وزيرة السياحة عرضت أولويات الأَشهر المقبلة في الوزارة
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
تمت مراسم التسليم والتسلم في وزارة السياحة قبل ظهر اليوم بين الوزير السابق وليد نصار والوزيرة لورا الخازن لحود، في قاعة ليلى الصلح حمادة.
والقى الوزير نصار كلمة رحب فيها بالوزيرة الخازن لحود والحضور متوجها بالشكر الى "العاملين والموظفين في الوزارة"، معربا عن "فرحته الكبيرة بتولي السيدة لورا الخازن لحود حقيبة وزارة السياحة".
وقال:"وزارة السياحة قامت بـ 1645 نشاطًا ومشروعًا دون ان ترتب أي كلفة مالية على خزينة الدولة بل تم تمويلها من خلال هبات مقدمة من جهات مانحة حيث تم تقديم هبات عدة للوزارة من شركات ومؤسسات خاصة لدعم المشاريع السياحية عبر مراسيم تم اقرارها في مجلس الوزراء، أو على نفقة الوزير الشخصية (باستثناء احتفالية اعلان بلدة دوما من أفضل القرى السياحية حيث تم استضافة أمين عام منظمة الامم المتحدة والوفد المرافق على مدى 3 ايام)". ثم عرض الإنجازات الرئيسية التي قامت بها الوزارة منها التعاون مع منظمة الامم المتحدة للسياحة وانتخاب لبنان عضواً في لجنة التنافسية والسياحة لغاية عام 2027 وانضمام الجمهورية اللبنانية بشكل جزئي الى المدونة الدولية لحماية السياح.
واشار الى ان "لبنان ترشح رسميا بتاريخ 9 نيسان 2024 بطلب رسمي للحصول على مقعد في المجلس التنفيذي للمكتب الاقليمي للشرق الاوسط لمنظمة الامم المتحدة للسياحة للفترة الممتدة من 2025 و2029".
اضاف:"التعاون مع المنظمة العربية للسياحة ومع مجلس أوروبا للمسارات الثقافية، مع عقد اتفاقيات مع الخارج لتطوير السياحة، والامور والنشاطات لتطوير عمل الوزارة، وإطلاق الحملات السياحية و زيادة عدد السياح من خلال حملات الترويج السياحي، ومشروع اللامركزية الادارية السياحية، ومراسيم ومشاريع قوانين وقرارات ادارية. والتخطيط للمشاريع الحالية والمستقبلية".
ختم داعيًا الى "ضرورة دعم القطاع الخاص والاستمرار في تعزيز البنية التحتية السياحية. وتم تسليم المهام والواجبات بكل شفافية ودقة، مع التزام المعايير المهنية. نأمل أن تواصل وزارة السياحة تعزيز مكانتها كركيزة أساسية في اقتصاد الدولة، وتحقيق النجاحات بما يخدم المصلحة العامة".
ثم القت الوزيرة الخازن لحود كلمة استهلتها بشكر الحضور والاعلاميين، وقالت فيها: "أحب أن أشكر للوزير وليد نصار ترحيبه، وعلى كل الجهود التي بَذَلها في قِطاع السياحة، رغم أصعب الظروف التي مَرَّت على لبنان. الوزير نصار ترك بَصْمة إيجابيّة، وأنا أكيدة أنني سأستمر في التعاون معه، والاستفاده من تجربته، للنهوض بقطاع السياحة بلبنان".
أضافت:" أنا سعيدة جدا لَتَعْييني وزيرة للسياحة، لأنه سيكون لدي فرصه أن أخدم وطني، في مجال أعرفه جيدا وأحبه كثيرا. وفي الوقت نفسه أعرف حجم المسؤولية، وكم أن التحدّيات كبيرة. مع كل ذلك، أنا مِتْفائلة، لأنّ لبنان دَخَلْ مرحلة جديدة إيجابية، مع انتخاب الرئيس جوزاف عون ، وتشكيل حكومة الرئيس نواف سلام ، اللذين أوجه لهما الشكر على الثّقة التي أولوني إياها".
تابعت: "السياحة ليست مجرَّد قطاع اقتصادي، بل منصة للتبادل الثقافي، وجسر للتواصل، وشعلة أمل لكل المناطق بلبنان. وكلنا يعرف أن الأساس في السياحة الأمن والاستقرار، ولبنان مَرَ بمرحلة قاسية جدا، أثرت على السياحة وكل الاقتصاد. وأِمامنا اليوم فرصة أن نعيد الثِّقَة، ونْثَبِّت الأمن والاستقرار في كل المناطق، وهذا سيكون من أولويّات الحكومة، لأنّه بدون أمن واستقرار لا سياحة ولا ازدهار. السياحة تستطيع أن تِجْمَعْ الناس و توحدهم. وهذا الشي، ليس مهمّا فقط حتى نحَسِّنْ وضعنا الاقتصادي، بل أيضاً حتى نْؤّكد للعالم صورة لبنان الحقيقية: بلد الأمل والإبداع والابتكار".
