عربي21:
2025-06-17@19:01:05 GMT

إلى متى سيظل العالم يتفرج على ذبح غزة؟!

تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT

منذ اليوم الأول للعدوان الوحشي على قطاع غزة كان الموقف العربي الرسمي ضعيفا ومحط انتقادات واسعة، فهو لم يرق بنظر الكثيرين من المراقبين والمهتمين إلى مستوى الحدث وحجم حرب الإبادة في غزة، إذ اكتفى البعض بالصمت أو التنديد والاستنكار والدعوة للتهدئة في أحسن الأحوال، وشذت عن ذلك بعض الدول التي أدانت المقاومة، ومع استمرار العدوان وتصاعده بدأت شيئا فشيئا تتكشف حقيقة دور بعض الدول العربية في العدوان، رغم نفيها المتكرر المشاركة فيه أو حتى دعم ومباركة الاحتلال.



الاحتلال يستهدف ويقتل كل شيء في غزة، حيث يستهدف الحجر والبشر ومخيمات النازحين والمستشفيات والأطباء وفرق الإطفاء وطواقم الصحافة، وينفذ جرائمه في غزة على الهواء مباشرة وعلى مرأى ومسمع المجتمع الدولي الظالم والمنحاز للاحتلال وبدعم أمريكي لا محدود، وتواطؤ عربي رسمي مخزي وبائس، وكأن أرواح الفلسطينيين بلا قيمة تُذكر.

في خضم هذا المشهد الدموي، يُسجل الموقف العربي الرسمي أسوأ فصول التخاذل، حيث يلتزم معظم الحكام العرب صمتا مريبا إزاء المجازر الجارية في قطاع غزة، بل إن بعضهم يلعب دور الحارس الأمين لحصار غزة، عبر إبقاء معبر رفح مغلقا أمام الجرحى والمساعدات، وتجاهل نداءات الاستغاثة من داخل قطاع غزة
هذه الغارات تأتي بعد انتهاء هدنة استمرت ما يقارب 42 يوما، بموجب اتفاق تبادل أسرى برعاية مصر وقطر وبدعم أمريكي، غير أن نتنياهو تنصل من الالتزام بالمرحلة الثانية، ورفض تنفيذ بنود الاتفاق، لا سيما تلك المتعلقة بوقف الحرب والانسحاب الكامل من قطاع غزة، في موقف يعكس استخفافا بالمجتمع الدولي، وتحديا سافرا لأي مساعٍ دبلوماسية.

وفيما تستمر آلة القتل الإسرائيلية في حصد الأرواح، يواجه سكان قطاع غزة خطرا لا يقل فتكا عن القصف: المجاعة والعطش، فلليوم الخامس والعشرين على التوالي، تواصل قوات الاحتلال إغلاق المعابر بشكل كامل، ومنع دخول الغذاء والدواء والوقود، وحتى المياه النظيفة، في محاولة لخنق ما تبقى من حياة في هذا الشريط الساحلي المحاصر.

الصور الواردة من القطاع تنذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة، أطفال جائعون، مرضى يموتون في المستشفيات بسبب انعدام الدواء والكهرباء، وأمهات يقفن في طوابير طويلة للحصول على قطرة ماء أو رغيف خبز.

هذه ليست مجرد معاناة إنسانية، بل جريمة مكتملة الأركان تُرتكب مع سبق الإصرار والترصد، تحت سمع وبصر العالم المتحضر.

في خضم هذا المشهد الدموي، يُسجل الموقف العربي الرسمي أسوأ فصول التخاذل، حيث يلتزم معظم الحكام العرب صمتا مريبا إزاء المجازر الجارية في قطاع غزة، بل إن بعضهم يلعب دور الحارس الأمين لحصار غزة، عبر إبقاء معبر رفح مغلقا أمام الجرحى والمساعدات، وتجاهل نداءات الاستغاثة من داخل قطاع غزة.

ورغم أن الجارة مصر تتصدر قائمة الوسطاء في الملف الفلسطيني، إلا أن النظام المصري لا يزال يمارس سياسة الانتظار والمساومة، ويقدّم مصالحه الإقليمية وتحالفاته مع الاحتلال على حساب الدم الفلسطيني.

هذا الصمت لا يعبّر فقط عن ضعف، بل عن تواطؤ مع الاحتلال، خاصة أن أجهزة الإعلام الرسمية في تلك بعض الدول تواصل ترويج الرواية الإسرائيلية، وتغض الطرف عن المجازر اليومية التي ترتكب بحق الأطفال والنساء.

