إصابات ظاهرة وأخرى لا يشعر بها سواها تضطر «آيات» للتعامل معها يومياً، إذ تعرضت للاعتداءات من قبل جنود الاحتلال عدة مرات، منها مرة أدت إلى فقدانها نظرها بنسبة تصل لـ90٪، ومرة أخرى اضطرتها لإجراء العديد من العمليات، ومع ذلك وجدت نفسها معتقلة للمرة الخامسة فى يونيو الماضى دون منطق ودون سبب مقنع.

اعتقال وحشى تعرضت له «آيات محفوظ»، الأسيرة الفلسطينية المحررة ذات الـ(33) عاماً من مدينة الخليل، على الرغم من خضوعها لعملية جراحية حديثة، لكن الاحتلال لم يحترم ولم يرحم ضعفها وتعامل معها بكل وحشية، لم يراعوا حالتها الصحية، حيث تعرضت للضرب المبرح والدوس على بطنها، ما تسبب فى نزيف استمر 20 يوماً دون تقديم أى علاج.

«حين تألمت سخروا منى»، تتحدث «آيات» بحزن، وهى تعبر عما شعرت به حين تألمت فوجدت نفسها مادة للسخرية والاستهزاء.

«آيات» تحكى عن تاريخها مع قمع الاحتلال، الذى بدأ منذ أن كانت فى عمر 3 سنوات وتقول: «عندما كنت طفلة تعرضت لإصابة برأسى قوية، إذ ضُربت بقنبلة غاز فى رأسى أثناء وجودى فى باحة منزلى خلال مواجهات مع الاحتلال عقب مجزرة الحرم الإبراهيمى، ما تسبب بحدوث نزيف داخلى على شبكية العين اليسرى، أفقدنى البصر بها وأجريت عدة عمليات جراحية داخل أراضى عام 48 والأردن، ولم تتحسن بل ضعف عصب العين الذى يرفع الجفن، كما عانيت من وجود أكياس من السوائل حول الدماغ، وتمت زراعة أنبوب فى رأسى من أجل تصريفها».

أما الإصابة الأقسى التى تلازمها فكانت جراء اعتداء إحدى المجندات عليها، والتى اضطرتها لسلسلة من العمليات الجراحية، إذ اضطرت لوضع «أنبوب» بطول مترين يصل بين الدماغ والجهاز البولى، ولكن خلال محاولة تعافيها تم اعتقالها مرة أخرى، وبعدها عانت من عدم القدرة على تحريك يدها وقدميها أو الوقوف وممارسة حياتها بشكل طبيعى، وظل الأمر يتفافم لحين اعتقالها المرة الرابعة، ولما حُررت آنذاك اكتشف الأطباء أن الأنبوب كاد ينسد، ورصدوا به كتلاً متخثرة ومع الوقت أصبح لا يُصرف السوائل، وأثر على حياتها وأعصابها وأثر على قدرتها على النطق، وتحريك أطرافها.

بسياسة الإهمال الطبى فى سجون الاحتلال التى أوصلتها إلى هذا الوضع الخطير، حيث من المفترض أن يتم تغيير الأنبوب كل 6 أشهر، فى الوقت الذى لم يتم تغييره لأكثر من 5 سنوات، لتبدأ سلسلة عمليات جديدة.

«آيات»، قبل 7 أشهر تم اعتقالها للمرة الخامسة وكانت فى مرحلة التعافى من عملية جراحية أخرى، وحين حاولت شرح وضعها تعرضت لضرب مبرح فى كل جسدها، وبالأقدام على بطنها أدى لتعرضها للنزيف.

«آيات» تتذكر الواقعة الأكثر إيلاماً خلال اعتقالها وتقول: «فى 20 نوفمبر تعرضت لاعتداء وحشى من قبل قوات السجن، حيث أجبرت مع أسيرات أخريات على وضع رؤوسنا على الأرض، وأيدينا مكبلة للوراء وعيوننا معصوبة، وحين حاولت إخبارهم أن وضعى الصحى لا يسمح بهذا الوضع ضربنى أحد الضباط 7 كفوف، مما أدى إلى فقدانى للوعى، واستيقظت لاحقاً لأجد نفسى فى المستشفى، دون أن أتذكر ما حدث».

