إذاعة القرآن الكريم.. 61 عاما من الريادة والتألق
تاريخ النشر: 1st, April 2025 GMT
في أوائل الستينات من القرن الماضي ظهرت طبعة مذهبة من المصحف، ذات ورق فاخر، وإخراج أنيق، بها تحريفات خبيثة ومقصودة لبعض آيات القرآن الكريم.
استنفر هذا التحريف الأزهر الشريف ممثلا في هيئة كبار العلماء، ووزارة الأوقاف والشئوون الاجتماعية - في ذلك الوقت - ممثلة في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، لتدارك هذا العدوان الأثيم علي كتاب الله، وبعد الأخذ والرد تمخضت الجهود والآراء عن تسجيل صوتي للمصحف المرتل برواية حفص عن عاصم بصوت المرحوم الشيخ محمود خليل الحصرى علي اسطوانات توزع نسخ منها علي المسلمين في أنحاء العالم الإسلامي، وكافة المراكز الإسلامية، باعتبار ذلك أفضل وسيلة لحماية المصحف الشريف من الاعتداء عليه.
وكان هذا أول جمع صوتي للقرآن الكريم بعد أول جمع كتابى له في عهد أبي بكر الصديق - رضى الله عنه - وبمرور الوقت تبين أن هذه الوسيلة لم تكن فعالة في إنجاز الهدف المنشود، ثم انتهي الرأي والنظر في هذا الشأن من قبل وزارة الثقافة والإرشاد القومي - المسؤولة عن الإعلام في ذلك الوقت، وعلى رأسها الإعلامي الراحل الدكتور عبد القادر حاتم - إلي اتخاذ قرار بتخصيص موجة قصيرة وأخري متوسطة لإذاعة المصحف المرتل الذي سجله المجلس الأعلـى للشؤون الإسـلامية، وبعد موافقة الرئيـس جمال عبد الناصر بدأ إرسال "إذاعة القرآن الكريم"، لتكون الأولى فى تقديم القرآن كاملا، وكانت بذلك أنجح وسيلة لتحقيق هدف حفظ القرآن الكريم من المحاولات المكتوبة لتحريفه، حيث يصل إرسالها إلي الملايين من المسلمين في الدول العربية والإسلامية في آسيا وشمال إفريقيا.
وعلى منوال هذه السابقة المصرية الرائدة المباركة توالى إنشاء عدة إذاعات للقرآن الكريم في داخل العالم العربي وخارجه، إسهاما فى تحقيق قوله تعالي: "إنا نحـن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".
ولا يفوتنى أن أقدم خالص التهنئة لإذاعتى المفضلة، إذاعة القرآن الكريم وإلى كل العاملين بها، بمناسبة الاحتفال بمرور 61 عاما على انطلاقها، واستمرار ريادتها وتألقها إن شاء الله تعالى على مر الزمان، وأقول لهم: «إذا كان شرف الوسيلة الإعلامية ياتى من الموضوعات التى تتناولها والمادة العلمية التى تقدمها، فلا شىء أشرف ولا أقدس ولا أكرم من كتاب الله عز وجل، الذى هو أساس ومحور إذاعة القرآن الكريم الذى قامت من أجله وتحيا به، فاستحقت عن جدارة أن تكون أفضل إذاعات العالم وأكثرها احتراماً واستماعاً، وما الإحصائيات الرسمية واستطلاعات الرأى منا ببعيد».
