أبومازن يحضر للقادم.. إقالة محافظين وسفراء وأمنيين
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
"أبو مازن" يحضر للقادم.. إقالة محافظين وسفراء وقادة أمنيين
يحضر عباس لمرحلة ما بعده وبدأ قطار التغيير بمواقع قيادية بالسلطة، بضغط داخلي وخارجي وخشية خسارة الضفة الغربية لصالح حماس والجهاد واليسار.
"أبومازن فقد الثقة في المقربين وتحديدا محافظين تجاوزوا صلاحياتهم وانشغلوا بمصالحهم الشخصية، كما أنهم خدعوه وضللوه بتقارير تؤكد قوة السلطة وفتح".
فاقم غضب عباس انتشار صور مسلحين من حماس والجهاد شمال الضفة الغربية، إذ شعر أن الفصائل تسعى لسحب البساط من تحت أقدامه لقلب الأوضاع لصالحها.
وضع السلطة لا يطمئن الاحتلال وأطراف عربية وهواجس من انهيارها مما يتيح لفصائل المعارضة ملء الفراغ بينما فتح مشغولة بصراع أجنحة على خلافة عباس.
قلق عربي بدول جوار فلسطين بسبب الفوضى الأمنية بالضفة الغربية نتيجة تقاعس المحافظين عن أداء مهامهم في ضبط الأمن من جهة ومنع عمليات تهريب السلاح.
تغيير مرتقب بالأجهزة الأمنية وإحالة ضباط للتقاعد المبكر وتدوير مواقع أمنية، ونقل جزء آخر لمواقع إشرافية، وترقية ضباط آخرين ذوي ولاء كامل لشخص "أبومازن".
* * *
عصر ما بعد محمود عباس (أبومازن) لم يبدأ بعد بشكل رسمي، والقطار لم يغادر المحطة بعد.
لكن يبدو أن عباس يحضر لمرحلة ما بعده، فقد بدأ قطار التغيير في المواقع القيادية في السلطة، بضغط داخلي وخارجي وسط مخاوف من خسارة الضفة الغربية لصالح حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي وحتى اليسار الفلسطيني.
كما أن وضع السلطة لا يطمئن بالنسبة للاحتلال ولأطراف عربية وسط هواجس من انهيارها دون مقدمات مما يسمح للفصائل المعارضة ملء الفراغ في حين ستكون حركة فتح مشغولة في صراع أجنحة على خلافة عباس.
كان جليا من خلال قراءة اللقاءات العربية الأخيرة التي شارك فيها عباس بأن ثمة قلق عربي من دول الجوار الفلسطيني بسبب الفوضى الأمنية المنتشرة في الضفة الغربية نتيجة تقاعس المحافظين عن أداء مهامهم في ضبط الحالة الأمنية من جهة ومنع عمليات تهريب السلاح من جهة أخرى.
وربما كان هذا أحد الأسباب وراء قرار عباس إقالة 12 محافظا في الضفة الغربية وقطاع غزة، القرار الذي أحدث جدلا واسعا في الأوساط السياسية الفلسطينية لأنه جاء دون مقدمات أو تبرير لهذه الخطوة المفاجئة ودون سياق معروف.
رغم أنه هؤلاء المحافظين قيادات وازنة في "فتح" وجزء كبير منهم يحمل رتبة لواء، وجاءت الإقالة بشكل مفاجئ دون إبلاغ المحافظين بقرار الإقالة والذين عبروا عن غضبهم من طريقة معرفتهم بالقرار عبر وسائل الإعلام.
وبهذه الطريقة غير المعهودة ما دفع عباس لتدارك الوضع من خلال التحضير لإجراء حفل تكريم للمحافظين المقالين طالبا منهم التزام الصمت وبوقف التصريحات بخصوص إقالتهم.
وهمس دانا بن شمعون في صحيفة "إسرائيل اليوم" إلى أن "أبومازن فقد الثقة في المقربين منه وتحديدا من المحافظين الذين تجاوزوا صلاحياتهم وانشغلوا بمصالحهم الشخصية، كما أنهم خدعوا الرئيس وضللوه بتقارير تؤكد قوة السلطة وحركة فتح".