ورغم كل ما مرت به، تعتبر «آيات» أن ما مرت به لم يكسر إرادتها، وأن صمودها وصبرها كانا السلاح الوحيد الذى واجهت به ظروف الاعتقال القاسية، والإفراج عنها كان بمثابة لحظة استعادة للحياة، لكنها أكدت أن معاناتها الجسدية والنفسية ستبقى شاهدة على حجم الانتهاكات التى تتعرض لها الأسيرات الفلسطينيات.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة تحرير الأسيرات اتفاق الهدنة

إقرأ أيضاً:

حملة‭ ‬دولية‭ ‬واسعة‭ ‬لاستعادة‭ ‬جثمان‭ ‬الطبيب‭ ‬الأسيرعدنان‭ ‬البرش‭ ‬

أطلقت‭ ‬أمس‭ ‬زوجة‭ ‬الشهيد‭ ‬الطبيب‭ ‬عدنان‭ ‬البرش،‭ ‬ياسمين‭ ‬البرش،‭ ‬حملة‭ ‬واسعة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة‭ ‬لاسترجاع‭ ‬جثمان‭ ‬زوجها‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬الشهداء‭ ‬المحتجزين‭ ‬فيما‭ ‬يُعرف‭ ‬بـ«مقابر‭ ‬الأرقام‮»‬‭.‬
وطالبت‭ ‬‮«‬البرش‮»‬‭ ‬الجهات‭ ‬الدولية‭ ‬كافة‭ ‬بالضغط‭ ‬على‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬لتسليم‭ ‬الجثمان،‭ ‬وفتح‭ ‬تحقيق‭ ‬دولى‭ ‬فى‭ ‬ظروف‭ ‬استشهاد‭ ‬المعتقلين‭ ‬داخل‭ ‬السجون،‭ ‬مؤكدةً‭ ‬أن‭ ‬الحملة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬إنهاء‭ ‬معاناة‭ ‬العائلات‭ ‬ووقف‭ ‬الانتهاكات‭ ‬المستمرة‭ ‬بحق‭ ‬الأسرى‭ ‬الفلسطينيين‭.‬
ويعتبر‭ ‬البرش،‭ ‬الذى‭ ‬استشهد‭ ‬عن‭ ‬عمر‭ ‬53‭ ‬عامًا،‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬أطباء‭ ‬جراحة‭ ‬العظام‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وكان‭ ‬يرأس‭ ‬قسم‭ ‬العظام‭ ‬فى‭ ‬مجمع‭ ‬الشفاء‭ ‬الطبى‭ ‬الذى‭ ‬تعرّض‭ ‬لدمار‭ ‬واسع‭ ‬خلال‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬على‭ ‬القطاع‭.‬
واعتقل‭ ‬البرش‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬مستشفى‭ ‬العودة‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬تل‭ ‬الزعتر،‭ ‬وواجه‭ ‬أثناء‭ ‬اعتقاله‭ ‬صنوفًا‭ ‬من‭ ‬التعذيب‭ ‬داخل‭ ‬سجون‭ ‬الاحتلال،‭ ‬وخاصة‭ ‬فى‭ ‬معتقل‭ ‬‮«‬سديه‭ ‬تيمان‮»‬‭.‬
وتسعى‭ ‬الحملة‭ ‬إلى‭ ‬تكريم‭ ‬ذكراه‭ ‬وتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬حجم‭ ‬الانتهاكات‭ ‬التى‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬استشهاده،‭ ‬والمطالبة‭ ‬باستعادة‭ ‬جثمانه‭ ‬لدفنه‭ ‬بطريقة‭ ‬لائقة‭ ‬فى‭ ‬مقابر‭ ‬غزة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الاحتلال‭ ‬لفتح‭ ‬تحقيق‭ ‬دولى‭ ‬فى‭ ‬ظروف‭ ‬استشهاد‭ ‬المعتقلين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬داخل‭ ‬السجون‭.‬
وتهدف‭ ‬الحملة‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬الوعى‭ ‬الدولى‭ ‬والضغط‭ ‬على‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحقوقية‭ ‬لإنهاء‭ ‬معاناة‭ ‬العائلات‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وتنظيم‭ ‬فعاليات‭ ‬احتجاجية‭ ‬وميدانية‭ ‬لتأكيد‭ ‬الحق‭ ‬فى‭ ‬استرجاع‭ ‬الجثامين‭ ‬ومحاسبة‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬الانتهاكات‭.‬

مقالات مشابهة

  • الإعلام الحكومي بغزة: الاحتلال ارتكب 738 خرقًا بعد 60 يوما من وقف إطلاق النار
  • حملة‭ ‬دولية‭ ‬واسعة‭ ‬لاستعادة‭ ‬جثمان‭ ‬الطبيب‭ ‬الأسيرعدنان‭ ‬البرش‭ ‬
  • يوسف.. إهمال مع سبق الإصرار؟
  • تفاصيل صغيرة
  • أيام.. "إيديكس"
  • هيئة الأسرى تكشف تفاصيل صادمة عن ظروف اعتقال الأسيرة سماح حجاوي
  • جيش الاحتلال يشن غارات جوية في رفح الفلسطينية
  • للزمالك.. رب يحميه!
  • أحمد سيد  : أزمة ثقة.. عقدة تعرقل انطلاق برنامج الطروحات بالبورصة
  • هجوم مزدوج يستهدف سفينة تجارية خلال عبورها مضيق باب المندب