وبهذه المناسبة دعونا نتذكر ما قاله الإمام الأكبر الراحل الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق - رحمه الله - عن رد الفعل الجماهيرى بانطلاق صوت الوحي من هذه الإذاعة العظيمة، وذلك في الاحتفال بالعيد العاشر لإذاعة االقرآن الكريم، حيث قال فضيلته: "فإني لا أزال أذكر أننا كنا ذات يوم في مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية، وجاءتنا البشري بأن الـدولة قررت إنشاء إذاعة خاصة بالقرآن الكريم، وسرّنا هذا النبأ سروراً عظيماً، لكننا لم نقدر أثره في نفوس المؤمنين حق قدره، وتبين ذلك في صورة واقعية يوم أن بدأت المحطـة تذيع، لقد كان يوماً مشهوداً، وفي ذلك اليوم الأغر سمعنا القرآن المرتل في كل شارع مررنا به، وكان أصحاب المحلات التجارية يستمعون إلي الإذاعة في متاجرهم، وربات البيوت يستمعن إلي الإذاعة في بيوتهن، والجميع في فرح غامر، وفي استبشار واضح.. "، هذا ما عبر به فضيلة الإمام الراحل عبد الحليم محمود عن واقع إذاعة القرآن الكريم، منذ انطلقت من القاهرة في الساعة السادسة من صبيحة يوم الأربعاء 11 من شهر ذي القعدة لسنة 1383هـ. الموافق 25 مارس لسنة 1964م.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إذاعة القرآن الکریم
إقرأ أيضاً:
المقاومُ / جورج عبدُالله … حُرَّاً طليقاً بعدَ 41 عاماً في الزَّنازينِ الفرنسيَّةِ
وهناك رمزيَّةٌ ثابتةٌ لعنوانِ تلكَ الشَّخصياتِ والأفرادِ والجماعاتِ التي تتحوَّلُ إلى أساطيرَ وحكاياتٍ وسرديَّاتٍ خالدةٍ، لأنَّها ربطتْ جُلَّ أعمالِها وتجربتِها،وذكرياتِها بقيمٍ ودُرُوسٍ وعِبرٍ عاليةِ القيمةِ والمُحتوى، تعتبرُها الأممُ والشُّعوبُ قيمةً، ومضامينَ هي عاليةٌ في جوهرِ، وطبيعةِ حياتِها ونشاطِها وقيمةِ سُلُوكِها وتصرُّفاتِها التي تتباهى بهِا بينَ أقرانِها منَ الأممِ والشُّعوبِ ذاتِ المنهجِ الحضاريِّ المُتقدِّمِ في هذهِ الحياةِ.
فقيمةُ الحُريَّةِ لا تُضاهيها قيمةٌ ومعنىً سامٍ في هذهِ الحياةِ، ومعاني مُجابهةِ ومُقاومةِ الظلمِ والاحتلالِ والاستعبادِ والقهرِ والعسفِ و (الاستعمارِ)، جميعُها مُفرداتٌ تتشابهُ إن لم نقلْ تتطابقُ مع تعميمِ الظُّلمِ والقهرِ والاستغلالِ، لذلك فالأحرارُ في الغالبِ هُم مَن يتقدَّمُ الصُّفوفَ، ويقودُ المسيَّراتِ ويحملُ مشعل َالتنويرِ للجماهيرِ، ولجُمُوعِ الأحرارِ في منطقتِهِ وشعبِهِ وقوميَّتِهِ ودينِهِ، وحتى طائفتِهِ الدِّينيَّةِ والمذهبيَّةِ، يقودُهُم؛ لمُحاربةِ ذلكَ المُحتلِّ لبلدِهِ وشعبِهِ في أيِّ بُقعةٍ من هذا العالمِ الفسيحِ.
ولهذا قاومتِ الشُّعُوبُ الحُرَّةُ في جميعِ أنحاءِ العالمِ مراحلَ وقوى الاحتلالِ والاستعبادِ في كُلٍّ منَ الشَّعبِ الفيتناميِّ ضدَّ المُحتلِّ الأمريكيِّ، وكوريا ضدّ َالاحتلالِ الأمريكيِّ، وفرنسا في زمنِ النَّازيَّةِ ضدَّ النَّازيينَ الألمانِ، والشَّعبِ الجزائريِّ في مقاومةِ الاحتلالِ الفرنسيِّ، والشَّعبِ الأفغانيِّ في مُقاومةِ الإمبراطوريتينِ الرُّوسيَّةِ والأمريكيَّةِ، والشَّعبِ اليمنيِّ ضدَّ الاحتلالِ البريطانيِّ،والشَّعبِ العِراقيِّ ضدَّ الاحتلالِ الأمريكيِّ، والمُقاومةِ الفلسطينيَّةِ المُمتدَّةِ لأزيدَ من 100 عامٍ ضدَّ الاحتلالِ الإسرائيليِّ الصُّهيونيِّ، والمُقاومةِ الإسلاميَّةِ اللبنانيَّةِ ضدَّ الاحتلالِ الإسرائيليِّ الصُّهيونيِّ.
