أظهرت دراسة حديثة أن التقارير التي تكتب بواسطة الذكاء الاصطناعي أثناء متابعة الجراحين وهم يجرون العمليات عبر أجهزة الحاسوب تكون أكثر دقة من التقارير التي يكتبها الجراحون بأنفسهم.

وكشفت الدراسة المنشورة في دورية "جورنال أوف ذا أميركان كوليدج أوف سيرجنز" عن أن كتابة الملاحظات الجراحية -وهي التقارير التي توثق تفاصيل الإجراء الجراحي- باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي تكون أدق، إذ درب الباحثون أنظمة "الرؤية الحاسوبية" على اكتشاف تصرفات الجراحين في مقاطع مصورة لعمليات بمساعدة الروبوت لإزالة البروستاتا ولكل خطوة ممكنة من العملية، وبينما كان نظام الذكاء الاصطناعي "يشاهد" التسجيل المصور اكتشف خطوات الجراح وجمع النص في تقرير جراحي سردي.

وعندما اختبر الباحثون النظام باستخدام مقاطع مصورة عن 158 حالة حقيقية احتوت 53% من التقارير التي كتبها الجراحون على تناقضات مقارنة بـ29% من تقارير الذكاء الاصطناعي، حسبما حددها فريق من الخبراء من المراجعين.

كما تم العثور على تناقضات كبيرة مع الإجراءات المسجلة في المقاطع المصورة، والتي قد تكون ذات أهمية لرعاية المريض لاحقا في 27% من تقارير الجراحين وفي 13% فقط من تقارير الذكاء الاصطناعي.

إعلان

وقال الباحثون إنه مع إجراء المزيد من الاختبارات فإن التكنولوجيا الجديدة لديها القدرة على "تقليل عبء التوثيق، وتحسين دقة التقارير الجراحية، وتعزيز الشفافية الجراحية، وتقليل عدم الموضوعية في التوثيق الجراحي".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الذکاء الاصطناعی التقاریر التی

إقرأ أيضاً:

OpenAI تستعد لإطلاق منافس TikTok يعتمد كليًا على الذكاء الاصطناعي

تستعد شركة OpenAI لدخول عالم التواصل الاجتماعي من أوسع أبوابه، بخطوة طموحة قد تُحدث تحولًا في مفهوم صناعة المحتوى المرئي، إذ تعمل الشركة على تطوير تطبيق جديد يشبه إلى حد كبير منصة TikTok، لكنه يعتمد بشكل كامل على الذكاء الاصطناعي في إنشاء الفيديوهات، دون أي محتوى بشري تقليدي.

وبحسب تقرير نشرته مجلة Wired، فإن التطبيق الجديد، الذي سيعمل بنظام الفيديو المرتقب Sora 2، يُقدّم تجربة مشابهة لتطبيق TikTok من حيث تصميم الواجهة وطريقة العرض العمودية وآلية التصفح بالتمرير السريع. لكن المفاجأة الكبرى هي أن جميع المقاطع داخل التطبيق ستكون مُنشأة بواسطة الذكاء الاصطناعي، دون السماح للمستخدمين برفع صور أو فيديوهات من ألبوم الكاميرا الخاص بهم.

ويهدف تطبيق Sora 2 إلى منح المستخدمين القدرة على توليد مقاطع فيديو قصيرة لا تتجاوز 10 ثوانٍ، باستخدام أوامر نصية أو عناصر بصرية بسيطة. وحتى الآن، لم يتضح بعد ما إذا كان هناك إصدار آخر من النظام يتيح إنشاء مقاطع أطول خارج التطبيق. للمقارنة، يسمح TikTok اليوم بتحميل فيديوهات تصل مدتها إلى 10 دقائق، بعد أن بدأ بحد زمني لا يتجاوز 15 ثانية فقط.

ووفقًا للمعلومات التي كشفتها Wired، سيحتوي التطبيق الجديد أيضًا على ميزة التحقق من الهوية، وهي خاصية تتيح للمستخدم، في حال تفعيلها، استخدام صورته الشخصية لإنشاء مقاطع فيديو واقعية بوجهه داخل التطبيق. وفي المقابل، سيتمكن المستخدمون الآخرون من وسم هذه الحسابات أو إعادة استخدام صورهم عند إعادة مزج مقاطع الفيديو المنشأة بواسطة الذكاء الاصطناعي.

