أصدرت محكمة تركية أحكامًا بالسجن تصل إلى 100 عام بحق خلية تجسس مكونة من عائلة من ثلاثة أفراد وثلاثة آخرين، بتهمة التجسس لصالح جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” وجمع معلومات استخباراتية عن أهداف مختلفة، وفقًا لوسائل إعلام تركية.

وحسب صحيفة “ديلي صباح”، “تم اعتقال المشتبه بهم في أبريل الماضي في عملية نفذتها وكالة الاستخبارات الوطنية التركية (MIT) في إسطنبول”، وكان المشتبه بهم من بين ثمانية أفراد اعتُقلوا خلال العملية التي استهدفت شبكة تجسس متورطة في جمع معلومات حساسة.

ووفق الصحيفة، “قد حُكم على أحمد إرسين توملوجالي، صاحب شركة تأمين، بالسجن لمدة 22 عامًا وستة أشهر لقيادته الشبكة التي ضمت زوجته وابنة زوجته، بالإضافة إلى ثلاثة آخرين، وتم تخفيف العقوبة إلى 18 عامًا وتسعة أشهر بناءً على “حسن السلوك”، كما تم الحكم على زوجته، بينان توملوجالي، بالسجن 16 عامًا وثمانية أشهر، وعلى الابنة ديلا سلطان شيمشك بالسجن 15 عامًا وسبعة أشهر و15 يومًا”.

وفقا للمحكمة، “فإن المتهمين شاركوا بنشاط في عمليات تجسس لصالح “الموساد”، حيث تواصلوا مع عملاء إسرائيليين وجمعوا معلومات سرية عن شخصيات وأهداف معينة، وبرئ أحد المتعاونين، بينما تم الحكم بالسجن 15 عامًا وسبعة أشهر و15 يومًا على ثلاثة آخرين متورطين”.

وذكر الادعاء “أن المجموعة كانت تعمل لصالح وحدة في “الموساد” مسؤولة عن العمليات الإلكترونية، وكان من مهامها الرئيسية مراقبة أهداف الموساد في تركيا عبر التصوير وجمع المعلومات الشخصية”. وقد أشارت لائحة الاتهام إلى أن “المشتبه بهم جمعوا معلومات عن أشخاص أجانب في تركيا، خصوصًا أولئك الذين فروا من بلادهم بسبب النزاعات”.

كما تم الكشف عن أن “توملوجالي كان على اتصال مع ضباط إسرائيليين عبر البريد الإلكتروني وسكايب، وشارك في عمليات مراقبة لمواطنين لبنانيين وسوريين وأذربيجانيين، بالإضافة إلى جمع وثائق رسمية من لبنان وتسليمها للموساد، وأشرف على عمليات تجسس في تركيا وجورجيا وألمانيا، وكان يتلقى أموالًا من العملاء الإسرائيليين مقابل خدماته”.

وتأتي هذه القضية في وقت حساس، حيث تكشف التحقيقات السابقة عن عدة شبكات تجسس يديرها الموساد في تركيا، خاصة لاستهداف الفلسطينيين المقيمين في البلاد.

آخر تحديث: 12 أبريل 2025 - 13:39

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: تركيا وإسرائيل خلية تجسس لصالح إسرائيل محكمة تركية فی ترکیا

إقرأ أيضاً:

من عميل إلى موظف في الجيش.. قصة غريبة لجاسوس اخترق الموساد

تُعد قصة زئيف أفني واحدة من أكثر قصص عالم المخابرات إثارة في تاريخ إسرائيل، ذلك أن الرجل بدأ حياته جاسوسا للاتحاد السوفياتي داخل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وانتهى به المطاف رائدا في تأسيس منظومة الصحة النفسية داخل الجيش الإسرائيلي.