وعرضت أولويات الأَشهر المقبلة في وزارة السياحة هِي: لبنان غني بِتَنَوُّعْ الطبيعة والمناخ ومناطق ساحْرَة في كل الفصول. وسنسعى لتوسيع الروزنامة السياحية، حتى تشمل كل الفصول وكل أشهر السنة وكل المناطق، لأن نجاح السياحة يخَلْق دَوْرَة إقتصادية مُتَكامِلة، تْساهم بالتنمية المستدامة في كل المناطق والتخفيف من ضغط الأزْمِة الاقتصادية الخانقة التي يعانيها المواطنون. لا ننسى أن لدينا جالية لبنانية كبيرة ومؤثرة في كل أنحاء العالم. وهدفنا أن نجعل من كل مغترب سفير للسياحة في لبنان، من خلال جعل كل زيارة لِلُبنان تَجْرِبة لا تنسى. هدفنا أيضاً، استعادة السّائحين العرب والخليجيّين، الذين يشكلون العِمْقْ الطبيعي للبنان، فهم يعشقون لبنان، وكانوا دائماً يشكلون الجزء الأساس من الحركة السياحية. واستعادة المغتربين والسواح العرب والأجانب يتطلب جهداً كبيراً ليس على مستوى الأمن والاستقرار، بل أيضا على مستوى الخدمات والتسهيلات والتَّرويج المناسب. الاستثمار بالمطبخ اللبناني كأحد العناصر الأكتر تقديراً حول العالم، ورَبْطْ المُبْدِعين بِمَجال المطبخ اللبناني حول العالم مع الأرض والضيع والتقاليد اللبنانية. رابعاً بالتعاون مع كل الوزارات المَعْنِیّه، اكید سنِسْتمِرّ بِتَطْویر السیاحه البیئیّه، لِدَعْمْ نَمَطْ جدید من الإستھلاك السیاحي الذي یحافظ على الأرض والتراث، والسیاحة الدّینیة، التي تسلط الضّوء على تنوع لبنان الروحي وتاریخه الغني في احتضان كل الثقافات والمعتقدات. والسیاحة الاستشفائیة من خلال تَمَیُّز المراكز والخَدمات الصّحیة. وطبعاً السیاحة الثقافیة، تقدیراً للحراك الفني والأدبي، حتى یعیش كل زائر روح وإبداع لبنان".
وأشارت الى أن "هذه الأولويات لا تتحقّق إلّا إذا اهتمّينا بالطاقات البَشَرية في هذا القِطاع لأن الإنسان هو فِعْلِياً كنز السّياحة اللبنانية. وكادرات وَزارِةِ السّياحة هِي أهمّ عُنْصُرْ من هذه الطاقات، وسأسعى جاهدة لتعزيز هذا الكادر وتحسين أوضاعه، طبعاً ضمن الإمكانات الواقعية".
ختمت : "إن وزارة السياحة لا تستطيع وحدها أن تحقّق نهضة كاملة لهذا القطاع، نريد أن نتعاون مع كل الجهات: القطاع الخاص، والبلديات، والنقابات، والاتحادات السياحية والفندقية، والجمعيّات المحليّة والدّولية التي رغم كل الأزمات، لا تزال تقوم بتنظّيم أقوى المهرجانات والنشاطات الثقافية. "سوا، مَعْكُم كلكم، مع كُلْ موظَّف بالوزارة وكل شَريك بالقِطاع، يمكننا خْلَقْ رُؤيَة جديدة ونِنْهَض بالسياحة من جديد في كل المناطق. فلبنان يستحق ونحن جاهزون لنبدأ".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: وزارة السیاحة کل المناطق من خلال
إقرأ أيضاً:
دولة حزب الله في لبنان التي انتهى زمنها
آخر تحديث: 12 غشت 2025 - 10:01 صبقلم: فاروق يوسف انزعجت إيران من قرار سيادي لبناني. هل كان على الرئيس اللبناني جوزيف عون أن يعرض قرار حصر السلاح بيد الدولة على الولي الفقيه قبل أن يصدره؟ المسألة لبنانية وليست إيرانية. كما أن لبنان دولة ذات سيادة ولا تتمتع إيران بحق الوصاية عليه. من حق دولته أن تفرض القوانين التي تؤكد من خلالها سيادتها على أراضيه. أما إذا كان لإيران رأي آخر فتلك مشكلتها التي يجب ألاّ يدفع لبنان ثمنها. وفي حال اعترفت إيران بأن لها جيشا في لبنان لا يحق للحكومة اللبنانية أن تمسّه فإن المسألة تأخذ حجما آخر يدخل في إطار، سيكون على لبنان باعتباره دولة مستقلة أن يكسره بالطرق التي تناسبه. في مقدمة تلك الطرق العمل على إنهاء ذلك الاحتلال بدءا من نزع السلاح الذي يمثله. كان الأمين العام الأسبق لحزب الله حسن نصرالله يصف نفسه بأنه واحد من جنود الولي الفقيه. بمعنى أنه كان جنديا إيرانيا. يصح ذلك الوصف على كل أفراد الميليشيا التي كان نصرالله يقودها. وبالعودة إلى تصريحات نصرالله فإن إيران كانت (ولا تزال) تمول تلك الميليشيا بالمال والسلاح. الآن بعد أن تغير كل شيء في لبنان صار بإمكان حكومته أن تعيد الأمور إلى سويّتها وبالطرق القانونية. فليس صحيحا على سبيل المثال أن تلاحق العدالة عملاء إسرائيل فيما يُترك عملاء إيران طلقاء، يتجولون بسلاحهم ويهددون أمن وسلامة الشعب اللبناني الذي دفع باهظا ثمن مغامراتهم حين جروه عبر السنتين الماضيتين إلى حرب هي ليست حربه، ضاربين عرض الحائط مصالح لبنان وشعبه.