وزاد من غضب عباس انتشار صور المسلحين من "حماس" و"الجهاد" شمال الضفة الغربية، إذ شعر الرئيس حينها أن الفصائل تسعى لسحب البساط من تحت أقدامه لقلب الأوضاع لصالحها.
وما أن هدأت عاصفة إقالة المحافظين حتى قررت حكومة رام الله إحالة 35 سفيرا إلى التقاعد.
ووفقا لبيان وزارة الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية فقد جاء في حيثيات القرار أنه "بناء على تعليمات الرئيس محمود عباس، قامت الوزارة بإعلام عدد من السفراء الذين وصلوا سن التقاعد أو تخطوه، بأن إجراءات التقاعد لهم ستبدأ خلال فترة زمنية من الوقت وحسب الأصول، وسيتم إبلاغهم بذلك في حينه".
ومن بين السفراء 17 سفيرا فوق سن 70 عاما و18 سفيرا فوق سن 65 عاما.
وسيكون القرار الثالث المقبل هو تدوير مرتقب في الأجهزة الأمنية ويتضمن إحالة عدد من الضباط للتقاعد المبكر وتدوير بعض المواقع الأمنية، ونقل جزء آخر للعمل في مواقع إشرافية، وترقية ضباط آخرين يتمتعون بولاء كامل لشخص "أبومازن" دون أن تكون لأي منهم أجندات لجهات وأجنحة داخل "فتح" تفاديا لسيناريو الفوضى والاقتتال الداخلي حال غياب " أبومازن" عن المشهد تحت أي ظرف كان.
وكشفت تسريبات نشرها موقع "عربي بوست" إلى أن مدير المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، قدم للمقاطعة في رام الله ملاحظات عن "تقاعس" عدد من ضباط الأجهزة الأمنية من أداء مهامهم وفقا للمحددات المطلوبة، كوقف عمليات الملاحقة و"ضبط الخلايا النائمة من الفصائل المسلحة والتوقف ملاحقتها".
وأضاف الموقع نفسه أن فرج أخبر "أبو مازن بالتقاعس لضباط عن تتبع مسار التمويل الخارجي ومصادر تهريب السلاح، وذلك بسبب ولائهم لبعض قادة اللجنة المركزية في فتح المعنيين باستمرار الفوضى الأمنية السائدة في الضفة الغربية كجزء من عملية التحضير لمعركة الخلافة".
وستكون المرحلة الرابعة على الأرجح هي إجراء تغيير وزاري واسع، وربما رئيس حكومة جديد بدلا من محمد اشتية الذي يتهم بأنه أحدث صداما مع الكتل والاتحادات النقابية في الضفة الغربية، وبأن "فتح" دفعت ثمن فشله بعد تراجع شعبية الحركة.
وخسارتها لانتخابات مجالس الطلبة لصالح "حماس" وقوى اليسار، وبالتالي يسعى عباس لـ"تجديد الشرعية في النظام السياسي"، من خلال حكومة جديدة قد يجري تشكيلها خلال الأشهر القادمة.
وفي حال كان هناك رئيس وزراء جديد يتوقع أن يكون رئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني محمد مصطفى الأبرز بين المرشحين المحتملين، إذا يعتبر صندوق الاستثمار ممثلا للطرف الفلسطيني في مفاوضات تطوير حقول الغاز الطبيعي قبالة سواحل غزة.
ومصطفى يتولى رئاسة هذا الصندوق منذ أكثر من 17 عاما، وهو الأقرب لإدارة ملف "غاز غزة".
*علي سعادة كاتب صحفي من الأردن
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: فلسطين السلطة الاحتلال فتح حماس أبومازن الجهاد الإسلامي المحافظين الضفة الغربية الفوضى الأمنية فی الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: إجراءات الاحتلال في الضفة الغربية فشلت في وقف عمليات المقاومة
أكد الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي أن الإجراءات الأمنية التي اتخذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية "لم تؤتِ أكلها"، مشيرا إلى استمرار العمليات الفدائية رغم التصعيد العسكري الإسرائيلي.