وفي تقرير مطول، تناول موقع واينت نيوز التابع لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية جانبا من سيرة أفني الذاتية ونشاطه التجسسي لصالح السوفيات، ثم تطوعه بعد العفو عنه للعمل مختصا نفسيا في الجيش الإسرائيلي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2طالبة من غزة تحرم من السفر إلى بريطانيا لسبب غريبlist 2 of 2كاتبة بريطانية: شباب الغرب أصبحوا يفضلون اليمين المتطرف على الديمقراطيةend of list

تقول الصحيفة إن زئيف أفني عاش معظم سنوات حياته متخفيا وراء أسماء مستعارة وولاءات متضاربة، وظل يحمل سرا عميقا لم يشك أحد من زملائه الأقربين في حقيقته.

رأى زئيف أفني، المولود باسم وولف غولدشتاين، النور لأول مرة في عام 1921 بمدينة ريغا عاصمة لاتفيا، ونشأ في سويسرا داخل أسرة يهودية يسارية النزعة.

وبينما انجذب كثير من يهود جيله نحو الصهيونية، جنح هو نحو الاتجاه المعاكس حيث تبنى الشيوعية فكرا، متأثرا بنشاط شقيقه الأكبر في صفوفها.

وخلال الحرب العالمية الثانية، لفتت مهاراته اللغوية وولاؤه للماركسية أنظار الاستخبارات العسكرية السوفياتية التي جنّدته ودربته على أساليب التجسس وإدارة الهويات السرية.

وبعد انتهاء الحرب، واقتراب تأسيس دولة إسرائيل عام 1948، كلّفته موسكو بمهمة جريئة، وهي التسلل إلى الدولة الجديدة وبناء حياة كاملة داخلها حتى يتمكن لاحقا من نقل أسرارها إلى الاتحاد السوفياتي.

وقد عمد إلى تغيير اسمه إلى زئيف أفني -وهي الترجمة العبرية لاسمه الأصلي "وولف" (ويعني "الذئب")- وهاجر إلى فلسطين مع زوجته وطفله، متقمصا دور المهاجر الصهيوني المثالي.

أُدين أفني بالتجسس وحُكم عليه بالسجن 14 عاما في محاكمة سرية. لكن تحوّله الحقيقي بدأ خلف القضبان، حين قرأ خطاب الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف الذي أدان فيه جرائم سلفه جوزيف ستالين.

وهناك استقر في كيبوتس هزوريع، حيث وفرت له الحياة الجماعية الاشتراكية غطاء أيديولوجيا مريحا.

بيد أن حماسه الشيوعي المفرط قاده إلى ارتكاب ما اعتبرته يديعوت أحرونوت "خطأ قاتلا"، إذ باح لأحد رفاقه بحقيقته كعميل لصالح الاتحاد السوفياتي. فاجتمع أعضاء الكيبوتس وقرّروا طرده، لكنهم امتنعوا عن إبلاغ السلطات، وهو القرار الذي سيدفع ثمنه جهاز الأمن الإسرائيلي.

إعلان

وبعد مغادرته الكيبوتس، انضم أفني إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية، مما أتاح له الوصول إلى وثائق دبلوماسية ومعلومات حساسة.

وفي خمسينيات القرن الماضي، خدم في سفارات إسرائيل في بروكسل وأثينا وبلغراد، حيث بدأ بإرسال تقارير سرية إلى موسكو تتعلق بالصفقات العسكرية والعلاقات مع الحكومات الأوروبية. لم يكن دافعه ماديا، بل أيديولوجيا صرفا نابعا من إيمانه بالشيوعية وعدائه لما رآه دولة رأسمالية متحالفة مع الغرب.

وتشير تقارير لاحقة إلى أنه شارك في "عملية ديموقليس"، وهي حملة نفذها الموساد في أغسطس/آب 1962 لإحباط مشروع العلماء الألمان الذين عملوا على تطوير صواريخ لمصر الناصرية.

لكن أفني، الذي رأى في مصر حليفا للاتحاد السوفياتي، يُعتقد أنه تلاعب ببعض تفاصيل العملية، مما أدى إلى فشلها في مراحلها الأولى.

