واصل الإعلام الإسرائيلي مناقشة خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن إفراغ قطاع غزة من سكانه وتهجيرهم إلى دول أخرى، ومن ثم سيطرة الولايات المتحدة على القطاع الساحلي.

وركز النقاش في العديد من البرامج السياسية الإسرائيلية على ردود الفعل والانقسامات التي تسببت بها خطة ترامب، وأطلقوا عليها "ترامبسفير"، وسط احتفاء مكونات الائتلاف الحكومي في إسرائيل.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2موقع روسي: ماذا ينتظر العراق بعد تغيير السلطة في سوريا؟list 2 of 2صحف عالمية: خطة ترامب لغزة قد تسبب اضطرابات في المنطقة وانتفاضة بالضفةend of list

وقال مراسل قسم الشؤون العربية بالقناة 13 الإسرائيلية إلعاد زيني إن العالم العربي والإسلامي في حالة صدمة وغضب بعد طرح ترامب بشأن غزة، واصفا ذلك "بوعد بلفور جديد" ولكن باسم "وعد ترامب".

وأكد زيني أن العالم العربي يعلم جيدا أن ترامب شخص غير متوقع، مشيرا إلى أن العرب يعتقدون أن "خطة إسرائيل الكبرى قد انطلقت".

وصدر وعد بلفور في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1917، وتعهدت فيه بريطانيا بتأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين، وذلك في رسالة من وزير خارجيتها إلى اللورد ليونيل روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية.

في الإطار ذاته، لفت مراسل الشؤون العربية في القناة 12 الإسرائيلية أوهاد حمو إلى الموقف العربي والإسلامي الموحد من الرياض إلى أنقرة، إذ يتحدث الجميع بصوت واحد رافض لخطة ترامب، لكنه أقر بأن العالم العربي في حالة هستيريا وذعر.

إعلان

وكان ترامب قد دعا إلى ترحيل الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن، وقال أثناء استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -الثلاثاء الماضي- إن الولايات المتحدة ستسيطر على القطاع، ثم عاد ليؤكد أن إسرائيل "ستسلم" غزة إلى الأميركيين بعد انتهاء القتال لتنفيذ خطة تنمية، حسب تعبيره.

وإسرائيليا، شدد يتسحاك فاسرلوف وزير النقب والجليل والمناعة القومية على ضرورة إقناع الرئيس الأميركي بمدى ضرورة عودة الاستيطان اليهودي إلى قطاع غزة.

وبالتوازي مع ذلك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه أوعز للجيش بتجهيز خطة لمغادرة سكان القطاع طوعا، مبديا ترحيبه بمخطط الرئيس الأميركي.

واعتبرت دفنا ليئيل، وهي محللة الشؤون السياسية في القناة 12 الإسرائيلية، خطة ترامب "خدعة ومحاولة لحرف الأنظار" لكي يحقق الرئيس الأميركي ما يسعى إليه بالتطبيع بين إسرائيل والسعودية.

ووفق ليئيل، فإن ترامب يدرك أن الطرفين الفلسطيني والسعودي هما من يجب الضغط عليهما "حتى يوافقا على ما يمكن لإسرائيل التعايش معه بسلام، وبذلك يمكن تحقيق صفقة ترامب الكبرى التي يتطلع إلى تحقيقها".

وخلصت إلى أن ترامب طرح أمرا كبيرا "حتى يستخدمه لاحقا لتحقيق أهدافه".

بدورها، قالت ليلاخ شوفال، وهي مراسلة الشؤون العسكرية في صحيفة إسرائيل هيوم، إن ترامب ينظر إلى الأمر كمستثمر عقاري، ويريد نقل الفلسطينيين إلى مكان أفضل بمنازل أجمل.

لكن شوفال استدركت سريعا مبدية شكوكها في إمكانية إقناع الغزيين بالخروج من القطاع، مشيرة في هذا الصدد إلى الرواية الفلسطينية والعربية بشأن الارتباط بالأرض.

وفي هذا السياق، قال إلعاد زيني إن 70% من قطاع غزة مدمر تماما، لكن الارتباط بالأرض يبقى لدى معظم الغزيين "حتى لو فتحوا الحدود".

