الجزيرة:
2025-07-31@03:13:25 GMT

التوتر التركي الإسرائيلي.. 6 أسئلة لفهم الأزمة

تاريخ النشر: 9th, April 2025 GMT

التوتر التركي الإسرائيلي.. 6 أسئلة لفهم الأزمة

الجزيرة نت- يكشف تتبع مسار العلاقات التركية الإسرائيلية عن ديناميكية تتسم بالمد والجزر المستمر، ففي قمة دافوس عام 2009، انقطعت العلاقات بالكامل إثر احتجاج الرئيس رجب طيب أردوغان الشهير بعبارة "دقيقة واحدة".

ومع مشروع "اتفاقيات أبراهام" الذي أطلقه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 2020 كمبادرة لمصالحة إسرائيل مع دول المنطقة، دخلت العلاقات التركية الإسرائيلية في اتجاه نحو التحسن.

ولكن، بعد الحرب الإسرائيلية على غزة التي وصفتها تركيا بالإبادة الجماعية، قُطعت العلاقات، وتم سحب السفراء بشكل متبادل. وأصبحت تركيا واحدة من الدول التي أبدت أشد ردود الفعل ضد إسرائيل على كافة الأصعدة السياسية والدولية.

1- لماذا ازدادت معارضة تركيا في إسرائيل؟

وبعد وقوف تركيا إلى جانب شعب غزة وانتقادها الشديد لإسرائيل، أصدر السياسيون بيانات انتقادية متبادلة، فقد صدرت تصريحات في إسرائيل على مستوى الوزراء ورئيس الوزراء استهدفت أردوغان وتركيا، وردت تركيا بالمثل.

غير أن التوتر الحقيقي بدأ بعد الإطاحة بالرئيس السوري المخلوع بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، فبعد أن اتضح أن تركيا هي الدولة التي تقف وراء دعم المعارضة السورية، بدأت إسرائيل مبادرات مختلفة لمنع نفوذها.

إعلان

واتفقت إسرائيل مع الولايات المتحدة على عدم قيام تنظيم وحدات حماية الشعب الكردية بإلقاء السلاح. وحاولت إسرائيل تحريض الأقليات الدرزية والعلوية والكردية والضغط على حكومة دمشق.

وقصفت إسرائيل بشكل مباشر أصولا عسكرية في سوريا، كما نفذت عمليات عسكرية مباشرة ضد احتمالية قيام تركيا بإنشاء قواعد عسكرية وبناء أنظمة دفاع جوي وتعميق نفوذها في سوريا، وأعلنت أن هذه العمليات بمثابة تحذير لتركيا، وهو ما يعني أن إسرائيل عادت إلى موقف تعتبر فيه تركيا تهديدا أمنيا وعدوا لها.

2- كيف واجهت تركيا الموقف الإسرائيلي العدواني؟

وردت تركيا على المواقف الإسرائيلية العدوانية والاستفزازية بالمثل على كافة الأصعدة. وبذلت جهودا لدفع الدول الإسلامية إلى تطبيق حظر وعقوبات ضد إسرائيل، لكن ذلك لم يتحقق.

كما نُفذت عمليات أمنية جدية داخل تركيا ضد عملاء إسرائيليين، وأُلقي القبض على عدد كبير من الأشخاص. وقُطعت العلاقات التجارية مع إسرائيل، وتم حظر جميع عمليات دخول البضائع وخروجها.

وقدمت تركيا دعما مباشرا للحكومة السورية الجديدة لمنع اندلاع اضطرابات داخلية في سوريا. وبدأ الجيش التركي أعمال إنشاء قواعد عسكرية داخل سوريا، ونفذ أعمالا ميدانية مشتركة مع الجيش السوري.

وبدأت منظمة الاستخبارات الوطنية التركية بالتعاون مع رئاسة المخابرات السورية في مجالات الدعم اللوجستي، وتبادل المعلومات، وأنشطة التدريب. ودخل رجال الأعمال الأتراك في نشاط مكثف لتعزيز الاقتصاد السوري.