ولتفادي إساءة الاستخدام، وضعت OpenAI نظام إشعارات ذكي يُبلغ المستخدم كلما استُخدمت صورته في مقطع آخر، حتى لو لم يُنشر الفيديو في الخلاصة العامة. هذا الإجراء يعكس محاولة الشركة وضع ضوابط أخلاقية وتقنية تحمي المستخدمين من الانتحال أو الاستخدام غير المصرّح به للصور، وهي خطوة ضرورية وسط الجدل المتنامي حول حقوق الصورة في عصر الذكاء الاصطناعي.

ورغم أن التطبيق سيستند إلى نظام توليد المحتوى الخاص بـ Sora 2، إلا أن Wired أشارت إلى أن OpenAI ستفرض قيودًا صارمة على نوعية المقاطع المسموح بإنشائها، خصوصًا تلك التي قد تنتهك حقوق النشر. ومع ذلك، لا يزال الغموض يحيط بمدى فعالية هذه القيود، خاصة مع ما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال بأن OpenAI تعتزم مطالبة أصحاب الحقوق بإرسال طلبات مباشرة لحذف أو منع ظهور محتواهم ضمن المقاطع المولدة عبر التطبيق.

أما عن الدافع وراء دخول OpenAI إلى مجال التواصل الاجتماعي، فتُرجّح Wired أن الشركة وجدت فرصة استراتيجية في ظل حالة عدم الاستقرار التي يعيشها TikTok في الولايات المتحدة، بعد سلسلة من القرارات التي أصدرها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لفرض سيطرة أمريكية على عمليات شركة ByteDance المالكة للتطبيق. وترى OpenAI أن هذا الوقت مثالي لتقديم بديل جديد يستفيد من فراغ السوق المحتمل.

إضافة إلى ذلك، يبدو أن OpenAI تسعى إلى توسيع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي وجعلها أكثر اندماجًا في الحياة اليومية للمستخدمين. فمن خلال إضافة مكون اجتماعي إلى Sora، قد تنجح الشركة في بناء مجتمع رقمي جديد حول الذكاء الاصطناعي، يُشجع المستخدمين على البقاء داخل النظام البيئي الخاص بها بدلًا من تجربة نماذج منافسة مثل Runway أو Pika Labs.

ويرى مراقبون أن خطوة OpenAI تمثل بداية موجة جديدة من التطبيقات التي تمزج بين الذكاء الاصطناعي ومفاهيم الترفيه التفاعلي، لتخلق عالمًا جديدًا من المحتوى لا يُصنع بأيدٍ بشرية بل بخوارزميات توليدية قادرة على إنتاج صور ومشاهد وأصوات واقعية بدقة مذهلة.

ورغم الحماس المحيط بالمشروع، فإن التطبيق يثير أيضًا أسئلة مهمة حول مستقبل الإبداع البشري، وحدود استخدام الذكاء الاصطناعي في المحتوى المرئي، ومدى قدرة الشركات على ضبط حقوق الملكية الفكرية في فضاء تزداد فيه سرعة توليد المحتوى يوماً بعد يوم.

بهذه الخطوة، يبدو أن OpenAI لا تكتفي بتغيير طريقة إنتاج الفيديوهات، بل تسعى لإعادة تعريف معنى التواصل الاجتماعي نفسه، في عالم تتحول فيه الخوارزميات إلى صُنّاع المحتوى الجدد.

مقالات مشابهة

  • أسوس تجسّد رؤية الذكاء الاصطناعي الشامل خلال مشاركتها في جيتكس جلوبال 2025
  • وزير الري: نستخدم الذكاء الاصطناعي في إدارة الموارد المائية
  • جوجل تعيد ابتكار البحث بالصور عبر الذكاء الاصطناعي
  • ميزة "الدفع الفوري" من ChatGPT تُحدث ثورة في التسوق عبر الذكاء الاصطناعي
  • OpenAI تستعد لإطلاق منافس TikTok يعتمد كليًا على الذكاء الاصطناعي
  • د. هبة عيد تكتب: المزحة التي خرجت عن السيطرة.. عندما يتحول الذكاء الاصطناعي إلى فوضى رقمية
  • هل اقتربنا من سيناريوهات انفجار الذكاء الاصطناعي؟
  • توصية بتكثيف الدراسات المناخية في جازان مع تطبيق الذكاء الاصطناعي
  • توظيف الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي خطوة نحو حوكمة الابتكار
  • الذكاء الاصطناعي ينجح في تصنيف الأجرام النجمية