لجريدة عمان:
2025-05-18@08:19:16 GMT

« كان زمان »

تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT

في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات، أي خلال مرحلة الدراسة الجامعية، كنا كأصدقاء جمَعَنا تخصص الصحافة والإعلام، شغوفين بارتياد دُور السينما ومتابعة الجديد الذي يخرج عن «هوليوود» خاصة، مدفوعين بالرغبة في معرفة المزيد عن هذا العالم الذي أحببناه من خلال مساقات التخصص المتتالية.

مساقات محدودة تُعنى بالفنون الأساسية التي يرتكز عليها العمل السينمائي ككتابة السيناريو والتصوير والإخراج وما يتعلق بالموسيقى التصويرية كانت تدفعنا نحو قاعات السينما من أجل المتعة ولكون المكوث داخل هذه القاعات يتيح للمشاهد خاصية «التقمص الوجداني» للأحداث - كما تعلمنا - بسبب كِبر حجم الصورة وفاعلية المؤثرات الصوتية وحالة الإظلام التي ترافق العرض.

وبرغم المسافة التي كانت تفصل «الخوض» حيث السكن الجامعي عن مواقع دُور السينما في «روي» والحي التجاري وهشاشة الوضع المادي لنا كطلبة نتحصل على مبلغ «٤٠» ريالًا كمكافأة شهرية وحداثة دخولنا أجواء المدينة الصاخبة إلا أن متابعة الإنتاج السينمائي في صالتي «النصر» و«النجوم» كان من بين أهم الأعمال التي تتضمنها أجندة الأسبوع وما ساعد على ذلك أن قيمة التذكرة لا تتجاوز «٥٠٠» إلى «٨٠٠» بيسة.

يوم واحد في الأسبوع تأخذنا سيارتنا «الكورونا» المتهالكة إلى وسط «الحي التجاري» أو عمق «روي» وسِككها لحضور أي فيلم أجنبي معروض ـ غير قادم من القارة الآسيوية ـ فلم نكن نميل حينها لمشاهدة الأفلام الهندية غير الواقعية التي كانت تسيطر على المعروض في قاعات السينما المحدودة.

الأفلام الواقعية الناطقة بالإنجليزية هي عادة ما كنا نبحث عنه رغم عدم درايتنا بالبلد الذي أتت منه أو أسماء النجوم المرموقين خلال تلك المرحلة.. لا معلومات كافية لدينا حول الأفلام التي كانت تُحقق العوائد المالية الأعلى في شبابيك التذاكر أو تلك التي تفوز بجوائز في مسابقات ومهرجانات الأفلام السينمائية العالمية.

خلال السنوات اللاحقة بدت رؤيتنا لما يُقدم من أعمال أكثر نضجًا بسبب متابعة ما تكتبه الصحافة عن الأفلام الجديدة خاصة التي تحقق جوائز عالمية لنتعرف بعدها على أسماء النجوم الذين سنتعقب أعمالهم مستقبلًا من أمثال «نيكولاس كيج» و«توم هانكس» و«أنتوني هوبكنز» و«أنجيلا جولي» و«جوني ديب» و«كيت وينسلت» وغيرهم.. ثم بدأنا الاقتراب من المسابقات والمهرجات الكبرى التي تنظَم سنويًا لتكريم الأعمال المميزة كمسابقة «الأوسكار» ومهرجانات «كان» الذي تحتضنه فرنسا ومهرجان «البندقية» الذي يقام في إيطاليا أو مهرجان «برلين» الذي ينظم في ألمانيا.

لقد اتسمت أفلام التسعينيات بالتنوع والعُمق ففي الوقت الذي كانت فيه أفلام الخيال العلمي والحركة والغموض والرعب والإثارة تحظى بمتابعة لافتة من قبل الجمهور كان الفيلم الاجتماعي الواقعي والإنساني حاضرًا كذلك على عكس ما هو حاصل في الوقت الراهن حيث تسيطر أفلام العنف والرعب والحركة على النسبة الأعلى من الإنتاج العالمي.