وفي هذا الصدد، لا تزال المحادثات مع الولايات المتحدة مستمرة لوقف العدوانية الإسرائيلية.

3- هل تتخلى تركيا عن إنشاء قواعد عسكرية في سوريا؟

وبدأ التعاون الذي كان يجري بشكل غير معلن بين تركيا والحكومة السورية الجديدة يأخذ طابعا رسميا بعد تولي أحمد الشرع منصب رئيس الدولة رسميا.

وتُعد اتفاقية التعاون الدفاعي أهم هذه الخطوات؛ حيث يعقد المسؤولون العسكريون في البلدين اجتماعات مستمرة بهذا الخصوص.

إعلان

وتتم مناقشة تفاصيل مثل حجم القوات العسكرية التركية التي ستتمركز هناك، وأماكن نشر أنظمة الدفاع الجوي، ومواقع القواعد العسكرية، وحجم المساعدات العسكرية التي ستقدم.

ونظرا لأن تركيا تعتبر الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية تهديدا ضدها، فإنها تريد وقف إسرائيل عند الحدود السورية. لذلك، فإن تخليها عن هذه الأعمال غير وارد، ولا سيما بعد عدم حصول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الدعم اللازم من ترامب خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، فإن هذه الأعمال ستتسارع بشكل أكبر وسيتم إنشاء القواعد العسكرية.

4- هل يمكن لإسرائيل قصف القواعد العسكرية التي ستقيمها تركيا؟

تشن إسرائيل هجمات مستمرة بهدف تقويض البنية التحتية العسكرية للحكومة السورية التي هي في موقف ضعيف، لكن هذه الهجمات لم تحدث قط حتى الآن في شمال سوريا حيث ينتشر الجنود الأتراك.

ورغم أن إسرائيل تقول إنها ستتدخل في حال أقامت تركيا قواعد عسكرية، فإن هذا ليس بتلك السهولة، فمن غير الممكن لإسرائيل الدخول في صدام مع تركيا بقواتها العسكرية وحدها دون القوة العسكرية للولايات المتحدة.

وسترد تركيا بشكل مباشر على أي هجوم يستهدف أصولها العسكرية. إضافة إلى ذلك، ولكونها عضوًا في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، فقد يصبح الحلف أيضًا طرفًا في هذا الصدام بموجب المادة الخامسة.

ولا يمكن لإسرائيل أن تجازف بالدخول في صدام ساخن مع تركيا رغما عن الناتو والولايات المتحدة، لكن قد يدخل البلدان في حرب استنزاف عبر حرب بالوكالة؛ حيث تحتفظ إسرائيل بسيطرتها على تنظيم "حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب" لاستخدامهما لهذا الغرض. ولهذا السبب تصر تركيا على أن تلقي وحدات حماية الشعب الكردية السلاح.

5- ما توازن القوى العسكرية بين إسرائيل وتركيا؟

وتتفوق القوة العسكرية التركية بشكل لا يقارن على نظيرتها الإسرائيلية، ففي تصنيف أقوى جيوش العالم، يحتل الجيش التركي المرتبة الثامنة، بينما تحتل إسرائيل المرتبة الـ15.

إعلان

وتعد تركيا ثاني أكبر جيش في حلف الناتو بعد الولايات المتحدة. وفي الآونة الأخيرة، أصبحت تركيا رائدة عالميا في مجال الطائرات المسيّرة متجاوزة إسرائيل.

وفي الصناعات الدفاعية، تلبي تركيا 80% من احتياجاتها الخاصة، بينما تعتمد إسرائيل بشكل كامل على الولايات المتحدة. ومن حيث الموارد البشرية والاقتصاد أيضًا، تتفوق تركيا بفارق واضح.

6- ماذا سيحدث؟

ترغب إسرائيل في مواصلة هجماتها الرامية إلى زعزعة استقرار سوريا. أما تركيا، كحليف قوي، فستدعم إعادة إعمار سوريا وتنميتها. لذلك، يرجح أن يستمر التجاذب بين البلدين عبر الساحة السورية في الوقت الحالي.

