ايران تفرح مع غزة وتؤكد أن ما جرى اليوم هو أكبر هزيمة للكيان الصهيوني
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
متابعات
برزت الجمهورية الاسلامية الإيرانية كأحد أعمدة الدعم الصلب للقضية الفلسطينية، منذ اللحظة الأولى لطوفان الأقصى وحتى النصر الذي أجبرت فيه غزة العدو على وقف العدوان بصمودها ومقاومتها.
تحركات شعبية هادرة ومستمرة، ودعم عسكري جاد وحاسم، وجهود دبلوماسية متواصلة، رسمت صورة مشرفة للتضامن الحقيقي، حيث علت في مختلف المدن الإيرانية وشوارعها الهتافات المساندة لغزة في مظاهرات شعبية جسدت وحدة الموقف مع الفلسطينيين طوال أكثر من عام.
لم يتوقف الأمر عند الشعارات، بل امتد إلى تبرعات سخية بالأموال والذهب، حيث تدافعت الأسر الإيرانية، نساءً ورجالاً وأطفالاً، للمساهمة في دعم صمود غزة في مشهد إنساني عميق المعاني. ويؤكد المواطنون الإيرانيون أنهم مستعدون للاستمرار في دعم الشعب الفلسطيني حتى يتحرر، وأنهم لا يمكنهم أن يروا مظلومًا ولا يساعدونه.
ولم تقتصر جهود إيران على الدعم العسكري النوعي الذي ظهر جليًا في عمليتي الوعد الصادق الأولى والثانية، اللتين عززتا موقف المقاومة بوضع حد لطموحات العدو. كما قدمت إيران قادة شهداء في سبيل نصرة غزة، لتجسد التزامها الراسخ بالمقاومة قوةً ودماً، في رسالة واضحة أن دعم فلسطين يتجاوز الشعارات إلى الأفعال الراسخة.
وعلى الساحة الدولية، قاد الشهيدان السيد إبراهيم رئيسي والوزير عبد اللهيان، ومن بعدهما الرئيس مسعود بزشكيان وفريقه، حملة دبلوماسية فعالة، شملت جولات مكثفة وزيارات إقليمية ودولية، حملت صوت غزة للعالم وطالبت بوقف العدوان في المحافل الدولية.
ولم يقتصر الدعم الرسمي والشعبي الإيراني لغزة على تعزيز المقاومة ودعمها منذ انطلاق طوفان الأقصى فقط، بل هو نهج ينسجم مع مبادئ الثورة الإسلامية الإيرانية منذ أكثر من أربعة عقود.
العميد قاآني: وقف إطلاق النار في غزة هو أكبر هزيمة للكيان الصهيوني وذروة الإذلال له
وفي السياق، أكد قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، العميد إسماعيل قاآني، أنه بعد 15 شهرًا من الجرائم اللامحدودة التي ارتكبها الكيان الصهيوني ضد شعبي فلسطين ولبنان، اضطر اليوم إلى قبول وقف إطلاق النار في ذروة الإذلال”.
وفي إشارة إلى وقف إطلاق النار في غزة، قال العميد قاآني: “لقد اضطر مجرمو الكيان الصهيوني المتعطشون للدماء وقتلة الأطفال، بعد 15 شهرًا من الجرائم اللامحدودة ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني، إلى قبول وقف إطلاق النار، وهذا هو ذروة إذلالهم”.
وأكد قائد فيلق القدس أن “هذا الاتفاق فرض على الكيان الصهيوني، وهذه المفاوضات التي جرت في الأشهر القليلة الماضية هي نتائج نفس المفاوضات السابقة التي رفضتها إسرائيل، وقد أُدرجت كافة البنود التي طالب بها الإخوة الفلسطينيون في اتفاق وقف إطلاق النار الجديد”.
موقف قائد فيلق القدس جاء خلال حفل تكريم الكوادر الطبية التي عالجت الجرحى اللبنانيين في حادث انفجار أجهزة البيجر.
العميد نقدي: يجب أن نطهر المنطقة من عار “إسرائيل”
ومن جانبه، أكد معاون التنسيق في حرس الثورة، العميد نقدي، أن “الكيان الصهيوني قد فشل في جميع المجالات ولم يعد قادرًا على المقاومة، والدليل على ذلك هو الهدنة التي فُرضت، والتي تم فيها قبول جميع الخطوط الحمراء في غزة البطلة”.
وأضاف أن “شهداء المقاومة وجهوا الضربات الرئيسية لجسد الكيان الصهيوني وهزموه، ولم يتبقَّ سوى خطوة واحدة نحو القدس، ونحن، الباسيجيين، مستعدون لاتخاذ هذه الخطوة”.
وتابع قائلًا: “بأمر من قائد الثورة، سنعود مرة أخرى إلى الميدان وسنطهر المنطقة من عار إسرائيل”.
المصدر: موقع المنار
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الکیان الصهیونی وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
غزة .. بين هدنة مزيفة وصمود يصنع الحقيقة
في الوقت الذي كان فيه العالم يتنفس الصعداء عقب إعلان وقف إطلاق النار في غزة، جاءت الأخبار المؤلمة لتؤكد أن لغة الدم لا تزال تهيمن على المشهد، وأن منطق القوة ما زال هو المتحكم في القرار الصهيوني، إذ شهد القطاع أكثر من 93 غارة بعد الإعلان مباشرة، وسقط على إثرها أكثر من مائة شهيد من المدنيين الأبرياء.
