الرباط المقدس، إسماعيل ياسين للبيع، أنف وثلاث عيون.

 

كما خاض تجربة الكتابة، حيث كتب قصة فيلم "ساعة الصفر" (1972)، وشارك في كتابة سيناريو وحوار فيلم "المتهم" (1980).

حياته الشخصية

 

في عام 1950، تزوج صلاح نظمي من سيدة أرمنية الأصل تدعى "رقية"، وقد اعتنقت الإسلام، وأنجبا ابنهما الوحيد حسين. لكن بعد فترة، أصيبت زوجته بمرض نادر ألزمها كرسيًا متحركًا لمدة ثلاثين عامًا، ورغم معاناتها طلبت منه الزواج بأخرى، إلا أنه رفض وكرّس حياته لخدمتها، في قصة وفاء نادرة تُدرّس.

خصومة مع العندليب انتهت بالمحبة

 

من المواقف الشهيرة في حياة صلاح نظمي، ما حدث بينه وبين عبد الحليم حافظ، عندما وصفه الأخير في أحد البرامج الإذاعية بـ "أثقل ظلًا في السينما". 

 

شعر نظمي بالإهانة ورفع دعوى قضائية ضده، لكن المحكمة برأت عبد الحليم بعد أن أوضح أن حديثه كان عن طبيعة أدوار الشر، وليس عن شخص نظمي.

 

انتهت الخصومة بصلح، بل وشارك لاحقًا مع العندليب في فيلم "أبي فوق الشجرة".

نهاية حزينة ورحيل هادئ

 

تُوفيت زوجته بعد معاناة طويلة، ولم يتحمل صلاح نظمي فراقها، إذ تدهورت صحته سريعًا، ليرحل بعدها بعدة أشهر في 16 ديسمبر عام 1991، عن عمر ناهز 73 عامًا، إثر قصور كلوي.

إرث فني وإنساني خالد

 

يظل صلاح نظمي واحدًا من أبرز الممثلين الذين منحوا لأدوار الشر أبعادًا إنسانية وفنية عميقة، كما ترك خلفه مثالًا نادرًا للوفاء في حياته الشخصية ورغم رحيله، فإن اسمه لا يزال محفورًا في ذاكرة جمهور أحب أداءه، واحترم مسيرته.

مقالات مشابهة

  • في ذكرى ميلاده.. حسن مصطفى ناظر الضحك وعملاق المسرح الكوميدي
  • في ذكرى رحيله الـ 16.. ما هي أصول مايكل جاكسون وهل اعتنق الإسلام؟
  • في ذكرى ميلاده.. تعرف على أبرز المحطات الفنية لـ حسن مصطفى
  • ذكرى رحيل عماد محرم.. صاحب ملامح الشر الطيب بعد مسيرة فنية تجاوزت 100 عمل (بروفايل)
  • شيخ الأزهر يستقبل سفير كندا بالقاهرة لبحث سُبُل التعاون المشترك
  • شيخ الأزهر: مستعدون لافتتاح مركز لتعليم اللغة العربية في كندا لخدمة مسلميها
  • في ذكرى ميلاده.. محطات فنية هامة في حياة محرم فؤاد
  • في ذكرى ميلاده.. رسائل من برشلونة وباريس وإنتر ميامي إلى ميسي
  • في ذكرى ميلاده.. صلاح نظمي «شرير الشاشة» الذي انتصر للحب وتحدى المرض والظلم
  • عاجل- مدبولي يهنئ شيخ الأزهر بحلول العام الهجري الجديد: دعوات بالصحة والتوفيق والازدهار لمصر والأمة الإسلامية