وليس من الممكن لإسرائيل، التي تحارب على 4 جبهات، وتُعاني من إرهاق مواردها البشرية، ويتقلص اقتصادها بنسبة 20%، ويُتوقع أن تصل تكلفة حربها إلى 400 مليار دولار، أن تستمر في هذا الوضع لسنوات طويلة أخرى.

وبالنظر إلى التوازنات الاقتصادية المتدهورة في العالم أيضا، يبدو من الصعب على الولايات المتحدة الاستمرار في تمويل حرب إسرائيل بشكل أكبر.

ونظرا لأن نتنياهو سياسي يعتمد وجوده على الحرب، فإن سقوطه من السلطة سيؤدي إلى انسحاب إسرائيل من مناطق الحرب والصراع.

ويمكن لتركيا، باقتصادها الأقوى، وبيئتها الخالية من الإرهاب، وهيكلها المستقر، الصمود في هذه العملية لفترة أطول.

ومن المرجح أن تضطر إسرائيل، ربما بتأثير من الولايات المتحدة، إلى التوقف عن مهاجمة الدولة السورية المستقلة، في حين ستعزز تركيا حضورها في مستقبل سوريا من خلال إقامة قواعد عسكرية هناك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة قواعد عسکریة فی سوریا

إقرأ أيضاً:

وزير الطاقة التركي: سنزوّد سوريا بالغاز الأذربيجاني اعتباراً من 2 آب

أنقرة-سانا

أعلن وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار، أن بلاده ستبدأ بتزويد سوريا بالغاز الطبيعي القادم من أذربيجان عبر ولاية كيليس التركية، اعتباراً من الثاني من آب المقبل.

ونقلت وكالة الأناضول عن بيرقدار قوله اليوم للصحفيين: “بعد إتمام الإجراءات اللازمة سنزوّد سوريا بنحو 900 ميغاواط من الكهرباء، بما يغطي احتياجات 1.6 مليون منزل، واعتباراً من الثاني من آب سيبدأ تصدير الغاز الطبيعي القادم من أذربيجان إلى محافظة حلب السورية عبر ولاية كيليس التركية”.

ولفت بيرقدار إلى أن “خط الغاز الطبيعي الممتد من ولاية كيليس إلى محافظة حلب اكتمل في أيار الماضي، وأن التدفق الأول للغاز سيبدأ عبر هذا الخط”، مضيفاً: إن تركيا ستتعاون مع أذربيجان وقطر في هذه المرحلة.

وأشار المسؤول التركي إلى أن الهدف من توريد الغاز الطبيعي الأذربيجاني هو زيادة إمدادات الكهرباء في سوريا من 3-4 ساعات يومياً فقط حالياً إلى 10 ساعات، مؤكداً أن بلاده تلعب “دوراً فعالاً” في عملية إعادة بناء البنية التحتية للطاقة في سوريا.

وأشار بيرقدار إلى أن تركيا تصدر حالياً الكهرباء إلى شمال سوريا، وتخطط لزيادة هذا التصدير إلى 280 ميغاواط عبر الخطوط الحالية، موضحاً أن العمل جار لإعادة تفعيل “خط بيريجيك-حلب” الذي كانت قدرته نحو 500 ميغاواط وكان يستخدم في السابق.

وأضاف الوزير التركي: “سنكون قادرين على توليد 1200 ميغاواط من الكهرباء باستخدام 6 ملايين متر مكعب من الغاز”، مؤكداً أن مشاريع الطاقة ستلعب دوراً مهماً في عودة الحياة إلى طبيعتها في المنطقة وتسريع عودة السوريين إلى بلادهم.

وفي الـ 12 من تموز الجاري، وقعت دمشق مذكرة تفاهم مع شركة النفط الأذربيجانية “سوكار” (حكومية) لتوريد الغاز الطبيعي، على هامش زيارة رسمية أجراها السيد الرئيس أحمد الشرع إلى باكو.

