واشنطن- بعد ساعات فقط من موافقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على رفع الحظر الذي فرضه سلفه جو بايدن على شحن القنابل التي يزيد وزنها على 900 كيلوغرام لإسرائيل، قال ترامب إنه يود أن يرى الأردن ومصر ودولا عربية أخرى تستقبل مزيدا من اللاجئين الفلسطينيين من قطاع غزة بحجة "تطهير المنطقة التي مزقتها الحرب".

واعتبر غريغوري أفتانديليان، خبير ملف سلام الشرق الأوسط والأستاذ بالجامعة الأميركية بواشنطن، أن تصريح ترامب يعكس خلفيته العقارية من جهة، وصداقته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من جهة أخرى.

ويوضح أن ترامب يرى من الناحية العقارية أن إعادة إعمار غزة ستكون أسهل بكثير إذا كان هناك عدد أقل من النازحين في القطاع، أما من ناحية علاقته بنتنياهو، فهو يريد إقناعه بأن هذه الخطة تهدف إلى إبقاء العديد من الفلسطينيين لاجئين إلى الأبد خارج قطاع غزة، لإفساح المجال للمستوطنين الإسرائيليين.

رفض أردني ومصري

من جهته، رد الأردن وبسرعة على لسان وزير خارجيته أيمن الصفدي الذي نفى بصورة قاطعة موافقته على أي خطط لترحيل سكان غزة، كما أصدرت الخارجية المصرية بيانا صارما بالمعنى نفسه.

وكان ترامب قد أثنى على الأردن لقبوله اللاجئين الفلسطينيين سابقا، وقال إنه أخبر الملك عبد الله الثاني "أود أن تستقبل المزيد، لأنني أنظر إلى قطاع غزة بالكامل الآن أنه في حالة فوضى حقيقية"، وقال إن "هذه الحركة الجماعية للفلسطينيين قد تكون مؤقتة أو طويلة الأمد".

إعلان

وقال ترامب، خلال لقاء سريع مع الصحفيين على متن طائرة الرئاسة مساء السبت، إنه ناقش رؤيته في مكالمة في وقت سابق مع ملك الأردن، وأضاف أنه سيتحدث الأحد مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، معلقا على ذلك "أود من مصر أن تأخذ الناس، أنت تتحدث عن 1.5 مليون شخص على الأرجح".

وحتى انقضاء منتصف يوم الاثنين بتوقيت واشنطن، لم يصدر أي بيان من البيت الأبيض عن مهاتفة ترامب للسيسي، رغم صدور عدة بيانات عن مكالمات أجراها ترامب خلال اليوم، لكنها لم تتضمن واحدة مع نظيره المصري كما كان متوقعا.

ويتكوف (يمين) التقى نتنياهو في القدس قبيل الإعلان عن التوصل لتفاهمات لاتفاق لوقف إطلاق النار (الصحافة الإسرائيلية) قطعة أرض

جاءت طلبات ترامب بتهجير سكان غزة خارج القطاع متسقة مع اختياره لصديقه وزميله في قطاع العقارات بنيويورك ستيفن ويتكوف، مبعوثا خاصا للبيت الأبيض إلى الشرق الأوسط، وهو ما يعكس فهم ترامب لطبيعة الصراع على أنه "خلاف على قطعة أرض".

ورغم أن ويتكوف لم يتلق أي تدريب دبلوماسي، وليس له أي خبرات سياسية، فإن أصدقاءه يشيرون إلى عمق علاقاته التجارية والاستثمارية التي بناها في المنطقة، خاصة في الإمارات وقطر وإسرائيل، كما أن له علاقات جيدة مع جاريد كوشنر صهر ترامب والمطور العقاري، الذي لعب دورا أساسيا بالتمهيد لتوقيع "اتفاقيات أبراهام" قبل 5 سنوات.

وامتدح ترامب مبعوثه ويتكوف بعد دوره البارز ومساهمته بالتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين حركة حماس وإسرائيل، وخصه بمعاملة خاصة في مراسم تنصيبه، وسمح له بتوجيه كلمة شاهدها الملايين حول أميركا والعالم.

ربح شخصي

يعتقد تشارلز دان، المسؤول السابق بالبيت الأبيض ووزارة الخارجية، والخبير حاليا بالمعهد العربي بواشنطن، "أن ترامب قد يراقب ما إذا كان هناك ربح شخصي يمكن تحقيقه من الاتفاق، سواء عن طريق الشراكة مع الشركات الإسرائيلية التي ستعمل على إعادة السكان اليهود للمستوطنات، أو العلاقات المالية مع دول الخليج التي قد تشارك في إعادة إعمار غزة".

