كشفت معلومات استخباراتية للمجلس الوطني للمُقاومة الإيرانية (CNRI)، عن أسرار خطيرة بشأن برنامج إيران النووي، مؤكدة أنّ طهران باتت على وشك دمج الرؤوس النووية مع الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، وأنّها شرّعت خطة العمل الشاملة لبرنامج التخصيب.

وذكر المجلس، الذي يتخذ من باريس مقرّاً له، أنّ النظام الإيراني يُطوّر سرّاً، خلف ستار برامج فضائية، رؤوساً حربية نووية للصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب والسائل، والتي يصل مداها إلى أكثر من 3000 كيلومتر، وذلك بإشراف منظمة الأبحاث الدفاعية المُتقدّمة (SPND).

ودعت المُعارضة الإيرانية في بيان لها عبر منصّاتها الإلكترونية من العاصمة الفرنسية، إلى إغلاق جميع المواقع النووية للنظام الإيراني، بما في ذلك جميع منشآت تخصيب اليورانيوم.

وأكدت ضرورة تفتيش جميع المنشآت النووية الإيرانية، المُعلنة أو غير المُعلنة.

وشددت على أنّ المُبادرات الدبلوماسية التي لا تتضمن المحاسبة لم تُؤدِّ إلا إلى تشجيع النظام على مواصلة الخداع.

Révélations du CNRI : Le programme secret d’ogives nucléaires et les sites de missiles du régime iranien #Iran #Nucleaire https://t.co/LgUmKt52S0

— CNRI-France (@CNRIFrance) February 3, 2025 موقع شهرود

تعمل إيران بشكل خاص على تصنيع الرؤوس الحربية النووية لصواريخ قائم-100 التي تعمل بالوقود الصلب، والتي يتم تزويدها بمنصّات إطلاق مُتحرّكة في موقع شهرود، الذي يقع على بعد 400 كيلومتر شمال شرق طهران. ويُعرف الموقع محلياً باسم "قاعدة الإمام الرضا".

وخلال تجربة فاشلة للمرحلة الأولى من هذا الصاروخ قُتل العشرات من خبراء الصواريخ في الحرس الثوري الإيراني عام 2011. لكن في نهاية المطاف، تُوّج هذا المشروع بثلاث عمليات إطلاق ناجحة خلال العامين 2023 و2024، مما عزز قّدرة النظام الإيراني على نشر الأسلحة النووية.

وبحسب المعلومات، فإنّ الحرس الثوري الإيراني سيختبر صاروخ "قائم 105" الأكثر تطوراً في الأشهر المقبلة.

وأجريت اختبارات الصواريخ الباليستية تحت ستار إطلاق الأقمار الصناعية، وذلك ضمن المشروع المعروف رسمياً "قاعدة سلمان الفارسي الفضائية، والذي يقوده العميد في حرس النظام علي جعفر آبادي، وهو مُدرج في قائمة العقوبات الأمريكية والبريطانية منذ سبتمبر الماضي.

Révélations du CNRI : Le programme secret d’ogives nucléaires et les sites de missiles du régime iranien#Iran #Nucleaire https://t.co/GV7xEGVj18

— Afchine Alavi (@afchine_alavi) February 2, 2025 موقع سمنان

تتركز الأبحاث والاختبارات في الموقع على صاروخ "سيمرغ" الذي يستخدم الوقود السائل ويبلغ مداه أكثر من 3 آلاف كيلومتر. ويقع على بعد 70 كيلومتراً جنوب شرق مدينة سمنان شمال إيران. وقد تمّ تطوير هذا الصاروخ بناءً على تصميم الصواريخ الحربية الكورية الشمالية.

ويشمل التوسّع في موقع سمنان ثماني مجمعات مموّهة جميعها تحت غطاء مجمع الإمام الخميني لإطلاق الأقمار الصناعية. ومن أبرز العلماء في هذا الموقع محمد جواد ذاكر، وحامد عابر، وفرهاد مرادياني خسرو آباد. ويحافظ المشروع على علاقات وثيقة مع المعهد الدولي لهندسة الزلازل.

