"مطلوب عمال مهرة": صناعة الدفاع في الاتحاد الأوروبي تكافح للعثور على مهارات جديدة
تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT
يقول ممثلو قطاع الدفاع في الاتحاد الأوروبي إن القطاع يعاني بشكل متزايد من صعوبة في العثور على العمال ذوي المهارات اللازمة لتلبية احتياجاته، لماذا؟ ما هي المواصفات التي يبحثون عنها وما الذي يفعله التكتل لمعالجة هذه الثغرات؟
يواجه قطاع الدفاع في أوروبا تحديًا يتجاوز حدود التمويل، حيث يعاني من نقص حاد في المواهب والمهارات.
ولا يقتصر هذا النقص على ليوناردو وحدها، بل يشكل "مصدر قلق مشترك" لكافةقطاع الدفاع في أوروبا. وتعمل الشركات بالتعاون مع المؤسسات الوطنية والأوروبية لسد الفجوات في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي لتعزيز الإنتاج الذي أصبح حاجة ملحة. وأشارت الشركة إلى أن التحدي الأكبر يكمن في "مطابقة الطلب المتزايد على القوى العاملة مع المهارات المناسبة"، خاصة في أسواق مثل إيطاليا والمملكة المتحدة، وهما من الأسواق الرئيسية للشركة.
وأكدت رابطةالصناعات الجوية والفضائية والدفاعية في أوروبا (ASD) أن "التوظيف السريع لعدد كبير من العاملين المتخصصين يمثل تحديًا هائلًا" في ظل سوق عمل متوترة. كما أوضحت ليوناردو أن الصعوبات لا تتعلق بالصراعات الجيوسياسية فقط، بل أيضًا بالتطور السريع للتكنولوجيا الرقمية ودمجها في قطاع الدفاع.
ومع تعمق انخراط القطاع في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، والتحليلات المتقدمة، والتقنيات الكمية، يواجه منافسة متزايدة من شركات التكنولوجيا الكبرى على أفضل المواهب.
وقال متحدث باسم إندرا، الشركة الإسبانية لأنظمة الدفاع وتكنولوجيا المعلومات، إن "الطلب على مجموعات المهارات الجديدة سيستمر في النمو مع تطور التكنولوجيا"، مشيرًا إلى أن بعض الكفاءات تعد "نادرة في السوق حاليًا".
تؤثر العوامل الجيوسياسية بشكل كبير على اختيارات التوظيف، نظرًا لطبيعة صناعة الدفاع والطيران. وأوضح ممثل لإحدى الشركات أن "التوظيف من البلدان ذات المهارات العالية ولكن خارج التحالفات السياسية والاستراتيجية يُعد أمرًا مستحيلًا".
كشف غزو أوكرانيا في عام 2022 عن الأهمية الحيوية لصناعة الدفاع في حماية المجتمعات والديمقراطيات، وفقًا لمتحدث باسم وزارة الدفاع الأوروبية. وأوضح المتحدث أن هذا التحول في الإدراك العام "سهل جذب المرشحين للعمل في قطاع الدفاع"، حيث أصبح يُنظر إليه الآن على أنه عنصر أساسي للأمن والاستقرار.
ولمواجهة تحديات نقص الكفاءات، تعتمد شركات الدفاع الأوروبية على استراتيجيات تطوير المواهب الداخلية، بما في ذلك تدريب المهنيين المبتدئين، وتقديم برامج إرشاد مستمرة، وتوفير فرص الخبرة العملية. وتسعى هذه الشركات من خلال هذه المبادرات إلى بناء جيل جديد من المهارات المتخصصة لضمان استمرارية الإنتاجية والابتكار.
Relatedحصري: واشنطن تسعى إلى إبعاد أوروبا عن صفقة التمويل مع أوكرانيا"عواقب وخيمة".. كيف يؤثر وقف المساعدات الأمريكية على مرضى الإيدز في أوكرانيا؟أوكرانيا تكثف هجماتها وروسيا تعلن إسقاط 128 مسيرةالمتحدث باسم شركة إندرا، التي توظف 57,000 شخص وتعمل في 46 دولة، أكد أن الشركة "تستكشف استراتيجيات توظيف متنوعة" لمواجهة نقص المواهب. تشمل هذه الاستراتيجيات "جذب الكفاءات من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى المستعدة للانتقال إلى إسبانيا"، بالإضافة إلى "إنشاء فرق محلية في مناطق تمتلك الكفاءات اللازمة لدعم المشاريع الدولية".
ماذا سيحتاج الاتحاد الأوروبي في السنوات المقبلة؟في عام 2023، وفرت صناعة الدفاع في الاتحاد الأوروبي حوالي 581,000 فرصة عمل، وحققت مبيعات بلغت 158.8 مليار يورو. وتشير التوقعات إلى استمرار هذا النمو مع سعي القارة الأوروبية لإعادة تسليح نفسها لضمانالسلام والأمن في عالم متعدد الأقطاب بشكل متزايد.