ويأتي المخطط الأميركي الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين من غزة بعد حرب إبادة ضد سكان القطاع على مدى 15 شهرا أدت إلى استشهاد وإصابة نحو 160 ألف شخص، جلّهم أطفال ونساء، ودمار هائل لم يعرفه العالم منذ الحرب العالمية الثانية.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات الرئیس الأمیرکی خطة ترامب

إقرأ أيضاً:

لحم الغزيين يضاعف صادرات أسلحة دولة الاحتلال

غزت دولة الاحتلال غزة للقضاء على المقاومة، وتحرير الرهائن كهدفين للحرب كما تدعي، لكن بعد عشرين شهرا من عمليات الإبادة بجميع أنواع الأسلحة لم تصل إلى أهدافها بالقضاء على المقاومة، ولا تحرير الرهائن، فالمقاومة لا تزال تكبدها خسائر فادحة بالعتاد والأرواح، ويتساقط جنودها بوتيرة شبه يومية في كمائن مركبة، وقنص مركز، والرهائن لم يتحرر ممن تبقى منهم بعد اتفاقيات التبادل المختلفة أية رهينة.

وهددت القسام بأنه مع أي محاولة لجيش الاحتلال بتحرير رهينة بالقوة العسكرية ستؤدي إلى مقتل الرهينة كما حدث مؤخرا، وبعد حوالي عشرين شهرا من الحرب العبثية في غزة تتزايد خساراتها المالية في تكاليف الحرب، في كل يوم يمر تتزايد خساراتها في تجهيز الجيش بآليات جديدة، وتعويض جنود الاحتياط بالإضافة إلى تكاليف الانتشار في الضفة الغربية، والاعتداءات المتكررة على سوريا ولبنان واليمن.

وتشير التقارير الصادة عن وزارة المالية أن الخسارات في تصاعد ففي عام 2024 أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن وصول العجز المالي إلى6.9 في المئة من الناتج المحلي أي ما يعادل 36 مليار دولار، وتشير الأرقام المعلنة في تقرير وزارة المالية أن 60 ألف شركة توقفت عن العمل خلال هذا العام، ووصلت تكاليف الحرب إلى حوالي 70 مليار دولار.

وتدهور قطاع البناء لنقص الأيدي العاملة، وتقلص الدخل السياحي بشكل كبير، وارتفعت نسبة البطالة والفقر (حسب تقرير صادر عن مؤسسة أحصاء إسرائيلية ونشرته صحيفة يديعوت أحرنوت أن ربع سكان إسرائيل يعيشون تحت خط الفقر).

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن تحليل لاقتصاديين أن هناك انخفاضا كبيرا في الاستثمارات الأجنبية بسبب الوضع الأمني مع تواصل قصف المقاومة بالصواريخ، والحوثيين بالطائرات المسيرة، والصواريخ الباليستية، وقدرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» استنادا إلى بيانات وزارة المالية أن الخسارة وصلت إلى حوالي 12 مليار دولار، وأوصت لجنة ميزانية الأمن والدفاع «لجنة ناجل» بإضافة 74 مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة لتطوير الصناعات العسكرية، لرفد الاقتصاد الإسرائيلي، فهذه الصناعات وحدها الرابحة في هذه الحرب، وهي التي تغطي على كل الخسارات الفادحة التي أحدثتها إذ زادت شركات الأسلحة الإسرائيلية، وعديدها بالعشرات، وتيرة إنتاجها من الأسلحة والذخائر المختلفة.

كشركة «إلبيت سيستمز» التي تنتج قنابل بزنة طن، وأخرى أقل حجما كدليل على زيادة حجم الطلب خلال السنوات القليلة الماضية ففي العام2019 كان حجم الصادرات من الأسلحة والذخائر حوالي 25 مليار دولار، وفي العام 2022 وصلت إلى 40 مليار دولار، وقد قفزت في العام 2024 إلى 60 مليار دولار رغم الحرب، وهذا يعني أن مبيعات الأسلحة خلال ست سنوات قد تضاعفت بشكل ملحوظ، وهي تخطط استراتيجيا بالاكتفاء الذاتي وعدم الاعتماد على الأسلحة المستوردة من الخارج بعد أن هددت أكثر من دولة مصدرة لها بوقف شحناتها إذا لم تنه حرب غزة. (بدأت فكرة تطوير صناعة الأسلحة بعد حرب النكسة 67عندما أمر الجنرال شارل ديغول بحظر بيع الأسلحة لإسرائيل التي كانت تعتمد اعتمادا كليا على الأسلحة الفرنسية وقد نجحت ببناء مصانع متطورة تمكنت من خلالها صنع نظام القبة الحديدية التي تفاخر بها).

