حققت الإمارات تقدماً في التنقل الذاتي والابتكارات المتطورة في مجال المركبات ذاتية القيادة، بفضل البرامج التجريبية الناجحة التي طبقتها والتزامها الراسخ بالابتكار في هذا القطاع.

وأشار التقرير الصادر عن "آرثر دي ليتل"، شركة الإستشارات الإدارية العالمية، إلى أن دولة الإمارات تعمل على بناء منظومة فعالة للتنقل تتسم بالتوازن بين الكفاءة التشغيلية وأهداف الاستدامة.


وأكد التقرير أن الإمارات تبوأت مكانة رائدة في هذا المجال، حيث حولت مدنها إلى مراكز للتميز في مستقبل قطاع النقل، ورسخت معياراً يحتذى به في تبني الأنظمة ذاتية القيادة عن طريق دمج البنية التحتية المتقدمة مع الشراكات الاستراتيجية.
ولفت التقرير إلى بروز التنقل الذاتي بشكل سريع كقوة تحولية على مستوى أنظمة التنقل العالمية خلال العقد المنصرم، إلا أن التوسع في استخدام هذه التقنيات لتلبية احتياجات الواقع لا يزال يواجه تحديات كبيرة نظراً لتعقيدات البنية التحتية والعقبات التنظيمية والتكاليف التي أدت إلى إبطاء وتيرة التقدم على المستوى العالمي.

منظومة متكاملة

وقال سمير عمران، الشريك في قسم ممارسات قطاع السفر والتنقل والضيافة لدى شركة "آرثر دي لتل" الشرق الأوسط، إن الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات تجسد في مجال التنقل الذاتي رؤيتها الطموح التي تجمع بين الابتكار والتنفيذ الناجح، وتبين بوضوح كيف أن الأُطر التنظيمية الاستشرافية والاستثمارات في البنية التحتية تعد عنصراً حيوياً في بناء منظومة تنقل مستقبلية متكاملة سواء من خلال أُطرها التنظيمية المتقدمة أو استعدادها لتبني التقنيات الحديثة، مؤكداً أن تقدم الإمارات يعد نموذجاً يحتذى به في كيفية تحويل التنقل الذاتي إلى واقع ملموس.
من جانبه، أوضح توني هان الرئيس التنفيذي لشركة "وي رايد"، أن العوامل الأساسية لنجاح تطبيق المركبات ذاتية القيادة تتمثل في توفر الربط اللوجستي، والتقنية المتطورة، والتمويل الكافي، والقدرة على التسويق، والأُطر التنظيمية المناسبة.

تجارب ناجحة

وقال عمران إن مدينتي دبي وأبوظبي تحولتا إلى ساحتين رئيسيتين لاختبار تكنولوجيا المركبات ذاتية القيادة ،ففي دبي، قادت هيئة الطرق والمواصلات، بالتعاون مع شركة "كروز"، سلسلة من التجارب الناجحة لمركبات الأجرة ذاتية القيادة، وهو ما يثبت إمكانية دمج هذه التقنيات في البيئات الحضرية المعقدة، فيما أكدت أبوظبي على الابتكار في مجال النقل العام مع حافلات "وي رايد" ذاتية القيادة، التي أدت دوراً محورياً في مواجهة تحديات الربط اللوجستي، وتخفيف حدة الازدحام المروري.
وأكد حسن خيرت مدير مشروعات لدى "آرثر دي لتل" الشرق الأوسط، أن مبادرات الإمارات في هذا القطاع لا تقتصر على كونها إنجازات محلية فحسب، وإنما تساهم إسهاماً فعالاً في تطوير حلول التنقل الذكي على مستوى العالم، منوهاً بأن تركيز الإمارات على اختبار التقنيات الحديثة وإقامة شراكات مع رواد الابتكار العالميين يعزِز من مكانتها الريادية في رسم ملامح مستقبل قطاع النقل.
ويبشر التنقل الذاتي في منطقة الشرق الأوسط بتحقيق مكاسب اقتصادية وبيئية كبيرة، حيث من شأن التقنيات المستخدمة في هذا المجال المساهمة في الحد من الازدحام المروري، وما يترتب عليه من تأخير بنسبة 60%، كما يتماشى تبني الأنظمة ذاتية القيادة مع أهداف التنمية المستدامة لدولة الإمارات المتمثلة في خفض الانبعاثات الكربونية وتعزيز الكفاءة الحضرية.
وتؤدي الأُطر التنظيمية التجريبية التي تتبناها الإمارات دوراً محورياً في تحقيق هذه التطورات، إذ توفر بيئة تعاون مثمرة تجمع بين المبتكرين من القطاع الخاص مع الجهات الحكومية لتجربة هذه التقنيات الجديدة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات المرکبات ذاتیة القیادة التنقل الذاتی فی هذا