وبالمُناسبةِ للعلمِ فحسبُ فإنَّ الأحرارَ في جميعِ أرجاءِ العالمِ ينحدرونَ من جميعِ الأديانِ والطوائفِ، والمذاهبِ والأعراقِ والألوانِ، والمِللِ والنِّحلِ.
وفي هذهِ الأيامِ العظيمةِ، ونحنُ مازلنا نعيشُ آخرَ فُصُولِ معركةِ طُوفانِ الأقصى المُباركِ التي تقودُها المُقاومةُ العربيَّةُ الإسلاميَّةُ في المُحيطِ العربيِّ، وتحديداً فيأرضِ فلسطينَ الطَّاهِرةِ، هذه المُقاومةُ التي يقودُها اليومَ اليمنُ العظيمُ، ومعها فصائلُ المُقاومةِ الفلسطينيَّةِ الإسلاميَّةِ، والوطنيَّةِ، وكذلكَ المُقاومةُ اللبنانيَّةُ الإسلاميَّةُ، والعِراقيَّةُ، ومعهُ جمهوريَّةُ إيرانَ الإسلاميَّةُ حُكومةً، وشعباً، وقيادةً رُوحيَّةً، هذه المُقاومةُ التي تكالبتْ عليها الصُّهيونيةُ العالميَّةُ بقيادةِ أميركا USAالمُتوحشةِ، والكيانِ الإسرائيليِّ الصُّهيونيِّ العُدوانيّ، والتي تقودُ عُدواناً على قِطاعِ غزَّةَ منذُ 8 / أكتوبر / 2023 م، وحتى لحظةِ كتابةِ مقالتِنا هذه في يومِ السَّبت المُوافقِ 19 / يوليو / 2025م، ومع حليفِها وشريكِها حِلفِ شمال ِالأطلسيِّ الصُّهيونيِّ والحُكَّامِ العربِ والمُسلمينَ الصَّهاينةِ.. هذا التَّحالفُ غيرُالمُقدَّسِ شنَّ عُدوانَهُ الوحشيَّ على قطاعِ غزَّةَ والضَّفةِ الفلسطينيَّةِ الغربيَّةِ، وعلى لبنانَ، واليمنِ، وعلى جُمهُوريَّةِ إيرانَ الإسلاميَّةِ.
في خضِّمِّ العُدوانِ، والمُؤامرةِ الأمريكيَّةِ الإسرائيليَّةِ الصُّهيونيَّةِ ضدَّ شُعوبِنا العربيَّةِ والإسلاميَّةِ يحلُّ يومُ الفرجِ على المُجاهدِ الفِدائيِّ الأسيرِ في سُجُونِ فرنسا المُتصهينةِ المُناضلِ / جُورجِ إبراهيم عبدِالله، ذلكَ المُناضلُ الصُّلبُ اللبنانيُّ المسيحيُّ المارُونيُّ الذي أمضى واحداً وأربعينَ عاماً في سُجُونِ ومُعتقلاتِ جُمهُوريَّةِ فرنسا الصُّهيونيَّةِ ، ذلكَ الشَّابُّ المسيحيُّ المارُونيُّ المُنتسبُ إلى عُضويةِ الجبهةِ الشَّعبيةِ لتحريرِ فلسطينَ، والذي قاتلَ ببسالةٍ مع الثوارِ المُقاومينَ الفِدائيينَ الفلسطينيينَ منذُ سبعينيَّاتِ القرنِ العشرينَ.