استراتيجيات الإخفاء

بحسب لجنة الأبحاث الدفاعية والاستراتيجية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، واستناداً إلى تقارير من الشبكة الإيرانية لمنظمة مجاهدي خلق، فقد تمّ إخفاء مشروع تطوير الرؤوس الحربية النووية تاريخياً باعتباره مبادرة فضائية، تهدف ظاهرياً إلى إطلاق أقمار الاتصالات الصناعية.

ویستخدم النظام الإيراني استراتيجيات مُتعددة لإخفاء طبيعة أنشطته النووية. فقد أنشأ "مديرية المعاهدات النووية" داخل منظمة الابتكار والبحوث الدفاعية، والتي تتلخص مهمتها في التظاهر بالالتزام بمعاهدة حظر التجارب النووية الشاملة، بينما تستمر في تطوير البرنامج النووي سرّاً.

وتخضع هذه الوحدة لإشراف المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، ويترأسها الدكتور محمد سبزيان، الذي يُدير أيضاً مجموعة الجيوفيزياء التي تُجري أبحاثاً حول حسابات قوة الانفجارات النووية التي تقع تحت الأرض.

وأكد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في باريس، في بيان له عبر منصّاته الإلكترونية، أنّ حُكّام طهران هم أساتذة الخديعة والمراوغة. وهم يسعون إلى كسب الوقت من خلال التفاوض مع الدول الأوروبية وحتى بشكل غير مباشر مع الولايات المتحدة، بهدف الحفاظ على الوضع الراهن لاستكمال برنامج الأسلحة. وعلى مدى أكثر من عقدين من الزمن، استخدم النظام المحادثات لكسب الوقت، وخان ثقة المجتمع الدولي، وهدد بشكل خطير السلام والاستقرار العالميين.

Un site iranien appelle à l’arme nucléaire pour établir un « équilibre de la terreur » https://t.co/IuR5fPtBNm

— CNRI-France (@CNRIFrance) February 4, 2025 الطريق إلى الأمام

ونبّه المجلس إلى أنّ هذا النظام، الذي رفضه شعبه على نطاق واسع وأضعفه سقوط نظام الأسد في سوريا (عُمقه الاستراتيجي)، عمل على تكثيف قمع شعبه بزيادة عمليات الإعدام، وفي الوقت نفسه تسريع تطويره للأسلحة النووية.

واعتبر أنّ طهران لم تكن قط ضعيفة أو عرضة للخطر أو يائسة كما هي اليوم. ولذلك فإنّ النظام الإيراني، في حالة اليأس، يعمل على تسريع تطوير الأسلحة النووية.

وأكد المجلس الوطني للمُقاومة الإيرانية أنّه حان الوقت لمُحاسبة النظام على المجازر الداخلية والتحريض على الحروب الإقليمية وتطوير الأسلحة.

وأكد أنّه ما دام هذا النظام موجوداً فإنّه لن يتخلّى أبداً عن برنامجه النووي، حتى ولو قدّم تنازلات تكتيكية. وشدّد على أنّ الطريقة الوحيدة لإنهاء التهديد الذي يُشكّله النظام الإيراني هي إنهاء حكم رجال الدين من قبل الشعب وعبر مُقاومته المُنظّمة.

ونبّه المجلس إلى أنّه وتحت عنوان "القنبلة الذرية لإرساء توازن الرعب"، نشر موقع الدبلوماسية الإيرانية مقالاً حديثاً في الأول من فبراير (شباط) 2025، دعا النظام الديني في طهران إلى وجوب إعادة النظر في موقفه من الأسلحة النووية لتحقيق الردع الاستراتيجي.





المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران الحرس الثوري الإيراني إيران الحرس الثوري الإيراني النظام الإیرانی

إقرأ أيضاً:

الرئيس الإيراني: تعاوننا مع قطر سيحقق تحولات إيجابية بالمنطقة

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، خلال لقائه رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في طهران، إن المنطقة ستشهد تحولات إيجابية في حال تعزيز التعاون بين البلدين، مشيرا إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة إذا تخلت عن "نهج التسلط".