إقرأ أيضاً:

التطوير الذاتي للمهارات مفتاح التفوق.. المجموع المتوسط في الثانوية العامة ليس نهاية العالم

ليست كل البدايات تُكتب بحبر الدرجات. أحيانًا، تولد أعظم الحكايات من هامش ورقة، من رقم ظنّه البعض عاديًا، لكنه كان في عين صاحبه شرارة انطلاق، فمجموع 60% قد يبدو بسيطًا على الورق، لكنه في قلب طالب يعرف جيدًا أن الحياة لا تُقاس بمؤشرات التنسيق، بل بخطوة يخطوها بإيمان، وباب يُفتح رغم الزحام، ونافذة تضيء حين تُغلق الأبواب.

هذا التحقيق ليس عن ما فات، بل عن ما هو آت، عن طلاب لم ينتظروا من يُصفّق لهم، بل قرروا أن يصنعوا صوتهم وسط الضجيج، هنا لا نبحث عن المتفوقين رقميًا، بل عن أولئك الذين ما زالوا يؤمنون أن النجاح لا يُختصر في نتيجة… بل يُبنى بإصرار.

كفاءة الطالب هي الرهان الحقيقي في سوق العمل

في البداية يؤكد الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية - جامعة عين شمس، أن مستقبل الطلاب الحاصلين على مجموع متوسط في الثانوية العامة لا يتوقف فقط على نوع الكلية أو اسمها، بل على قدرة الطالب نفسه على تنمية مهاراته وتطوير إمكانياته بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل.

وأوضح «شوقي» في تصريحاته لـ «الأسبوع» أن طلاب الكليات النظرية كـ «الآداب، الحقوق، التجارة»، وهي الكليات التي يلتحق بها عادة الحاصلون على مجموع 60% فأكثر، يحتاجون إلى تنمية قدراتهم في ثلاث مسارات متوازية أولها هو التعمق في التخصص الأكاديمي، وفهم الجوانب النظرية والعملية فيه بشكل جيد، وثانيها هو اكتساب المهارات الرقمية، مثل التعامل مع البرمجيات الحديثة، والاطلاع على أدوات الذكاء الاصطناعي، أما ثالثها فيتمث في تطوير المهارات اللغوية، مؤكدًا على أهمية إتقان لغة أجنبية واحدة على الأقل، ويفضل لغتين، لأي طالب يسعى للتميز في مجاله».

وأضاف «شوقي»: «الطالب الذي يكتفي بالدراسة الأكاديمية دون السعي لتنمية مهاراته، سيتخرج دون أن يجد فرص عمل حقيقية، بغض النظر عن الكلية التي التحق بها، فالسوق لا يبحث فقط عن شهادات، بل عن كفاءات»، محذرًا من الوقوع في فخ الاكتفاء بالشهادة الجامعية، قائلًا: «هناك آلاف الخريجين الذين لا يجدون عملًا لأنهم لم يعملوا على أنفسهم. النجاح المهني لا تحدده الكلية فقط، بل العمل المستمر على التطوير الذاتي».

وفي سياق متصل، أشار «شوقي» إلى أن الجامعات الأهلية تمثل فرصة جيدة لفئة كبيرة من الطلاب، خاصةً أنها تقبل بحدود دنيا أقل من الجامعات الحكومية، ما يُمكّن بعض الطلاب من تحقيق حلمهم في الالتحاق بتخصص معين لم يسمح به مجموعهم في التنسيق الحكومي، مؤكدًا: «الجامعات الأهلية تتميز ببنية تحتية حديثة، ومعامل وتجهيزات متطورة، مما يمنح الطالب بيئة تعليمية متميزة، لكنها في الوقت نفسه تمثل عبئًا ماديًا على كثير من الأسر المصرية، وإن كانت أقل تكلفة من الجامعات الخاصة».

واختتم حديثه، قائلاً: «الجامعات الأهلية تمثل حلقة وسط بين الحكومية والخاصة، ووجودها يقلل من الضغط على الأسر ويمنح الطالب بدائل أفضل من اللجوء للجامعات الخاصة ذات المصروفات الباهظة، لكنها تظل في حاجة لدعم أوسع لتكون في متناول الفئات المتوسطة ومحدودي الدخل».