ذلكَ الشَّابُّ اللبنانيُّ المسيحيُّ المارُونيُّ الوسيمُ الذي أُدخلَ عُنوةً في زنازينِ الطُّغاةِ الفرنسيينَ والأمريكانِ الصَّهاينةِ في العامِ 1984م، والذينَ ادَّعوا أنّ َالمُناضلَ الفِدائيَّ جُورج عبدِالله ساعدَ وساهمَ في اغتيالِ المُلحقِ العسكريِّ الأمريكيِّ / تشارلزَ راي، والدبلوماسيِّ الإسرائيليِّ الصُّهيونيِّ / ياكوفَباريسمانتوف، وتمَّ إيداعُهُ خلفَ القُضبانِ لـ 41 عاماً بالوفاءِ والتَّمامِ، وكانَ بمثابةِ البطلِ العربيِّ المُقاومِ الذي أمضى كُلَّ هذهِ الفترةِ الزَّمنيَّةِ خلفَ قضبانِ فرنسا المُتواطئةِ مع الكيانِ الصُّهيونيّ الإسرائيليِّ.
ماهيَ الدُّرُوسُ والعِبرُ من هذا الصُّمُودِ الأسطوريِّ للمُناضلِ المُقاومِ الذي ثبتَ على موقفِهِ أمامَ المُحقِّقِ الفرنسيِّ، وأمضى كُلَّ تلكَ العقُودِ الأربعةِ بثباتِ الرِّجال ِوشُمُوخِ الجبالِ، وبمعنويَّةٍ فولاذيَّةٍ مُقاومةٍ:
أوَّلاً:
كانتْ وماتزالُ القضيَّةُ الفلسطينيَّةُ – بجميعِ أبعادِها العربيَّةِ والإسلاميَّةِ والإنسانيَّةِ، والدِّينيَّةِ والأخلاقيَّةِ – هي العنوانَ الأبرزَ في القرنِ العشرينَ، ومطلعِ القرنِ الحادي والعشرينَ، لما مثلتْهُ من ظُلمٍ تاريخيٍّ، وإنسانيٍّ للإنسانِ الفلسطينيِّ الذي هُجِّرَ، وأُبعدَ وشُرِّدَ، وطُرِدَ إلى جميعِ أصقاعِ العالمِ، وكانَتْ بمثابةِ المظلوميَّةِ العالميَّةِ التي تُلهمُ جميعَ الأحرارِ من عربٍ وعَجَمٍ، ومن جميعِأ نواعِ البشرِ في هذا العالمِ، ومثَّلتْ فلسطينُ وحدَها بوصلةَ نضالٍ وجهادٍ،ومُقاومةِ الأحرارِ في العالمِ، وليسَ هناكَ قضيَّةٌ تُشبهُها، ولن تكُونَ إلا فلسطينَ العظيمةَ، هي البوصلةُ الصِّحيَّةُ، والوحيدةَ لجميعِ الأحرارِ من جميعِ القوميَّاتِ،والمِللِ والنِّحلِ.
ثانياً:
تمتْ زراعةُ هذا الجسمِ الصُّهيونيِّ الغريبِ، والطَّارئِ في أرضٍ ليستْ بأرضِهِ،وفي مُحيطٍ اجتماعيٍّ ليسَ بمُحيطِهِ، وفي بيئةٍ ثقافيَّةٍ ليستْ بثقافتِهِ، وفي بيئةٍ دينيَّةٍ ليستْ بدينِهِ، زُرِعَ من قبلِ الغربِ الأورُّوبيِّ الأمريكيِّ الصُّهيونيِّ في هذهِ الجُغرافيا المُقدَّسةِ لجميعِ العربِ والمُسلمينَ، والمسيحيينَ، هذهِ حقيقةٌ لا يُدركُها سوى الأحرارِ العربِ من جميعِ الدِّياناتِ.
