بقلم: دانيال حنفي
القاهرة (زمان التركية)ــ هل يعد الرئيس دونالد ترامب رجلا مصلحًا؟ أم هل ترامب مجرد سياسي متمرد فوضوي لا يحب الالتزام بالقواعد والنظم والعادات والتقاليد والاتفاقات؟ هل الرئيس الأمريكي رجل يحب الأداء السينمائي ومشاهد الإثارة أمام الكاميرات الدائرة وعلى الهواء مباشرة، أم أنه يقدم حقيقة وجهات نظر جديرة بالتقدير؟ إن الإصلاح – في ببساطة -يتعلق بإسهام الشخص أو محاولة إسهامه في تحسين أو تعديل وضع أو أوضاع سياسية واجتماعية في البلاد إلى الأفضل من خلال أطروحاته ومبادراته وأفكاره ورؤاه الخاصة وجهوده.
* مراجعة نمط الأنفاق الحكومي -في الداخل والخارج- ومحاولة ترشيده لتوفير المال، وذلك على مستوى مختلف المؤسسات -بصرف النظر عن طبيعتها- لأنه لا ينبغي لأحد أن يكون فوق الرقابة وبعيدًا عن المحاسبة والمراجعة. ودون تشكيك في وطنية أحد أو في أمانة أحد، فإنه أولى أن تكون مراجعة شاملة لكل شيء على فترات مقبولة وليست متباعدة وبكل شفافية. فمراجعة الأولويات والتدقيق والفحص في مصادر الدخل وجهات الإنفاق يخدم الجميع ويبرز الجهود الصادقة ويصفي بؤر الفساد والاختلاس والشللية التي تنبت وتعيش على غياب التفتيش والمراجعة والروتين الثقيل الخطى. كما أن الإنفاق يجسد رؤى معينة وسياسات تنفيذية تم تبنيها خلال فترات ما ولظروف تلك الفترة والتي ربما تكون تغيرت مما ينتفي معه وجه الإنفاق كلية أو جزئيًّا بحسب التقديرات المتخصصة. وهناك مشاريع سيئة وخطط باتت بالية تنسى وتسقط في بئر النسيان وهي تروي بالأنفاق المستمر المكلف على حساب المواطنين دون حاجة. وهناك بدائل تظهر كل يوم للوسائل والعمليات والطرق المستخدمة، وهي بدائل أكثر كفاءة وأقل تكلفة وأسرع إنجازًا.
* والهجرة -في كل بلاد الدنيا- لها ضوابطها، ولكل دولة مراجعة نظمها في هذا الشأن وتحري كل الوسائل التي تصل بها إلى نتائج أحسن وأكثر فائدة للدولة وأقل خطرًا في الحاضر والمستقبل، على أساس من نتائج الماضي وموازين الحاضر المعتد بها وطنيًّا. للدولة مراجعة نظم الهجرة فيها بكل دقة وشفافية وعينها على مصالحها الوطنية كلها ودون تقصير، وعينها على الحقوق والحريات التي يكفلها القانون الدولي لحقوق الإنسان وعلى الاتفاقات الدولية والقانون الدولي. للدولة مراجعة نظم الهجرة فيها -لتفادي كافة الأضرار الوطنية الفعلية والمحتملة وفقًا لتقديرات الدولة في كافة المناحي الأمنية والعسكرية والاقتصادية والسياسية- مع مراعاة إنسانية الإنسان وحاجاته البشرية ودون تجن على الناس. كما أن من لا يحتاج إلى الغير اليوم قد يحتاج غدًا. وكم من دولة كانت قبلة الناس بالأمس صارت اليوم أضعف وأفقر حالًا. وكم من دولة أهلكتها الحروب والفتن وكانت مرتعًا للفقر والعوز وصارت اليوم من أفضل الدول. للدولة مراجعة نظم الهجرة فيها -لما فيه صالحها- دون أن تنسى أنها كتلة من بشر ينتشرون في كل بقاع الدنيا، ولو أحتاج مواطن واحد منها إلى ضيافة بلد آخر أسأت إليه الدولة لوجد المواطن نفسه وحيدًا كئيبًا مهانًا بما قدمت دولته إلى الغير.
* إن للرئيس ترامب حقًّا واضحًا -لاخلاف عليه- في رفض وانكار من هم غير الرجال والنساء وتنظيف المجتمع من هذه القذارة الأخلاقية. ولترامب حق رفض وجود “نوع ثالث” غير الرجل والمرأة والوقوف في وجه هذه الموجة القبيحة الطبيعة والشكل والشريرة الهدف من “التحولات” باسم “حرية الميول” ومنع مشاركة غير النساء في رياضات النساء. بل وللرئيس ترامب الشكر على شجاعته في مواجهة الانحرافات الملوثة للمجتمعات المدمرة للإنجازات البشرية الداعية إلى الفسوق الأخلاقي وإلى نشر الرذيلة وهدم المجتمع رغم أصحاب المصالح الفاسدين المساندين لهذا التدمير الأسود في الداخل والخارج. فإذا لم يكن الرئيس ترامب -من هذا المنظور- مصلحًا فمن يكون المصلح إذا في أعين المنطق والقانون والفلسفة والدين والسياسة؟ يبقى أن الإصلاح عمل عظيم ولكنه قد يكلف المجتمع اقتصاديًّا ويرهق المواطن بقسوة إذا ما اتخذ شكلًا حادًّا متسارعًا. وربما كان الأفضل للإصلاح التزام التدرج المحسوب الخطى، ليؤتي هذا الإصلاح ثماره كاملة سريعة بأقل تكلفة وأقل خسائر داخليًّا وخارجيًّا.