أعلن الإسعاف الإسرائيلي إصابة إسرائيلية بجراح خطيرة في إطلاق نار قرب مستوطنة بروخين غرب سلفيت في الضفة الغربية، مساء أمس الأربعاء، في حين استدعى جيش الاحتلال تعزيزات كبيرة وقوات خاصة وقال إنه يحقق في تفاصيل العملية.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن إطلاق النار استهدف سيارة إسرائيلية قرب المستوطنة، مما أدى إلى وقوع إصابتين، إحداهما حرجة للغاية والأخرى خطيرة، وأشارت إلى أن الجيش يجري عمليات تمشيط واسعة "بحثا عن منفذي العملية".
وأوضح الفلاحي خلال فقرة التحليل العسكري أن العمليات لم تتوقف طوال الفترة الماضية وتصاعدت في الضفة الغربية في الفترة الأخيرة، مستشهدا بعملية إطلاق النار قرب مستوطنة سلفيت، والتي وصفتها إذاعة الجيش الإسرائيلي بأنها العملية الرابعة خلال 4 أشهر في المنطقة نفسها.
ويعزو الفلاحي هذا الفشل الإسرائيلي إلى عدة أسباب جوهرية تجعل من الصعب على قوات الاحتلال ضبط الوضع الأمني بشكل كامل، مشيرا إلى صعوبة أن تقوم قوات الاحتلال بضبط الأمور مرة واحدة لأنها تحتاج إلى إمكانيات وقدرات كبيرة جدا.
إعلانوأضاف أن الجيش الإسرائيلي يعاني أصلا نقصا في القوة البشرية، مما يحد من قدرته على السيطرة الكاملة على الوضع الأمني في الضفة الغربية رغم التصعيد المستمر.
عمليات منفردة
ولفت الخبير العسكري النظر إلى طبيعة هذه العمليات، موضحا أنها تُعد "عمليات منفردة" يستطيع أن يقوم بها أي شخص يتمكن من تنفيذ عمليات إطلاق مباشرة، ثم بعد ذلك الانسحاب.
وهذا النمط من العمليات، كما يشرح الفلاحي، يتميز بأن التخطيط والتجهيز لا يحتاج إلى إمكانيات كبيرة جدا بحيث يمكن أن تُكشف هذه العملية من خلال المتابعات الاستخباراتية، حيث يمكن لشخص واحد أن يرتب عملية الإطلاق بطريقة ذكية بحيث لا يتم التوصل إليه.
وانطلاقا من هذه الخصائص، لفت الفلاحي إلى أن عمليات الذئاب المنفردة التي تقوم بها فصائل المقاومة في مناطق مختلفة هي أكثر نجاحا من العمليات الجماعية، معللا ذلك بأنها "تأخذ حيزا بسيطا من المعلومات ولا تخص إلا شخصا واحدا أو شخصين"، مما يجعل اكتشافها والوقاية منها أمرا بالغ الصعوبة بالنسبة لأجهزة الأمن الإسرائيلية.
وردا على التساؤل حول تكرار العمليات في نفس المناطق رغم الإجراءات المشددة، تطرق الخبير العسكري إلى هذه الظاهرة اللافتة، قائلا: في بعض الأحيان هذه العمليات عندما تتكرر في منطقة تأخذ الأجهزة الأمنية العديد من الاحتياطات، ولكن تبقى ثغرات حاصلة في هذه المناطق يمكن أن تُستغل.
وفسر هذا الأمر بوجود افتراض خاطئ بأن الإجراءات الأمنية التي تُتخذ في هذه المناطق تكون مشددة ولن تفكر المقاومة في العودة إليها، وهو ما يخلق "فرصة غير متوقعة" يمكن أن تنفذ منها فصائل المقاومة لتنفيذ عمليات أخرى، مستغلة عنصر المفاجأة.
وأشار الفلاحي إلى استمرارية هذه العمليات رغم أن العملية العسكرية الإسرائيلية مازالت مستمرة إلى اليوم، في الوقت الذي تركز فيه قوات الاحتلال جهودها بشكل مكثف على مناطق محددة كمخيم جنين، مما يعكس فشلا واضحا في إستراتيجية الاحتلال الأمنية على امتداد الضفة الغربية.
إعلان