وخلال اللقاء -الذي عقد على هامش "منتدى الحوار" في العاصمة الإيرانية اليوم الأحد- أكد بزشكيان على العلاقات "الودية والأخوية" مع دولة قطر، معربا عن أمله في أن "تدخل التفاهمات والاتفاقات بين البلدين حيز التنفيذ في أقرب وقت ممكن، وأن تنعكس نتائجها بما يخدم المصالح المشتركة لشعبي البلدين"، وفقا لبيان للرئاسة الإيرانية.

وأضاف أنه "في حال تنفيذ المشاريع المشتركة وتعزيز التعاون الثنائي بين الدوحة وطهران فإن ملامح المنطقة ستشهد تحولات إيجابية".

فخامة الرئيس @drpezeshkian، أشكركم على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال. أكدتُ لكم اليوم حرص حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى على تعزيز علاقات التعاون بين بلدينا الشقيقين. وسعدتُ بتبادل وجهات النظر معكم حول تطورات الأوضاع في المنطقة، والعلاقات الاقتصادية بين بلدينا. pic.twitter.com/X9IBvj1K6P

— محمد بن عبدالرحمن (@MBA_AlThani_) May 18, 2025

إعلان

وفي ما يتعلق بالمحادثات النووية الراهنة، قال بزشكيان إن التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة أمر ممكن إذا تحقق شرط أساسي، وهو "تخلي واشنطن عن نهج الإكراه والتسلط"، مؤكدا أن إيران لن ترضخ للإملاءات تحت أي ظرف، على حد تعبيره.

من جانبها، قالت الخارجية القطرية -في بيان- إن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بحث مع الرئيس الإيراني "علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، لا سيما في المجالين الاقتصادي والتجاري"، كما ناقشا "آخر تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك".

وعقد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري لقاء آخر في طهران مع وزيري الخارجية الإيراني عباس عراقجي والعماني بدر البوسعيدي لبحث مستجدات المحادثات الأميركية الإيرانية في إطار الوساطة العمانية.

وأكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني دعم دولة قطر الكامل لهذه المساعي، "انطلاقا من التزامها بتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي وتهيئة الفرص للحوار والتعاون البناء".

وأعرب عن أمل بلاده في توصل الطرفين إلى "اتفاق منصف ودائم وملزم، بما يعزز الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة".

وخلال الأسابيع الماضية، عقدت إيران والولايات المتحدة 4 جولات من المحادثات غير المباشرة بشأن برنامج طهران النووي بوساطة سلطنة عمان.

وتدعو الولايات المتحدة إيران إلى تقييد أنشطتها النووية والتخلي عما لديها من يورانيوم عالي التخصيب وإرساله خارج البلاد، أما طهران فتطالب برفع العقوبات عنها والحصول على ضمانات بعدم تكرار الانسحاب الأميركي من الاتفاق كما حدث عام 2018 خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب.

مقالات مشابهة

  • نيجيرفان بارزاني يلتقي أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في طهران
  • أزمة تخصيب اليورانيوم تهدد بنسف المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن
  • إيران: المحادثات النووية مع واشنطن ستفشل إذا أصرت على وقف تخصيب اليورانيوم
  • إيران: المحادثات النووية ستفشل إذا ضغطت أمريكا واستدعاء ممثل بريطاني الدبلوماسي
  • إيران تصطدم بواشنطن.. المحادثات النووية تواجه اختبارا "صعبا"
  • الرئيس الإيراني: تعاوننا مع قطر سيحقق تحولات إيجابية بالمنطقة
  • "نريد اتفاقًا واقعيًا".. طهران: نعمل على تحديد موعد جديد للمفاوضات النووية مع واشنطن
  • الرئيس الإيراني يُشيد بدور السلطنة في دعم المحادثات مع أمريكا
  • رئيس إقليم كوردستان يجتمع مع الرئيس الإيراني في طهران
  • هاكان فيدان يبحث مع نظيره العراقي المفاوضات النووية الإيرانية الأمريكية