ويعتمد الاتحاد الأوروبي على استراتيجيته الصناعية الدفاعية الأولى من نوعها لتعزيز الإنتاج العسكري داخل دوله الأعضاء. ومع ذلك، تطالب الشركات المصنعة بتوفير ضمانات طويلة الأجل بشأن الطلبيات والاستثمارات، معتبرة أن هذه الخطوة لن تسهم فقط في زيادة الإنتاج، بل ستساعد أيضًا في جذب وتوظيف الكفاءات اللازمة لدعم قطاع الدفاع.
تؤكد استراتيجية عام 2024 أن النقص في العمالة والمهارات في صناعة الدفاع الأوروبية ناتج عن قلة الاستثمار في برامج الدفاع الجديدة في الماضي، إضافة إلى ضعف جاذبية القطاع. وأوضح دانيال فيوت من مركز بروكسل للأمن والدبلوماسية والاستراتيجية أن "الأوروبيين أهملوا قطاع الدفاع لعقود، مما يتطلب الآن تعويضًا عن الاستثمار المفرط في عائد السلام الذي كان سائدًا حتى غزو روسيا لأوكرانيا". وأضاف: "الحقيقة القاسية هي أن قطاع الدفاع في أوروبا غير جاهز للحرب، ويجب تغيير ذلك بسرعة".
Relatedوزراء الدفاع الأوروبيون يوافقون مبدئياً على خطة لتدريب العسكريين الأوكرانيين قمة أوروبية استثنائية تبحث حظر النفط الروسي ودعم أوكرانيا والدفاع الأوروبي المشتركمعرض الدفاع الدولي في أبوظبي يجمع روسيا وأوكرانيا تحت سقف واحدأكدت وكالة الدفاع الأوروبية (EDA) أنالاتحاد الأوروبي يراقب الوضع عن كثب ويتخذ خطوات نشطة لمعالجة فجوات المهارات في قطاع الدفاع. ويجري تعزيز التعاون بين الصناعة والأوساط الأكاديمية والحكومات لتطوير القدرات الدفاعية الرئيسية. وأظهرت أبحاث الوكالة أن الطلب على المهارات الرقمية، مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، سيزداد في صناعة الدفاع الأوروبية في السنوات المقبلة.
من بين المهنيين الأكثر طلبًا سيكون مهندسو الاستقلالية، وخبراء الأمن السيبراني، ومهندسو معالجة البيانات، ومصممو البرمجيات. كما ستحتاج القطاعات التقليدية، مثل اللحام وتصنيع الصفائح المعدنية والتجميع، إلى موظفين ذوي كفاءة عالية لفهم المتطلبات التقنية العسكرية وإدارة تعقيدات هذه المشاريع.
أشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية إلى أن هناك جهودًا مستمرة لمعالجة مشكلة المهارات، من بينها برنامج Assets+، وهو تحالف للمهارات الاستراتيجية في تقنيات الدفاع الناشئة. ومع ذلك، أكد أن "حجم التحدي يتطلب نهجًا أوسع وأكثر حزمًا"، حيث يجب أن تلعب الحكومات والأوساط الأكاديمية دورًا محوريًا في هذه الجهود.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية سياح غربيون يزورون كوريا الشمالية لأول مرة منذ خمس سنوات أسرار جديدة عن لغز الصدأ الأحمر على المريخ هل تبحث عن فرصة عمل؟ تعرف على المهن التي تنافس عليها ملايين الأوروبيين عام 2023 السياسة الأوروبيةدفاعالمفوضية الأوروبيةالحرب في أوكرانياالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل حركة حماس دونالد ترامب قطاع غزة وقف إطلاق النار إسرائيل حركة حماس دونالد ترامب قطاع غزة وقف إطلاق النار السياسة الأوروبية دفاع المفوضية الأوروبية الحرب في أوكرانيا إسرائيل حركة حماس دونالد ترامب قطاع غزة الحرب في أوكرانيا فلسطين وقف إطلاق النار غزة فولوديمير زيلينسكي علم اكتشاف الفضاء ناسا الدفاع الأوروبیة الاتحاد الأوروبی قطاع الدفاع فی صناعة الدفاع یعرض الآنNext فی أوروبا
إقرأ أيضاً:
عملية شبكة العنكبوت الأوكرانية و الخط الأحمر الأوروبي
بروكسل- لم يكن أكثر المتابعين الأوروبيين تفاؤلاً ليتوقع أن تقدم أوكرانيا على تنفيذ عملية عسكرية بهذا الحجم وهذه الجرأة، وأن تصل إلى عمق الأراضي الروسية وعلى بُعد أكثر من 4 آلاف كيلومتر من جبهات القتال، مستهدفة أكثر من 40 طائرة عسكرية روسية، وموقعة خسائر بنحو 7 مليارات دولار، وفق تقديرات الجانب الأوكراني.
وجاءت عملية "شبكة العنكبوت" التي استهدفت قواعد جوية روسية إستراتيجية، بينما كانت موسكو تحقق تقدماً عسكرياً في مناطق مثل سومي، وتعزز سيطرتها على مساحات واسعة تزيد على 113 ألف كيلومتر مربع داخل أوكرانيا.