أفرزت تلك الفترة ممثلين ومخرجين من العيار الثقيل وأفلاما ستعيش طويلا.. من بين ما أتذكره أفلام «صمت الحملان» لجودي فوستر وأنتوني هوبكنز وسلسلة «ذا ماتريكس» لكيانو ريفز وجيسيكا هنويك و«تايتنيك» لليوناردو دي كابيريو وفيلم «قلب شجاع» لميل جيبسون وأفلام «المريض الإنجليزي» و«عقل جميل» و«إنقاذ الجندي رايان» التي فاز معظمها بجوائز أوسكار .

هذه النوعية من الأفلام لم تكن لتترك لنا حينها خيار الذهاب أو الامتناع عن مشاهدتها في قاعات السينما بـ«روي» .. كُنا عقب انتهاء الفيلم نجلس على الكراسي الخشبية المُثبتة على طول الشارع الداخلي في «روي» وقد سكت ضجيجه آخر الليل نُحلل بعفوية ما شاهدنا.. هذا «كان زمان».

النقطة الأخيرة..

في زمن سطوة منصات العرض الإلكترونية وجنوح الإنتاج السينمائي نحو الربحية.. في ظل الارتفاع المجنون للأسعار.. بسبب ضبابية الرسالة التي تقدمها السينما.. تقترب صالات العرض من الإغلاق واحتضار متعة المشاهدة الحية داخل القاعات المُغلقة.

عُمر العبري كاتب عُماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

حسين فهمي ويسرا من كان: السينما المصرية رائدة والمنافسة بين القاهرة والجونة لا تلغي الشراكة

أكدت النجمة يسرا خلال تصريحات لها على هامش مهرجان كان السينمائي الدولي أنها مدينة لعدد من كبار المخرجين، وفي مقدمتهم يوسف شاهين، مشيرة إلى أن الفضل يعود له في فتح آفاق العمل مع العالم العربي.

وأضافت يسرا خلال ندوة خاصة عن السينما المصرية في "كان": "أغلب النجوم الحاليين في مصر عملوا معي، وهذا يشعرني بالفخر، وفي المقابل لم تكن العالمية هدفي، لكنني كنت أسعى دائمًا لأن أكون ممثلة مصرية صاحبة علامة ودور فعال في هذه الصناعة العريقة.

من جانبه، قال الفنان حسين فهمي، رئيس القاهرة السينمائي، إن المهرجان هذا العام يعمل بروح شبابية، ويواكب طموحات الأجيال الجديدة، وتابع: "تداخل مواعيد المهرجانات العربية يخلق تنافسية واضحة، لكنها منافسة صحية، فنحن نتعاون في ما بيننا، وجناح مصر في مهرجان كان السينمائي يعكس هذه الروح في دفع عجلة السينما المصرية على نحو مدهش."

وأضاف حسين فهمي: انتقلت من دراسة الإخراج إلى التمثيل بدافع الشغف، وهو ما دفعني أيضا لتولي مسؤولية مهرجان القاهرة بحماس كبير، ونحاول جاهدين مع فريق شاب للانتشار من الغرب إلى الشرق داخل العاصمة، مما يلبي احتياجات الجمهور، مع خلق أجواء جاذبة للشباب من خلال توفير تذاكر مخفضة للطلبة وطلاب معهد السينما.

واختتم حسين فهمي قائلاً: "نعم هناك منافسة مع مهرجانات مثل الجونة، لكنها منافسة تبني ولا تهدم، ونحن جميعًا نعمل من أجل السينما المصرية، وننقل التجارب المختلفة من كل مكان لمهرجان العاصمة المصرية، لكي يحتفظ بمكانته العريقة إقليميا ودوليا."


