نقيب المهندسين: لجنة إعمار غزة تواصل الانعقاد لوضع خطة قابلة للتنفيذ
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
التقى المهندس طارق النبراوي، نقيب مهندسي مصر ونائب رئيس اتحاد المهندسين العرب، وفدًا من اتحاد المقاولين الفلسطينيين يرأسه المهندس أحمد خليل القاضي رئيس الاتحاد، وعضوية المهندس سامر ربايعة رئيس دائرة التصنيف باتحاد المقاولين الفلسطيني، بمكتبه بالنقابة العامة للمهندسين.
إعادة إعمار غزةوقال نقيب مهندسي مصر، إنّ لجنة نقابة المهندسين المصرية لإعمار غزة في اجتماع مستمر وعمل متواصل من أجل وضع خطة إعمار تقوم على محاور أساسية قابلة للتنفيذ، وجميع محاورها ستكون مرنة قابلة للتعديل، لتكون قادرة على التعامل مع التغيرات المكانية والمالية والأمنية، موضحا أن إحدى اللجان التابعة للجنة النقابة لإعمار غزة تعكف حاليًا على دراسة خطة «فينيق غزة»، وهي خطة إعمار أعدَّها خبراء من نقابة المهندسين في القدس ونقابة المهندسين في غزة، وخبراء أردنيون.
وأضاف: «سنستمد من هذه الخطة البيانات التفصيلية للواقع في غزة، وسنواصل عملنا لنقدم أفضل ما يمكن أن يقدمه الشعب المصري لأشقائه في غزة»، متابعا: «كل الجهات النقابية والمهنية في مصر جاهزة للمشاركة في إعادة إعمار غزة سواء بالتخطيط أو الإشراف أو المتابعة».
حجم الدمار في غزةومن جانبه، نقل المهندس أحمد القاضي تحيات رئيس الوزراء الفلسطيني لنقيب المهندسين، كما وجَّه القاضي، الشكر لنقابة المهندسين المصرية، لدعمها إعمار غزة، قائلا: «باسم كل مقاولي غزة والضفة الغربية، وباسم كل فلسطيني أتقدم بخالص الشكر والامتنان لنقابة المهندسين العريقة، على ما تقوم به من عمل جليل لإعادة إعمار غزة».
وأضاف: «أتوجه بالشكر أيضًا للحكومة المصرية، على جهودها في وقف الحرب، ونعتبر مصر وفلسطين جسد واحد، فمصر هي الشريان الوحيد الذي يمد غزة بالحياة»، موضحا أن حجم الدمار في غزة مروع.
وتابع: «كل محطات الطاقة ومحطات المياه وحوالي 85% من البنية التحتية مدمَّرة بالكامل أيضًا، بالإضافة إلى تدمير 300 ألف وحدة سكنية وهناك 60 ألف وحدة سكنية أخرى تحتاج كل منها إلى حوالي 6 آلاف دولار لترميمها، لتصبح صالحة للسكن، كما أن 123 مستشفى خرجت من الخدمة تمامًا، و280 مدرسة تم تدميرها، إضافة إلى عشرات المساجد والكنائس، بينما كان أول ما دمرته إسرائيل في غزة هو مبنى الأحوال المدنية الذي كان يحوي الأرشيف التاريخي والذي يضم كل بيانات أهالي غزة ومبانيها».
واستطرد: «نتطلع إلى وضع آليات، لبدء إعاة إعمار غزة، وهو عمل يحتاج إلى مجهود جبَّار»، مشيرا إلى أنه كان أحد المشاركين في خطة «فينيق غزة» للإعمار، كما أن السلطة الفلسطينية وضعت أيضًا خطة لإعمار غزة، ويجب التنسيق بين كل هذه الخطط بما يحقق أفضل الحلول لإعمار قطاع غزة.
وكشف «القاضي» أن إسرائيل تمارس حاليًا تدميرًا شاملًا في جنين وطولكرم بالضفة الغربية، وهو ما يعني أن مأساة غزة يمكن أن تتكرر في الضفة، مشددًا على أن الشعب الفلسطيني لن يترك وطنه، ولن يقبل أبدًا أن يغادر أرض فلسطين.
وأوضح أن هناك 250 ألف فلسطيني في غزة ماهرون في أعمال البناء، ومتعطلون حاليًا عن العمل ومستعدون للمشاركة فورًا في إعمار غزة، مؤكدًا أن المحنة الحالية التي يعاني منها قطاع غزة يمكن أن تتحول إلى منحة لو جرى إعادة بنائه بشكل حديث وبلا عشوائيات.
ومن جانبه، أكد المهندس محمد سامي سعد،رئيس الاتحاد المصري لمقاولي التشييد والبناء، أن اتحاد مقاولي التشييد والبناء وجميع شركاته مستعدة تمامًا للمشاركة في إعمار غزة.
