لجريدة عمان:
2025-10-16@05:39:50 GMT

رحلة النسوية البيضاء من الفوقية إلى الفوقية

تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT

واجهت النسويات مع حرب الإبادة امتحانا.. لم يكن امتحانا حقا، فكلمة امتحان أو اختبار تحمل معاني التحير، والمجاهدة للتثبت من الموقف. إلا أن خيارهن الأخلاقي كان واضحا وحاسما دون تردد: لا مجال للحديث عن الحريات الشخصية والجنسية لأشخاص تهدد حياتهم. ومعركة التحرر من الاستعمار، من الحصار، من السجون، من القتل الممنهج هي ما يجب على ناشطات العالم العمل لأجله في هذه المرحلة الحرجة.

دعم النسويات العربيات للمقاومة وضع استمرارية مبادراتهن على المحك. حيث خسرن شطرا لا يستهان به من التمويل الذي كان يضخ عبر المؤسسات الأوروبية.

رحلة النسوية البيضاء من الفوقية إلى الفوقية: واجهت النسوية لعقود خلال القرن العشرين نقداً بشأن افتراضها تشابه أحوال النساء، وتشابه مطالبهن، وتنصيب أنفسهن كمتحدثات باسم نساء الكوكب. لمجابهة هذا النقد اتخذن موقفا جديدا. حيث رحن يؤكدن على الفارق الثقافي، وأهمية احترام تقاليد المجتمعات غير الغربية. فالختان تقليد شرقي، والساتي تقليد هندي، وزواج القاصرات تقليد إسلامي.

تجادل اوما نارايان (Uma Narayan) أستاذة الفلسفة المتخصصة في النسوية ما بعد الاستعمارية بأن هذا التأكيد على اختلاف الثقافات يفترض وجود ثقافة ثابتة (جوهرية) أن ثمة ما يمكن تسميته ثقافة هندية، عربية، إسلامية. في تناقض مع تفكيرهن بالجندر. فهن يرفضن فرض أدور للنساء أو تحديد ما يعنيه أن تكون امرأة، لكنهن يؤمن أن ثمة ثقافة، ويتوقعن من النساء المنتميات لها أن يكن مسلمات بها. عوضا عن اعتبار التقاليد الثقافية شيء متطور ومتبدل، يُقبل أو يُرفض، يُراجع، ينمو مع ناسها. تقليد مثل الساتي الهندي (الذي تحرق فيه المرأة مع نعش زوجها) يصبح «ثقافة هندية» في تعميم لتقليد غير شائع في كل الهند. هذا الإصرار على اختلاف الآخر، اختلاف ثقافته، يعيد تكريس المنظور الفوقي للبيض مقابل الآخر، الأكزوتك، ذو الثقافة الخاصة.

النسويات اليوم، بأفعالهن الرافضة للتنازل عن حقوق الإنسان كل إنسان: القول بأن حقوق الإنسان ودعاوي المساواة هي قيم غربية يتجاهل حقيقة تعايش هذه القيم مع عقود من العبودية والاستعمار والنيل من حقوق النساء سواء في المستعمرات أو في العالم الغربي. يتجاهل أن الأطر والمعاهدات هي في الحقيقة نتيجة صراع طويل من قبل هذه الفئات المهمشة والمضطهدة، لأجل أن ينظر إليهم باعتبارهم مستحقين للقدر نفسه من العدالة والكرامة والحقوق. هذه القيم هي على عكس ما يروج له نتيجة لصراع الجنوب العالمي ضد الإمبريالية.

تكشف نسويات الغرب في مواضيع اهتمامهن ومعالجتهن لقضايا العالم عن هذه الخصلة، بالتركيز على ما يعتبرنه مهم بالنسبة لهن (حرية اللباس، الحريات الشخصية)، وإهمال الحياة «المجردة» للبشر. إنهن يفشلن في النظر لأبعد من مصافحة اليد، وغطاء الرأس. إنهن يُعلين اهتماماتهن الثانوية لموضع يساوين فيه بين حياة المرء (أو المرأة تحديداً) وحريته، والقضايا الثانوية، في انعدام لا يصدق للحساسية الأخلاقية.

وتكشف المؤسسات الثقافية عن قدرات كامنة للهيمنة والابتزاز والمعاقبة. التمويل الثقافي ورقة مقايضة، ورقة ضبط، جزاء، عقاب، ورقة ضامنة بأن يتكلموا من خلال من يمولون.