إن هذا الحدث ليس مجرد خرق لاتفاق هش، بل هو رسالة موجهة من الكيان الصهيوني مفادها أنه لا يؤمن بالسلام إلا إذا كان تحت حراب دباباته، ولا يعرف الهدوء إلا عندما يُفرض على الآخرين من موقع ضعف واستسلام، في حين أن الشعب الفلسطيني يثبت في كل مرة أنه أقوى من كل محاولات الإبادة والإذلال.
إن استمرار الغارات بعد إعلان وقف إطلاق النار يكشف زيف الادعاءات الإسرائيلية أمام المجتمع الدولي، ويُعرّي ازدواجية المعايير لدى القوى الكبرى التي تندد نظرياً بالتصعيد، بينما تغض الطرف عن جرائم ترتكب جهاراً نهاراً أمام كاميرات العالم. فكيف يمكن الوثوق بوقف إطلاق نار لا تصاحبه ضمانات حقيقية ولا آليات رقابية مستقلة تردع المعتدي وتكفل حماية المدنيين؟
ومع ذلك، فإن الجانب المضيء في هذا المشهد المأساوي يتمثل في صمود الشعب الفلسطيني وتماسك جبهته الداخلية. فهذه الغارات لم تُضعف عزيمته، بل زادته إصراراً على الثبات. لقد تحوّل الحصار والمعاناة إلى وقود للوعي الوطني والمقاومة، وأثبت الفلسطينيون أنهم أصحاب قضية لا تموت بالحصار ولا تنكسر بالقصف.
كما أن ردود الأفعال الشعبية والإعلامية في العالم العربي والإسلامي والعالمي بدأت تعكس تحوّلاً نوعياً في وعي الشعوب تجاه ما يجري في غزة. فلم تعد القضية الفلسطينية تُختزل في بيانات رسمية باردة، بل أصبحت رمزاً للعدالة الإنسانية وفضحاً مستمراً للنفاق السياسي الغربي. لقد كشفت الغارات الأخيرة بعد إعلان وقف النار أن الحقيقة لا يمكن دفنها تحت ركام البيوت، وأن الوعي الجمعي العالمي بات يدرك أن الاحتلال هو أصل كل الجرائم.
سياسياً يمكن القول إن هذا الخرق المتعمد لاتفاق الهدنة يضع الوساطة الدولية والإقليمية أمام اختبار حقيقي. فالوسطاء الذين أعلنوا نجاح التهدئة مطالبون اليوم بإعادة النظر في أسلوب تعاملهم مع كيان لا يحترم الاتفاقات ولا يلتزم بالعهود. إن غياب الردع الدولي شجع الاحتلال على الاستهتار بكل القرارات، لكن في المقابل، فإن هذا السلوك العدواني يسرّع من عزلته الأخلاقية والسياسية ويزيد من اتساع دائرة الرفض الشعبي العالمي له.
ومن زاوية أخرى، فإن هذه التطورات تُعيد التأكيد على أن السلام العادل لا يُفرض من الخارج، بل يُصنع بإرادة الشعوب الحرة. فالمقاومة – بمختلف أشكالها – ليست خياراً طارئاً، بل نتيجة طبيعية لظلمٍ متراكم واستبدادٍ مستمر. وكلما زاد العدوان، زادت قناعة الفلسطينيين والعرب بأن التمسك بالحقوق والثوابت هو السبيل الوحيد لحماية الكرامة والسيادة.
ورغم هذا الواقع المؤلم، فإن المشهد يحمل في طياته مؤشرات إيجابية على المدى البعيد. فكل غارة جديدة تسقط معها الأقنعة، ويزداد وعي الأحرار في العالم بحقيقة الكيان الصهيوني كمنظومة احتلال واستعمار لا تعرف للسلام معنى. ومع اتساع حملات المقاطعة والتضامن الشعبي العالمي، بدأت موازين التأثير تميل ببطء ولكن بثبات لصالح الرواية الفلسطينية.
إن غزة اليوم، رغم جراحها، تُعيد تعريف مفهوم النصر. فالنصر ليس فقط بوقف القصف أو بتوقيع اتفاق، بل بالصمود والبقاء والإصرار على الحياة. وغزة أثبتت أنها أقوى من الموت، وأن كل غارة تُنبت وعياً، وكل شهيد يُوقظ ضميراً في مكان ما من هذا العالم.
وفي الختام يمكن القول إن وقف إطلاق النار الحقيقي لا يُقاس بعدد الساعات التي يسود فيها الهدوء، بل بمدى التزام الاحتلال بإنهاء عدوانه ورفع حصاره والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني. وحتى يتحقق ذلك ستبقى المقاومة عنوان الكرامة، وسيبقى صوت غزة رغم الدمار أقوى من كل القنابل، ينادي بالحرية والعدالة ويذكّر العالم بأن الحق لا يموت ما دام وراءه شعب لا يُهزم