ووقع مذكرة التفاهم وزير الاقتصاد الأذربيجاني، رئيس مجلس الرقابة في شركة “سوكار” ميكائيل جباروف، ووزير الطاقة السوري محمد البشير.

وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان 2025-07-30najwaسابق الموارد المائية بحماة تباشر تركيب محطة رصد مناخي في سلمية انظر ايضاً تركيا تعزز أسطولها للطاقة بسفينتي تنقيب من الجيل السابع

أنقرة-سانا أعلن وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار، تعزيز أسطول الطاقة لبلاده بسفينتي …

آخر الأخبار 2025-07-30وزير الطاقة التركي: سنزوّد سوريا بالغاز الأذربيجاني اعتباراً من 2 آب 2025-07-30الموارد المائية بحماة تباشر تركيب محطة رصد مناخي في سلمية 2025-07-30محافظة دمشق: بدء نقل مكب النفايات في باب شرقي إلى موقع بديل 2025-07-30المالية: استئناف منح براءات الذمة لنقل الملكيات العقارية بدءاً من الأحد المقبل 2025-07-30مدير الأمانة العامة للشؤون السياسية يلتقي عدداً من الناشطات في دمشق وريفها 2025-07-30النرويج تدعو دول العالم إلى الاعتراف بدولة فلسطين 2025-07-30توقيع عقد استثمار بين الهيئة العامة للطيران المدني وشركة “فليك” للإعلان الطرقي 2025-07-30وصول حافلات إلى معبر بصرى الشام الإنساني تتجه إلى السويداء لإجلاء أشخاص أردنيين وأمريكيين 2025-07-30وزير الطاقة: سوريا تبدأ استقبال 3.4 ملايين م3 من الغاز الأذري عبر تركيا اعتباراً من 2 آب المقبل 2025-07-30الشركة العامة لكهرباء ريف دمشق تنفذ أعمال زيادة استطاعة محوّلات عدة

صور من سورية منوعات اكتشاف بصمة يد عمرها 4 آلاف عام على أثر طيني مصري 2025-07-28 رجل صيني يثير جدلاً بتحويل سيارته إلى حوض أسماك متنقل 2025-07-28
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • مجلس الأمن القومي التركي: استمرار دعم الحكومة السورية في مساعيها لضمان وحدة البلاد وسلامتها واستقرارها
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: الإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس الشرع تعمل بشكل متواصل لحل جميع المشكلات التي تواجه الشعب السوري، وخاصة الاقتصادية منها، بهدف دفع عجلة التنمية وتحسين نوعية حياة المواطنين
  • وزير الطاقة التركي: سنزوّد سوريا بالغاز الأذربيجاني اعتباراً من 2 آب
  • تصاعد التوتر التركي-الإسرائيلي.. هل تقف المنطقة على شفير مواجهة مباشرة؟
  • تصاعد التوتر التركي الإسرائيلي.. أردوغان يتحدى مشاريع الاحتلال في سوريا
  • ساكاليان لـ سانا: زيارة فريق اللجنة الذي ضم مختصين من مجالات متعددة لمحافظة السويداء شكلت فرصة لفهم الوضع بشكل أفضل وتوسيع نطاق الاستجابة لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً، وذلك بالتعاون الوثيق مع الهلال الأحمر العربي السوري
  • تركيا تنضم إلى "بيان بوغوتا" لمجموعة لاهاي المناهضة لـ"إسرائيل"
  • الضحاك: الاحتلال الإسرائيلي يواصل محاولة ضرب الوحدة الوطنية السورية وعرقلة جهود ترسيخ الاستقرار
  • نائب وزير الخارجية التركي: تمكين دولة فلسطين يستدعي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي
  • المنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا الدكتور آدم عبد المولى لـ سانا: تواصل الأمم المتحدة جهودها في حشد الدعم وتعزيز التنسيق مع السلطات السورية لضمان استمرارية الاستجابة الإنسانية جراء الوضع في محافظة السويداء