إن كنا نريد استعادة أصواتنا حقاً فعلينا أن نعمل اليوم نحو قبول التسامح والانفتاح، أن تمنح مؤسساتنا لا مؤسساتهم للشابات والشباب مساحة حرة للعمل.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ثقافة قنا تحتفي بالذكري الـ52 لانتصارات حرب أكتوبر

شهد الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، مساء اليوم، احتفالية الهيئة العامة لقصور الثقافة بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لانتصارات أكتوبر المجيدة، والتي نظمها فرع ثقافة قنا على مسرح قصر الثقافة، تحت شعار "وفرحت مصر"، في أجواء وطنية جسدت روح النصر والعزة والفخر ببطولات القوات المسلحة المصرية.

حضر الاحتفال الدكتور حازم عمر نائب المحافظ، واللواء سامي علام السكرتير العام للمحافظة، والعقيد علي كامل نائب المستشار العسكري، والدكتور محمد عزوز رئيس مجلس أمناء جامعة جنوب الوادي الأهلية، والدكتور محمد وائل نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، ومحمود عبد الوهاب مدير عام الإدارة المركزية لإقليم جنوب الصعيد الثقافي، والنائبة نجلاء باخوم عضو مجلس النواب، وأنور جمال مدير عام فرع ثقافة قنا، وعدد من رجال الدين الإسلامي والمسيحي، ولفيف من القيادات التنفيذية والشعبية والعسكرية، إلى جانب حشد كبير من أهالي مدينة قنا.

بدأت فعاليات الاحتفالية بعزف السلام الوطني لجمهورية مصر العربية، تلاه عرض مجموعة من الفقرات الفنية التي تنوعت بين الأغاني الوطنية لفرقة قنا للموسيقى العربية، والعروض الاستعراضية لفرقة الفنون الشعبية للأطفال، إلى جانب عرض فيلم تسجيلي تناول أحداث حرب أكتوبر المجيدة، وسرد نماذج من بطولات أبناء محافظة قنا الذين شاركوا في الحرب وسطروا ملاحم من التضحية والفداء.

أكتوبر لحظة فارقة: 

وخلال كلمته في الاحتفال، جدد محافظ قنا تهنئته الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وكافة قيادات وأبطال القوات المسلحة، وجموع الشعب المصري، بمناسبة ذكرى النصر العظيم، مؤكدًا أن انتصارات أكتوبر ستظل رمزًا خالدًا للفخر والعزة، وتجسيدًا للإرادة المصرية التي لا تعرف المستحيل.

وأشار المحافظ إلى أن حرب أكتوبر كانت لحظة فارقة في تاريخ الأمة المصرية والعربية، إذ جسدت أسمى معاني الإصرار والوحدة والتخطيط، وأثبتت للعالم أن الجيش المصري قادر على الدفاع عن أرضه وكرامته وتحقيق المستحيل، مؤكدًا أن ما تحقق في أكتوبر من إنجازات عسكرية يُعد امتدادًا لبطولات قواتنا المسلحة والشرطة اليوم في مواجهة الإرهاب وحماية حدود الوطن.

واختتم محافظ قنا كلمته بالدعاء أن يحفظ الله مصر قيادةً وشعبًا، وأن يديم عليها نعمة الأمن والأمان والاستقرار، لتظل رايتها خفاقة بين الأمم، موجهًا الشكر لفرع ثقافة قنا على تنظيم هذه الاحتفالية الوطنية التي تُجدد في النفوس معاني الانتماء والفخر بتاريخ مصر المجيد.

مقالات مشابهة

  • بين سرعة الشيخوخة وخطر ألزهايمر: اكتشاف جديد عن فروق الدماغ بين الجنسين
  • "الموج مسقط" يسلط الضوء على دور النماذج النسائية احتفاء بيوم المرأة العمانية
  • عدن تحت وطأة الفوضى.. محاولات اختطاف متكررة تستهدف العاملات
  • ختان الإناث على طاولة مناقشات ثقافة المنيا
  • ماذا لو وضعنا النساء والرجال على خط البداية نفسه؟
  • شركات الهواتف الصينية تبدأ في تقليد واجهة آبل الجديدة
  • ثقافة قنا تحتفي بالذكري الـ52 لانتصارات حرب أكتوبر
  • "قصة ثقة".. برنامج تلفزيون واقع جديد تقوده نور عريضة
  • لماذا سميت سورة النساء بهذا الاسم؟
  • لماذا النساء أكثر عرضة للاكتئاب من الرجال؟