هل شفي أحد من السكري من النوع الثاني؟
تاريخ النشر: 13th, March 2025 GMT
ما أنواع مرض السكري؟ وما أعراضه؟ وكيف يمكن تشخيص السكري مخبريا؟ ولماذا يصف البعض السكري بأنه مرض صامت؟ وهل شفي أحد من السكري من النوع الثاني؟
هذه الأسئلة وغيرها طرحناها في حلقة عيادة الجزيرة، والتي استضفنا فيها الدكتور محمد الريشي استشاري الغدد الصماء والسكري والباطنية العامة وعضو هيئة التدريس في جامعة قطر.
هناك نوعان: السكري من النوع الأول ويحتاج المريض به للإنسولين مباشرة، وهو مرض له علاقة بمناعة الجسم. والسكري من النوع الثاني، وجزء منه وراثي وجزء آخر منه متعلق بنمط الحياة. ويوجد أنواع أخرى أقل انتشارا مثل سكري الحمل وبعض أنواع السكري المرتبطة بالتهاب البنكرياس أو استخدام أدوية مثل الكورتيزول.
ما أعراض السكري من النوع الأول؟الأعراض دائما سريعة ومتسارعة، وتتمثل في: زيادة في التبول، وعطش بشكل كبير، ونقص في الوزن، وإجهاد، وتعب، وأحيانا ضباب في العين. ويذهب الشخص أكثر من مرة إلى الطوارئ حتى يكتشف أنه مصاب بالسكري، عادة لا يأخذ مدة طويلة لاكتشاف إصابته خلال أسابيع أو شهر أو شهرين.
ما أعراض السكري من النوع الثاني؟يمكن أن يكون له أعراض ويمكن ألا يكون له. في البدايات لا وجود للأعراض لأنه يأخذ وقتا طويلا حتى يظهر للسطح، حتى ينتقل من مرحلة ما قبل السكري إلى مرحلة السكري، عادة يستغرق 6 و10 سنوات. غالبا لا تظهر أعراض، لكن بعد فترة يرهق البنكرياس تدريجيا ويفقد خلايا بيتا التي تفرز الإنسولين، ويبدأ التبول بشكل متكرر والعطش، وتصبح الأعراض مشابهة لأعراض النوع الأول، ولكن هذا يكون بعد فترة طويلة.
إعلان كيف يمكن تشخيص السكري مخبريا؟يوجد عدة طرق، منها قياس السكر التراكمي. إذا كان السكر التراكمي بين 5.9 و6.4 يكون في مرحلة ما قبل السكري، الطبيعي يكون أقل من 5.9، وبعض المراجع تعتبره أقل من 5.7. ويعتبر الشخص مريضا بالسكري إذا كان السكر التراكمي 6.5 أو أعلى.
لماذا يصف البعض مرض السكري بأنه مرض صامت؟يطلق على السكري من النوع الثاني مسمى المرض الصامت، أما النوع الأول فليس صامتا، بل جهوريا. يبقى النوع الثاني لمدة طويلة صامتا حتى يوصل التأخر في التشخيص إلى عدم الصمت، فتبدأ الأعراض بالظهور التي تشبه أعراض النوع الأول مثل التبول الزائد والعطش والإجهاد، وأحيانا تصل لمضاعفات السكري مثل تنمّل القدمين.
ما هو علاج السكري من النوع الأول؟الطريقة الوحيدة لعلاج السكري من النوع الأول هي الإنسولين إما عن طريق الإبر وإما عن طريق مضخة الإنسولين، وعادة يحتاج المريض إلى 3 إبر مع ثلاث وجبات خلال اليوم، وإبرة طويلة الأمد تؤخذ في الليل.
ما علاج السكري من النوع الثاني؟العلاج الأول هو تغير نمط الحياة، وممارسة الرياضة لـ3-4 ساعات في الأسبوع، وتنظيم الأكل وتقليل النشويات والدهون المهدرجة، وهذا هو الأساس في علاج السكري من النوع الثاني. بعدها تأتي الأدوية مثل الغلوكوفاج، ويوجد أدوية تقلل الوزن وتحمي الكلى.
وبعض المرضى يكون لديه تبول متكرر والعطش، وهؤلاء يحتاجون للإنسولين.
كيف يمكن معالجة السكري من النوع الثاني دون أدوية؟يوجد عوامل كثيرة، ويعتمد الأمر على الوقت الذي اكتشف فيه السكري، إذا اكتشف بعد 10 سنوات من الإصابة تكون خلايا بيتا فقدت جزءا كبيرا من قدرتها على التعافي أو العمل بشكل منضبط، في هذه الحالة صعب علاجه دون أدوية أو إنسولين.