وقال: «لدينا في مصر شركات ذات خبرة كبيرة في تطوير العشوائيات، وهذه الشركات كانت تقوم بإزالة المباني القديمة وبناء مبانٍ مكانها على أحدث ما يكون البناء، وهي خبرات مهمة وستفيد كثيرًا في إعمار غزة».
وأضاف رئيس الاتحاد المصري لمقاولي التشييد والبناء: «توجد في مصر شركات عديدة شاركت في إعادة إعمار العراق وليبيا، وكل شركات المقاولات مستعدة تمامًا للتعاون مع نقابة المهندسين لتنفيذ خطة إعمار قطاع غزة العزيز على قلب كل مصري وعربي»، مشيرا إلى أنه ستتم الاستفادة من ركام المباني المدمرة في غزة بإعادة تدويرها واستخدامها من جديد، وهو أمر يتقنه أهل غزة منذ سنوات طويلة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: نقابة المهندسين غزة إعادة الإعمار إعادة إعمار غزة إعادة إعمار إعمار غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
باستخدام بكتيريا نافعة.. علماء يبتكرون بطاريات قابلة للذوبان
نجح باحثون من جامعة ولاية نيويورك في بينغهامتون الأميركية في تصميم بطارية مؤقتة قابلة للتحلل بالكامل وتعمل بـ "البروبيوتيك"، أي البكتيريا النافعة التي نستهلكها في الأغذية والمكملات الصحية. ويهدف هذا الابتكار إلى تمكين جيل جديد من الأجهزة الإلكترونية، القابلة للاستخدام لمرة واحدة دون ترك أثر ضار على الجسم أو البيئة.
هذا الابتكار العلمي جاء في إطار الجهود المتواصلة لتطوير ما يعرف بالإلكترونيات "المتحللة" أو "المؤقتة"، وهي أجهزة صُممت لتؤدي وظيفة محددة لفترة قصيرة، ثم تذوب تلقائيًا بطريقة آمنة بعد انتهاء مهمتها. وقد نُشرت الدراسة في دورية "سمول" المتخصصة في علوم وتقنيات النانو.
يقول سيخوين تشوي، مدير مختبر الإلكترونيات الحيوية والأنظمة الدقيقة بجامعة ولاية نيويورك في بينغهامتون، والمشارك في الدراسة، في تصريحات حصرية للجزيرة نت: "كان دافعنا الأساسي هو تطوير مصدر طاقة آمن وصديق للبيئة للأجهزة الإلكترونية المؤقتة".
عبر تاريخ تقنيات البطاريات الحيوية، ظل استخدام البكتيريا كمصدر للطاقة مرهونًا بخطرين رئيسيين؛ السُمية والمخاطر البيئية. غالبًا ما تعتمد البطاريات الميكروبية على بكتيريا مُعدلة وراثيًا أو سلالات مسببة للأمراض، مما يثير تساؤلات حول السلامة، خاصة عند استخدامها داخل الجسم البشري أو في الطبيعة.
لكن الدراسة الجديدة تتبنى توجهًا مختلفًا. يقول تشوي: "اتجهنا نحو البروبيوتيك، وهي بكتيريا مألوفة في النظام الغذائي البشري والميكروبيوم، مما أتاح لنا ابتكار بطارية غير سامة، ومتوافقة حيويًا، وقابلة للذوبان بالكامل".
يمثل هذا النهج طفرة حقيقية، إذ يعالج بشكل مباشر القيود التنظيمية والصحية التي منعت استخدام البطاريات البيولوجية في التطبيقات الطبية والبيئية. المثير في الأمر أن البطارية لا تعتمد على نوع واحد من البروبيوتيك، بل على مزيج مأخوذ من مكملات غذائية معروفة.
إعلانيوضح تشوي: "تم اختيار خليط من 15 سلالة من مكملات بروبيوتيك تجارية ليعكس تنوعًا وراثيًا واسعًا. نعتقد أن التفاعلات الأيضية المتبادلة بين هذه السلالات المتنوعة تعزز النشاط التأكسدي والاختزالي. رغم أن البكتيريا موجبة الجرام عادة ما تملك قدرات ضعيفة لنقل الإلكترونات خارج الخلية، فإن تآزرها في بيئتنا المصممة هندسيًا يبدو كافيًا لتوليد تيار كهربائي مفيد".
تشير البيانات التجريبية إلى نجاح التعاون المعقد لمكونات هذا الخليط في توليد الكهرباء، إما عن طريق التخمير أو إفراز جزيئات ناقلة للإلكترونات.
تتغذى البكتيريا النافعة على مواد موضوعة داخل البطارية، وخلال عملية الهضم (أو التخمير)، تطلق البكتيريا إلكترونات وهي الجزيئات نفسها التي تنقل الكهرباء في الأسلاك. تمر الإلكترونات التي تطلقها البكتيريا عبر سلك صغير أو مادة موصلة، لتوليد تيار كهربائي يمكن استخدامه لتشغيل جهاز بسيط مثل مستشعر صغير داخل الجسم.
