كتب علي حيدر في" الاخبار": لوهلة قد يبدو تدمير إسرائيل لقدرات الدولة السورية، كما لو أنه حدث سوري. إلا أن تداعياته ومخاطره تطاول لبنان والمنطقة أيضاً. وقد عمد العدو إلى هذا الخيار بعد إسقاط النظام السابق وتبلور واقع سياسي وأمني جديد، مكّن العدو من تحقيق ما كان يحتاج في ظروف أخرى إلى شن حرب واسعة لتحقيقه.

بتعبير آخر، فإن تحييد سوريا كقوة إقليمية في معادلة الصراع، فضلاً عن إضعافها، يُعتبر قوة لإسرائيل وتعاظماً لمخاطرها على لبنان وفلسطين والمنطقة.

البعد الإسرائيلي الإضافي للمتغيّر السوري يكمن أيضاً في ما ترتّب عليه من حرمان للمقاومة من عمق استراتيجي وممر رئيسي للسلاح، مكّناها طوال عقود من مواجهة المخاطر والاعتداءات الإسرائيلية.
وهذا أيضاً يحضر كمعطى رئيسي على طاولة التقدير والقرار في كيان العدو ويؤثّر في بلورة خياراته العدوانية. وفي المرحلة الحالية، يساهم الوضع السوري المستجدّ في تعزيز رهانات العدو ضد المقاومة في لبنان، إذ يرى في ذلك فرصة لمزيد من التمادي في الاعتداءات مع قدر من الاطمئنان. أما الحرب التي شنّها العدو قبل سقوط النظام السوري السابق فقد نبعت بشكل رئيسي من تقديره، كما اتضح خلال الحرب، أن بالإمكان حسمها مع حزب الله بفعل الأوراق الأمنية والعسكرية التي كان يملكها.

لا تقتصر المخاطر المستجدّة على ما تقدّم. فالتوسع الإسرائيلي في جنوب سوريا وفرض منطقة عازلة، يشكلان التفافاً أيضاً على لبنان. ومن الناحية العملية يتحوّل جزء من الحدود السورية إلى خاصرة رخوة للبنان، بعدما كان لبنان تاريخياً يتصف بهذه الصفة. وهذا من دون الحديث عن إمكانية تحوّل الحدود السورية إلى تهديد مباشر للبنان والمقاومة.

مع ذلك، فإن كل هذه المتغيّرات جرت بعدما تحوّلت المقاومة في لبنان من حالة إلى مجتمع عصي على الإخضاع والانهيار كما ثبت في كل المحطات التي مرّت بها.

وبعدما قطعت أشواطاً هائلة على مستوى بناء القوة والخبرات والإمكانات، حاولت إسرائيل أن تدمّرها وحقّقت نتائج جزئية، إلا أنها بقيت القوة الرئيسية في استراتيجية الدفاع عن لبنان والتي لا يمكن لأي تهديد خارجي إلا أن يأخذها في الحسبان. وكما أثبتت تجارب العقود والسنوات الأخيرة، فإن المنطقة مُشبعة بالديناميات التي قد تؤدي إلى متغيّرات تعزّز هذا الاتجاه أو ذاك. وفي كل السيناريوهات تبقى المقاومة جاهزة لمواجهة أي تداعيات تنتج عنها و/ أو الاستفادة من أي فرص تتشكل في سياقها.
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الحراك الثوري يحتفل بالذكرى الـ58 للاستقلال الوطني وينظم تظاهرات حاشدة بأبين

بمناسبة الذكرى الثامنة والخمسين للاستقلال الوطني المجيد، أصدر مجلس الحراك الثوري الجنوبي بيانًا سياسيًا هنأ فيه شعب الجنوب بالمناسبة، مؤكداً استلهام تضحيات ثوار 14 أكتوبر الذين أرسوا دعائم الدولة "الجنوبية المستقلة" عام 1967.

 

وجاء في البيان أن المناسبة الوطنية تذكر الجميع بالبطولات التي خاضها الرعيل الأول من المناضلين، داعياً أبناء الجنوب إلى وحدة الصف والتماسك لمواجهة التحديات الراهنة، والحفاظ على السيادة الوطنية وحقوق الشعب، في ظل ما وصفه بـ“الاحتلال الجديد وأذنابه”، ومطالبًا بالإفراج عن المعتقلين والمخفيين قسراً من قيادات المجلس والنشطاء.

 

وفي هذا الإطار، نظم مجلس الحراك بمحافظة أبين اليوم تظاهرتين جماهيريتين حاشدتين في مديريتي زنجبار ولودر، شارك فيهما قيادات وأعضاء المجلس إلى جانب شخصيات اجتماعية وحشود كبيرة من المواطنين.

 

ورفع المتظاهرون الأعلام الجنوبية وصور المعتقلين والمخفيين قسراً، مطالبين بالإفراج عنهم، مؤكدين أن إرادة الشعب الجنوبي في مواجهة الاحتلال لا تزال قوية كما كانت في سنوات الكفاح الأولى.

 

وجابت المسيرات شوارع المديريتين وسط هتافات تمجّد ذكرى الاستقلال وتحيي بطولات الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الحرية، مشددين على أن “الجنوب قادر على مواجهة التحديات واستعادة كامل حقوقه”.

 

وحمل المتظاهرون ما وصفوه بـ“الاحتلال السعودي والإماراتي ومن خلفهم قوى دولية” مسؤولية تدهور الأوضاع الاقتصادية والخدمية، وفتح بؤر للصراعات، داعين الجميع إلى تعزيز التلاحم الشعبي والتكاتف لاستلهام دروس الثورة في الحفاظ على الحرية والاستقلال.

 

وأكد مجلس الحراك أن هذه التظاهرات تأتي تأكيداً على استمرار النضال الوطني الجسور حتى تحقيق تطلعات الشعب الجنوبي في دولة حرة ومستقلة وآمنة، تحمي حقوق المواطنين وتحفظ كرامتهم وعزتهم في أرضهم.


مقالات مشابهة

  • العدو الصهيوني يجدد توغله في القنيطرة السوري
  • طارق فهمي: تل أبيب تسعى لفرض ترتيبات أمنية جديدة في الجنوب السوري
  • الحراك الثوري يحتفل بالذكرى الـ58 للاستقلال الوطني وينظم تظاهرات حاشدة بأبين
  • وزير الإعلام السوري: إسرائيل تريد استفزاز دمشق بتوغلاتها العسكرية
  • وزير الإعلام السوري: إسرائيل تحاول جرنا إلى المواجهة
  • تدرس خيار «الاغتيالات الجوية».. إسرائيل تعدل استراتيجيتها بالجنوب السوري
  • إسرائيل تعتمد الاغتيالات الجوية لمواجهة التهديد السوري
  • لبنان يشكو إسرائيل في مجلس الأمن بسبب بنائها جدارين عازلين في الجنوب
  • أحكام بحق شبكة استغلال جنسي للفتيات السوريّات
  • وزير الخارجية السوري: الصمت الدولي يشجع إسرائيل على ارتكاب المزيد من الجرائم