ثالثاً:
لقد قدَّمَ الأحرارُ العربُ والمُسلمُونَ المُقاومُونَ للمشرُوعِ الأمريكيِّ الصُّهيونيِّ في المنطقةِ قوافلَ منَ الشُّهداءِ تُجاهَ القضيَّةِ الفلسطينيَّةِ ، وللأسفِ لم يُقدِّمِ الحُكَّامُ العربُ منَ المُحيطِ إلى الخليجِ أيةَ تضحياتٍ تُذكرُ تُجاهَ القضيَّةِ الفلسطينيَّةِ سوى نفرٍ بعددِ أصابعِ اليدِ الواحدةِ فحسبُ، وفي مُقدِّمتِهم خالدُ السِّفُرِ والذِّكرِالزَّعيمُ / جمالُ عبدِالنَّاصرِ، والزَّعيمُ العُرُوبيُّ / صدَّامُ حُسينَ الذي أعدمتْهُ الولاياتُ المُتحدةُ الأمريكيَّةُ ، والزَّعيمُ العُرُوبيُّ / مُعمَّرُ القذَّافي الذي أعدمتْهُ قوَّاتُ حلفِ شمالِ الأطلسيِّ العُدوانيةُ، والزَّعيمُ العُرُوبيُّ / هواريُ بومدينَ الذي مات َشهيداً مسمُوماً؛ بسببِ موقفِهِ، والرَّئيسُ / ياسرُ عرفاتُ “أبو عمَّارٍ” الذي ماتَ مسمُوماً من قبلِ المُوسادِ الصُّهيونيِّ، والزَّعيمُ العُرُوبيُّ / حافظُ الأسدِ الذيماتَ، والعدوُّ الإسرائيليُّ الصُّهيونيُّ يتمنَّى منهُ أن يُوقِّعَ على وثيقةِ التَّطبيعِ والتَّنازُلِ عن فلسطينَ العظيمةِ، كبقيَّةِ الخَوَنَةِ منَ القادةِ العربِ الذينَ طبَّعُوا،وباعوا القضيَّةَ الفلسطينيَّةَ برُمَّتِها، والرَّئيسُ السُّوريُّ / بشَّارُ الأسدِ الذي لم يساومْ على القضيَّةِ الفلسطينيَّةِ ورفضَ إملاءاتِ الأمريكانِ بالتوجُّهِ لتوقيعِ وثيقةِ التَّطبيعِ مع الكيانِ الصُّهيونيِّ، وفضَّلَ المُقاومةَ إلى آخرِ يومٍ من حُكمِهِ وسُلطتِهِ،والذي تكالبتْ عليهِ القوى الصُّهيونيةُ الأمريكيَّةُ والتُّركيَّةُ والعربيَّةُ ، والرئيسُ اليمنيُّ / علي ناصرُ مُحمَّد الذي رفضَ التَّطبيعَ مع الكيانِ الإسرائيليِّ.
هؤلاءِ القادةُ العربُ هم رمزُ المُقاومةِ الحُرَّةِ التي أبتْ أن تتعاملَ مع الكيانِ، وأبتِالتَّطبيعَ بعكسِ الحُكاٍّمِ العربِ الصَّهاينةِ الآخرينَ الذينَ سيُلعَنُونَ على مدارِالتاريخِ.