إعلان

وأشار دان إلى تصريحات لكوشنر، حين ذكر في مقابلة مع الباحث في جامعة هارفارد طارق مسعود في مارس/آذار 2024 أن "ممتلكات الواجهة البحرية في غزة يمكن أن تكون ذات قيمة كبيرة، الأوضاع مؤسفة بعض الشيء هناك، ولكن من وجهة نظر إسرائيل سأبذل قصارى جهدي لإخراج الناس ثم تنظيف المنطقة".

واعتبر دان أن "هذا يذكرنا بقوة بحديث ترامب الأخير عن تطهير غزة، ويشير إلى أن المنطقة بأكملها يتم النظر إليها بعين مثمن عقاري، وهذا بالطبع رأي شخصي، ولكن في ظل الظروف وبالنظر إلى التصريحات، فمن المؤكد أنها ضمن نطاق الاحتمالات الواردة".

من ناحية أخرى، وفي حديث له مع شبكة "سي إن إن"، قال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام المقرب من ترامب "لا أعرف ما الذي يتحدث عنه ترامب، لكن عندما أذهب للتحدث إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أو إلى الإمارات أو مصر، وأسألهم عن خطتهم للفلسطينيين وإذا كانوا يريدون منهم أن يغادروا، فإني أرى أنهم يريدون أن يتمكن الفلسطينيون من العيش بكرامة مع توفير الأمن لإسرائيل".

وأضاف السيناتور غراهام "لكن السؤال المطروح هو سؤال جيد، هل يدعم العالم العربي إبعاد الفلسطينيين من غزة؟ سأتفاجأ إذا وافقوا على ذلك".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

وزيرا خارجية الأردن وألمانيا يؤكدان ضرورة التكاتف لوقف النار بغزة

عمان – أكد وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي ونظيره الألماني يوهان فاديفول، امس الخميس، ضرورة التكاتف لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه الصفدي مع فاديفول، هنأ فيه نظيره الألماني بمناسبة توليه منصبه، وفق بيان لوزارة الخارجية الأردنية.

وأشار البيان إلى أن الجانبين بحثا “سبل تطوير علاقات الصداقة الراسخة بين البلدين، والأوضاع في المنطقة”.

وأكد الصفدي “تطلعه إلى العمل معا على تطوير التعاون بين البلدين وفي جهود تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة”.

بدوره، شدّد فاديفول على تثمين بلاده علاقات “الصداقة” مع المملكة، ودورها في “تعزيز الأمن والاستقرار” بالمنطقة، وفق البيان نفسه.

وبحث الوزيران “جهود التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في غزة”.

وأكدا “أهمية نجاح هذه الجهود، وإدخال المساعدات الإنسانية، وتضافر الجهود لإطلاق مسار حقيقي وفاعل لتحقيق السلام العادل والشامل”.

واعتبر الصفدي أن “حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية) هو سبيله الوحيد”.

ودعا إلى “ضرورة تكاتف كل الجهود لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار، وتنفيذ اتفاقية التبادل، وإدخال المساعدات بشكل فوري وكافٍ لمواجهة الكارثة الإنسانية التي يسببها العدوان”.

وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.

كما بحث الوزيران الأوضاع في سوريا، وأهمية استقرار البلاد للأمن الإقليمي والدولي.

وفي السياق ذاته، أكد الصفدي “ضرورة دعم الحكومة السورية في إعادة بناء سوريا على الأسس التي تضمن أمنها واستقرارها وسيادتها ووحدة أراضيها وتلبي حقوق جميع مواطنيها”.

وأشاد بقرار الاتحاد الأوروبي رفع العقوبات عن دمشق واعتبر أنه “خطوة ضرورية للمساعدة في دعم استقرار سوريا وعملية إعادة البناء”.

وأعلنت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، الثلاثاء، عبر حسابها بمنصة إكس، اتخاذ قرار برفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.

وقالت كالاس: “اليوم، اتخذنا قرارا برفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا”.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • وزيرا خارجية الأردن وقبرص الرومية يبحثان جهود وقف الحرب بغزة
  • جُلّهم أطفال ونساء.. ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين بقطاع غزة إلى 53.939 شهيدًا
  • الإعلامي الحكومي: العدو الإسرائيلي سيطر على 77% من قطاع غزة بالتطهير العرقي
  • الملك في عيد الاستقلال: الأردن قوي بهمتكم التي لا تلين( فيديو)
  • أمل الحناوي: 7 دول أوروبية تؤكد أن تهجير الفلسطينيين جريمة حرب
  • الليل الذي لا ينام في غزة.. رعب وخوف وندوب نفسية لا تنمحي
  • الأمم المتحدة تعلن عن خطة لإغاثة الفلسطينيين في غزة
  • إستشهاد عشرات الفلسطينيين جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة
  • لا ماء ولا طعام.. آلاف الفلسطينيين يصارعون الجوع والعطش والخوف في قطاع غزة
  • وزيرا خارجية الأردن وألمانيا يؤكدان ضرورة التكاتف لوقف النار بغزة