Tags: الرئيس دونالد ترامبترامبالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: الرئيس دونالد ترامب ترامب
إقرأ أيضاً:
الخارجية الأمريكية تنتقد تدهور حقوق الإنسان في أوروبا.. استثنت حلفاء ترامب
انتقد تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية تدهور وضع حقوق الإنسان في ألمانيا العام الماضي , مشيرا إلى القيود المفروضة على حرية التعبير.
وأشارت وزارة الخارجية الأميركية في التقرير السنوي عن حقوق الإنسان المنشور الثلاثاء 12 آب / أغسطس ، وهو الأول الذي يصدر في عهد وزير الخارجية ماركو روبيو، إلى تدهور وضع حقوق الإنسان خلال العام الماضي في ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا , وتحديدا فيما يخص جرائم ذات "دوافع معادية للسامية" أو عنف أو تهديدات بالعنف.
The 2024 Human Rights Report has been released, restructured in a way that removes redundancy, increases report readability, and is responsive to the legislative mandates that underpin the report – rather than an expansive list of politically biased demands and assertions.… pic.twitter.com/GyN0HNFpI7 — Department of State (@StateDept) August 12, 2025
وتنشر تقارير حقوق الإنسان (تقارير البلدان حول ممارسات حقوق الإنسان) سنويا تحت إشراف وزارة الخارجية الأمريكية ، حيث تصف الوضع في العديد من الدول.
وأشار التقرير السابق لوزارة الخارجية الأمريكية الخاص بألمانيا لعام 2023 , إلى عدم حدوث تغييرات جوهرية في وضع حقوق الإنسان , فيما حدد عدد من المشكلات، حيث أشار آنذاك إلى تقارير عن جرائم عنف ضد أفراد من جماعات عرقية ودينية ، من بينهم مسلمون , كما أشار التقرير إلى "معاداة السامية" ، بالإضافة إلى جرائم عنف أو التهديد بالعنف ضد "المثليين".
وكانت الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة دونالد ترامب قد انتقدت ألمانيا قبل أشهر، حيث اتهم نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس في خطاب ألقاه في مؤتمر ميونخ الدولي للأمن في شباط / فبراير الماضي الحلفاء الأوروبيين بتقييد حرية التعبير وتعريض الديمقراطية للخطر ، كما انتقد استبعاد حزب "البديل من أجل ألمانيا" وحزب "تحالف سارا فاجنكنشت" الألماني الشعبوي من المؤتمر.
اختصار الفقرة المرتبطة بـ"إسرائيل"
اللافت في الأمر , أن الولايات المتحدة الأميركية اتهمت العديد من الدول الأوروبية، بـ"تدهور" حقوق الإنسان فيها ، ولا سيما المتعلقة بحرية التعبير، في حين لم توجه انتقادات إلى دول تعدها حليفة لإدارة الرئيس دونالد ترامب ، إلا أنها هاجمت في المقابل بلدين تربطها بهما علاقات متوترة للغاية، هما جنوب أفريقيا والبرازيل.
وتأتي هذه الانتقادات رغم تحرك روبيو بقوة لرفض منح تأشيرات دخول للمواطنين الأجانب أو تجريدهم منها على خلفية تصريحات ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي انتقدوا فيها جرائم إسرائيل.
كما اختصر التقرير السنوي بشأن حقوق الإنسان في العالم , الفقرة المرتبطة بإسرائيل والضفة الغربية وغزة , ورغم إقراره بارتكاب الاحتلال عمليات توقيف تعسفية وعمليات قتل ، إلا أنه زعم أن السلطات الإسرائيلية قامت بما سماها "خطوات ذات مصداقية" لتحديد المسؤولين.
صياغة التقرير تغازل أولويات إدارة دونالد ترامب
من جهتهم ، أعرب نواب المعارضة الديمقراطيون ، وكذلك المنظمات غير الحكومية، عن قلقهم من تماشي التقرير مع سياسات ترامب بحيث لا يعكس صورة حقيقية لانتهاكات حقوق الإنسان حول العالم , فيما يعتبر العديد من الخبراء التقرير الذي يتم إعداده بطلب من الكونغرس، مرجعاً , وأن التقرير الذي أُعد جزء منه في عهد الإدارة السابقة لـ جو بايدن، قامت وزارة الخارجية بتعديله وإعادة هيكلته ليتضمن أولويات إدارة دونالد ترامب.
وقد ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوصت بتخفيف الانتقادات لإسرائيل وروسيا والسلفادور حول حقوق الإنسان.