تنسيق المجموع المتوسط في الثانوية العامة 2025 الفرص التعليمية مرهونة بالتنسيق.. المعاهد العليا والمتوسطة تقدم فرصًا تعليمية مرنة ومتصاعدة

من جانبها، أكدت الدكتورة بثينة عبد الرؤوف، الخبيرة التربوية، أن مستقبل الطلاب الحاصلين على مجموع منخفض نسبيًا في الثانوية العامة يظل مرهونًا بنتائج التنسيق، مشيرة إلى أن الاختلاف في التقييم بين الشعبة الأدبية والعلمية يجعل من الصعب إصدار حكم نهائي في الوقت الحالي بشأن الكليات والمعاهد المناسبة لهؤلاء الطلاب.

وقالت في حديثها لـ «الأسبوع»: «طلاب الشعبة الأدبية الذين حصلوا على 60 أو 70% عادة ما ينضمون إلى المرحلة الثانية من التنسيق، في حين أن نفس المجموع في الشعبة العلمية قد يندرج ضمن المرحلة الثالثة، لذا لا يمكن التنبؤ بدقة بالفرص المتاحة حتى صدور مؤشرات التنسيق الرسمية، خاصة مع وجود حالات لطلاب حصلوا على مجاميع مرتفعة لكن لديهم مواد لم يتم اجتيازها بعد».

وأضافت أن المجموع لم يعد العامل الحاسم في رسم مستقبل الطالب، مؤكدة أن هناك العديد من المعاهد العليا التي تقبل هذه الشريحة من الطلاب، مثل المعهد العالي للحاسب الآلي، والمعهد العالي للزراعة، والمعهد العالي للهندسة، وغيرها من المؤسسات التي توفر فرصًا تعليمية جيدة.

وأشارت إلى أنه في حال تعذّر على الطالب الالتحاق بالمعاهد العليا لأسباب مادية، فإن المعاهد المتوسطة تُعد بديلًا متاحًا، حيث يمكن للطالب استكمال مساره الأكاديمي من خلالها، ثم التقديم لاحقًا للالتحاق بإحدى الكليات عن طريق اجتياز اختبارات المعادلة، مثل معهد الهندسة أو المعهد التجاري.

كليات ومعاهد تفتح أبوابها لطلاب 60٪ فأكثر

واستنادًا لمؤشرات تنسيق الأعوام الأخيرة، والتي تشير إلى أن هناك عددًا من المعاهد العليا والمعاهد الفنية المتخصصة تفتح أبوابها أمام الطلاب الحاصلين على مجموع 60% فأكثر، وتوفر لهم فرصًا تعليمية معتمدة يمكن البناء عليها أكاديميًا ومهنيًا، وتشمل هذه المعاهد مؤسسات تعليمية ذات تخصصات متنوعة مثل المعهد العالي للحاسبات ونظم المعلومات بالشروق، والمعهد العالي للهندسة والتكنولوجيا بالعريش وبني سويف، والتي قبلت في تنسيق العام الماضي طلابًا بمجاميع تتراوح بين 245 و250 درجة.

وفي السياق ذاته، تستمر كليات السياحة والفنادق في جامعات مثل الأقصر، الفيوم، المنيا، وبني سويف في استقبال الطلاب بنظام التعليم التبادلي، وذلك بمجموعات تقارب 60%، ما يتيح لهم تجربة تعليمية تجمع بين الدراسة النظرية والتدريب العملي في المؤسسات السياحية.

كما تُعد كليات الخدمة الاجتماعية والآداب والحقوق والتجارة بنظام الانتساب الموجه من بين الخيارات المتاحة لطلاب الشعبة الأدبية تحديدًا، حيث تراوحت الحدود الدنيا للقبول فيها بين 58% و62%، بحسب بيانات تنسيق العام الماضي.

ولا تقتصر الخيارات على المعاهد العليا فقط، بل تشمل كذلك المعاهد الفنية التجارية والصناعية والصحية، والتي تقبل الطلاب بدءًا من مجموع 50%، وتقدم دبلومات مهنية تؤهل لسوق العمل بشكل مباشر، أو تتيح لاحقًا فرصة الالتحاق بكليات مناظرة عبر اجتياز اختبارات المعادلة.