لكن العملية التي وصفت بـ"النوعية وغير المسبوقة" أثارت نقاشاً واسعاً في الأوساط الأوروبية والغربية، خصوصاً مع انطلاق الجولة الثانية من مفاوضات إسطنبول.
ورغم محاولات الجزيرة نت، الحصول على تعليق رسمي من مؤسسات الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" بشأن العملية، إلا أن معظم المسؤولين في بروكسل التزموا الصمت، ما اعتبره بعضهم مؤشراً على توجّه حذر في التعامل مع التطور الأخير.
ردود حذرةأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، قبل قمة دول "مجموعة بوخارست التسع" في فيلنيوس، أن "قضية أوكرانيا ستكون في صلب المحادثات"، مشدداً على ضرورة أن "تحصل كييف على كل ما تحتاجه لمواصلة القتال وإنهاء الحرب العدوانية الروسية".
إعلانورغم أن تصريحا روته حمل دعماً ضمنياً لتحركات أوكرانيا، لكنه خلا من الإشارة المباشرة للعملية الأخيرة، وهو ما يعكس -على الأرجح- توازناً دقيقاً تسعى قيادة "الناتو" للحفاظ عليه في ظل حساسية الوضع الميداني والسياسي.
من جانبها، قالت الحكومة الألمانية، على لسان متحدث رسمي لم تسمّه وسائل الإعلام، إنها لم تتلقَّ إخطاراً مسبقاً بالعملية الأوكرانية، لكنها شددت على أنه "من حق الأوكرانيين الدفاع عن أنفسهم"، وهو ما فسّره مراقبون على أنه "دعم مبدئي" دون الخوض في تفاصيل العملية أو تقييمها علنًا.
ولم يصدر، حتى لحظة كتابة التقرير، أي تعليق من رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، أو من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، رغم التغطية الإعلامية الواسعة للهجوم.
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: العالم تغير ودخلنا حقبة جديدة في الدفاع والأمن، وتهديد روسيا لا يمكن تجاهله والمملكة المتحدة يجب أن تكون مستعدة pic.twitter.com/0jU5nO8oon
— قناة الجزيرة (@AJArabic) June 2, 2025
بدورها سارعت الإدارة الأميركية إلى القول، إن الرئيس دونالد ترامب لم يُبلَّغ مسبقًا بالهجوم، ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول في البيت الأبيض أن العملية لم تكن معروفة للبيت الأبيض قبل تنفيذها، لكن هذا الموقف لم يقنع الجميع، إذ تساءل بعض المحللين، إن كان من الممكن فعلاً أن تغيب عملية بهذا الحجم عن أجهزة الاستخبارات الأميركية.
وقال صحفي متخصص بالشأن الأوكراني للجزيرة نت، إن "الولايات المتحدة ربما كانت على علم مسبق بالعملية، لكن داخل الدوائر الأمنية المغلقة، أما النفي العلني فهو لأسباب سياسية، خاصة أن إدارة ترامب تحاول لعب دور الوسيط أمام الرأي العام العالمي".
وتقول مصادر دبلوماسية للجزيرة نت، إن بعض العواصم الأوروبية -مثل بودابست- قد تستخدم العملية لتجديد انتقاداتها للسياسات الداعمة لأوكرانيا، خصوصًا داخل مؤسسات الاتحاد، كما يُخشى من أن يؤدي فوز كارول ناوروكي بالرئاسة في بولندا إلى تعديل موقف وارسو من الحرب، وإن جزئيا.
إعلان مواقف أخرى داعمةفي المقابل، صدرت مواقف داعمة من عواصم أوروبية أقرب إلى روسيا جغرافياً، حيث نشر وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي على منصة "إكس" أن "من مصلحة أوروبا أن تكون أوكرانيا قوية ومسلحة جيداً كحليف".
أما رئيسة وزراء الدانمارك ميته فريدريكسن فقالت إن "من حق أوكرانيا الدفاع عن نفسها، وهذا يشمل أحياناً الردّ على العدو ودفعه إلى التراجع، ويبدو أن العملية قد نجحت في ذلك".
ورغم غياب بيان مشترك من بروكسل حتى مساء الاثنين، فإن التقدير العام بين العواصم الأوروبية -وفق ما تؤكده مصادر سياسية- يميل إلى أن أوكرانيا استخدمت "حقها المشروع في الدفاع عن النفس"، ما دام الاستهداف موجهاً نحو منشآت عسكرية داخل أراضي الطرف المعتدي، وهو ما أشار إليه مرارًا الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل، منذ الأشهر الأولى للحرب.
وحتى تتضح مآلات هذه العملية وما ستفرزه من نتائج ميدانية أو دبلوماسية، فإن الحذر يبقى سيد الموقف داخل المؤسسات الأوروبية، وسط قلق من أن يؤدي أي تصعيد جديد إلى تقويض فرص التفاوض، أو إشعال جبهات غير محسوبة العواقب.