مركز السينما العربية يقدم خلال المهرجان عددا من ندوات إلى جانب حفلين لتوزيع الجوائز، لتسليط الضوء على العاملين في الصناعة السينمائية سواء أمام الكاميرا أو خلفها، مع الاحتفاء بعالم السينما العربية.

ومن المنتظر أن تعقد الجمعة 16 مايو ندوة بعنوان "السينما الفلسطينية تحت المجهر"، تُديرها ميلاني جودفيلو من موقع Deadline، من الساعة 10 حتى 11 صباحًا على المسرح الرئيسي. وبعدها في نفس اليوم، من 11:30 صباحًا إلى 12:30 ظهرًا في قاعة فيو بوينت، سيُدير مايكل روسر من سكرين انترناشيونال دراسة حالة بعنوان "تشريح إنتاج مشترك عربي أصيل"، تُناقش سبل التعاون داخل الصناعة.

وتختتم فعاليات مركز السينما العربية في سوق الفيلم بندوة بعنوان "التمويل القائم على الأسهم: ريادة آفاق تمويلية جديدة للسينما العربية"، يُديرها جمال جميح، وتُقام من الساعة 2 حتى 3 بعد الظهر يوم الأحد 18 مايو على المسرح الرئيسي.

مهرجان كان السينمائي الدولي كرم الممثل والمخرج والمنتج الأمريكي روبرت دي نيرو خلال حفل الافتتاح بعد 14 عامًا من توليه رئاسة لجنة تحكيم مهرجان كان عام 2011، وقد التقى برواد المهرجان خلال محاضرة أقيمت أمس على مسرح ديبوسي روم، حكى فيها عن مشواره الفني وتعاونه مع كبار المخرجين وطريقته الخاصة في التعامل مع أدواره.

لم يخلُ المهرجان الأشهر من التطرق إلى قضايا سياسية واجتماعية، عندما أدانت الممثلة الفرنسية جوليت بينوش، رئيسة لجنة التحكيم، في كلمتها بحفل الافتتاح ما وصفته العنف ضد النساء والانتهاكات في غزة، مشيرة إلى أهمية دور الفن في دعم القضية الفلسطينية.

وتشهد هذه الدورة مشاركة مخرجين كبار بالسينما العالمية، منهم الأخوان البلجيكيان جان بيار ولوك داردين، المخرج الأمريكي ويس أندرسون ومواطنه ريشار لينكلتير، المخرج النرويجي يواكيم تريير وغيرهم.

طباعة شارك حسين فهمي يسرا مهرجان كان السينمائي الدولي

مقالات مشابهة

  • مركز السينما العربية يسلم الفائزين جوائز الدورة التاسعة لنقاد الأفلام العربية بـ كان
  • بعد طرحها اليوم.. تعرف على كلمات أغنية «ما نروق» لـ بسمة عطا
  • تحت شعار السينما في عصر الذكاء الاصطناعي"..  انطلاق الدورة 41 من مهرجان الإسكندرية
  • مؤرخ فني: عادل إمام كان له دورا كبيرا في الترويج للسياحة المصرية
  • ياسر جلال يتصدر تريند جوجل بعد الإعلان عن مشاركته في فيلم "Expendables" بنسخته العربية: تجربة عالمية بطابع عربي مشوّق
  • داليا البحيري: مهرجان أسوان لأفلام المرأة له مكانة خاصة في قلبي.. فيديو
  • المخرجة مي عودة: الوضع أصبح أكثر تحديا لصناع الأفلام الفلسطينيين
  • بحضور يسرا وحسين فهمي.. ندوة في «كان» تناقش مكانة السينما المصرية عالميًا وتحدياتها
  • حسين فهمي ويسرا من كان: السينما المصرية رائدة والمنافسة بين القاهرة والجونة لا تلغي الشراكة
  • خلال جلسة نقاشية حاشدة.. مصر تعرض قدراتها الإنتاجية أمام صُنّاع السينما في «كان»