وفي ضوء عدم إعلان التنسيق الرسمي للعام الدراسي 2025 بعد، تظل هذه البيانات مؤشرات استرشادية قوية، تدعم توجه العديد من الطلاب لاستكشاف بدائل تعليمية مرنة ومناسبة لقدراتهم، مع ضرورة التأكد من اعتماد المؤسسة التعليمية رسميًا من وزارة التعليم العالي قبل التقدم إليها.

تنسيق المجموع المتوسط في الثانوية العامة 2025 نتيجة الثانوية العامة: ارتفاع في النجاح بالنظام الجديد وتفاوت بالشُعب

جدير بالذكر أن، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، محمد عبد اللطيف، كان قد اعتمد نتيجة الدور الأول من امتحانات شهادة إتمام الثانوية العامة في مصر للعام الدراسي 2024/2025، صباح الثلاثاء الماضي، حيث بلغت نسبة النجاح في النظام الجديد 79.2%، بينما سجل النظام القديم نسبة نجاح قدرها 72.7%.

وأوضح التقرير الرسمي الصادر عن الوزارة أن عدد الطلاب المتقدمين للامتحانات في كلا النظامين «الجديد والقديم» بلغ 785.099 طالبًا وطالبة، حضر منهم 728.892 طالبًا وطالبة، فيما بلغ عدد الناجحين 574، 347 طالبًا وطالبة.

وفي تفاصيل نتائج الشُعب بالنظام الجديد، بلغت نسبة النجاح في شعبة علمي علوم 79.6%، حيث تقدم للامتحان 451.453 طالبًا وطالبة، حضر منهم 417.260 طالبًا وطالبة، وبلغ عدد الناجحين 332.183، وبالنسبة لنتائج النظام القديم، فقد خضع للامتحانات 46.856 طالبًا وطالبة، حضر منهم 44.251، وبلغ عدد الناجحين 32.163 طالبًا وطالبة بنسبة نجاح إجمالية بلغت 72.7%.

وفي تفاصيل الشُعب داخل النظام القديم، سجلت شعبة علمي علوم نسبة نجاح بلغت 73.1%، حيث تقدم للامتحان 30.800 طالب وطالبة، حضر منهم 29.008، وبلغ عدد الناجحين 21.212، أما شعبة علمي رياضة في النظام القديم، فبلغ عدد المتقدمين 5.059، حضر منهم 4.678، ونجح منهم 3.201 طالبًا وطالبة بنسبة نجاح وصلت إلى 68.4%.

وفي الشعبة الأدبية ضمن النظام القديم، بلغ عدد المتقدمين 10.997، حضر منهم 10.565، ونجح منهم 7.750، محققين نسبة نجاح بلغت 73.4%، ويستطيع الطلاب الحصول على نتائجهم برقم الجلوس عبر الرابط المخصص للنتيجة الذي أعلنته الوزارة.

اقرأ أيضاًموعد التسجيل في تنسيق المرحلة الأولى 2025.. ومؤشرات الحد الأدنى للقبول بالكليات

الطب 93.69% والهندسة 88.62%.. مؤشرات تنسيق كليات جامعة الأزهر 2025 علمي وأدبي

تنسيق الجامعات 2025.. ما هي المؤشرات الأولية للقبول بكليات القمة؟

مقالات مشابهة

  • هل تشكّل الدوائر الزراعية في ليبيا نموذجا ناجحا للاكتفاء الذاتي؟
  • “مسار” العبيدات سيرة ذاتية تتجاوز الذات وتوثّق لجيل
  • العاهل المغربي يدعو إلى مصالحة تاريخية مع الجزائر.. ويؤكد: لا حل للصحراء خارج مبادرة الحكم الذاتي
  • «المركزي» يوقف نشاط «المركبات» لفرع شركة تأمين أجنبية
  • الكشف عن دخول السفن ذاتية الإبحار الخدمة قريبًا
  • أبوظبي للتنقل يوسِّع نطاق تشغيل مركبات الأجرة ذاتية القيادة ليشمل جزيرتي الريم والماريه
  • «مجموعة موانئ أبوظبي» توقع اتفاقية مساطحة مع «الإمارات للصناعات الغذائية»
  • فشل محاولة الرجل الطائر الفرنسي لعبور القنال الإنجليزي مجددًا
  • هل يمكن لغير السعودي التسجيل في حساب المواطن؟.. البرنامج يجيب
  • التطوير الذاتي للمهارات مفتاح التفوق.. المجموع المتوسط في الثانوية العامة ليس نهاية العالم