رابعاً:
قدَّمتِ المُقاومةُ الإسلاميَّةُ في عالمِنا الإسلاميِّ قوافلَ منَ الشُّهداءِ على دربِ تحريرِ فلسطينَ، وهمُ الآنَ قد تحوَّلوا إلى رُمُوزٍ، ومصابيحَ مُضيئةٍ لكُلِّ الأحرارِ في العالمِ، أمثالِ قائدِ الثورةِ الإيرانيَّةِ الفقيدِ / آيةِ اللهِ الخمينيِّ،رحمةُ اللهِ عليهِ الذي ما نجحتِ الثورةُ الإيرانيَّةُ في العامِ 1979م حتَّى قطعَ العلاقاتِ الدُّبلوماسيَّةَ والسِّياسيةَ والتِّجاريَّةَ والثقافيَّةَ مع الكيانِ الإسرائيليِّ الصُّهيونيِّ،وحوَّلَ مُباشرةً سفارةَ الكيانِ إلى سفارةٍ لمُنظمةِ التَّحريرِ الفلسطينيَّةِ ، وكذلكَ واصلَ من بعدِهِ القائدُ الإسلاميُّ الإيرانيُّ الكبيرُ / علي خامنئي، قائدُ الثورةِ الإيرانيَّةِ في الجُمهوريَّةِ الإسلاميَّةِ الإيرانيَّةِ، وكذلكَ الشَّهيدُ / الحاجُ / قاسمُسُليماني، والشَّهيدُ / أبو مَهدي المُهندسِ، الشَّهيدُ/ القائدُ / حسن نصرِالله،والشَّهيدُ / هاشم صفيِّ الدِّين ، والشَّهيدُ أحمد ياسين، والشَّهيدُ / عبدُالعزيزِالرَّنتيسي، والشَّهيدُ / الفقيدُ / جُورجُ حبشَ، والشَّهيدُ / أبو علي مُصطفى،والشَّهيدُ / إسماعيلُ هنيَّةُ،
الشَّهيدُ / صالحُ العارُوري، الشَّهيدُ/ يحيى السِّنوَار ، والشَّهيدُ/ صلاحُ خلف،والشَّهيد/ علي حسن سلامة، والشَّهيدُ/ يحيى عيَّاشُ، والشَّهيدُ/ سعيد صيام،والشَّهيدُ/ محمُود المبحُوح، والشَّهيدُ / نزار ريَّان، والشهيدُ / يوسفُ السور كجي،والشَّهيدُ / غسان كنفاني، الشَّهيدُ / كمال عدوانٍ، الشَّهيدُ / كمال ناصر،الشَّهيدُ / زهير مُحسن، الشَّهيدُ / خالد نزال، الشَّهيدُ / ماجد أبو شرار، الشَّهيدُ/ خليل الوزير “أبو جهاد“، الشَّهيدُ / عبَّاس الموسوي، الشَّهيدُ/ وديع حدَّاد،الشَّهيدُ/ فتحي الشَّقاقي، الشَّهيدُ/ مُبارك الحسنات، الشَّهيدُ/ عماد مغنية،الشَّهيدُ/ سمير القنطار، وهُناكَ كوكبةٌ طويلةٌ منَ الشُّهداءِ المُسلمينَ، والعربِي صعبُ حصرُهُم في مقالةٍ واحدةٍ للتدليلِ على عظمةِ القضيَّةِ الفلسطينيَّةِ الَّتي جاهدَ، واستشهدَ من أجلِها هؤلاءِ القناديلُ المُضيئةُ المُشعَّةُ في سماءِ حُريَّةِ فلسطينَ كلِّ فلسطينَ.
خامِساً:
حينما تكُونَ المظلوميَّةُ واضحةً وبيِّنةً، ولا لبسَ فيها، كقضيَّةِ فلسطينَ، تكُونَ عبارةً عن نبراسٍ مُشعٍّ للأحرارِ فحسبُ، أمَّا خَوَنةُ القضيَّةِ الفلسطينيَّةِ، فهؤلاءِ الذينَ يبيعونَ الحقَّ بالباطلِ، وينصُرُونَ الظالمَ على المظلومِ، ولا يُميِّزونَ بينَ الشُّمُوخِ والكبرياءِ، وبينَ الانحطاطِ الأخلاقيِّ والفكريِّ والإنسانيِّ، من هُنا صمدَالمُجاهدُ البطلُ / جورج إبراهيم عبدالله لأكثرَ من أربعينَ عاماً، وهو ثابتٌ ثبُوتَ الجبالِ على الحقِّ الفلسطينيِّ العادِلِ.
سادِساً:
القضيَّةُ الفلسطينيَّةُ العادلةُ وقفَ معها الأحرارُ في العالمِ من فنزويلا، وكوبا، والبرازيلِ غرباً، وجنوبِ أفريقيا، والعديدِ منَ البلدانِ الأفريقيَّةِ جنوباً، وجميعُا لأحرارِ المُواطنينَ في قارَّةِ أورُوبا، وأميركا، وعددٍ منَ البلدانِ الآسيويَّةِ، جميعُهم خرجوا، ويخرجُونَ بمئاتِ الآلافِ، وصُولاً إلى الملايينِ، يخرجُونَ، يتظاهُرونَ،ويحتجُّونَ ضدَّ حُكوماتِهم، وأجهزةُ البوليسِ تقمعُهُم، ومعَ ذلكَ لا يتوقَّفونَ في الدَّعمِ والإسنادِ، وصُولاً إلى جمعِ التبرُّعاتِ؛ لسدِّ رمقِ العيشِ التي أوصلَها الكيانُ الصُّهيونيُّ إلى أهلِنا في قطاعِ غزَّةَ المُحاصَرةِ منَ الماءِ والدَّواءِ،والرَّغيفِ، وحليبِ الأطفالِ، والرأيُ العامُّ العالميُّ يُراقِبُ تظاهراتِ واحتجاجاتِ طُلابِ وطالباتِ الجامعاتِ العالميَّةِ، جميعُهم يخرجُ تضامُناً ودعماً للقضيَّةِ الفلسطينيَّةِ، ويُدينونَ حربَ التجويعِ والتعطيشِ، والإبادةِ الجماعيَّةِ للإنسانِ الفلسطينيِّ في قطاعِ غزَّةَ.
سابعاً:
في الوقتِ الذي يُعاني فيهِ المُواطنُ الفلسطينيُّ في قطاعِ غزَّةَ من حِصار ٍوحِرمانٍ من أبسطِ مُقوِّماتِ الحياةِ، تابعَ الرأيُ العامُّ العالميُّ باندهاشٍ وحَيْرَة ٍالتصرُّفاتِ الرَّعناءَ، والموقفَ المُذلَّ الهابطَ الذي أبداهُ الحُكَّامُ الخلايجةُ حينما كانوا كُرماءَ حدَّ السَّذاجةِ، والسَّفهِ، والجُنُونِ ؛لدفعِ ترليوناتِ الدولاراتِ للرئيسِ الأمريكيِّ / دونالدَ ترامب مع علمِهمُ الواضحِ بأنهُ شريكٌ أساسيٌّ مع كيانِ العدوِّ الإسرائيليِّ في تجويعِ، وقتلِ وتشريدِ أهلِنا الفلسطينيينَ في قطاعِ غزَّةَ، والضَّفةِ الغربيَّةِ لنهرِ الأردنِ.
الحُكَّامُ الخلايجةُ الأَعْرَابُ يعرفونَ حقَّ المعرفةِ بأنَّ أميركا USA، وحلفَ شمال ِالأطلسيِّ هُم شُركاءُ أساسيُّونَ، ومُباشرُونَ في الإبادةِ الجماعيَّةِ للفلسطينيينَ في جميعِ مراحلِ عُدوانِهم على الشَّعبِ الفلسطينيِّ.
الخُلاصةُ:
المُجاهدُ البطلُ المُقاومُ / جورج إبراهيم عبدُالله اللبنانيُّ المسيحيُّ المارُونيُّالشَّهمُ، قدَّمَ درساً مجانيَّاً، بليغاً في المعنى والدَّلالاتِ العظيمةِ، في معاني الكرامةِ، والعزَّةِ والشَّرفِ تُجاهَ أنبلِ قضيَّةٍ إنسانيَّةٍ في تاريخِنا المُعاصرِ، هي القضيَّةُ الفلسطينيَّةُ العادلةُ، قدَّمَ هذا الدرسَ المجانيَّ للحُكَّامِ العربِ المُسلمينَ،السُّنَّةِ، وهمُ الجُبناءُ المُتخاذلونَ الخَوَنَةُ تُجاهَ القضيَّةِ الفلسطينيَّةِ.
وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيْمٌ
*عضوُ المجلسِ السياسيِّ الأعلى في الجمهوريةِ اليمنيةِ / صنعاءَ