وسط هذا الجحيم، تبقي غزة جذوة الصمود مشتعلة، رافضة الانكسار رغم الجراح والمآسي، ومن تحت الركام، يخرج صوتها عاليا ليقول إن الحق لا يموت ما دام خلفه من يدافع عنه
الخذلان لا يقتصر على مصر وحدها، بل يشمل دولا عدة تهافتت على التطبيع مع العدو، ثم صمتت أمام جرائمه، وكأنّ تطبيعهم كان تفويضا مفتوحا للاحتلال ليواصل إبادة الفلسطينيين دون مساءلة.

وسط هذا الخذلان علينا تصحيح الخطأ التاريخي؛ عندما اعتقد البعض من الفلسطينيين وغيرهم عند توقيع اتفاق اوسلو بأنه يمكن أن يكون هناك مشروع سلام وأن السلام ممكن مع القتلة. لا يمكن أن يكون مشروع سلام ولا أن نراهن على موقف عربي أو دولي.

هذا المجتمع الاسرائيلي الفاشي لا يريد بقايا للشعب الفلسطيني ويمارس تطهير عرقي في غزة وشمال الضفة، وما يجري في الضفة هي عملية هندسة اجتماعية وجيوسياسية جديدة، تستهدف الشعب الفلسطيني الذي يواجه أكبر عملية إبادة وتطهير عرقي.

ووسط هذا الجحيم، تبقي غزة جذوة الصمود مشتعلة، رافضة الانكسار رغم الجراح والمآسي، ومن تحت الركام، يخرج صوتها عاليا ليقول إن الحق لا يموت ما دام خلفه من يدافع عنه.

لكن السؤال المؤلم الذي يبقى مطروحا: إلى متى سيظل العالم يتفرج على ذبح غزة؟ وإلى متى ستبقى الأنظمة العربية صامتة وخانعة بينما تُذبح غزة كل يوم؟

إن معركة غزة اليوم ليست معركة حدود أو فصائل، بل معركة كرامة أمة بأكملها، وعلى الشعوب أن تُسمع صوتها، وعلى الأحرار أن يفضحوا المتواطئين، فالتاريخ لا يرحم من خانوا قضيتهم وتخلوا عن شرفهم في زمن الخذلان والعار.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء غزة الاحتلال الخذلان احتلال غزة ابادة خذلان قضايا وآراء مدونات مدونات مدونات مدونات قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات مقالات سياسة سياسة اقتصاد سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

استشهاد 43 فلسطينيًا في قصف الاحتلال على قطاع غزة اليوم

استشهد 43 فلسطينيًا وأصيب المئات بجروح مختلفة، في قصف الاحتلال الإسرائيلي اليوم الاثنين، مناطق متفرقة في قطاع غزة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وأفادت مصادر طبية فلسطينية، أن من بين الشهداء 26 فلسطينيًا من منتظري المساعدات بينهم سيدة وأطفال، مؤكدة إصابة أكثر من 200 آخرين بجروح مختلفة وصفت جراح بعضهم بالخطيرة.
أخبار متعلقة استشهاد 28 فلسطينيًا وسط قطاع غزة وشمال الضفة الغربيةاستشهاد 12 فلسطينيًا في قصف للاحتلال على قطاع غزةاستشهاد 30 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزةوأشارت إلى تعرض المستشفى الميداني للصليب الأحمر الدولي في مدينة خان يونس لإطلاق نار من آليات الاحتلال المتوغلة في المنطقة.
وفي القدس المحتلة، أصيب شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال في بلدة الرام، وسط إجراءات عسكرية مشددة على أحياء مدينة القدس، ترافق ذلك مع اقتحام عدد من منازل الفلسطينيين والاعتداء على سكانها.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } استشهاد 43 فلسطينيًا في قصف الاحتلال على قطاع غزة اليوم - أرشيفية

مقالات مشابهة

  • مندوب المملكة بالأمم المتحدة: الاعتداءات المتكررة على الشعب الفلسطيني خرق فاضح لمبادئ القانون الدولي 
  • 5 شهداء ومصابون في قصف الاحتلال وسط وجنوب قطاع غزة
  • استشهاد ستة فلسطينيين في قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة
  • استشهاد ستة فلسطينيين في قصف الاحتلال على قطاع غزة اليوم
  • مـ.قتل ضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي جنوب قطاع غزة
  • جيش الاحتلال يُقلص قواته في قطاع غزة ويسحب الفرقة 98
  • استشهاد 43 فلسطينيًا في قصف الاحتلال على قطاع غزة اليوم
  • غزة تودّع 300 من شهداء المساعدات منذ بدء الخطة الأميركية
  • استشهاد 12 فلسطينيًا في قصف للاحتلال على قطاع غزة
  • مجدي الجلاد: الأهلي يمثل مصر أمام انتر ميامي.. والأحمر سيظل الزعيم