في هذا السياق، فإن البطارية محمية بغشاء خاص لا يذوب إلا في بيئة ذات حامضية محددة، وعندما تدخل البطارية هذه البيئة، يبدأ الغشاء بالذوبان، مما يفتح الطريق أمام الماء والبكتيريا لتبدأ في إنتاج الطاقة. بعد أن تنفذ الطاقة أو تنتهي المهمة، تذوب البطارية بالكامل، ولا تترك خلفها أي مواد سامة أو بقايا، لأن كل مكوناتها تقريبًا قابلة للتحلل.
يشرح تشوي: "الإنجاز الأهم في بحثنا هو دمج الطاقة الحيوية المستندة إلى البروبيوتيك مع تصميم قابل للذوبان بالكامل. بطاريتنا هي الأولى التي تستخدم فقط مواد غذائية آمنة وبكتيريا غير ضارة في هيئة مدمجة وقابلة للذوبان بالكامل. الغشاء الحساس للحموضة يضيف طبقة من التحكم الذكي، مما يتيح تشغيل الجهاز فقط في بيئة حمضية مثل المعدة."
هذه التقنية تفتح الباب أمام استخدام البطارية في أجهزة طبية قابلة للبلع، مثل أجهزة قياس درجة الحموضة أو توصيل الأدوية الذكية، التي تعمل فقط بعد دخولها المعدة دون الحاجة لاستخراجها مرة أخرى.
يعلق تشوي: "بينما يستجيب غشاؤنا الحساس جيدًا لمستويات الحموضة في المعدة (1.5 إلى 3.5)، فإن التفاوت بين الأفراد قد يؤثر على الأداء. لذلك، نعمل على تطوير أغشية متعددة الطبقات أو مزج البوليمرات لتوفير تحلل متدرج وأكثر دقة. وفي التطبيقات البيئية، مثل مراقبة المياه الملوثة، قد نضيف محفزات مزدوجة مثل درجات الحموضة والحرارة لزيادة الانتقائية والموثوقية".
تحديات تواجه البطارية القابلة للذوبانبحسب الباحثين، فالبطارية الجديدة ما زالت في مرحلة "إثبات المفهوم"، أي أن البطارية الحالية لا تزال تحتاج إلى تطوير قبل دخولها السوق. نحن أمام نموذج أولي من وحدة واحدة، في حين تحتاج التطبيقات الواقعية إلى بطاريات متعددة موصولة على التوالي أو التوازي لرفع الجهد والتيار.
يوضح تشوي: "نرى تطبيقات واعدة في التغليف الذكي للأغذية، حيث يمكن استخدام البطارية لتشغيل مؤشرات نضارة تتحلل مع العبوة. وكذلك في الأجهزة المستخدمة ميدانيًا في الجيش أو أثناء الكوارث، إذ قد يحتاج الجنود أو عمال الإغاثة إلى أجهزة تشخيصية قابلة للبلع ولا تحتاج إلى استرجاع".
إعلانرغم هذه الإمكانيات الواعدة، فإن الفريق يقر بأن هناك تحديات أمام تعميم هذه التقنية، على رأسها زيادة كثافة الطاقة، وتمديد وقت التشغيل، وخفض تكاليف التصنيع، والحصول على الموافقات التنظيمية. ورغم اعتماد الباحثين على مواد آمنة بيئيًا، فإن مشروعهم لم يخل من بعض نقاط الضعف، مثل استخدام شمع البرافين في تصنيع البطارية، والذي لا يعد قابلاً للهضم.
ويعلق تشوي: "صحيح أننا استخدمنا شمع البرافين لما يتمتع به من سهولة التشكيل والاستقرار البنيوي، لكنه ليس قابلًا للهضم بشكل كامل. لذا، نبحث حاليًا عن بدائل مثل الكبسولات المصنوعة من الجيلاتين، أو الأغلفة متعددة السكريات، أو حتى أفلام الكيتوسان، التي توفر حماية ميكانيكية مماثلة وتذوب بأمان في البيئات المائية أو الحمضية".
تتجسد أهمية هذا الابتكار في قدرته على الجمع بين السلامة البيئية، والفعالية الحيوية، والتحكم الذكي. بطارية تُصنع من مواد غذائية، تعمل بالبكتيريا النافعة، وتتحلل تلقائيًا بعد أداء وظيفتها، وكأنها لم تكن. وربما بعد سنوات قليلة، عندما تبتلع جهازًا صغيرًا لقياس السكر أو تحليل مستوى الالتهاب في معدتك، لن تفكر كثيرًا فيما يحدث له بعد ذلك. فبفضل البكتيريا النافعة، سينهي مهمته، ويذوب في صمت.