دبي: سومية سعد

أوصى المشاركون في المجلس الرمضاني، الذي عقد في مجلس الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة سعيد أحمد لوتاه الخيرية، بضرورة استحداث صناديق للزكاة في جميع إمارات الدولة، بهدف تسهيل تقديم الزكاة، وضمان وصولها إلى مستحقيها وفق الضوابط الشرعية، ودعوا لإطلاق نظام للربط الإلكتروني بين الجمعيات الخيرية، مع وضع معايير موحدة لتقديم المساعدات، لتسهيل الإجراءات ومنع ازدواجية الصرف.


أقيم المجلس الرمضاني بعنوان «الشراكة في العمل الخيري.. توحيد الجهود الخيرية لتمكين المجتمع»، وأداره الدكتور محمد مراد عبدالله، عضو مجلس أمناء المؤسسة، وذلك لمناقشة تشكيل «مجلس الخير» لتنسيق الجهود وتعزيز التكامل بين المؤسسات والجمعيات الخيرية، بما يحقق أعلى مستويات الكفاءة والتأثير في العمل الخيري.
رفع الكفاءة
أكد الفريق ضاحي خلفان تميم، أهمية رفع كفاءة العمل الخيري بوضع معايير دقيقة تحدد المستحقين للدعم، واعتماد أفضل الأساليب لتلبية احتياجاتهم وفق الأسس الشرعية، مع تسخير التقنيات الحديثة لضمان الشفافية والعدالة.
وأشار إلى أن العمل الخيري في دولة الإمارات لا يقتصر على مبادرات فردية، بل يشكل منظومة متكاملة تستمد قوتها من التعاون والتكاتف بين مختلف الجهات، ما يعزز التكامل في تقديم المساعدات، ويوجه الموارد بكفاءة لضمان وصولها إلى مستحقيها بأفضل الطرق الممكنة.
وأضاف أن تعزيز الشراكة بين المؤسسات الخيرية يسهم في توحيد الجهود، وزيادة تأثير المبادرات الخيرية، ما يدعم تمكين المجتمع ويعزز التنمية المستدامة، ويرسّخ ثقافة العطاء، وأن هذه الجهود تكرّس مكانة الإمارات نموذجاً عالمياً رائداً في العمل الخيري، بنهج مبتكر ومستدام، يسهم في تحقيق رؤية الدولة لمستقبل أكثر ازدهاراً.
مسيرة عطاء
تحدث سعيد الرقباني، رئيس مجلس إدارة جمعية الفجيرة الخيرية، عن نشأة الجمعية، مشيراً إلى أن فكرتها انطلقت عام 1986 خلال مشاهدة أحد البرامج التلفزيونية، حيث طُرحت مسألة عمل طلاب الثانوية العامة، بسبب أوضاعهم المالية، ومن هنا جاءت المبادرة لمساعدتهم، وتم تشكيل فريق لدراسة احتياجاتهم وإطلاق حملات تبرع لدعمهم، وأضاف أنه في عام 1987، بدأت الجمعية أولى مبادراتها التعليمية، حيث ساعدت الطلاب غير القادرين على تحمل كلفة التعليم، وأسهمت في تخرج 487 طالباً، ومع توسع المبادرات، حصلت الجمعية على قسم في أحد المستشفيات الجديدة، ما مكنها من تقديم خدمات إضافية، مثل توفير سيارات للمساعدات الإنسانية ودعم الأسر المتعففة، التي بدأت ب 40 أسرة ثم توسعت بشكل ملحوظ.
ولفت إلى أن الجمعية ساعدت الكثير من الأسر على تحقيق الاستقلال المالي، إذ تمكنت 40 أسرة من المشاركة في بيع الطعام بالقرية العالمية عام 2006، وفي عام 2016، افتتحت الجمعية جامعة لدعم المسيرة التعليمية، حيث استكمل كثير من الطلاب تعليمهم الجامعي بدعم منها، كما أولت الجمعية اهتماماً بكفالة الأيتام، وتكفلت بمصاريف الطلاب حتى إنهاء المرحلة الثانوية، فيما استمرت الكفالة للبنات حتى بلوغهنّ 18 عاماً.
الغاية الأساسية
أكد الشيخ الدكتور أحمد الحداد، عضو مجلس أمناء المؤسسة، أهمية التعاون في العمل الخيري، مستشهداً بالنصوص الشرعية التي تحث على البذل والعطاء، وأوضح أن دور الجمعيات الخيرية يكمن في تسلّم التبرعات بيد وإيصالها إلى المحتاجين باليد الأخرى بسرعة وكفاءة، من دون استثمارها أو تنميتها، لضمان تحقيق الغاية الأساسية من العمل الخيري، والمتمثلة في تقديم العون الفوري والمباشر لمن هم في أمسّ الحاجة إليه.
وأضاف أن العمل الخيري لا يقتصر على تقديم المساعدات المادية فقط، بل يشمل تعزيز التكافل الاجتماعي وترسيخ قيم الرحمة والعطاء في المجتمع، ما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة، كما شدد على أهمية توحيد الجهود بين المؤسسات الخيرية لضمان إيصال الدعم للمستحقين بطرائق أكثر كفاءة وشفافية، مستفيدين من التطورات التقنية والرقمية في تسريع عمليات التوزيع وتحقيق أقصى فائدة ممكنة للمحتاجين.
توحيد الجهود
أوضح المهندس يحيى لوتاه، أن تشكيل المجلس هدفه تعزيز التنسيق بين الجهات الخيرية، بما يتيح لها بناء رؤية موحدة تلبي متطلبات العمل الخيري وتضمن وصول الدعم لمستحقيه بطريقة عادلة ومستدامة.
وقال: «في عالم يزداد تعقيدًا، يصبح التعاون والشراكة في العمل الخيري أكثر ضرورة من أي وقت مضى. إن توحيد الجهود وتكامل الأدوار بين المؤسسات والجمعيات الخيرية يسهم في بناء منظومة أكثر كفاءة وفاعلية، قادرة على تلبية احتياجات المجتمع بطرق مبتكرة ومستدامة. نحن في المؤسسة نؤمن بأن العمل الخيري المشترك لا يمثل مجرد تعاون، بل هو قوة دافعة لإحداث تأثير حقيقي ومستدام، بتبادل الخبرات، وتبني الحلول المبتكرة، والاستفادة من التكنولوجيا لتعظيم الأثر الإيجابي. معاً، يمكننا رسم مستقبل مشرق للعمل الخيري، يواكب تطلعات مجتمعنا ويعزز ثقافة البذل والعطاء
توحيد المعايير
أكد الدكتور أحمد تهلك، مدير مؤسسة تراحم الخيرية، أن تبادل البيانات بين الجمعيات والمؤسسات الخيرية خطوة حيوية لضمان التنسيق الفعال بين الجهات المختلفة، ما يسهم في تحقيق أقصى استفادة من الموارد المتاحة.
أوضح المهندس عادل السويدي، عضو مجلس إدارة «جمعية دبي الخيرية»، أن الجمعية ابتكرت الكثير من المعاملات الذكية، منها الحصالة الذكية التي صمّمت بطريقة عصرية تتماشى مع مسيرة التحول الذكي في المجتمع.
وقال رجل الأعمال عبد العزيز الغرير، في مداخلة له، رداً على استخدام العملات المشفرة في العمل الخيري، إن المصرف المركزي لا يزال يعمل على وضع الضوابط المنظمة لهذه العملات، لضمان سلامة التعاملات المالية وحماية التبرعات من أي مخاطر محتملة.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات شهر رمضان فی العمل الخیری بین المؤسسات توحید الجهود یسهم فی

إقرأ أيضاً:

سيارة الجمعية

صراحة نيوز-بقلم: عاطف أبو حجر

ليست السيارة كما قد يظن البعض مجرّد وسيلة تنقّل، بل هي شاهدٌ على الرحلة، ورفيقة دربٍ شاركتنا الفرح والتعب، وحفظت أسرار أيامنا. في عالمنا، لا تُشترى السيارة بالنقود فقط، بل تُقتنى بالتعب والكدّ و”جمعيات” العمر. وهذه حكايتي… حكاية رجل بسيط، حمل طموحه بين يديه، وسار به على أربع عجلات، وسط دروب الحياة المتقلبة. حكايتي مع السيارات حكاية طويلة، تحمل بين طياتها كثيرًا من الأحلام، والعثرات، والضحكات. كنتُ أحلم – بل كان أكبر طموحاتي – أن أمتلك يومًا سيارة “بيجو” فرنسية أو “هوندا” يابانية صغيرة، طبعًا أتحدث عن موديلات الثمانينات.
وبدأت الرحلة بأول سيارة اشتريتها، كانت من نوع “فيات” موديل 74، لونها أخضر، وكنتُ يومها في خضم فترة طفر وغلاء بأسعار السيارات.
دفعت ثمنها 4000 دينار نقدًا، وبعد شهر فقط، بعتها لرجل آخر، لأكتشف لاحقًا أنه المالك الأول لنفس السيارة، وما زال قلبه معلّقًا بها. باعها للشخص الذي باعني إياها، ثم اشتراها مني بسعر 3800 دينار، بخسارة بسيطة تحملتها برضا.
بعدها، اشتريت سيارتي الثانية: “فولكس فاجن” برازيلي، لون برتقالي، موديل 1982، من أحد الأصدقاء الطيبين، بـ 2000 دينار. وأجزم أنها كانت أنظف فولكس في الأردن في تلك الفترة. تساهل معي صديقي، واتفقنا على دفعة أولى 1000 دينار، والباقي أقساط شهرية، كل شهر 100 دينار.
بقيت معي “الفولكس” ما يقارب 7 سنوات، وكانت أكثر من مجرد سيارة. خدمت كل من في الحارة: حملنا بها الأهل والأحبة، فرحنا بها مع الجيران، ورافقنا بها في الأفراح والأتراح. أسعفنا بها مرضى، ونقلنا طلاب المدارس، بل حتى التيس الشامي للهداد.
تدرّب عليها أكثر من قريب وصديق على السواقة. حملنا بها أسطوانات الغاز، وجريكنات الكاز، وشوالات الزيتون، وحتى شوالات الإسمنت والطوب! حتى إنني في إحدى المرات، نقلت على سقفها كنبًا ثلاثي المقاعد لبيت أختي “أم صدام”،
ومع مرور الأيام ونزول أسعار السيارات، قررنا تغيير السيارة، رغم أننا لا نملك من سعر الجديدة ولو دينارًا واحدًا. عرض عليّ النسيب العزيز “أبو المؤمن” أن أشتري سيارة “كيا سيفيا” من أحد الأشخاص. كانت مرهونة لأحد البنوك، وطلب البائع 3300 دينار نقدًا، على أن نُقَسِّط الباقي مع البنك.
صار استنفار داخل البيت، باعت زوجتي آخر إسوارة عندها، وأخذنا قرضًا من البنك بـ 3000 دينار، وأعطاني الأولاد حصالاتهم الصغيرة. من يومها صارت السيارة تُعرف عندنا بـ “سيارة الجمعية”.
بقيت الكيا معنا حتى يومنا هذا، سيارة خدمتنا بإخلاص.
وفي عام 2015، اشتريت سيارة “ميتسوبيشي” “فراشة” حديثة لأول مرة، وأيضًا… أخذنا قرضًا. لكن يبدو أن بعض أصحاب العيون الفارغة والحسّاد استكثروا علينا نفرح. السيارة تعرضت لأكثر من 8 حوادث متتالية، وعرفت يومها أن “ما إلي حظ بالحديد”، وبعتها بخسارة 2000 دينار.
ولا زلنا، والحمد لله، مبسوطين بسيارتنا “الكيا سيفيا”، رفيقتنا، سيارة الجمعية… التي ما زالت تخدمنا بكل طاقتها،
وبنظرنا وقناعتنا، هي أفضل من سيارات البابا والماما، “الجي كلاس” و”التسلا”، التي تقف أمام فلل لا يعرف أصحابها “جمعيات” آخر الشهر، ولا “صندوق المرأة”، ولا “أقساط البنوك”.
لقد غدت سيارتنا “الكيا سيفيا” أكثر من مجرد مركبة، بل أصبحت رمزًا لرحلتنا، وصورةً ناطقةً لصبرنا وكرامتنا. قد لا تحمل في داخلها رفاهية السيارات الحديثة، ولا تتباهى بشاشات ذكية أو أنظمة متطورة، لكنها تحمل ما هو أثمن من ذلك: ذكريات، وتعب سنين، ورضا قلوب تعلّمت أن تفرح بالقليل. هي سيارتنا… “سيارة الجمعية”، لكنها – في نظرنا – أغلى من كنوز الفارهين، لأنها جاءت “من قرضٍ بنكيٍّ يمتدّ همّه لسنوات، وجمعيةٍ شهريةٍ مُربِكة، وتحويشة حصّالات الأولاد التي جُمعت في كلّ المناسبات.”لا من وفرة الحسابات.سيارتنا خبيرة بمحطات الوقود، لا تدخلها إلا حين تقتضي الظروف،ويُتاح المصروف. على فكرة: أستطيع أن أجزم بأن سيارتنا “الكيا سيفيا” تعرف الشوارع أكثر من GPS… بينما لم تطأ عجلات سيارات غيرنا حتى حدود طريق المنطقة الصناعية.

مقالات مشابهة

  • سيارة الجمعية
  • اجتماع في صعدة يناقش سير العمل في المؤسسة المحلية للمياه
  • طلب إحاطة بشأن تفاقم أزمة عمالة الأطفال
  • نائب يدعو حكومة السوداني إلى إرسال تعديل قانون سلم رواتب الموظفين إلى البرلمان
  • «الشارقة الخيرية» تنفق 85.1 مليون درهم خلال النصف الأول
  • ماذا يحدث حال رفض الجمعية العمومية للهيئة الرياضية اعتماد الميزانية؟
  • ضاحي خلفان: التفكير والعمل الجماعي يبنيان جيلاً رقمياً متمكناً
  • رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لهواة اللاسلكي يزور مهرجان “بيت حائل 2025”
  • تكريم الفائزين بجائزة «إبداع» في أبوظبي
  • وزارة التخطيط تعلن عن توحيد إجراءات دخول البضائع الموردة إلى العراق