أما في مراحل ما قبل السكري أو في مراحل السكري الأولى وعند اكتشافه بشكل سريع، لو فقد المريض 15% من وزنه سيختفي السكري طالما الوزن الذي فقده لم يعود، أما إن عاد للوزن الزائد سيعود المرض، بالتالي فقدان الوزن يجعل المريض في هدنة مع السكري، وإن زاد وزن المريض سيعود السكري.
إعلان هل شفي أحد من السكري من النوع الثاني؟طبعا كثيرون، خاصة بالطرق الحديثة في علاج السكري واستخدام إبر ناهضات جي إل بي 1 التي تقلل الوزن، وبالتالي يعود المريض إلى وضعه الطبيعي، وبالإجراءات الجراحية مثل قص المعدة، ولكن طالما أن الجينات موجودة سيعود المرض إن عاد المريض لوزنه السابق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان عيادة الجزيرة السکری من النوع الثانی السکری من النوع الأول علاج السکری من النوع
إقرأ أيضاً:
لا علاقة له بمستوى الغلوكوز في الدم.. ما لا تعرفه عن داء السكري الكاذب
على الرغم من أن داء السكري بنوعيه الأول والثاني يحتل واجهة الاهتمام طبيًا بسبب انتشاره الواسع، فإن هناك نوعًا آخر أقل شيوعًا، هو داء السكري الكاذب (Diabetes Insipidus)، الذي يصيب مئات الآلاف حول العالم بصمت، ويختلف كليًا عن نظيريه المعروفين، إذ لا علاقة له إطلاقًا بنسبة السكر في الدم. اعلان
يشترك النوعان في عارض واحد هو التبوّل المفرط، ففي داء السكري المعروف (Diabetes Mellitus)، يؤدي نقص الإنسولين أو عدم فعاليته إلى تراكم السكر في الدم، ما يدفع الجسم إلى التخلص منه عبر البول، فيسحب الماء معه. لذلك يلاحظ المصابون حاجتهم المتكررة.
أما بالنسبة لداء السكري الكاذب، فالأمر مختلف تمامًا. هنا تكمن المشكلة في هرمون يُسمّى الأرجنين فازوبرسين (AVP)، أو الهرمون المضاد لإدرار البول (ADH)، وهو المسؤول عن تنظيم احتفاظ الجسم بالماء.
ويُفرز الهرمون من الغدة النخامية في قاعدة الجمجمة ليعمل كنظامٍ لحفظ المياه، وعندما يختل هذا النظام، تفقد الكليتان قدرتهما على الاحتفاظ بالسوائل، فيعاني المريض من عطش دائم وجفاف مزمن، بغضّ النظر عن كمية الماء التي يشربها.
الأسباب بين الدماغ والوراثةغالبًا ما يكون سبب الإصابة بالسكري الكاذب هو نقص إنتاج AVP. يتكون الهرمون في منطقة تحت المهاد (Hypothalamus) قبل انتقاله إلى الغدة النخامية، وقد تتسبب إصابات الرأس أو الأورام أو العمليات الجراحية في تعطيل هذه العملية الدقيقة، إضافة إلى عوامل وراثية أو التهابات عصبية مثل الزهري والسل. وفي بعض الحالات، يبقى السبب مجهولًا.
أثناء الحمل، قد يظهر نوع خاص يُعرف بـ"السكري الكاذب الحملي"، إذ تفرز المشيمة إنزيمًا يقوم بتفكيك هرمون AVP قبل أن يؤدي وظيفته، وغالبًا ما يختفي بعد الولادة.
Related أرقام صادمة: حوالى نصف مرضى السكري حول العالم يجهلون إصابتهم به10 مؤشرات تثبت العلاقة الوثيقة بين السكري والخرفدراسة تكشف: استخدام القنب مرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض السكريأما العلاج في حالات نقص الهرمون فيكون باستخدام الديزموبريسين (Desmopressin)، وهو بديل صناعي يعيد للجسم قدرته على الاحتفاظ بالماء، ويتوافر على شكل أقراص أو بخاخ أنفي أو حقن.
ولكن تكمن المشكلة في بعض الحالات داخل الكليتين نفسيهما، إذ تفشلان في الاستجابة لهرمون AVP، وهو ما يُعرف بـالسكري الكاذب الكلوي.
وقد يكون هذا الاضطراب خلقيًا منذ الولادة أو مكتسبًا نتيجة تلف الكلى بسبب اختلال الأملاح أو استخدام أدوية مثل الليثيوم المستخدم في علاج الاضطراب ثنائي القطب، ما يعل العلاج أكثر تعقيدًا، ويشمل أدوية مختلفة مع الحرص على الترطيب المستمر.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة