رصد أزيد من 8 مليون درهم لإتمام مشروع حماية مدينة وزان من الفيضانات
تاريخ النشر: 1st, April 2025 GMT
تم رصد غلاف مالي إجمالي بقيمة تصل إلى 8,6 مليون درهم لإتمام أشغال مشروع حماية مدينة وزان من الفيضانات.
ويهدف المشروع، الذي يشكل موضوع اتفاقية متعددة الأطراف تحدد التزامات الشركاء والمسؤوليات والإمكانيات اللازمة لإنجاز الأشغال، إلى حماية الأحياء الغربية لمدينة وزان من الفيضانات وتحسين شروط سيلان مياه الحمولات وتسهيل تصريفها نحو السافلة.
ويضم المشروع تهيئة ثلاث شعاب مائية تقع بين حي الخندق وحي البريق، وتحويل مياهها عبر قناة مغطاة مصنوعة من الخرسانة المسلحة وتصب غرب مدينة وزان، وتحويل شبكات الماء الصالح للشرب، واستبدال المنشأة الفنية لتصريف مياه الأمطار بقناة خرسانية.
ويساهم في إنجاز أشغال تتمة مشروع حماية وزان من الفيضانات، التي يرتقب أن تنجز خلال سنتي 2025 و 2026، كل من وزارة التجهيز والماء بغلاف مالي يصل إلى 6 ملايين درهم، ومجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة ووكالة الحوض المائي اللوكوس بمليون درهم لكل منهما، والجماعة الترابية لوزان ب 0,6 مليون درهم.
بموجب الاتفاقية، يعهد بإنجاز الأشغال إلى وكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال، تحت إشراف عمالة إقليم وزان، بينما تتعهد وكالة الحوض المائي اللوكوس بتوفير المعطيات الضرورية حول الخصائص الهيدرولوجية للمنطقة والدعم التقني، فيما ستتكلف جماعة وزان بتحويل شبكات الماء والكهرباء والتطهير السائل، على ان تشكل هذه الأخيرة المخاطب الوحيد في حال وجود تعرض على الأشغال.
وسيتم بشكل أولي إنجاز الأشغال في سافلة الشعاب المائية، ثم بناء قنوات تحويل مياه الأمطار، قبل إنجاز الأشغال في عالية الشعاب المائية لتفادي حصول أضرار جراء الأشغال بالأحياء المعنية.
المصدر: اليوم 24
إقرأ أيضاً:
عمرة الجديدة… مدينةٌ للناس لا للمضاربات
#عمرة_الجديدة… مدينةٌ للناس لا للمضاربات
المهندس #معاذ_الشناق – مختص في مجال التخطيط العمراني والبنية التحتية
تقدّم الحكومة اليوم مشروع “مدينة عمرة” كأحد أكبر المشاريع العمرانية المقترحة في العقود الأخيرة، وهو مشروع يمكن أن يشكّل نقطة تحول في مشهد السكن والتنمية في الأردن إذا أُدير بعقلية تخطيطية مسؤولة تُقدّم المواطن على المضارب، والتنمية على المصالح الضيقة.
الفرصة كبيرة، لكن النجاح ليس مضمونًا إلا إذا بُني المشروع على أسس واضحة تُلزم كل الجهات بضبط إيقاع العمل ومنع تكرار أخطاء مشاريع سابقة، حيث تسرّبت إليها المضاربات، وفُتحت فيها أبواب التفاف على الهدف الأساسي: خدمة المواطن محدود ومتوسط الدخل.
مدينة عمرة يجب أن تولد وهي تحمل فلسفة واضحة: سكنٌ كريم، خدماتٌ حقيقية، وعدالة في التوزيع والتملك. فالمواطن الأردني أنهكته كلفة السكن وارتفاع الأسعار، وأرهقته مشاريع تُعلن في الإعلام على أنها مخصصة للناس، ثم يجدها مساحات ذهبية للمستثمرين أو أصحاب النفوذ. لذلك فإن أهم خطوة هي أن تُعلن الحكومة—من اليوم الأول—أن هذه المدينة ليست ساحة مفتوحة للمصالح الخاصة، بل مشروع عام له ضوابط صارمة لا تتغيّر بتغيّر الأشخاص.
ويجب أن تقوم فلسفة المدينة على تخطيط عمراني حديث، يراعي احتياجات الناس لا رغبات السوق فقط: طرق مخدومة، نقل عام فاعل، بنية تحتية ذكية، مساحات خضراء، مدارس، مرافق صحية، ووحدات سكنية تتناسب مع رواتب موظفي القطاعين العام والخاص، دون قوالب إسمنتية تُكرّر أخطاء مدن التوسع العشوائي. فالمشاريع العمرانية الناجحة لا تُبنى بالمباني وحدها، بل تُبنى بنظام حياة متكامل يحفظ كرامة الإنسان ويتيح له مسكنًا، وفرصة، ومستقبلًا.
مقالات ذات صلة وصفيُّ التَّلِّ…أيقونة الاردنيين..! 2025/11/29ولتعزيز جودة هذا المشروع وضمان شموليته، من الضروري إشراك جميع القطاعات المهنية المعنية. فوجود نقابة المهندسين، ونقابة الجيولوجيين، ونقابة المقاولين، إلى جانب المؤسسات المهنية الأخرى، ليس ترفًا، بل ضرورة لضمان جودة التخطيط والتنفيذ. كما أن إشراك القطاع الأكاديمي—من جامعات وكليات متخصصة في التخطيط الحضري والهندسة والجيولوجيا—يمنح المشروع رؤية علمية محايدة بعيدة عن الضغوط، ويضمن أن تكون المدينة قائمة على أسس حديثة ومدروسة.
بهذا النهج، يتحول المشروع من مبادرة حكومية إلى مشروع وطني تشاركي تُسهم فيه الخبرات المحلية بكامل طاقتها.
والأهم من ذلك كله أن يُصان المشروع من الداخل قبل الخارج. على الحكومة أن تضع نظامًا تشريعيًا واضحًا يمنع تضارب المصالح، ويمنع كل مسؤول أو موظف أو جهة مطلعة على تفاصيل المدينة من التملك أو المتاجرة ضمن نطاقها خلال فترة عمله. هذا ليس تشكيكًا بأحد، بل حماية للمشروع، ودرعًا يمنع أي استغلال، ويعيد الثقة التي تضررت في تجارب سابقة. فالمدينة إن فقدت عدالتها في بداياتها، لن تستعيدها لاحقًا مهما كانت المخططات جذابة.
ولكي تكون عمرة مدينة حقيقية للناس، يجب أيضًا أن تُراعى فيها العدالة السكانية والاجتماعية:
الفئات محدودة ومتوسطة الدخل أولًا، الشباب المقبلون على الزواج، الموظفون الباحثون عن استقرار، والعاملون الذين أعاقتهم الأسعار عن التملك.
أما المستثمرون الكبار، فدورهم يجب أن يكون في البنية التحتية والخدمات، لا في الاستحواذ على الأراضي أو المضاربة عليها.
مدينة عمرة ليست مجرد مبانٍ؛ بل اختبار لإرادة الدولة في كسر نمط قديم من المشاريع التي بدأت بالناس وانتهت إلى غيرهم.
هي فرصة لإثبات أن التخطيط الحضري يمكن أن يكون عادلًا، وأن التنمية يمكن أن تُصاغ بحيث ترفع الجميع لا فئة محددة.
إذا صانتها الحكومة من يومها الأول، وجعلت بوصلتها المواطن، وحددت خطوطًا حمراء ضد الفساد والتجاوزات، وأشركت النقابات المهنية والجامعات في صياغة رؤية المدينة، فستكون عمرة مدينة نموذجية تُعيد الأمل لشباب الأردن.
أما إن تُركت بلا ضوابط ولا شراكات، فإنها ستكرر أخطاء الماضي، وسيضيع الهدف النبيل بين الأسماء اللامعة والمصالح الخفية.