وفي عام 1956، انكشف أمره بفضل رئيس الموساد آنذاك، إيسر هارئيل. وخلال لقاء اعتيادي بين أفني وهارئيل في تل أبيب، التقط الأخير إشارة غامضة في حديثه.

فابتكر خطة نفسية وصفت بالجريئة، حيث استدعاه لاحقا إلى مكان معزول خارج تل أبيب، وهناك أقنعه بأن الموساد يمتلك أدلة قاطعة على تجسسه.

لم تكن هناك أدلة، لكن نبرة هارئيل وثقته زلزلتا أعماق أفني. وبعد ساعات من الضغط النفسي، انهار واعترف بكل شيء، ليسأله في النهاية مذهولا: "كيف عرفتم؟" فرد هارئيل بابتسامة هادئة: "لم نكن نعلم، أنت من أخبرنا".

أُدين أفني بالتجسس وحُكم عليه بالسجن 14 عاما في محاكمة سرية. لكن تحوّله الحقيقي بدأ خلف القضبان، حين قرأ خطاب الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف الذي أدان فيه جرائم سلفه جوزيف ستالين.

وفي تلك اللحظة، تزعزعت قناعاته الشيوعية، وزاد انهياره النفسي بعد زيارة شقيقه الشيوعي الذي وبّخه قائلا: "بعد ألفي عام نحصل على دولة، وأول ما تفعله هو محاولة تدميرها؟".

في السجن، وجد أفني خلاصه في علم النفس. درس بجد، وحصل على شهادة جامعية، وبدأ يرى في العلاج النفسي وسيلة "للتكفير عن ذنوبه".

وبعد 10 سنوات نال عفوا رئاسيا، ليخرج إلى مجتمع تغيّر كثيرا، لكنه قرر أن يكرّس ما تبقى من حياته لخدمة من حاول يوما "خيانتهم"، على حد تعبير يديعوت أحرونوت.

وخلال حرب أكتوبر عام 1973، تطوّع أفني للعمل مختصا نفسيا ميدانيا في جبهة سيناء، حيث قدّم الدعم لجنود يعانون من الصدمة والهلع وفقدان الرفاق. وساهم فيما بعد في تأسيس قسم الصحة النفسية في الجيش الإسرائيلي.

نشر أفني لاحقا مذكراته بعنوان "الراية الكاذبة"، والتي كتبها بالاشتراك مع محققه السابق يهودا براغ، كاشفا فيها عن رحلته من عالم الجاسوسية إلى الطب النفسي. وعاش بقية حياته بهدوء حتى وفاته عام 2007، "تاركا وراءه إرثا مثيرا للجدل".

مقالات مشابهة

  • تركيا: عجز الموازنة يتجاوز 1.2 تريليون ليرة خلال 9 أشهر
  • بقضية تجسس لصالح فرنسا وإسرائيل.. إيران تصدر أحكاما بحق فرنسيين
  • أحكام مُتفاوتة .. القصة الكاملة في قضية رشوة مياه أسوان
  • إيران تحاكم فرنسيين بالتجسس لصالح إسرائيل: أحكام نارية ومصير غامض
  • إيران تصدر أحكاما بالسجن على فرنسيين بتهمة التخابر لصالح إسرائيل وفرنسا
  • رئيس جامعة سوهاج ينفذ أحكام القضاء لصالح الإداريين ويؤكد: احترام القانون التزام دستوري وأخلاقي
  • تأييد أحكام بالسجن للمتهمين فى قضية رشوة مياه أسوان
  • تركيا تخصص إيرادات مباراة المنتخب مع جورجيا لصالح غزة
  • تركيا تعلن تخصيص إيرادات مباراة المنتخب مع جورجيا لصالح غزة
  • من عميل إلى موظف في الجيش.. قصة غريبة لجاسوس اخترق الموساد