لم تصل الدولة اللبنانية إلى مرحلة مطاردة أعضاء ميليشيا حزب الله بتهم الخيانة والعمالة والتخابر مع دولة أجنبية. لا أحد في لبنان يتمنى أن تصل الأمور إلى تلك الدرجة الحرجة التي لا تخون الواقع لأن الواقع اللبناني كان دائما ملغوما ولم يكن السلم الأهلي إلا مناسبة لتمرير الكثير من الأخطاء التي أفقدت القانون هيبته. اليوم تسعى الدولة اللبنانية إلى كسر ذلك الخطاب الطائفي القائم على الاستقواء بالسلاح الذي لا يقع تحت سيطرتها. بالنسبة إلى حملة ذلك السلاح فإن ذلك القرار يعني إنهاء دولتهم. ومن الطبيعي أن يكون ما يحدث صعبا عليهم. ذلك ما يجب التعامل معه بحذر. وكما أتوقع فإن زعيم الحزب الحالي نعيم قاسم الذي رفض الاستجابة الفورية لقرار الدولة هو الأكثر دراية بأن دولة حزبه قد انتهى زمنها ومَن يقرأ خطاباته التي لا تزال خاضعة للرقيب الإيراني لا بد أن يكتشف بين سطورها رغبة في التفاهم عند الحدود الدنيا. ذلك ما يُشير إلى بدء مرحلة جديدة.
وللإنصاف فإن موافقة الدولة اللبنانية على الورقة الأميركية لم تكن خضوعا لمطالب إسرائيلية. كانت هناك قرارات دولية، كلها لمصلحة لبنان تضمنتها تلك الورقة. ليس من المقبول أن تكون هناك دولة داخل الدولة. كان حزب الله دولة همشت الدولة اللبنانية. وليس من المقبول أيضا أن يتم استبعاد الجيش اللبناني عن حدود الدولة ليحل محله جيش إيراني بحجة المقاومة. كما أنه لم يكن من حق أيّ جهة أن تسلب الدولة حقها في إعلان الحرب كما حدث غير مرة مع حزب الله الذي تبين في الحرب الأخيرة أن هلاكه ما كان ليحدث لولا أنه خضع لأوامر إيرانية كانت قد احتكمت إلى أخطاء في التقديرات التي سببت سيلا من الكوارث. أخطاء الحزب في حربه الأخيرة هي أخطاء إيرانية. وعلى العموم فقد آن الأوان أن يتخلص لبنان من العبء الإيراني. لتذهب إيران بأخطائها إلى جحيمها. فلكي يستمر لبنان في حياته صار عليه أن يتحرر من إملاءات المقاومة الإيرانية. ما من شيء في بيان الدولة اللبنانية الداعي إلى حصر السلاح بيد الدولة يشير إلى إيران. من حق الدولة اللبنانية أن تبسط سيطرتها على أراضيها. من حقها أن تطلب ممَّن يملكون سلاحا غير مرخص أن يسلموه لها. كما أن من حقها أن تنشر جيشها على حدودها. وعلى الجانب الآخر فقد صار على حزب الله أن يفهم أن زمنه انتهى. زمن الوصاية الإيرانية انتهى. لقد انتهى زمن دولته التي همشت الدولة اللبنانية المعترف بها دوليا. لبنان اليوم ليس جبهة إيرانية. وإذا ما كانت إيران قد انتحرت بالقيادات التاريخية لحزب الله فإن القيادة الحالية للحزب لن تنتحر كما أتوقع من أجل عيني إيران.