وما وراء الأكمة استفادت إسرائيل من مساحة الخراب والقتل في غزة بتجربة كل أسلحتها المنتجة حديثا، إذ أثبتت نجاعتها في تمزيق أجساد الأطفال والنساء وكل من يدب على رجلين (تشير أرقام وزارة الصحة التابعة لحركة حماس إلى مقتل ما لا يقل عن 54677 قتيلا بالإضافة إلى أكثر من عشرة آلاف مفقود تحت الأنقاض منهم 16 ألف طفل و 12 ألف امرأة) وتدمير البنى التحتية، وخاصة المشافي، ومحطات الكهرباء، والأفران، والمساجد، والجامعات.

وكل مبنى يقف على قدمين متحديا جبروت دولة الاحتلال. مشاهد الأبنية وهي تدمر برمشة عين، وعشرات الفلسطينيين العزل يقتلون بقصف عشوائي بوتيرة يومية بأعداد محسوبة تسهم في الإبادة دون إثارة السخط العالمي الذي يعتاد على مشاهد القتل دون رد فعل حاسم يجعل جيش الاحتلال يتمادى في تجربة هذه الأسلحة والذخائر في لحم الغزيين لتزيد من ثقة المستوردين بها.

وقال المدير العام لوزارة الدفاع أمير بارام» الرقم الجديد غير المسبوق في صادرات الدفاع الإسرائيلية الذي تحقق خلال عام من الحرب يعكس التقدير العالمي المتزايد للقدرات التكنولوجية الإسرائيلية التي أثبتت جدواها».

وأضاف «كان للأنظمة الإسرائيلية صدى في جميع أنحاء الشرق الأوسط خلال العام الماضي. المزيد من الدول ترغب في حماية مواطنيها باستخدام معدات الدفاع الإسرائيلية وقال «بالنظر إلى المستقبل، فإن تغيير الأولويات والشراكات العالمية مثل اتفاقيات إبراهيم، يخلق طلبا قويا على أنظمة التكنولوجيا المتطورة الإسرائيلية، وتعتبر الهند وأذربيجان من أكثر الدول المستوردة للسلاح الإسرائيلي.

وارتفعت المبيعات لدول اتفاقات أبراهام، الإمارات والبحرين والمغرب، أربعة أضعاف، وسط الحرب في غزة وشكلت حصة الإمارات والبحرين، الطرفين في اتفاقيات إبراهيم، 7في المئة من مبيعات الأسلحة الإسرائيلية، ويشير مسؤولون في وزارة الدفاع إلى زيادة في اهتمام الحلفاء العرب بالسلاح الإسرائيلي» وهكذا تبدو الدول العربية من أواخر الدول المهتمة بتصنيع أسلحتها وزيادة قدرتها الدفاعية الذاتية، وتبقى معتمدة على الأسلحة المنتجة خارجيا وخاصة من أمريكا وروسيا والصين والآن من إسرائيل.

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • ترامب يتصل بنتنياهو عقب اجتماعه بفريق الأمن القومي الأميركي
  • اجتماع لمجلس الأمن القومي الأميركي بشأن إيران.. هل تتدخل عسكريًا؟
  • عاجل| "اللحظة التي سعت إليك": رسالة غامضة من السفير الأميركي في إسرائيل تحث ترامب على قرار حاسم ضد إيران
  • تقارير: عرض ترامب قد يكون خدعة لتهدئة طهران.. إليكم التفاصيل
  • لحم الغزيين يضاعف صادرات أسلحة دولة الاحتلال
  • جنود إسرائيليون يختبئون بالملاجئ بعد قصف تل أبيب.. فيديو يوثّق
  • محللون إسرائيليون: انتقلنا من نشوة بداية الحرب إلى القلق من تداعياتها
  • التصعيد الإيراني ـ الإسرائيلي يُفرمل الخروج الأميركي من أرض الرافدين
  • محللون سياسيون وعسكريون لدى الاحتلال: دخلنا حربا بلا مخرج كـ”كلب مهاجم” لدى ترامب
  • هيمنة السلاح الجوي الأميركي تتجلّى في الضربة الإسرائيلية لإيران